المحتوى الرئيسى

محمد حامد البديوي يكتب: 7 مفاتيح للسعادة.. رغم بساطتها قد لا نلتفت إليها | ساسة بوست

06/08 21:18

منذ 1 دقيقه، 8 يونيو,2015

في المقال السابق المعنون السعاده بين مطرقه الحقيقه وسندان الوهم http://bit.ly/1eTACaZ تناولنا فكره المواءمه التي اشارت اليها “سونيا لوبورميسكي” والتي تعني عدم وجود وصفه سحريه للوصول للسعاده تصلح لكل فرد، اي ان السعاده ليست محصله لمعادله رياضيه.

يقول استاذ علم النفس “داكير كيلتنر” لو افترضنا وجود جهاز للسعاده، ووظيفه هذا الجهاز هي جعل الانسان سعيدا بمجرد الضغط علي مجموعه من المفاتيح، هل ستقوم بالضغط علي تلك المفاتيح؟

فيما يلي محاوله لاستعراض بعض تلك المفاتيح التي قد تؤدي الي اسعادنا وان كان بدرجات متفاوته تبعا لخصوصيه كل فرد

“Connection is why we are here” الترابط هو سبب وجودنا هنا

تشير العديد من الدراسات الاجتماعيه الي الترابط القوي بين السعاده وبين الترابط الاجتماعي مع الاخرين، بينما ترتبط العزله بالقلق المزمن واضطرابات النوم وتقلب الحاله المزاجيه، وهو ما اكدته دراسه قام بها كل من “ايد داينر” و”مارتي سيلجميناند” بعنوان الاشخاص الاكثر سعاده، ماذا يفعلون؟ وجدوا ان الاشخاص السعداء قليلا ما يقضون اوقاتا بمفردهم. دراسه اخري قام العالم “ميهالي سيزيكسينثمالي” اشارت انه بسؤاله للاشخاص عما يفعلون يوميا، ومقدار ما تضيفه تلك الافعال لسعادتهم جاء في المركز الاول التحدث مع صديق.

علي نقيض التصور العام بان ترك الفرد وحيدا يجعله يهدا من المثرثرات السلبيه تشير دراسه قام بها كل من “مات ليبرمان” و”ناعومي ايزينبرج” ان العزله والوحده تنشط نفس الاجزاء الحسيه في المخ المسؤوله عن الشعور بالالم.

وبشكل عام فان التواصل الاجتماعي يحسن ويقوي العديد من الانشطه الجسديه والعصبيه وفي هذا السياق يؤكد ” كيلتنر” ان الترابط والتواصل القوي يؤديان الي زياده النشاط فيما يعرف بالعصب الحائر “the vagus nerve” وهي مجموعه من الاعصاب التي تمتد من اعلي الحبل الشوكي عبر عضلات الرقبه ومسؤوله عن عده عمليات حيويه كتنظيم بعض عمليات الهضم وتنشيط جهاز المناعة وتنظيم العلاقه بين القلب والتنفس.

2- الاحسان والشفقه تجاه الاخرين

الشفقه هي احساس داخلي نشعر به عندما نجد شخصا ما يتعرض للالم اوالمعاناه مع وجود رغبه حقيقيه في رفع المعاناه عن هذا الشخص، وبذلك تختلف عن الشعور بالتعاطف الذي يعني التفهم العام لمشاعر الاخرين.

في بحثها في تاريخ الاديان تشير “كارين ارمسترونج” الي الشفقه باعتبارها مدخلا انسانيا – تكاد تجمع عليه الافكار الدينيه علي اختلافها – لسعاده الانسان. فقد اكدت الديانات السماويه والوضعيه علي القاعده الذهبيه بان تعامل الناس بما تحب ان يعاملوك به. وبالفعل لم يخلُ دين او فلسفه من حث الناس علي التعامل بالحسني والاحسان للاخرين.

ولكن كيف تؤثر الشفقه علي سعادتنا الداخليه؟ يشير “كيلتنر” الي ان المشاعر الايجابيه تجاه الاخرين كالشفقه والعطف عليهم تؤدي الي انخفاض احتماليات الاصابه بالقلق والوحده وتعمق الاحساس الايجابي لدي الفرد كما تقلل من احتماليه الاصابه بالاكتئاب.

ولعل الدراسه التي قامت بها الباحثه بجامعه كولومبيا “اليزابيث دان” تؤكد علي اهميه الاحسان للاخرين فقامت باعطاء 20 دولار، لمجموعه من المبحوثين، ولكل مشارك الاختيار اما انفاقها علي نفسه او التبرع بها وانفاقها علي الاخرين وكانت النتيجه ان من قاموا بالانفاق علي الاخرين سجلوا درجات اعلي في شعورهم بالسعاده.

وجدير بالذكر ان التواصل الرحيم مع الاخرين يؤدي الي نتيجه اشبه بالحصول علي مكافاه وهو ما اكدته دراسه الباحث الاقتصادي “بيل هارباو” عندما قام باستعراض التغيرات التي تحدث في العقل علي اثر تغير سلوك الفرد المالي، فوجد ان الخلايا العصبيه التي تنشط في حال الحصول علي المال هي نفسها وبنفس الدرجه الخلايا التي تنشط في حاله ما قمنا بالتبرع والانفاق علي اخرين.

وفي نفس السياق دراسه قام بها كل من “ناعومي ايزينبيرج” و “نريستان ايناجكي” ان الاشخاص الذين يولون الاخرين دعما معنويا يتولد لديهم احساس عام بالاثابه كالذي يعادل الحصول علي شيء مفقود منذ فتره.

الامتنان هو حاله من العرفان تنتج عن سلوكيات تطوعيه ومقصوده يقوم بها الاخرون تجاهنا. ويعد الشعور بالامتنان هو احد الوسائل التي اثبتت فعاليتها في مقاومه الاكتئاب وزياده الشعور بالسعاده والفرح واكتساب خبرات جديده. ويري “ايمونز” ان جوهر الازمه يحدث عندما نتعامل مع حياتنا بمنطق الاستحقاق والمسلمات فيصبح كل ما يحدث لنا مفروغا منه ولا نستطيع تذوق المشاعر الايجابيه في سلوكيات الاخرين تجاهنا.

وفي هذا السياق يقول “روبرت ايمونز”: “بعض الاشخاص لديهم نزعه تجاه انفسهم بعدم الامتنان لاحد وان كل ما يحدث لهم من امور جيده يقع في دائره استحقاقهم لهذه الامور ومن ثم يشعرون بان احسان الاخرين اليهم هو شيء بديهي وطبيعي، ولا يستطيعون تخيل حياتهم بشكل مغاير بدون عطاء ومنح الاخرين وهنا تكمن الازمه”.

في دراسه قام بها “ايمونز” مع “مايك ماكولو” طلب من المشاركين ذكر قائمه اسبوعيه بخمسه امور شعروا بالامتنان لها لمده 10 اسابيع وتم تقسيم المشاركين لمجموعتين اساسيتين الاولي لديها توجه ايجابي تجاه الامتنان والاخري لديها التوجه المعاكس وبنهايه التجربه جاءت نتائج المجموعه الاولي اكثر تفاؤلا واستمتاعا بالحياه وكانت اكثر سعاده بنسبه 25%.

وفي دراسه اخري قام بها “ايمونز” طلب من المشاركين ان يحتفظوا بسجل يومي لتسجيل مسائل شعروا بالامتنان لها لمده اسبوعين وبنهايه التجربه حدث تحول ايجابي للمشاركين فصاروا اكثر حماسا ورغبه في الاستمتاع بالحياه فضلا عن رغبتهم في مساعده الاخرين بشكل ملحوظ، من ناحيه اخري تشير “ويندي بيري منديز” في دراساتها عن الامتنان انه كلما شعر الشخص بالعرفان اكثر تجاه الاخرين كلما كان اقل عرضه للاصابه بالاكتئاب وامراض ضغط الدم والكوليسترول كما اشارت الي وجود علاقه ايجابيه بين الامتنان وبين العصب الحائر “vagus nerve” المسؤول عن العديد من العمليات الحيويه كما ذكرنا من قبل.

كذلك تشير الدراسات ان الاشخاص الذين يشعرون بالامتنان والعرفان للاخرين يتم النظر اليهم بشكل دائم باعتبارهم مساندين وايجابيين ولديهم نزعه اصيله لمساعده الاخرين بشكل طوعي.

التسامح لا يعني اعفاء المخطئ من مسؤوليته او نسيان ما حدث من اساءه وانما المقصود هو تقبلنا لما حدث والمضي قدما وتجنب الخطا مع عدوم الجنوح نحو الانتقام، وبذلك يختلف التسامح عن المصالحه.

يشير “فريدريك لوسكين” الي ان التسامح هو اختيار بين الوقوف في شرك الماضي بالامه ومعاناته او المضي قدما نحو الامور الاكثر ايجابيه، فالتسامح هو محاوله تحويل قواعد الماضي التي لا يمكن السيطره عليها الي امور حاليه نستطيع التحكم بمسارها وتوجيهها.

والتسامح يزيد من درجات الرضا الداخلي، يقلل من القلق الداخلي والاضطرابات النفسيه خاصه تلك المرتبطه بالرغبه في الانتقام والتي ما تكون كفيله بتدمير حياه المنتقم نفسه.

كثيرا ما نقع فريسه لتشتت الذهن وسفره عبر الماضي والمستقبل في تخيلات وتحليلات واحكام تصرفنا عن الواقع الحالي وهي اما تجعلنا اسري لماض تولي او رهائن مستقبل غير منظور. ويعرف “جون كابات زين” الانتباه الذهني هو حاله من التفهم الواعي والقبول للحظه الحاليه دون شرود في افكار ماضيه او مستقبليه. ولا نعني هنا الوقوف ضد تامل المستقبل او التخطيط لما هو ات وانما الشرود وتعلق الذهن بالكثير من المشتتات والتي قد تصرفنا عن جمال اللحظه الراهنه ولعل ابرز واوضح مثال ما يحدث لنا عندما نقرر علي سبيل مثال المذاكره لامتحان فنجد العديد من الهواجس التي تحيط بالذهن وتشتت هدفه الاساسي كفحص كل وسائل التواصل الاجتماعي، او التواصل مع الاقارب او النوم لساعات قليله تنشيطا للذهن…الخ، كل تلك الافكار تؤدي الي صرف الانتباه وتشتيت الذهن عن هدف اللحظه الراهنه وهو المذاكره.

وتشير عده دراسات الي اهميه الانتباه والتركيز في تقليل كم المشاعر السلبيه التي تهاجم العقل وتعمل كحائط صد للافكار السلبيه وتجعلنا اكثر قدره علي الاستمتاع بالحاضر. جدير بالذكر ان الانتباه وممارسه التمارين اليوميه التي تزيد من حاله الحضور الذهني كالتامل لم يثبت لهما تاثيرا مباشرا علي المشاعر الايجابيه لدي الفرد، ولكنهما يعملان في اتجاه معاكس بكبح المشاعر السلبيه كالقلق والاكئتاب مما يؤدي الي تعميق الشعور بالرضا الداخلي.

يمكن ان نقول عن شخص ما انه منغمس في نشاط ما عندما تكون حواسه وتركيزه بالاساس منصبه علي نشاط او فعل او حدث حينها يصل التركيز الي اقصي مدي ويفقد معها الاتصال مع اي مؤثر خارجي قد يخرجه من تلك الحاله وهو ما عبر عنه “ميهالي سيزيكسينثمالي” باسمFlow وفي هذا السياق يقول “دانيال جولمان” انه عندما يصل الانسان لتلك الحاله يكاد لا يشعر الانسان باي مشاعر سلبيه من قلق او اضطراب جسدي او نفسي وتزداد بشكل واضح المشاعر الايجابيه، اذ عاده ما يرتبط هذا التدفق من المشاعر بهدف هام لصاحبه ومرغوب فيه، وعلي سبيل المثال يظهر اثر التدفق بوضوح بالعديد من الممارسات الدينيه والتي تجعل الانسان يسمو علي الماديات ويحلق في افاق اكثر رحابه مثلما يحدث في حالات التصوف والعباده والتامل التي قد تجعله يتناسي المؤثرات من حوله وتصل بتركيزه الي اعلي درجه، ولا ترتبط تلك الحاله بالشعائر الدينيه فحسب بل تتصل باي هدف سواء كان ترفيهيا او في العمل او الحياه الاجتماعيه.

لا يمكن تصور اي سعي انساني بدون هدف يسيطر عليه والا وُصف بالعبثيه، ولكن هل تسهم اهدافنا في مقدار السعاده المتحقق لدينا؟ بمعني اخر هل تختلف الاهداف فيما تحققه لنا من شعور بالرضا؟

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل