المحتوى الرئيسى

كوبا في الجول – باتيجول 91.. إعصار يجتاح سانتياجو

06/08 16:40

جابرييل عمر باتيستوتا كان يشغل وقته اثناء تقليم حشائش ملعب نيولز أولد بويز في مطلع ربيع عام 1988 حتي لا يفكر في سبب وجوده في ذلك النادي بعيداً عن اسرته.

مهاجم يلعب في الفريق الاول مساء وعامل نظافه وحفاظ علي العشب في الصباح، تاركاً مدرسته وبعيداً عن اسرته التي تعاني من أزمة اقتصادية مزمنه.

باتيستوتا ذلك الشاب العاق لكرة السلة وجد نفسه لاعباً للكره. بدين خلال فترات ظهور حب الشباب، فارع الطول بكثير من الشكوك حول جدواه كراس حربه طبقاً للمعايير الارجنتينيه.

كل ذكريات حي لا ريكونكيستا في مدينه روزاريو التي تنمو فيها المواهب علي نحو يومي، عاشق لبوكا جونيورز ولكن العرض الوحيد المقدم له لانتشاله من فقر نيولز هو من ريفربلات.

"جابي" لا يعرف ما اذا كان يحب لعب الكره بالفعل، ام انها مجرد وسيله لكسب الرزق.

بعدها بثلاث سنوات كان هناك شيئا جديدا، لديه صدي صوت في ملعب ناسيونال بالعاصمه التشيليه سانتياجو امام كولومبيا.

ليوناردو رودريجيز احد المواهب المدفونه في سان لورنزو يمرر كره ميللمتريه الي زميله في المنتخب، زميله فارع الطول ابن حي لا ركونكيستا صاحب الرقم 19.

تمريره علي بعد 20 متراً كان بامكان ذلك الاسم الجديد في كوبا امريكا 1991 ان يستخدم العديد من الاختيارات للتعامل معها لكن باتيستوتا استخدم السلاح الذي عرف به 13 عاماً تاليه.

لقد وضع باتستوتا الكره تحت قدميه دون ان تحيد متراً، ثم اطلق الكره بطريقه مباشره في مرمي رينيه هيجيتا.

الارجنتين كانت بحاجه لهدف حسم يضمن البطوله للمره الاولي منذ 27 عاماً بفريق مغامر هو افضل تجربه لضخ دماء شابه لمنتخب وطني عرفته الكره العالميه خلال ربع القرن الاخير.

الثواني الثلاثه التي استغرقها باتيستوتا لتسجيل ذلك الهدف في كولومبيا، كانت بمثابه اعلان عن قدوم جيل جديد لكره الارجنتينيه.

في توقيت شكك فيه الجميع بقدرات الفيو باسيلي مدرب الفريق انذاك ذلك الهدف تحديداً بدا كواحده من اغنيات فريق الروك الارجنتيني"اتاكيه 77"، في البومه الاهم "السماء يمكنها ان تنتظر" والذي صدر قبل عام من هذا الهدف.

"باتيجول" قالها صريحه بانه يمكنك ان تصبح راقصاً وجلاداً في نفس الوقت، رقه اللمسه التي يمكن ان يمتلكها ريكاردو بوتشيني ولكن عند التنفيذ فانه لا مجال للمفاوضات عند باتيستوتا.

يمكن احراز بهذه الطريقه من اي مكان من الملعب امام اي حارس، لا مجال لمزاجيات بورتشاجا او فالدانو او حتي كانيجيا.

باتيستوتا قدم "الفعاليه" لجمهور الكره اللاتيني باكثر الطرق جاذبيه!

انها الموجه الجديده لكره ارجنتينيه كانت تضم جلادا اخر باسم دييجو سيميوني، الي جانب حفنه من السحره من امثال ليناردو رودريجيز ودييجو لاتوري وداريو فرانكو.

وكان الارجنتين طوت صفحه مارادونا ، القابع في منزله يشاهد البطوله من تلفازه بعد ايقافه في ايطاليا، او فيما يعتبره البعض بدايه النهايه لدييجو.

باتيستوتا في 91 كان انتقاماً من المشككين بقدرات الارجنتين علي الحياه بعد فناء عرابها الخاص. انتقاماً شخصياً لمن شككوا بجديته كلاعب كره.

هدفه الاول في بارجواي بالدور الاول من تلك البطوله يجيب عن كل ما يتعلق بجديه مهاجمي التسعينات بشكل عام خلال ذلك العقد، حاله من القسوه المطوله للبقاء علي قيد الحياه كمحترف للعبه.

مستلماً تمريره ذهبيه بالكعب من كانيجيا علي اطراف المنطقه، امامه ثلاثه مدافعين، باتيستوتا لا يستخدم اسلوب المفاوضات من جديد. يصنع لنفسه مساحه لتخطيهم بلعبه واحده، وفي نفس الوقت زاويه للتسديد تتيح له تسجيل الهدف باكثر الاساليب المباشره، تسجيل الاهداف اقل تعقيداً مما يعتقده البعض.

باتيجول في "تشيلي 91" كان "كاتالوج" للمهاجم الذي عرفته التسعينات فيما بعد. مهاجم يجيد متابعه الكرات التائهه امام فنزويلا.

ركله الجزاء التي يتم اطلاقها كالرصاصه في نفس المباراه، كيفيه تحويل هجمه مرتده بدات من الحارس جويكوتشيا الي كانيجيا، ثم الي "جابي" في خمس ثواني. مرور رائع من اخر مدافع لتشيلي قبل انهاء اللعبه برقه بالغه علي الطريقه "البيرجكامبيه" علي يسار الحارس التشيلي.

هدف حاسم بالراس من العاب الهواء في البرازيل.

لمسه خفيفه محولاً تمريره ليناردو روديجيز الي هدف ارجنتيني رطب قلوب مشجعيه في مباراه كلاسيكيه عرفت خمسه اهداف وخمس حالات طرد. ركله حره من علي 40 متراً لبرانكو، من ضمن افضل الركلات الحره التي تم تسجيلها في تاريخ هذه البطوله العريقه.

انه ذلك الكاتالوج المنوع من باتيستوتا ضمن لقباً قارياً الي جانب ارسال ثمانيه لاعبين للاحتراف الاوروبي منهم جابي نفسه متجهاً الي فيورنتينا ليصبح اكثر قسوه في فتره من اكثر فترات الكالتشيو تعقيداً بالنسبه للمهاجمين.

قسوه قد تجعله يمر بفتره قحط خلال خمس مباريات في كوبا اميركا 1993 في الاكوادور لم يسجل بها سوي هدف واحد، ولكن هدفا واحدا في المكسيك بنهائي البطوله كفيل بتعريف القسوه الجديده التي تمتع بها باتيستوتا بعد اول عامين له في ايطاليا!

مطارداً كره ضاله تماماً في مواجهه مدافعين مكسيكين، ليستخلص كره مستحيله منهما منفرداً بالحارس المكسيكي خورخي كامبوس.

مسيره 40 متراً انتهت بهدف كسر حذر تلك المباراه وممهداً لهدف ثانٍ لباتيستوتا من كاتالوجه الخاص، مقدماً تفسيره الخاص لاستغلال المهاجمين لفكره المساحه، مستقبلاً رميه تماس سريعه من دييجو سيميوني ليستخدم "باتيجيول" جسمه في التعامل مع رقيبه المكسيكي، متخطياً اياه بلمسه واحده متيحاً لنفسه مساحه كامله للتسديد علي يمين خورخي كامبوس.

من جديد لا مفاوضات ولا جماليات غير ضروريه. كاتالوج يحمل عنواناً في غلافه باسم "الفعاليه"، فريق الموجه الارجنتينيه الجديده لم يهزم طيله 33 مباراه متتاليه ، قبل ان تحل "كارثه" ملعب المونيومنتال بالخساره بخماسيه نظيفه امام كولومبيا.

باتيستوتا اهدي لقبين قاريين متتاليين للارجنتين قبل ان يحل عليها جفاف لمده 22 عاماً تاليه.

هو واحد من اكثر الحالات النموذجيه لما يتعلق بملل المتعاملين مع كرة القدم العالميه في الوقت الحالي، والهوس عن من هو الافضل طبقاً لقائمتهم الخاصه ، باتيستوتا دوماً ما يسقط من ذاكره تلك القوائم، تماماً مثلما كان الحال مع واحده من اخصب فترات المهاجمين اللاتين علي الاطلاق.

باتيجول الي جانب روماريو وبيبيتو في البرازيل، فونسيكا وفرانسيسكولي في اوراوجواي، ايتشيفيري في بوليفيا، رينكون، فالنسيا، فالديراما، اسبرييا في كولومبيا، زامورانو وسالاس في تشيلي.

باتيستوتا هو التمثال القائم لذلك الجيل الذي يتم التعامل معه في وسائل "النسيان" الجديده بمعامله بالغه الرداءه.

"جابي لم يكن الافضل" ولكنه كان درجه لون مختلفه تتراوح بين السماوي والازرق الداكن، في فتره عرفت الواناً لم تكن تدخل في جدال الافضل، ما بين دافور سوكر، بيركامب، كلويفرت، جورج ويا، جيوفاني ايبلر، مياتوفيتش، ديل بييرو، فياللي، باجيو، بيرهوف، كلينسمان، رونالدو، راؤول، كيكو، كلاوديو لوبيز، بوكسيتش، مانشيني، سينيوري، تريزيجه وهنري.

باتيستوتا كان ذلك اللون، الانتقام من حي لا ريكونكيستا المتواضع في روزاريو. اغنيه من البومات "اتاكيه 77".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل