المحتوى الرئيسى

فريدا كايلو إيقونة الأزياء

06/08 00:58

يستضيف غاليري (مايكل هوبن/Michael Hoppen ) في لندن معرضاً تسجيلياً صورياً لازياء ومقتنيات الرسامه المكسيكيه فريدا كايلو، وكانت هذه المقتنيات قد جُمعت في غرفه في شقه الفنانه واقفلت هذه الغرفه عقب موت الفنانه بامر من زوجها الفنان دييغو ريفيرا. بقيت هذه الغرفه ومحتوياتها مقفله كما اراد دييغو ريفيرا ولم تُفتح الا العام 2004 بعدما ارتات اداره متحف فريدا كايلو في مكسيكو ستي علي جمع مقتنيات الفنانه وضمها الي متحفها الفني.

من ينظر الي لوحات فريدا يعرف انها تضع نفسها في مركز اللوحه، لوحاتها الذاتيه لها مذاق سوريالي خاص، فهي ترسم نفسها كما لو انها تري ذاتها من بعيد او كمن يري نفسه في حلم فنطازي ويدوّن ذلك الحلم بفرشاه والوان. مظهر فريدا كايلو المميز، شعرها الاسود الذي تكوره فوق راسها، قرطها الكبير المعلق في اذنيها والزهور التي تزين بها شعرها، حواجبها الكثيفه التي تركت من دون تشذيب، والشعر الخفيف فوق شفتها العليا، كل هذه التفاصيل صارت جزءاً من شخصيتها المميزه، كما عذابها الانساني بين الالم الجسدي واغتراب الفنان الابدي. لو تمعّنا اكثر في لوحات فريدا الذاتيه سنكتشف سريعاً اسلوبها الخاص باختيار ملابسها، فهي لبست وباصرار الملابس التقليديه للمراه المكسيكيه لكنها طوعتها بما يلائم ذوقها واسلوبها الخاص، مشدات ملونه للجزء العلوي من جسمها وتنورات طويله والجزءان يتميزان بالتطريز والتخريم وبالوان حيويه تضج بالحياه. اسلوبها المميز في اختيار ازيائها كان بمثابه بصمتها التي وقعت بها صورها الفوتوغرافيه الكثيره والتي شكلت اسطورتها كفنانه وانسانه فيما بعد. ارتدت فريدا كايلو في لوحاتها وصورها الفوتغرافيه ازياء كانت تتناقض كلياً مع الموضه السائده في الثلاثينيات والاربعينيات والتي تميزت بالطراز الناعم الاملس للوجوه والثياب وقد تاثر واستلهم العديد من مصممي الازياء ثياب فريدا كايلو، مثل المصمم الفرنسي جان بول غوتييه والمصمم مارك جاكوب وبيت الازياء الشهير دولتشي اند غابانا.

كان هوس فريدا كايلو بالازياء الغريبه واضحاً وجلياً لكل من عرفها وعندما توفيت العام 1954 عن سبعه واربعين عاماً قام زوجها الفنان دييغو رفيرا باقفال الغرفه التي تحتوي ملابسها ومقتنياتها الشخصيه ولم تفتح هذه الغرفه الا بعد خمسين عاماً، تم حفظ هذه المقتنيات والثياب في متحف فريدا في مكسيكو ستي كما تمت ارشفه ما يقارب 300 قطعه من هذه المقتنيات صورياً، والتي يعرضها الان كالري مارتن هوبن في لندن لموسم معارضه الصيفيه. صور مقتنيات فريدا كايلو بكاميرا الفنانه الفوتوغرافيه اليابانيه (اسيوجي مياكو)، التي صورتها عندما عُرضت للجمهور اول مره في متحف فريدا كايلو. تكشف صور هذه المقتنيات هويه فريدا كايلو الانسانيه والفنيه واسلوبها وتفرّدها رغم اعاقتها الجسديه. الصور المعروضه تظهر ملابس فريدا التي احبتها وارتدتها الي ان بُليت، مثل ثوب السباحه الفيرزوي اللون المليء بالثقوب والذي بهت لونه من كثره الاستعمال، نظّارتها الشمسيه المفضّله، جواربها المرتقه وكذلك فساتينها المكسيكيه المطرزه الحواف والتي استوحتها من ثياب نساء منطقه تايهوانتيبك وهي موطن مجتمع امومي جنوب شرق المكسيك، ارتدت فريدا هذه الفساتين كرمز للانوثه القويه والصادمه. صور اخري لقمصان فريدا معقده التطريز (الهيوبل) والتي تشتهر بها نساء وسط المكسيك وتعود الي حضاره الميايا وهي قريبه الشبه من لبإس إلمراه الفلسطينيه التقليدي. الزائر للمعرض الصوري يلاحظ ان اسلوب فريدا كايلو في اختيار ملابسها متطابق تماماً مع شخصيتها وحياتها، فهي كما كل النساء كانت تولي اهميه كبري لثيابها لانها تمنحها الشعوربالفراده، لكنها من جانب اخر استعملت الثياب كقناع احياناً وكنوع من جذب الانتباه اليها والي المها الجسدي.

تعرضت فريدا في عمر السابعه عشره الي حادث اصطدام في الباص الذي كانت تستقله، هذه الحادثه اصابتها بمشاكل صحيه واعاقه لمدي الحياه، لكنها بدات الرسم اثناء الثلاثه اشهر الاولي من وجودها طريحه الفراش في المشفي وكانت ثيابها لها الصداره في اغلب لوحاتها، كما في لوحتها (بورتريت ذاتي بثوب القطيفه 1926) التي تظهرها كانها تصب جسدها المتالم الذي اثقلها في قالب من القديفه الناعمه علّها تخفي عوق ساقيها. قمصانها وثيابها الفلكلوريه العريضه لا تبرز هويتها المكسيكيه التي تعتز بها فقط بل تخفي تشوهات جسدها، صور ثيابها كانها تروي سيره حياتها، المشد العلوي الذي اشتهرت بارتدائه هو غوايه وقضبان للجسد المتالم داخله.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل