المحتوى الرئيسى

إبراهيم أحمد عيسى يكتب: الحرب العالمية الأولى 1-3 “صراع الإمبراطوريات” | ساسة بوست

06/07 21:02

منذ 33 دقيقه، 7 يونيو,2015

28 يونيو/ حزيران عام 1914

تحرك الطالب الصربي ذو الـ19 عامًا “غافريلو برينسيب” في خفه، حاملًا مسدسه وقد اخذ قراره بقتل ولي عهد النمسا فرانز فرديناند وزوجته، وبينما كان ذلك الاخير يخرج الي سيارته وموكبه اصابته الرصاصات لتعلن بدء الحرب.

لم يكن ذلك السبب الوحيد الذي اشعل فتيل الحرب، فقد كانت العلاقات الدولية في بدايه القرن العشرين متوتره، ازمات البلقان، وصراع الماني فرنسي يتنامي مع رسم الحدود الجديده، اما السبب الرئيسي يعود الي نمو النزعات القوميه داخل اوروبا روح الاستقلال التي دعمتها بعض الامبراطوريات القديمه مثل الإمبراطوريه الروسيه والبريطانيه، كانوا يحاولون تفتيت عروش ممالك من العصور الوسطي، لتبقي بريطانيا صاحبه المستعمرات هي الاقوي ولتسلب روسيا الولايات المستقله عن الدوله العثمانيه في البلقان والقوقاز.

اصبح العالم علي شفير النهايه، الكل يتسابق للتسلح بما جادت به المصانع العملاقه الحديثه، النهضه الصناعيه كانت وباءً، فتطورت صناعه القذائف والرشاشات، اسلحه جديده تقبع في مخازن امبراطوريات عجوزه تحاول البقاء وسط نزاعات داخليه مسببه ومدعومه واحلام راودت بعض الاشخاص في اعتلاء ممالك جديده.

بعد شهر من حادث اغتيال ولي عهد النمسا اعلنت هذه الاخيره الحرب علي صربيا، ولكن روسيا لم يرق لها هذا، فطموحاتها للسيطره علي البلقان جعلها تناصر صربيا وتعلن الحرب علي النمسا؛ مما جعل المانيا تقوم باعلان الحرب علي روسيا. لم يتوقع احد دخول “فيليهام الثاني” قيصر المانيا الي الحرب ضد قريبه الروسي القيصر “نيقولا الثاني” والذي تمت مساندته من قبل ابن خالته ملك انكلترا “جورج الخامس”. اصبح الامر اشبه بحرب عائليه كبيره.

في بدايه الحرب كان هناك قوتان: الحلفاء ويسمون بـ(الوفاق الثلاثي) ويقودهم اقوي الامبراطوريات “المملكه المتحده” حجم مستعمراتها وسيطرتها علي مقاليد الامور في كثير من البلدان جعلها قائده الوفاق، وعلي الجانب الاخر كان هناك دول المركز تقودها

المانيا، توسعت التحالفات مع توسع دائره الحرب، اصيب العالم بالجنون وبدات بعض الدول بالالتحاق بالحرب دون سبب، فقط لانها مجرد حليفه تخشي ان ياتي عليها الدور.

اليابان بدات حربها ضد المانيا واذاقتها الهزيمه في احدي مستعمراتها بالصين، بينما تعثرت الحرب في اوروبا، المانيا اصبحت هي والنمسا في مواجهه العالم، وهنا جاء دور امبراطوريه كانت يومًا تحكم العالم “الدوله العثمانيه” وسلطانها الذي اصبح مجرد واجهه فقط، بعد زياره القيصر الالماني فيليهام الثاني دخلت الأمبراطورية العثمانية الحرب بقياده الرجل الاقوي في البلاط العثماني “انور باشا”.. اذنت المساجد بالجهاد ضد روسيا وحلفائها، اصبح الامر الان حربًا مقدسه.

استمرت الحرب لاكثر من اربع سنوات، بدات اوروبيه ثم عائليه الي ان اصبحت عالميه، فالحرب الاوروبيه (1914- 1916) مرحلتان: الاولي حرب الحركه، والثانيه حرب الخنادق، تحول في طابع الحروب منهج جديد هو من فرض نفسه فالثبات في المواقع هو الانتصار، مناوشات بين الجيوش المتقابله علي الجبهات ان ضعفت جهه يُحتل خنادقها وتبدا مرحله جديده من حرب الخنادق وهكذا، استخدمت اسلحه جديده فكان للدبابات والطائرات الحسم في بعض المناطق.

في عام 1914، انتصر الروس هناك في القوقاز علي القمم الجبليه، فشل هجوم العثمانيين وقتل 70 الف مقاتل عثماني، حيث انهزمت القوات العثمانيه بفعل ما قام به الارمن كما ان البرد القارس ادي دوره في حصد ارواح العديد من الجنود، لم يلب المسلمون النداء للجهاد، لم يثر اي مسلم في روسيا من اجل دوله الخلافه المقدسه.

استطاع الالمان عام 1915 تحقيق عدد من الانتصارات، اذاقوا الروس هزيمه نكراء في معركه “جورليس تارناو” واحتلوا بولندا ومعظم مدن لتوانيا، وقطعت خطوط الاتصال بين الجيوش الروسيه وقواعدها وبدات مرحله للقضاء عليها.

انهك الروس فخسائرهم الباهظه (حوالي 325 الف اسير) لم تسمح لجيشهم باسترداد قواه، عبرت القوات النمساويه والالمانيه نهر الدانوب لقتال الصرب والحقوا بهم هزيمه قاسيه سيطروا علي البلقان وسيطروا علي اجزاء كبيره من فرنسا وبلجيكا.. اصبحت المانيا قويه برغم خسائرها البشريه.

حينما ارتفع صوت الماذن بالجهاد، اقلق ذلك اقوي الامبراطوريات انذاك، امبراطوريه سلبت مُلك مسلمي الهند وفرضت سلطتها ووصايتها علي بعض مناطق الدوله العثمانيه، انها “المملكه المتحده – بريطانيا”. لم يكن تشرشل سوي رجل يري العالم بعين صليبيه.. رجل يحمل احقاد الحروب الصليبيه، يخشي من عوده العثمانيين لسالف قوتهم، يعلم انه ان استرد المسلمون قوتهم بمساعده المانيا فسيبقي العالم تحت امره امبراطوريتين لكل منهما طموحات خاصه.

لذا وجب التخلص من القوه العثمانيه واستعاده “القسطنطينيه – اسطنبول” قال وينستون تشرشل القائد العام للبحريه الملكيه البريطانيه:

“انها واحده من اعظم الحملات في التاريخ… لنتخيل ما تمثله اسطنبول بالنسبه للشرق، انها تمثل شيئًا اكبر مما تمثله لندن او باريس للغرب… لنتخيل ما سيعنيه سقوطها”.

كانت له فكره تتلخص في اجتياح شبه جزيره الجاليبولي والسيطره علي المضائق واسقاط عاصمه الخلافه العثمانيه. اسطنبول ان سقطت سقط معها الشرق كله.

في نوفمبر 1914م، دخل الاسطول البريطاني مياه الدردنيل وهو يمني نفسه بانتصار حاسم وسريع، كان الوضع هادئًا القوا حمولتهم من قذائف علي الدفاعات العثمانيه التي لم تبد اي رده فعل، رحلت السفن البريطانيه ليبلغوا رساله لتشرشل ان العثمانيين ضعفاء.

مضي اكثر من شهرين علي هذه العمليه، وعادت مره اخري القطع البحريه البريطانيه العملاقه، دخلوا الي مياه الدرنديل ولكنهم كانوا امام مفاجاه من العيار الثقيل، المدافع العثمانيه القويه والالغام البحريه الجديده من نوعها اغرقت البوارج البريطانيه، هزيمه ساحقه ذاع صيتها. العثمانيون عادوا من جديد هذا ما تناقلته السنه العامه في لندن وغيرها من عواصم الوفاق.

الصفعه العثمانيه كانت قويه، ولكن بريطانيا وحلفائها لم يصمتوا، كانت الهزيمه موجعه فقد تم اصطياد البوارج بكل سهوله وسط حقل الالغام البحريه، لذا وجب الهجوم البري حشدت بريطانيا جنودًا استراليين ونيوزلنديين كما دعمت فرنسا بقوات اضافيه ومن بين الكتائب كتيبه يهوديه واخري يونانيه. اصبح الشاغل الان ان تُرد الصفعه للعثمانيين، وبينما كانت المانيا تحرز تقدمًا علي شتي الجبهات، ارتفعت معنويات جند الخلافه العثمانيه القادمين من الشام والعراق، لتشتعل الحرب المقدسه في الدفاع عن عاصمه المسلمين.

15 ابريل عام 1915م –

اكتمل عدد القوات المهاجمه وبدات الهجوم عبر المضيق، لم يكونوا يتوقعون ما راوه، القي بهم علي شواطئ تنحدر ناحيه البحر، كانت رحله صيد بالنسبه للعثمانيين، اظهر الجنود المسلمون بساله فائقه وشجاعه نادره اعادت في عقول مهاجميهم امجاد وانتصارات القوات العثمانيه التي حكمت نصف اوروبا ذات يوم، اشتدت المعارك مع وصول امدادات للقوات المحاصره علي شاطئ جاليبولي واستطاعوا البقاء، ولكن النصر كان حليف من يحمل في صدره الايمان به، العثمانيون، استطاعوا انزال خسائر فادحه بالقوات المهاجمه. في 18 ديسمبر 1915، انسحب من تبقي من القوات البريطانيه وحلفائها، فشلوا في اسقاط الامبراطوريه العثمانيه التي عادت لها هيبتها مره اخري.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل