المحتوى الرئيسى

ألون بن مئير يكتب لـCNN: حان الوقت لاستراتيجيّة جديدة ما بين إسرائيل والفلسطينيين

06/07 12:41

هذا المقال بقلم د. الون بن مئير، وهو لا يعبر بالضروره عن راي شبكه CNN.

بالنظر للمازق الحالي ما بين اسرائيل والفلسطينيين في مفاوضات السّلام، سيزيد تكوين حكومة إسرائيليّه جديده من الاحزاب اليمينيّه المتطرّفه الوضع صعوبه ً علي كلا الطرفين للتقارب من تلقاء نفسيهما للوصول لاتفاقيّه سلام. وتركهما لشانهما دون تدخّل هو وضع خطر بطبيعته، الامر الذي يفسّر دافع اداره اوباما الان للقيام بالمحاوله الاخيره لاستئناف عمليّه السّلام بعد اختتام المفاوضات مع ايران حول برنامجها النووي. وانا شخصيّا ً لا اعتقد علي ايه حال بان استئناف المفاوضات الاسرائيليّه – الفلسطينيّه الثنائيّه بوساطه امريكيّه لوحدها ستنجح اكثر من المحاولتين السابقتين.

المطلوب استراتيجيّه جديده ومسرح جديد لخلق ديناميّه سياسيّه جديده تجبر الاسرائيليين والفلسطينيين علي التعامل مع بعضهما البعض. وحيث ان الفرنسيين يخططون لتقديم اطار جديد للسّلام لمجلس الامن الدّولي - وهو امر يحتاج الدّعم الامريكي الكامل لتمريره -  بامكان اداره اوباما تشكيل القرار لجعله ثابتا ً ومتناسقا ً مع سياستها العامّه لحلّ الدولتين. وسيمنع هذا في نفس الوقت السلطه الفلسطينيّه من تقديم مشروع قرارها الداعي لانهاء الاحتلال الإسرائيلي واقامه دوله فلسطينيّه ضمن فتره محدّده من الزّمن، الامر الذي قد يزيد من تعقيد الصّراع.

وخلافا ً للحكمه الشائعه، فان الثورات والاضطرابات التي تجتاح الان الشرق الاوسط  والتقاء الصراعات المتعدده والشكوك حول ما سيجلبه المستقبل، هذه كلّها قد خلقت ظروف مجبره جديده تدعم استئناف المفاوضات الاسرائيليّه – الفلسطينيّه.

لا شكّ ان الصّراعات الاقليميّه الداميه – بالاخصّ في العراق وسوريا واليمن – تصرف الانتباه عن الصراع الحالي الاسرائيلي – الفلسطيني الاقلّ عنفا ً، غير انّ الهدوء النسبي لا يمكن ان يكون امراً مفروغا ً منه. وحيث انّ الاحباط الفلسطيني مستمرّ في نموّه، يزيد كذلك من خطر انفجار موجة جديدة من العنف التي يجب تجنبها. ولمنع مثل هذا الانفجار، يتطلّب الامر الابقاء علي قنوات التفاوض الاسرائيليّه – الفلسطينيّه مفتوحه ً وعلي الدّول العربيّه التركيز علي الخطر الحالي الذي يشكّله "داعش" وطموحات ايران الاقليميّه.

لماذا تُعتبر الظروف ناضجه لاستئناف المفاوضات الاسرائيليّه – الفلسطينيّه.

انّ الدول العربيّه، اكثر من ايّ وقت ٍ مضي، توّاقه لتسويه الصّراع الاسرائيلي – الفلسطيني، وهي تنظر لاسرائيل علي انها حليف طبيعي ضدّ العدوّ المشترك – ايران وتنظيم الدوله الاسلاميّه في العراق وسوريا "داعش". وبالفعل، تتبادل اسرائيل والدول العربيّه القياديّه، شامله المملكه العربيّه السعوديّه، ضمنيّا ً وبصمت المعلومات الاستخباراتيّه وتنسّق فيما بينها خططا ً لمواجهه الخطر المتنامي الذي يشكله تنظيم داعش وايران.

قد يصبح الرئيس باراك اوباما اكثر ميولا ً في هذه المرحله بالذات من فتره رئاسته لنفخ حياه جديده في عمليّه السّلام. ليس لديه الكثير ممّا قد يخسره من راس المال السياسي، واي نجاح، مهما كان جزئيّا ً، سيكون لصالحه، وسيُترك ايّ اخفاق ٍ اخر لخلفه ليتعامل معه.

وبالنسبه لدول الاتحاد الاوروبي، فهي متحمّسه اكثر من ايّ وقت ٍ مضي للعب دور اكبر في تسويه الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني الذي تنظر اليه كنقطه وميض اخري تضيف المزيد من الوقود علي النار التي تجتاح المنطقه. اوروبا تعاني منذ فتره من الزمن من التطرّف الاسلامي وتنظر لحلّ الصّراع كاحد العناصر الرئيسيّه لحمايه مصالحها الضخمه في المنطقه والحدّ من التطرّف بشكل ٍ جوهري.

واخيراً، قد يمنع حلّ الصراع الان خلق حقائق اضافيّه علي الارض، بما في ذلك توسيع المستوطنات الاسرائيليّه، وتضييق المجال لداعش للتحريض علي الاضطرابات والمشاكل في المناطق، الامر الذي قد يصعّب علي اسرائيل اكثر فاكثر تخليص نفسها وانهاء الاحتلال. 

خلافا ً لمحاولات السّلام الماضيه التي قامت بها الولايات المتحده، بامكان اداره اوباما، بالعمل مع الحليفين الرئيسين وهما فرنسا وبريطانيا، ان تتكاتف معا ً وتقدّم مشروع قرار لمجلس الامن الدّولي يعتمد علي الشروط التاليه:

تحديد فتره مفاوضات السّلام بعامين للتوصّل لاتفاقيه علي اساس حلّ الدولتين وتقوم الولايات المتحده وممثلو دول الاتحاد الاوروبي بدور الميسرين لضمان استمرار المفاوضات وتقدّمها.

وضع اطار للمفاوضات يعتمد علي اساس الاتفاقيّات السابقه التي تمّ التوصّل اليها ما بين الطرفين حول قضايا معيّنه في عام 2000 في منتجع كامب ديفيد وفي الفترتين 2009 – 2010 و 2013 – 2014 تحت اداره اوباما بحيث لا يبدا الطرفان من الصّفر.

ابقاء ضغط ثابت علي كلا الطرفين لمنع كلّ منهما من المراوغه لكسب الوقت وذلك بوضع سقفٍ زمني للتفاوض علي قضايا معيّنه مثل الحدود وذلك لضمان التوصّل فعلا ً لاتفاقيّه كامله ضمن المده المنصوص عليها.

الاعلان بشكل ٍ واضح بانه سيكون هناك عواقب في حاله فشل الطرفين للتوصّل لاتفاقيّه، وقد تشمل هذه العواقب عقوبات منها عدم تقديم تغطيه سياسيّه بشكل تلقائي لاسرائيل من طرف الولايات المتحده لدي الوكالات والمؤسسات الدوليّه وممارسه ضغوط ماليّه علي الفلسطينيين وصدّ ايه محاولات احاديّه الجانب من قبل السلطه الفلسطينيّه لانهاء الاحتلال الاسرائيلي...وغيرها. 

الاصرار علي ان يُقحم الطرفان انفسهما في روايات شعبيّه ايجابيّه حول امكانيات وافاق السّلام في محاوله لتغيير المفاهيم الشعبيّه وغرس الامل في امكانيه التوصّل لاتفاقيّه دائمه. 

الفصل بين مختلف القضايا المتنازع حولها، مثلا ً في حاله التوصّل لاتفاقيّه حول البارامترات الامنيّه علي طول غور الاردن، ينبغي عدم ربط هذه الاتفاقيه بقضايا اخري لم يتمّ التوصّل بعد لاتفاقيات بشانها.

استخدام مبادره السّلام العربيّه كمظلّه عامّه للمفاوضات، سامحه َ بذلك للدول العربيّه لتقديم الدّعم السيكولوجي (النفسي) المهمّ وكذلك الدّعم العملي لمفاوضات السّلام، في حين الاشاره بوضوح لاهميّه انهاء الصراع الاسرائيلي – العربي بشكل ٍ عام الذي تسعي اليه الغالبيّه العظمي من الاسرائيليين.

بامكان الدول العربيّه، وبالاخصّ المملكه العربيّه السعوديّه وقطر ومصر، ان تمارس ضغطا ً سياسيّا ً وماديّا ً علي حماس لكي تتبنّي مبادره السّلام العربيّه التي بدورها ستوفّر قواسم مشتركه مع اسرائيل حول الفكره الاساسيّه لحلّ الدولتين.

وبامكان ايضا ً الولايات المتحده ودول الاتحاد الاوروبي ان تستخدم نفوذها علي اسرائيل لكي تحتضن ايضا ً مبادره السلام العربيّه وبالاخصّ لانّ اغلبيّه الاسرائيليين، بما فيهم مسؤولين كبار في اجهزه الامن سابقا ً، يؤيدون بشده تبنّي المبادره المذكوره.

التغلّب علي العقبات التي اعاقت التقدّم في الماضي:

لكي تنجح جهود السّلام من جديد، من الضروري معالجه البعد السيكولوجي للصّراع الاسرائيلي – الفلسطيني وتاثيره علي كلّ قضيه متنازع حولها. ولذا من الضروري بهذا الشان ان يبدا الطرفان بمحاوله منهجيّه للتصالح وبالاخصّ فيما يتعلّق برواياتهم التاريخيّه والدينيّه. وبالفعل، ما دامت مطالباتهما التاريخيّه والدينيّه علي نفس الارض جامده لا تتحرّك، لن يكون هناك الاّ تقدّم بسيط جدّا ً. ولذا من الضروري لجيل الشباب الحالي من الاسرائيليين والفلسطينيين ان يروا بعضهم البعض من خلال عدسات مختلفه ويتقبّلوا حقيقه انّ تعايشهم السّلمي امر ٌ لا مفرّ منه، ولذا عليهم الاختيار امّا العيش في عداوات مستمرّه ومدمّره او في سلام ٍ ورخاء.

ينبغي الاّ يُسمح لا للاسرائيليين ولا للفلسطينيين باستخدام انقساماتهما السياسيّه الداخليّه لتبرير عدم تمكنهما من القيام بتنازلات معيّنه. هذه كانت ممارسه كلا الطرفين في الماضي.

هذا ويجب ايضا ً علي قرار مجلس الامن الدولي ان يطالب كلا الطرفين بالتوقّف عن الانتقادات العلنيّه المتبادله خلال فتره تقدّم المفاوضات. انّ لهذا الامر اهميّه خاصّه لانّ هذه التصريحات السلبيّه تخفّض من سقف التوقعات الشعبيّه بدلا ً من تعزيز الامل في التوصّل لاختراق. اضف الي ذلك، من الضروري اشراك الشعب في المساهمه بعناصر التقدّم الذي تمّ احرازه بحيث يبدا الشعب برؤيه افق السّلام الجديد وفوائده بعيده الامد. زد علي ذلك، سينمي الشعب مصلحه حقيقيّه في العمليّه ويقدّم دعمه للمفاوضات، الامر الذي بالضروره يطالب الطرفين القيام بتنازلات اساسيّه للتوصّل لاتفاقيّه.

ويجب ايضا ً علي الطرفين اتخاذ جميع الاجراءات والخطوات اللازمه لمنع اعمال العنف التي قد يرتكبها بعض المتطرفين علي كلا الجانبين لنسف عمليّه السلام برمّتها، وعليهما احتضان مقوله رئيس الوزراء الاسرائيلي الراحل، اسحق رابين، الذي قال:"حارب الارهاب كما لو لم يكن هناك عمليّه سلام، واسع َ وراء السّلام كما لو لم يكن هناك ارهاب".

واخيرا ً، وبصرف النظر عن المفاوضات، ينبغي علي كلّ طرف القيام من جانبه ببعض اجراءات بناء الثقه لتعزيز الثقه المتبادله بالنوايا النهائيه للطرف الاخر. مثلا ً، بامكان اسرائيل اطلاق سراح بعض السجناء والاسري الفلسطينيين وايقاف التوسّع في بعض المستوطنات، في حين بامكان الفلسطينيين ادخال مناهج جديده في المدارس تعترف باسرائيل وتتكلّم علنا ً عن امكانيه العيش جنبا ً الي جنب مع اسرائيل بسلام ووئام وعلاقات حسن الجوار.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل