المحتوى الرئيسى

بعد وصول العنوسة لـ60%.. أمازيغ الجزائر يحاربون غلاء المهور

06/07 01:46

اجتمع مجلس الاعيان وعقلاء القري والبلدات البربريه بمحافظه تيزي وزو، البعيده نحو 100 كلم شرقي الجزائر العاصمه، من اجل بحث مساله العنوسه التي باتت تهدّد المجتمع المحلي، خلال السنوات الاخيره، وتم الاتفاق في هذا المجلس المعروف محليا باسم “تاجماعت”، اي الجماعه، علي العوده الي النظام القديم المطبق في المنطقه، والقائم اساسا علي تقديم مهور رمزيه متاحه لجميع الفئات الاجتماعيه.

وتمتلك تاجماعت، وهي هيئه اهليّه تتشكّل من اعيان وعقلاء البلدات والقري والاحياء الامازيغيه، سلطه معنويه يخضع لها السكان، وتختصّ في فكّ الخصومات والخلافات العائليه، وحلّ المشاكل الاجتماعيه بين الاسر، وتنظيم الاعمال التطوعيه والخيريه، كاعانه الفقراء والمساكين وبناء المشروعات ذات المصلحه العامه.

كما تشرف علي "الوزيعه"، وهي اعمال تضامنيه تنظم موسميا لتوزيع الحاجيات الغذائيه والذبائح بين سكان القريه الواحده بالعدل والمساواه، مما يسمح للفقراء والمساكين بتغطيه نفقاتهم من الغذاء واللحوم، وخاصه في المناسبات الدينيه.

مجلس تاجماعت شدّد، في اجتماعه الاخير، علي ضروره العوده الي النظام القديم في تنظيم تكاليف الزواج ومراسمه، باعاده فرض سقف محدد علي المهور وتخفيف اعباء الاعراس للسماح للشباب بالاقبال علي الزواج، فضلا عن محاربه ظاهره العنوسه التي تفشت كثيرا في المناطق ذات الكثافه الامازيغيه.

المشاكل الجديده تعود، في نظر المجلس، الي هيمنه عادات وتقاليد دخيله، ادّت الي طغيان مظاهر الترف والبذخ والافراط في رفع مهور الاعراس ومختلف مستلزماتها.

المجلس قرّر ان يكون المهر رمزيا، ولو كان خاتما من حديد، شرطا وحيدا لولي البنت علي الخطيب، وحددها بقطعه نقديه من فئه 100 دينار جزائري (1 دولار اميركي) والاكتفاء بادني الضروريات في جهاز العروس (طقم محلي)، وبالكسكس مع قليل من اللحم ودون تقديم الفاكهه في اعراس المنطقه ابتداء من هذا الصيف.

وفي المقابل، اقرّ معاقبه من يتجاوز تلك التسهيلات بغرامات متفاوته او تقديم مثل ما قدمه في العرس لسكان البلده، مع امكانيه مقاطعه سكان المنطقه بشكل جماعي لمن يخالف العرف القديم المتجدّد.

ويقول مختصون ان الاحتكاك اللافت لاهالي المنطقه بالذهنيات الاوروبيه، نتيجه الهجره الكثيفه نحو فرنسا والجاليه القبائليه في اوروبا، حمل معه تحوّلا ملحوظا في العادات والتقاليد المحافظه التي تتميّز بها المنطقه منذ عقود، فقضاء هؤلاء لاجازاتهم السنويه في مسقط راسهم، نقل معه عادات وتقاليد غربيه تحوّلت بمرّ السنين الي معضله اجتماعيه وخيمه.

وتذكر احصائيات كشفت عنها دراسه اجتماعيه، مؤخرا، انّ قرابه 60 بالمئه من فتيات المنطقه، اللائي تجاوزن سن 28 عاما، غير متزوجات وانهن تحت شبح العنوسه، وهو ما يثير مخاوف انتشار ظاهره الدعاره والبيوت السريه من جراء تراجع فرص الزواج في اوساط الشباب.

وتضيف الدراسه، التي انجزتها جامعه مولود معمري بتيزي وزو، ان الهرم السكاني لمحافظه تيزي وزو يتشكل من مليون و570 الف نسمه، يزيد عدد النساء فيه عن 823 الف امراه، وفق احصائيات المسح السكاني لعام 2013، وهو ما يعني ان اكثر من نصف المجتمع بتيزي وزو هو من النساء، لا سيما ان اكثر من 281 الف شابه عزباء يفوق سنهن 28 عاما.

وفي هذا الشان يقول الناشط الاجتماعي، بلعيد محند امقران، من بلده بوزقن انّ ما توصل اليه مجلس تاجماعت سيفيد الشباب الفقير والمعوز في اتمام نصف دينهم، بما يتوفر لهم من امكانيات، والتدابير التي اتخذها ستجعل الزواج غير منحصر في الكماليات والبذخ الذي صنع حواجز اجتماعيه وادي الي تفشي ظاهره العنوسه والعزوف عن الزواج.

واضاف امقران انّ “البنت يجب الا تتحوّل الي بضاعه تقوّم بالمال والجواهر والهدايا الثمينه، وما حصل في المجتمع الامازيغي هو انحراف عن الاصول والعادات والتقاليد العريقه، والعوده التي اوصي بها مجلس تاجماعت هي وصفه اجتماعيه تعالج الكثير من الامراض والظواهر السلبيه”.

وعن فرص تجسيد هذه التوصيات علي ارض الواقع، اكد امقران ان الاعراف والتقاليد الاجتماعيه لا تزال صاحبه سلطه ومحل احترام والتزام، خاصه في البلدات والقري الريفيه، وان ادار البعض ظهره لها فلن يكون بالشكل اللافت او المؤثر، بما ان اغلبيه الساكنه في منطقه القبائل ما زالت تبجّل المجلس اكثر من مؤسّسات الدوله، علي حدّ قوله.

وسبق لجمعيات اهليه ولجان مدنيه ان دعت لتفعيل دور مجلس تاجماعت، لما له من سلطه معنويه علي سكان المنطقه، وقوّه اجتماعيه تمتثل لها الاسر المحليه، من اجل العوده الي العادات القديمه الفضيله، وانقاذ بنات القبائل الامازيغيه من العزوبــه المدمره.

ويعتبر مجلس تاجماعت ابرز سلطه اهليه تسنّ الاعراف والسنن الاجتماعيه التي تنظم العلاقات بين الافراد والمجموعات، وتفك الخلافات والخصومات بمنطقه القبائل، وينتشر وجوده في اماكن انتشار الامازيغ، اذ توجد تاجماعت في منطقه القبائل، شمال الجزائر، وتطبق “العزابه” في بني ميزاب بمحافظه غردايه، الواقعه علي بعد 600 كلم جنوبي العاصمه، وتوجد “الجماعه” في الاقليم التاريخي، المسمي بـ”صنهاجه”، علي حدود القبائل.

ونظرا للحساسيه السوسيولوجيه لهذا التنظيم الاجتماعي، فان السلطات الرسميه تتفادي التدخّل في شؤون تلك الهيئات وتتعامل معها باحترام، لما لها من هيبه في المجتمع القبائلي، قد لا تحظي بها هيئات رسميه، ويتم اللجوء اليه في بعض الاحيان لاحتواء المشاكل القائمه بين السكان ومؤسّسات الدوله.

وان كان تاجماعت يضطلع بالمسائل الاجتماعيه في منطقه القبائل، فان العزابه يذهب ابعد من ذلك، كبناء مدارس مستقله ومساجد وفرض برامج تعليميه لا تمت بصله للبرنامج الدراسي الحكومي، ويدفع اجره الاساتذه والمعلمين والائمه، ويمتد نفوذه الي خارج محافظه غردايه، بما فيها العاصمه والمدن الكبري، حيث توجد احدي المدارس التابعه لتنظيمه بحي الحميز علي نحو 20 كلم شرقي العاصمه

2015-06-07 01:45:12 | خالد المسيري

2015-06-07 01:33:02 | خالد المسيري

2015-06-07 01:11:05 | محمد الحكيم

2015-06-06 23:58:23 | خالد المسيري

2015-06-06 22:22:44 | محمد الحكيم

2015-06-06 22:17:08 | خالد المسيري

2015-06-06 21:57:41 | عبد الفتاح العجمي

2015-06-06 21:56:27 | عبد الفتاح العجمي

2015-06-06 21:53:33 | خالد المسيري

2015-06-06 21:50:22 | محمد الحكيم

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل