المحتوى الرئيسى

قصة اكتشاف العالم السحري للديناصورات

06/06 17:32

بلا شك، تعتبر الديناصورات اكثر حيوانات ما قبل التاريخ شهره، باحجامها الضخمه المذهله وتنوعها الفريد، فيما تمتعت قصه نهايتها الدراميه بكل الصفات التي قد تداعب مخيله الكبار قبل الصغار، لتظهر في مئات القصص والافلام السنيمائيه والوثائقيه، وتصبح من القصص الاسطوريه التي تتوارثها الاجيال، ابطالها كائنات ضخمه سادت كوكبنا لملايين السنين.

لكن متي بدا كل هذا؟ متي تم اعلان اكتشاف اول ديناصور في التاريخ؟

لا احد يعلم بالتاكيد متي تعثر اول انسان في عظمه ديناصور، لكن نعلم جيدا متي درست اول عظمه لديناصور من قبل العلماء، ومتي ولد اسم "ديناصور" من الاصل، فقد كان ذلك قبل 170 عاما من الان، علي ارض المملكه المتحده.

ظهرت الديناصورات قبل ما يقرب من 230 مليون سنه خلال العصر الترياسي، ثم سادت الكوكب لما يقرب من 165 مليون سنه، حتي انهي جرم سماوي ضخم قصتها في نهايه العصر الطباشيري، قبل 65 مليون سنه.

لكن بالنسبه لنا، فان عصر الديناصورات بدا عام 1842، حينما لاحظ عالم تاريخ طبيعي شاب التشابه بين ثلاثه احافير مختلفه، ليتوصل بعد ذلك الي انها تنتمي لمجموعه مميزه من الحيوانات، تختلف عن كل ما شهده من قبل.

كان ذلك الشاب هو عالم التاريخ الطبيعي الانجليزي وخبير التشريح المرموق "ريتشارد اوين"، الذي تمتع بصيت واسع بين علماء عصره، وساهم في اكتشاف مئات الكائنات الجديده، ونشر مئات الاوراق والكتب العلميه، ويعتبر المؤسس الاول لمتحف التاريخ الطبيعي في لندن، وكانت محاضراته ماوي للكثير من العقول الفذه الذكيه، منها عالم التاريخ الطبيعي الاصغر سنا "تشارلز داروين".

لكن الكشف الاعظم الذي توصل اليه اوين كان انشاءه لرتبه الديناصورات Dinosauria، فعندما اطلع علي المجموعه الجيولوجيه الخاصه برجل الاعمال الانجليزي وليام ديفونشاير اوخر 1841، اثارت احفوره فقره عظميه لكائن قديم، يعرف باسم "اجوانادون" Iguanodon، مخيله الشاب الذكي، ليعلن في ظرف شهور معدوده، ان الاجواندون وحيوانين اخرين من حيوانات ما قبل التاريخ، تحمل صفات متشابهه تميزها عن غيرها من الكائنات، ويطلق عليها اسم "ديناصور"، حيث اشتق الجزء الاول من الاسم من اليونانيه ويعني "مرعب"، بينما تترجم "سورس" الي عظاءه، ليبدا العصر الذهبي للعظاءه المرعبه او الديناصور.

كانت احافير العديد من الديناصورات مكتشفه بالفعل قبل اوين، لكن دوره يتلخص في التعرف عليها وترتيبها في مجموعه خاصه بها، ليتنبه العلماء بعد ذلك الي اهميه تلك القصه المفقوده من تاريخ الحياه علي الارض، بعد ان منحها اوين اسمها الساحر الذي سيستمر ربما للابد وهو "الديناصورات".

من الظلم ارجاع كل الفضل في اكتشاف الديناصورات الي اوين وحده، لانه اعتمد اوين بالاصل علي ما خلفه سابقيه من العلماء، الذين لم يوفقهم الحظ او دقه الملاحظه الي الوصول الي استنتاج اوين المبهر.

عظمه الانسان الضخم .. اقدم عظمه ديناصور

يعتقد عدد من علماء الاحافير، ان اقدم عظمه ديناصور موثقه تعود الي قرن السابع عشر، قبل ان تصبح الجيولوجيا وتفرعاتها علما من الاصل. وتعود تلك الاحفوره الي عالم التاريخ الطبيعي "روبرت بلوت"، المدير الاول للمتحف الاشمولي في اكسفورد.

لم يكن العلماء وقتها واثقين ان الكائنات القديمه قد تخلف اثارها علي شكل بقايا متحجره كما نعرف اليوم، لكن روبرت تخلي عن الاراء العامه عندما شاهد عظمه فخذ ضخمه محفوظه جيدا، حيث سجل في كتابه التاريخ الطبيعي لاكسفوردشير Natural History of Oxford-shire عام 1677، ان تلك العظمه لابد ان تعود لانسان ضخم عاش قديما.

واكد ريتشارد بروك، طبيب انجليزي من القرن الثامن عشر، علي اكتشافات بلوت، لكنه تقدم بخطوه حفظ بها اسمه في تاريخ اكتشاف الديناصورات، حيث قرر تسميه احفوره بلوت بنظام التسميه الثنائي الذي كان قد اخترع حديثا وقتها Scrotum humanum، لكن الاسم لم يكن ليستمر، لان بروك مثل بلوت، اعتقد انها لانسان ضخم كما يظهر من التسميه.

الرجل الحقيقي وراء اكتشاف الديناصورات

يدين اوين بالكثير من الشكر لاثنين من معاصريه، لم يمنحهما التاريخ ما يستحقانه، وهما وليام بكلاند وجيدون مانتل، فقد جمع العالمان قطع البازل التي سيرسم بها اوين بعد ذلك لوحته البهيه، حيث اكتشف بكلاند عام 1824، احفوره قديمه اطلق عليها اسم "ميجالوسورس Megalosaurus"، وهي احدي الاحافير الثلاثه التي ذكرها اوين في اكتشافه في ورقه البحثيه عن احافير الزواحف الانجليزيه، في عام1842، معلنا بها بدايه الديناصورات.

كان الحظ الاوفر في الاكتشافات لمانتل، الذي اكتشف الاحفورتين الاخريين، منها "الاجوانادون" التي الهمت اوين، والثانيه "Hylaeosaurus"، حتي ان البعض وصفه بانه الرجل الحقيقي وراء اكتشاف الديناصورات.

الديناصورات تمحي من التاريخ  مجددا

قبل وفاه اوين باعوام قليله، كادت اعظم انجازاته ان تتحطم امامه علي يد احد معاصريه، والذي يصغره سنا باكثر من 30 عاما، كان ذلك العالم هو "هاري سيلي"، الذي لاحظ ان الديناصورات تنقسم الي مجموعتين مختلفتين اعتمادا علي شكل الحوض؛ الاولي هي "طيريات الورك" Ornithischians، والاخري "سحليات الورك" Saurischians.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل