المحتوى الرئيسى

"فاس".. ذاكرة ثانية للأندلس وعاصمة ثقافية للمغرب

06/06 13:27

فاس (شمال) / ساره ايت خرصه / الاناضول -

من علي تل رابيه، بمحاذاه البرج الشمالي لمدينة فاس المغربيه، الشبيه بقلعه برتغاليه قديمه، تقف كاثرين سواريز (32 سنه) سائحه اسبانيه، متامله في شرود، تفاصيل هذه المدينة العتيقة، وجمال عمارتها وقصص التاريخ التي تضج به، وتحفظه اسوارها، وتؤرخ له عدواتها الجنوبيه والشماليه منذ قرون.

"لا تستقيمُ زياره الاندلس، وحواضرها العربيه المُسلمه، دون التعريج علي فاس، الجزء الاخر من قصه الحضاره العربيه في الاندلس" تقول كاثرين في حديث للاناضول، تقف في الجزء العلوي للبرج الشمالي، حيث تسفر فاس عن نفسها بجلاء، وتظهر قباب مدارسها العتيقه الخضراء، وصوامع مساجدها، ومساكن اهالها، التي يعود اغلبها الي قرون خاليه، "هناك شبه كبير بين فاس ومدن اخري زرتها في اسبانيا كقرطبه واشبيليه وغرناطه" تضيف السائحه الاجنبيه.

فاس،  تعد عاصمه ثقافيه للمغرب،  واحدي اشهر مدنه العتيقه، التي يعود تاسيسها الي اكثر من 1200 سنه، حيث اقام هذه الحاضره المولي ادريس الاول، مؤسس اول دوله في المغرب، وانقسمت  المدينه تاريخيا الي عدوتين "عدوه القرويين" (يقيم بها الوافدون من العائلات العربيه من القيروان) وعدوه الاندلسيين، وتعتبر فاس علي قائمه المدن التاريخيه التي استقبلت الهجرات الكثيفه للعرب الاندلس القادمين بحرا من الجنوب الاسباني، بعد انهيار الحكم الاسلامي به، وتعرض المسلمين واليهود الاندلسيين لتضييق شديد من قبل سلطات الكنيسه علي عباداتهم الدينيه وممارسه شعائرهم وعاداتهم العربيه والاسلاميه.

في حديث للاناضول يقول "حسن اهماني" (38 سنه) مرشد سياحي بالمدينه، ان "فاس علي مر السنوات ظلت مركز استقطاب للسياح، بل ان الكثيرين منهم يختزلون المغرب في فاس، وابوابها الاربعه عشر، التي تروي تفاصيل بناء هذه المدينه وعلاقتها بمحيطها الخارجي، وتاثرها بالاحداث الجاريه به".

فمدينه فاس المُسيجه بسور تاريخي تخترقه ابواب كانت قديما تؤمن المدينه وتحرسها، وصارت اليوم معالم اثريه، شاهده علي ازمنه فاس العديده، من اهم هذه الابواب واشهرها باب "ابي الجنود"  القائم علي مدخل "فاس البالي" اقدم منطقه في فاس واكثرها عراقه، وباب  "افريقي" الذي يعد اول الابواب المقامه بالمدينه، فضلاً عن ابواب  "العجيسه" و "باب الجزيين"، و"باب الحديد".

ويضيف حسن للاناضول، ان "ابرز ما يميز فاس عن سائر مدن المغرب العتيق، المدارس والكتاتيب القرانيه المنتشره في ازقتها  وحواريها، بل ان مدارس فاس كالمدرسه البوعنانيه (المقامه مابين 1350م-1355م)  وجامعه القرويين (857 م) كانت ذات صيت اقليمي وعالمي، ومركزا علميا، احتضن تطور العلوم الاسلاميه وطلابها".

"وانا اتجول في فاس اشعر بعمق الحزن الاندلسي، وبانقضاء زمن، كانت فاس شاهده خلاله علي تالق الحضاره الاسلاميه" يقول ناصر بولمان (45 سنه) سائح مغربي وهو يجول في ازقه فاس البالي، مضيفا "فاس هي الفصل الثاني من قصه رقي الحضاره الاسلاميه في الاندلس، قدم الاندلسيون الي فاس لاستكمال ما بداوه من ابداع وتميز في الفنون والعلوم في موطنهم الاصلي، وواصلوه هنا وان بشجن وحنين شديد للاندلس كما تروي ذلك اشعارهم".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل