المحتوى الرئيسى

الخطاب الدعوى إلى أين.. ثوابت الخطاب: 1ــ السلام

06/05 10:12

الخطاب الديني نوع من «التسليح المعنوي» فهو عند من يرتضيه «عقيده» يهون في سبيلها اي شيء، والسلاح يشكل حمايه لقوم كما يشكل تهديدا لاخرين وخطاب الدعوه الاسلاميه خطاب واضح مفهوم من عناوينه الكبري: فمرسل الخطاب هو الله، السلام التواب، العفو، الغفار، الحليم، اللطيف.

والشريعه المؤسسه للخطاب «شريعة الإسلام لله» وليس الاستسلام لسلطه بشريه تحتكر التحليل والتحريم .

والجهاد فريضه من وسائل المنهج الديني تساعد المسلم علي تحقيق تدينه ومعايشه المبادئ التي يؤمن بها، وقد حرف البعض مفهوم الجهاد اذ اختزلوه في العنف وحمل السلاح وذلك تحريف لما انزله الله، وما بينه الرسول (صلي الله عليه وسلم) فقارئ القرآن يتاكد من اشتمال القران علي ثلاثه مصطلحات هي الجهاد/ والحرب/ والقتال وهي مصطلحات متغايره فالجهاد ليس كله قتالا ولا حربا.

وتتبع آيات القران يُبْين ان مفهوم الجهاد هو «بذل اقصي الجهود وعدم الاكتفاء ببعض الانشطه» فالجهاد مواصله لجهود العلم والانتاج واثبات التمايز وتحقيق الفوز في التنافس الحضاري، كما يعني الجهاد استثمار ادوات الاقتصاد في الفوز في الحرب الاقتصاديه وادوات الاعلام في كسب الحرب الاعلاميه، ووسائل الدبلوماسيه في مجالها وفي مجالات العلوم والفنون حدث ولا حرج عن قيمه تلك الوسائل سريعه التاثير في النفوس.

والجهاد بجميع مستوياته لا يمثل عنفا ولا اكراها ولا تهجير احد ولا حصار احد، وما صحت اخباره في زمن النبوه هو احكام خاصه بالكعبه وجوارها الجغرافي، وحينما نقول ذلك فلا نجتهد ولا نختلق فالسيره الصحيحه اكدت موادعه الرسول لـ«قينقاع والنضير وقريظه» واقرارهم في مساكنهم وحقولهم، ولولا الغدر وخيانه العهد المتوافق عليه منهم ما خرج اليهود من المدينه الي يومنا هذا بل ان ظروف اخراج هؤلاء لم تعامل الجميع بذنب المذنب.

فالثابت من السيره النبويه ان «قينقاع» اظهرت والغدر بعد انتصار المسلمين في بدر فتم اخراجهم دون قتال، ولم يتاثر النضير ولا قريظه باخطاء هؤلاء وبقوا في مساكنهم ومزارعهم، وكذلك دبر بنو النضير قتل الرسول (صلي الله عليه وسلم) واعترفوا بذلك عفا رسول الله عن قتلهم وقبل الشفاعه فيهم فاخرجوا ولم ينل بنو قريظه اي محاسبه بسبب ذلك، ولولا ما فعلته قريظه بفتح ثغره للاحزاب لاقتحام المدينه وتدمير المسلمين ما اصابهم شيء، وقد عترفوا بتدبير الشر للوطن بلا سبب واوكلهم الرسول (صلي الله عليه وسلم) الي انفسهم الا انهم تناسوا سوابق الرحمه من رسول الله (صلي الله عليه وسلم) مع يهود «قينقاع والنضير» فطلبوا التحكيم ــ ولم يطلبوا الخروج ــ واوكل لهم الرسول (صلي الله عليه وسلم) اختيار الحكم فاختاروا الحكم فكان ما كان.. وهذه الاحداث الثلاثه تؤكد ان الاصل في الاسلام هو التعايش السلمي وحُسن الجوار وهو السلم والامن .

لكن الخطاب الديني الان يدور في فلك الحرب والاكراه.. كما ينزلق الي الابشع وهو الاحتكام الي السيف بين اخوه المعتقد اليس ذلك خطابا مغلوطا ينبغي تصويبه فورا قبل ان نلقي ربنا بتقصيرنا في فهم دينه وتسببنا في صرف شعوب وامم العالم عن دين الله .

والقرآن الكريم يُعلي قدر السلام ويجعله فريضه عامه ودائمه في ايه محكمه لا تحتاج الي تاويل في قوله [يَااَيُهَا الَذِينَ امَنُوا ادْخُلُوا فِي السِلْمِ كَافَه..] كما يقول في شان المخالفين في العقيده الذين لا يشنون حربا ضد المسلمين، واذا تورط العدو في حرب او قتال وجب علي المسلمين سرعه التصدي له وردعه فاذا اقتنع هؤلاء بضعفهم وعدم قدرتهم علي استكمال الحرب فاعلنوا التراجع والجنوح للسلم فالشرع يوجب قبول تراجعهم مع اتخاذ جميع الاحتياطات فيقول تعالي [..فَاِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقاتِلُوكُمْ وَاَلْقَوْا اِلَيْكُمُ السَلَمَ فَما جَعَلَ اللَهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلا..] كما يؤكد ضروره القبول بالسلم اذا اختاره العدو الذي سبق بالعدوان [وَاِن جَنَحُواْ لِلسَلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَلْ عَلَي اللهِ..] وفيما بين المسلمين بعضهم ببعض يبين الرسول (صلي الله عليه وسلم) خطوره اللجوء للعنف وتحكيم السلاح فيقول (صلي الله عليه وسلم) (لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَارا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ) كما يقول الرسول (صلي الله عليه وسلم) (اذا الْتَقَي الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ في النَارِ) .

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل