المحتوى الرئيسى

تأثير الانتخابات التركية على العلاقة مع الكيان الصهيوني

06/03 20:18

علي الرغم ان المنطقه العربيه طالما كانت مؤثره في النظام الدولي، وطالما اتخذت قرارات مصيريه تحدد مستقبلها ومستقبل منطقة الشرق الاوسط مثل المشاركه في حرب 1948 ضد العصابات الاسرائيليه في ذلك الوقت وايضا حرب اكتوبر1973 والحرب العراقية الايرانية والخلافات التركيه السوريه التي كانت تنذر بحرب بين البلدين في تسعنيات القرن الماضي.

واستطاع العرب في اوقات كثيره اخذ زمام المبادره ومواجهه دول الطوق العربي وهي (ايران ، اسرائيل، تركيا) والتي اصبحت كل دوله تتمتع بنفوذ داخل المنطقه العربيه خاصه في السنوات الاخيره مثل طهران التي اصبح لديها شبه سيطره علي اربع عواصم عربية( العراق، سوريا، لبنان، اليمن) وايضا انقره والتي تتمتع بعلاقات قويه ووثيقه بجماعات الاسلام السياسي (الاخوان المسلمين)التي وصلت الي السلطه بعد ثورات الربيع العربي في (مصر ، وليبيا، تونس) وبالتاكيد تل ابيب مؤثره في الشرق الاوسط بصفتها دوله احتلال وتحتل اراض عربيه هي مزارع شبعا والضفه الغربيهو الجولان.

وبالتاكيد لابد من رصد ومراقبه اي تحالف او تنسيق بين دول الطوق الغير عربي (ايران ، تركيا، اسرائيل) لانه بالطبع سيؤثر علي منطقه الشرق الاوسط بالكامل،وتعتبر العلاقات التركية الإسرائيلية احدي الركائز الاستراتجيه لتحديد مناطق القوه والضعف في اقليم الشرق الاوسط كما كانت العلاقات الإسرائيلية الإيرانية قويه في عهد شاه ايران محمد رضا بهلوي وتعد العلاقات بين انقره وتل ابيب علاقات ممتده وعميقه.

ويمكن تقسيم العلاقات التركيه الاسرائيليه الي عده اقسام كما يلي:

يمكن وصف العلاقات التركيه الاسرائيليه بالبراجماتيه والتي تعتمد علي مصالح الدوله التركيه فقط دور الاعتبار لاي بعد ديني او سياسي مع الدول العربية والاسلاميه ومن الممكن القول ان العلاقه بين تركيا واسرائيل هي مثل العلاقه بين الشفه واللثه في فم الانسان في دلاله علي مدي قوه العلاقه بين البلدين المطلتان علي البحر المتوسط.

بدات العلاقات الدبلوماسيه بين انقره وتل ابيب بالاعتراف التركي بالدوله الاسرائيليه في عام 1949 لتصبح تركيا اول دوله ذات اغلبيه مسلمه تعترف بتل ابيب وبدا التمثيل الدبلوماسي بقائم للاعمال للمصالح التركيه في اسرائيل في الوقت الذي كان العرب يعتبرون اسرائيل كيانا مزعوما وتخوض حركات المقاومه الفلسطينيه مقاومه للاحتلال الاسرائيلي للارض العربيه.

بدات تركيا تتاخذ مواقف مناهضه لاسرائيل عندما قامت باحتلال شبه جزيره سيناء من مصر وهضيه الجولان من سوريا والضفه الغربيه من فلسطين جاء ذلك من خلال رفضها للاحتلال الاسرائيلي في مجلس عام1967 ودعمت القرار (242) المطالب بانسحاب اسرائيل من الاراضي العربيه.

سحبت انقره القائم بالاعمال الخاص بها لدي تل ابيب في عام1980 احتجاجا علي ضم الحكومة الإسرائيلية للقدس.

ومع عوده الامل في الوصول لسلام حقيقي للمنطقه مع اعلان قيام الدوله الفلسطينيه عام 1988 واعترف تركيا بها وبخاصه بعدانعقاد مؤتمر مدريد ومفاوضات اوسلو وبدات بعض الدول العربيه بالتطبيع مع اسرائيل انتعشت العلاقات التركيه الاسرائيليه رفعت تركيا التمثيل الدبلوماسي لسفير عام 1996.

علي الرغم من ان المنطقه العربيه طالما كانت مؤثره في النظام الدولي، وطالما اتخذت قرارات مصيريه تحدد مستقبلها ومستقبل منطقه الشرق الاوسط، مثل المشاركه في حرب 1948 ضد العصابات الاسرائيليه في ذلك الوقت، وايضًا حرب اكتوبر1973 والحرب العراقيه الايرانيه والخلافات التركيه السوريه التي كانت تنذر بحرب بين البلدين في تسعنيات القرن الماضي.

واستطاع العرب في اوقات كثيره اخذ زمام المبادره ومواجهه دول الطوق العربي وهي (ايران، اسرائيل، تركيا)، والتي اصبحت كل دوله منها تتمتع بنفوذ داخل المنطقه العربيه خاصه في السنوات الاخيره، مثل طهران التي اصبح لديها شبه سيطره علي اربع عواصم عربيه (العراق، سوريا، لبنان، اليمن)، وايضًا انقره والتي تتمتع بعلاقات قويه ووثيقه بجماعات الاسلام السياسي (الاخوان المسلمين) التي وصلت الي السلطه بعد ثورات الربيع العربي في (مصر، وليبيا، تونس)، وبالتاكيد تل ابيب مؤثره في الشرق الاوسط بصفتها دوله احتلال وتحتل اراض عربيه هي مزارع شبعا والضفه الغربيه والجولان.

وبالتاكيد لا بد من رصد ومراقبه اي تحالف او تنسيق بين دول الطوق غير العربي (ايران، تركيا، اسرائيل)، لانه بالطبع سيؤثر علي منطقه الشرق الاوسط بالكامل، وتعتبر العلاقات التركيه الاسرائيليه احدي الركائز الاستراتيجيه لتحديد مناطق القوه والضعف في اقليم الشرق الاوسط، كما كانت العلاقات الاسرائيليه الايرانيه قويه في عهد شاه ايران محمد رضا بهلوي، وتعد العلاقات بين انقره وتل ابيب علاقات ممتده وعميقه.

ويمكن تقسيم العلاقات التركيه الاسرائيليه الي عده اقسام كما يلي:

اولا: العلاقات التركيه الاسرائيليه قبل وصول حزب العداله والتنميه للحكم

يمكن وصف العلاقات التركيه الاسرائيليه بالبراجماتيه والتي تعتمد علي مصالح الدوله التركيه فقط، دون الاعتبار لاي بعد ديني او سياسي مع الدول العربيه والاسلاميه، ومن الممكن القول ان العلاقه بين تركيا واسرائيل هي مثل العلاقه بين الشفه واللثه في فم الانسان، في دلاله علي مدي قوه العلاقه بين البلدين المطلتين علي البحر المتوسط.

بدات العلاقات الدبلوماسيه بين انقره وتل ابيب بالاعتراف التركي بالدوله الاسرائيليه في عام 1949، لتصبح تركيا اول دوله ذات اغلبيه مسلمه تعترف بتل ابيب، وبدا التمثيل الدبلوماسي بقائم للاعمال للمصالح التركيه في اسرائيل، في الوقت الذي كان العرب يعتبرون اسرائيل كيانًا مزعومًا وتخوض حركات المقاومه الفلسطينيه مقاومه للاحتلال الاسرائيلي للارض العربيه.

بدات تركيا تتاخذ مواقف مناهضه لاسرائيل عندما قامت باحتلال شبه جزيره سيناء من مصر وهضيه الجولان من سوريا والضفه الغربيه من فلسطين، جاء ذلك من خلال رفضها للاحتلال الاسرائيلي في مجلس عام1967 ودعمت القرار (242) المطالب بانسحاب اسرائيل من الاراضي العربيه.

سحبت انقره القائم بالاعمال الخاص بها لدي تل ابيب في عام1980، احتجاجًا علي ضم الحكومه الاسرائيليه للقدس.

ومع عوده الامل في الوصول لسلام حقيقي للمنطقه مع اعلان قيام الدوله الفلسطينيه عام 1988 واعتراف تركيا بها، وبخاصه بعد انعقاد مؤتمر مدريد ومفاوضات اوسلو وبدا بعض الدول العربيه بالتطبيع مع اسرائيل؛ انتعشت العلاقات التركيه الاسرائيليه ورفعت تركيا التمثيل الدبلوماسي لسفير عام 1996.

في يونيو 1999 زار الرئيس التركي الاسبق سليمان ديميريل تل ابيب، وهي اول زياره يقوم بها رئيس تركي من بدايه العلاقات بين البلدين، كما زار الرئيس التركي الاراضي الفلسطينيه في دلاله ان موقف تركيا محايد تجاه القضيه العربيه الاساسيه وان هدفها هو احلال السلام.

 كما تم طرح فكره مشروع انابيب السلام عام 1987، والهدف منه توصيل مياه نهري دجله والفرات واللذان يمر في ثلاث دول وهي (تركيا، العراق، سوريا) عبر البحر المتوسط لاسرائيل والاردن والضفه الغربيه وبعض دول الخليج والتي تعاني من فقر مائي شديد، وهدف هذا المشروع له بعدين: اقتصادي وسياسي، الاقتصادي بشكل كبير هو بيع المياه لتلك الدول والذي سيدر الكثير من الدخل علي الاقتصاد التركي، كما انه له بعد سياسي؛ فالدبلوماسيه المائيه ستلعب دورًا في تقريب وجهات النظر بين الشعوب، وسرعه التطبيع السياسي والاقتصادي بين الدول العربيه واسرائيل برعايه من دوله اقليميه مثل تركيا، وقد حظيت فكره مشروع انابيب السلام علي دعم الولايات المتحده الراعي الرئيسي لعمليه السلام في منطقه الشرق الاوسط، ولكن لم تلق فكره المشروع النجاح.

 وفي عام 2000 وقع البلدان اتفاقيه التجاره الحره التركيه – الاسرائيليه. وتعتبر هذه الاتفاقيه هامه بالنسبه لتل ابيب لانها الاولي التي توقِّع مع اي بلد اخر ذي اكثريه سكانيه من المسلمين، ولم تكن مصر التي وقعت اتفاقيه سلام عام 1979 قد دخلت مرحله التطبيع الاقتصادي مع الدولة العبرية، وبلغت حجم الصادرات الاسرائيليه السنويه الي تركيا 1.5 مليار دولار، والواردات منها مليار دولار.

ثانيا: العلاقات التركيه الاسرائيليه في ظل حكم حزب العداله والتنميه

ويمكن تقسيم العلاقه بين حزب العداله والتنميه والدوله العبريه الي قسمين:

1) مرحله دفء العلاقات قبل الربيع العربي

 منذ تولي رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الحكم في تركيا في عام 2003 وهو يبحث عن دور اقليمي لقياده منطقه الشرق الاوسط، وكانت سياسه " تصفير المشكلات" مع دول الجوار التركي التي رسمها احمد داود اوغلو رئيس الوزراء الحالي ووزير الخارجيه السابق احدي وسائل الوصول لذلك الهدف، وبدات العلاقات بين حزب العداله والتنميه والدوله العبريه علاقه فاتره ومتدهوره نتيجه تصريحات رئيس الوزراء التركي، ففي مارس2004 ادان رئيس الوزراء التركي اغتيال الشيخ احمد ياسين قائد حركه حماس ووصفه بالعمل الارهابي ثم وصف طيب اردوغان عمليات اقتحام الجيش الاسرائيلي مخيم اللاجئين الفلسطنيين في رفح بعمليه إرهاب الدولة، واضطرت انقره لاستدعاء السفير والقنصل التركي من تل ابيب للتشاور واعتبرت تصريحات اردوغان مؤسفه وتضر بمصلحه البلدين الحليفين.

وتحسنت العلاقات التركيه الاسرائيليه في مايو 2005 بزياره رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان تل ابيب، والتقائه رئيس الوزراء الاسرائيلي اريل شارون والرئيس الإسرائيلي موشيه كاستاف، وزار النصب التذكاري لمحرقه اليهود في الحرب العالميه الثانيه وادان معاداه الساميه ودعا لتحقيق السلام بين طرف النزاع الاسرائيلي والفلسطيني. فيما رات اسرائيل في اردوغان وحزبه انهم يمثلون الاسلام المعتدل والذي لا يحمل العداء للدوله العبريه، في اشاره لتنظيم القاعده الذي يدعو لتدمير اسرائيل، كما اعتبرت اسرائيل ان انقره يمكن ان تكون جسرًا لتطبيع العلاقات مع الدول العربيه. كما دعمت تل ابيب انضمام تركيا للاتحاد الاروبي وهذا يدلل عن غرض الزياره اردوغان لاسرائيل للحصول علي دعمها من اجل تحقيق الحلم التركي في الانضمام للاتحاد الاروبي وان يتم تحييد الموقف التركي عن القضايا العربيه في المنطقه نتيجه لتلك التفاهمات.

 وفي عام 2007 زار الرئيس الاسرائيلي تركيا. لاول مره في التاريخ يقوم رئيس إسرائيلي بزياره دوله ذات الغالبيه مسلمه، والقي خطابا في البرلمان التركي في دلاله علي قوه العلاقات بين البلدين.

وفي ترجمه سريعه لقوه العلاقات بين البلدين خاصه في عهد حكومه العداله والتنميه؛ استطاعت انقره في مايو 2008 استضافه مفاوضات غير مباشره بين اسرائيل وسوريا بخصوص هضبه الجولان المحتله منذ العام1967 وعلي اسس مؤتمر مدريد عام1991، بعد ان توقفت المفاوضات منذ مفاوضات كامب ديفيد الثانيه التي قادها الرئيس الامريكي الاسبق بيل كلينتون في عام 2000، واستطاعت تركيا تقريب وجهات النظر بين البلدين نتيجه لقوه علاقه انقره باطراف التفاوض، وتجمدت المفاوضات بعد فتره وجيزه نتيجه استقاله رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت من رئاسه الحكومه الاسرائيليه وحزب كاديما.

بدات العلاقات السياسيه في التدهور بين حكومه العداله والتنميه التي يقودها اردوغان واسرائيل ففي فبراير 2009 في مؤتمر دافواس الاقتصادي في سويسرا، عندما حدث تلاسن بين رجب طيب اردوغان والرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز عندما اعطي مدير جلسه النقاش 25 دقيقه للاخير و12 دقيقه فقط للمسؤول التركي، مما دفعه للانسحاب وقد اتهم اردوغان المسؤولين الاسرائيلين بارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين في حرب غزة (الرصاص المصبوب) والتي انتهت اوائل عام 2009، واستقبل اردوغان استقبالا حافلا عندما عاد الي انقره ولكن اتهمته المعارضه التركيه باستغلال القضايا العربيه من اجل اكتساب الشعبيه قبيل الانتخابات البلديه التي كانت ستجري في العام القادم.

منذ مؤتمر دافوس تشهد العلاقات بين انقره وتل ابيب توترا ملحوظًا حيث استدعت انقره سفيرها للتشاور في يناير2010 نتيجه تعمد الخارجيه الاسرائيليه اهانه السفير التركي بعدم وضع علم بلاده علي الطاوله وتعمد وضع مقعد منخفض للجلوس عليه بعكس موظفي الخارجيه التركيه، وجاءت تلك المارسات نتيجه عرض مسلسل تلفزيوني تركي (وادي الذئاب) يصف الجنود الاسرائيليين بالقتله وتصريحات اردوغان المستمره ضد اسرائيل في ذلك الوقت.

 تدهورت العلاقات التركيه والاسرائيليه اكثر واكثر بعد مقتل 9 اتراك علي يد قوات كومندز اسرائيليه في مايو2010 التي هجمت علي مجموعه من السفن اطلق عليها اسطول الحريه في المياه الدولية، والذي كان يهدف الي كسر الحصار الاسرائيلي علي غزه والمفروض منذ العام 2007، سحبت تركيا السفير التركي علي اثرها وابقت علي تمثيل منخفض وحدثت قطيعه دبلوماسيه دامت ثلاث سنوات.

العلاقات الاقتصاديه في عهد حكومه العداله والتنميه

منذ توقيع اتفاقيه التجاره الحره واتفاقيه منع الازدواج الضريبي، واتفاقيه الاستثمار الثنائي في عام 2000 حدث نمو في التجاره البينيه من 449 مليون دولار في العام 1996 لتتجاوز 2.1 مليار دولار في عام 2002. وقد استمرت هذه الوتيره الاستثنائيه مع زياده التجاره الثنائيه بمتوسط 14.6% سنويًا، خلال الفتره من 2002 الي 2008، وذلك قبل ان تشهد العلاقات بدايات مرحله التوتر والاضطراب.

ورغم القطيعه السياسيه والدبلوماسيه ظلت العلاقات الاقتصاديه قويه بين البلدين حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين في عام 2011 مليار وثمانمائه مليون دولار، فيما بلغ عام 2012 2 مليار و 17 مليون دولار، اي بزياده قدرها نحو 15٪. وكان لافتًا زياده اقبال اسرائيل علي شراء السيارات التركيه خلال السنوات الاخيره.

 وتعتبر تركيا ثالث اكبر مستور للبضائع الاسرائيليه بواقع بلغ 1.2 مليار دولار سنويًا، في الوقت الذي تمتنع دول الاتحاد الاروبي عن استيراد بضائع المستوطنات الإسرائيلية وهذا لا تقوم به تركيا.

ومع تدهور العلاقات التركية السورية حيث كانت تعتمد انقره علي دمشق في تصدير المنتجات التركيه للخليج من خلال الموانيء السوريه، ولكن تركيا تعتمد الان علي المواني الاسرائيليه وبخاصه ميناء حيفا واسدود ثم نقل البضائع برًا الي الاردن ثم الي دول الخليج.

بالاضافه لملف الغاز الطبيعي في البحر المتوسط والذي برزت هميته مؤخًرا مع الاتفاق الثلاثي بين القاهره واثينا وقبرص، لترسيم الحدود البحريه بين البلدين والذي يهدف ضمنيًا لعزل تركيا في البحر المتوسط، الامر الذي يدفع انقره لتعزيز علاقتها مع اسرائيل خاصه في عمليات البحث والتنقيب.

العلاقات العسكريه في ظل حكومه العداله والتنميه

بدا التعاون العسكري بين تركيا واسرائيل بعد الانقلاب العسكري الذي حدث في تركيا العام 1980، وارتفعت افاق التعاون في عهد حكومه حزب الرفاه ذي التوجه الاسلامي بقياده نجم الدين اربكان، عندما وقعت 16 اتفاقًا للتعاون في المجال العسكري، وتضمنت هذه الاتفاقات ايضًا برامج تدريب وتعاون مشترك تشمل القوات البريه والبحريه والجويه، وقد الغت تركيا 12 مشروعًا دفاعيًا مع اسرائيل، بما في ذلك اتفاق بقيمه 5 مليار دولار لشراء دبابات، واخر بقيمه 800 مليون دولار لشراء طائرات دوريات وانذار مبكر. كما منعت تركيا الطائرات العسكريه الاسرائيليه من التحليق في الاجواء التركيه بعد الهجوم الاسرائيلي علي "اسطول الحريه".

تبلغ قيمه مجموعه المشاريع العسكريه نحو 1.8 مليار دولار، وتشكِّل قيمه المشاريع نسبه عاليه قد تصل الي نصف الميزان التجاري بين البلدين، ويري بعض الخبراء العسكريين ان مشاريع التعاون العسكري بين اسرائيل وتركيا قد ساهمت في تغيير موازين القوي في المنطقه لصالح اسرائيل وتجلي ذلك في عام 2008 من خلال الضربه العسكريه الاسرائيليه للمفاعل النووي السوري في مدينه دير الزور شرق سوريا، والتي تمت بالتنسيق مع تركيا كما ان الضربات الاخيره في اعوام 2013 و2014 والتي وجهتها تل ابيب في قلب دمشق جاءت بالتسيق مع سلاح الجو التركي، تلك الضربات التي لم تدنها انقره سياسيًا واعتبرتها ذريعه لكي يبقي نظام الاسد.

اشتراط حلف الناتو موافقه اسرائيل علي نشر انظمه بطاريات صواريخ الباتريوت علي الحدود السوريه التركيه فيه دلاله علي اهميه التعاون العسكري بين البلدين، وحتي لا يكون نشر تلك الانظمه المتطوره مهددًا لامن الدوله العبريه، بعد ان استبعدت انقره اسرائيل من المشاركه في مناورات "نسر الاناضول"، والتي يشارك فيها حلف الناتو، واستخدمت تركيا كذلك حق النقد الفيتو لمنع اسرائيل من المشاركه قمه الحلف في شيكاغو بالولايات المتحده، كما حالت تركيا دون تعيين ممثل لاسرائيل في مقر الحلف في بروكسل.

 في ظل تنافس مصر وتركيا واسرائيل دول في اقليم الشرق الاوسط علي قوه سلاح الجو الخاص بها، وبعد شراء مصر صفقه طائرات الرفال الفرنسيه في فبراير الماضي، وقعت تل ابيب اتفاقيه للحصول علي صفقه 14 طائره f35 المتطوره والتي ستصل الدفعه الاولي لاسرائيل في عام 2016 وتحصل علي الدفعه الاخيره في عام2021 وقد لحقت انقره بتل ابيب بتوقيع علي شراء مقاتلتين من طراز f35 من اصل 100 تسعي الحكومه التركيه لشرائها ولكن ستحصل عليها في عام 2018.

ثالثا: العلاقات التركيه الاسرائيليه في ضوء الربيع العربي

بدا الربيع العربي والعلاقات بين البلدين متدهوره فقد سعت الادراه الامريكيه لتقريب وجهات النظر بين انقره تل ابيب، وانهاء القطيعه الدبلوماسيه التي استمرت ثلاث سنوات، ونجحت الوساطه الامريكيه في ابريل 2013 حيث اعتذر بنيامين نتنياهو رئيس الحكومه الاسرائيليه لرئيس الوزراء رجب طيب اردوغان من خلال مكالمه هاتفيه ولكن ليس حسب الشروط التركيه التي كانت وضعتها انقره للمصالحه مع تل ابيب وهي:

 تقديم اعتذار مكتوب لتركيا عن مقتل نشطاء اتراك عن هجوم الكومندز الاسرائيلي علي اسطول الحريه ولكن الاعتذار كان شفهيًا من خلال مكالمه هاتفيه.

رفع الحصار الاسرائيلي عن غزه، والمفروض منذ عام 2007، وهذا لم يحدث علي ارض الواقع ولكن تم تخفيف الحصار منذ اندلاع ثوره يناير2011 ولكن فعليًا شهدت غزه ثلاث حروب في اعوام 2008 و2012 ثم لاحقًا في2014.

دفع تعويضات لاهالي ضحايا حادثه اسطول الحريه بمليون دولار لكل اسره تركيه، ولكن اسرائيل قامت بدفع تعويضات وفق القانون التركي بمعدل 70 الف دولار لكل اسره.

ورغم المصالحه بين البلدين الا ان هناك بعض الخلافات في بعض قضايا

حيث تري تركيا ضروره رحيل نظام الرئيس الاسد لانه فاقد الشرعيه، في حين تري الدوله العبريه ان بشار الاسد هو الديكتاتور المفضل لديها، وتخشي حدوث توتر علي الجبهه الشماليه (هضبه الجولان) وان تسقط الدولة السورية في ايدي المتطرفين وهذا يوثر علي امنها، وفي الوقت ذاته يتهم النظام السوري كل من انقره وتل ابيب بالسعي لتدمير سوريا من خلال دعم الحركات الارهابيه كما يري النظام السوري ان عوده العلاقات بين البلدين والتي قطعت قبل ثورات الربيع العربي هي مؤشر علي قرب انهيار نظامه.

وفي الملف الايراني يتجلي الخلاف بين انقره وتل ابيب؛ حيث تفضل تركيا التفاوض مع طهران حول الملف النووي بينما تري اسرائيل ضروره توجيه ضربه عسكريه للمنشات النوويه الايرانيه ورحبت تركيا بتوقيع اتفاق لوزان بين ايران والغرب في مارس الماضي بينما شجبت اسرائيل توقيع الاتفاق الاطاري واعتبرته مهددًا لامن اسرائيل.

نددت تركيا بحروب إسرائيل ضد غزه اعوام 2012 و 2014، وجددت المطالبه بضروره رفع الحصار الاسرائيلي علي غزه واعاده فتح مطار غزة الدولي واقامه ميناء بحري علي شواطيء غزه، الامر الذي ترفضه اسرائيل لانه سيدعم الحركات الارهابيه في غزه بقياده حركه حماس حسب الوصف الاسرائيلي.

رابعا: مستقبل العلاقات التركيه الاسرائيليه

مع تحول خريطه التحالفات في الشرق الاوسط وظهور محاور جديده وبروز الدور التركي في المنطقه وعلاقتها المتميزه بجماعات الاسلام السياسي المعتدله (الاخوان المسلمين) والمتشدده (داعش)، وبعد ان اصبح رجب طيب اردوغان رئيسًا للدوله، والذي يسعي لتغيير النظام السياسي من برلماني الي رئاسي ليتمتع بصلاحيات اكبر في رغبته للبقاء في الحكم حتي عام2023 وحلول الذكري المائه لاقامه الدوله التركيه، ويتوقع مراقبون استمرار تدهور العلاقات التركيه الاسرائيليه في ظل عداء حركه حماس حليفه انقره لاسرائيل وعدم الاعتراف بها، وهذا يفرض علي اسرائيل شن حروب جديده ضدها، كما سيتطور هذا الخلاف التركي الاسرائيلي في حاله سقوط نظام الاسد، والذي تفضل تل ابيب بقاءه لان الحركات المقاتله علي الارض (الجيش السوري الحر) هي من حلفاء انقره وهذا سيدفع اسرائيل للتلويح بورقه الاعتراف بمذبحه الارمن التي قامت بها الدوله العثمانيه في عام1915 علي غرار محرقه هتلر ضد اليهود.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل