المحتوى الرئيسى

مريد : «يا رضوى الغائبة بعيدًا ..أنا والشعر لعينيك»

06/03 15:45

قصتهم قصه الحب و الوفاء و النضال ..و حبهم عمله نادره في هذا الزمان ، التقيا اول مره علي سلالم جامعه القاهرة ، و هو يلقي الشعر فاذا بكلماته تجتذبها نحوه ، و تملك عليها روحها ، و تلتقي نظراتهم لتكون بدايه قصة حب استمرت 45 عامًا ، و ستستمر فالموت لن ينسيه حبها بل جعله اكبر فهو القائل : ” ايها الحزن انا منشغل برضوي عنك ” .. هما رضوى عاشور ، و مريد البرغوثى .

مرت قصه حبهم بالكثير من الرفض و الصعوبات ، فرفضه اهل رضوي عاشور عندما تقدم للزواج منها لانه فلسطيني ، الي لحظه ترحيله عن مصر فتره حكم الرئيس الراحل انور السادات بسبب اعتراضه علي زياره السادات الي اسرائيل، وظل ممنوعًا من دخول مصر لمده 17 عامًا ، و لكن حبهم ظل متماسكا رغم البعد ، و عندما مرضت رضوي فاذا به يقول : “عودي يا ضحكاتها عودي” .

” رضوي ” دائما حاضره في شعره ، و كتب لها قصيده مطوله باسمها نشرت علي ثلاث اجزاء بمجله الكاتب في بدايه السبعينات ، و في ذكري ميلادها القي لاول مره امس بساقيه الصاوي القصيده كامله قائلا : ” لم القيها يوما كامله ..و الان جاء وقتها ” .

القصيده نشرت في ديوانيين ” فلسطيني في الشمس ” و ” طال الشتات ” ، و الجزء الاخير كتبه عندما كانت متغيبه لانجاز رساله الدكتوراه بالولايات المتحده .

كما يدخل الماء جوف الصخور

يشق له الف درب بباطن اعلي الجبال

وشق المحاريت للارض عامًا فعام

ويخرج نهرًا، ونبعًا، ونافوره تسكب

ها قد اتيت، تعالوا اشربوا

فيشرب منه اليمام واهل القري

وتحمر فيها الورود، وتنضج كل الثمار الوليده

يا قمح الخابيه الذهبي لكل الجوعي

كي تبذر ايديهم قمحًا اخر

وضمي هذا الكون الطفل وقوديه الي الرشد

وتعالي نتبادل حمل الكون الطفل بكفينا

لو القاك علي جبل في التيه، وما فيه

الا اشواك الصحراء ووهج الشمس الشريره

لانبعث الناس من الرمل وجاء الاطفال

وامتدت في التيه صفوف من خيمات الاتين

يصبح وهج الشمس ضوءً العشاق

يبرق في الافق البرق الفضي وينهمر المطر

واذا امشي عند حفافي الشمس

فحملها بين الشطين علي كفيه

واتي بجميع الافراد يحدثهم عن رضوي

اخبرني ان الورده كبرت في وهج الشمس

سكنتها كل عصافير الوطن الجوعي

غنت، طارت، عادت تحمل قمحًا من ابعد بيدر

يا ذات الوجه المنذور لارض الدلتا

يا رضوي، يا ذات الوجه الطيب

يسري في جسمي نهر وشراع

وانا ابحر داخل نفسي كل مساء

يحملني تياري الغامض نحو جبينك

وانا ابحر داخل نفسي داخل شعري كل مساء

يحملني تياري الغامض نحو جبينك

وانا ابحر داخل نفسي داخل شعري داخل وطني كل مساء

يحملني تياري الغامض نحو جبينك

تحملني كفاك علي وهج القوه

واذا ما شحبت وجنات بلادي

واذا ما احتلك سواد الافق

يقفون جوار النصب التذكاري و “نهضة مصر

كي يكسوا وطنًا عراه الاقزام وهم يلهون

يا شجر الكرمل يا حارات الاسماعيليه

في جسمي يسري نهر وشراع

وانا ابحر نحوك كل مساء

احمل في مركبتي الكنعانيه تاريخ الشهداء جميعًا

يتحول لون شراعي الوردي الي لون الدم القاني

يا ذات الوجه المنذور لارض الدلتا

لما جئتك كحبه زيتون عاريه

لم احمل ذهبًا اووعدًا بالفستان الابيض ذي الذيل الممتد

ووعدتك ان احيا فيك وفي وطني المتعب

ونذرنا نفسينا للعشق فلا ندري

من فينا المعشوق ومن فينا وطن المعشوق

ومتي نعشق هذا او ذاك

لا ندري الا ان العشق توحد فينا

ومددنا ايدينا للعشاق الفقراء وسرنا

ما بين الصوت وبين الصمت

ما بين الميلاد وبين الموت

يا ذات الوجه المنذور لارض الدلتا

ان كان الموسم هذا العام شحيحًا

فلنرفع ايدينا في وجه الشمس الوحشيه

سميتك اول مقتول خلف متاريس الكوميونه

سميتك اول مولود في مصر الحرة

سميتك اول عاشقه منذ الطوفان

سميتك اول فلاح ينضم لعز الدين القسام

سميتك اجمل طفل ترضعه بين الغابات غزاله

لتمنح ظلاً لمواكب كل كل الناجين من الماساه

تطلع من كفيه ينابيع الماء

لتسقي اهل السر الماشين الي القدر الاخر

سميتك اشجع من يحمي الباب الموروب من الاعصار

سميتك رايه بلدي اذ يرفعها اول من يصل الي الاسوار

يا من وصفتها كل مواويل الرعيان الفقراء

يا من كتبتها ايدٍ سمراء نحيله

اني اقرا في عينيك الزمن القادم

ابتسم وان ساءت كل الاخبار

ان امضي لنهايه درب النذر المفتوح علي الاخطار

ما دمت تمرين براحتك الخضراء علي جرحي

ما دامت شفتاك تقبل مفرقي المتعب

تاتيني ليله ان رسموا لحبيبي دائره

فغدًا دائره تحتضن بلاد الله بمن فيها من اجيال الفقراء

خرج حبيبي من دائره القرش المثقوب الي البيدر

وكحبات القمح توزع بين سهول المنذورين

وغدًا داليه يزرعها معتقل في ليل تؤنسه في ليل المنفي

اصبح ظلاً للماشي في قيظ الوهج الظهري

خرج حبيبي من دائره القرش المثقوب

كما يتسع الافق امام المهر النافر!

انا يا رضوتي الراعي الذي مزماره القصبي لا يتعب

سوي بالبيت والوطن الذي تعطيه كي يزهو فيعطيك

سوي برنين باب السجن حين يرن منفتحًا علي الشمس

سوي بعذاب وادي النيل او بتوجع القدس

مضيع الخطوات عبر مجاهل الدرب:

الا يا ظبيه شردت وراء البحر

وانت الافق امشي نحوك، اقتربي.

فخرفاني الصغيره، اسطري، شعري نات عني

ولست انا بصياد لافزع ظبيه شردت

الذي مزماره القصبي لا يتعب

يطعم الرعيان والخرفان، قال الجوع: اني ضيفك الابدي منذ الان

تعالي احتضنك فتهطل الامطار في الصحراء والجرد

تعالي ربه للخصب احملها علي زندي

اطوف بها بلاد الله والفقراء

رجالاً يخرجون اذا مددت الي اديم الارض اصبعك

الذي ان قال: كن. فيكون..

تطلع نبعه فواره في الارض ما بخلت علي احد

تعالي خلصيني من تعودي الحياه علي مدار العام

وليس برفق من يتجنب الاشواك حين يداعب الزهره

مثل عاصفهعلي شجر الصنوبر في الشتاء

ومثل تنقل النيران في الحطب

توجوج في جفاف الجذع جامحه:

يمزق بعد رحلته خرائطه القديمه

تستبد بها رياح البحر (يا اشياء كوني

ويا صاري السفينه اعبر الماء وحيدًا او تكسر)

تعالي صيريني مثلما الزيتون تعصره الرحي زيتًا

ينير سراج بيت في قرانا

ويمهر حلوه زفت لفلاح ترقب ثروه الموسم

توقفت السفينه في اعالي البحر

وفي اقصي المواني ترقب الحلوات عودتهم

والشراع كرايه في يوم حزن نكست

علي شاطئهم يلوح، يلوح في كل المرافئ

ان الوافقين علي الموانئ صادقون

كرش هب من خرطوش صياد علي الدوري

كما الشلال يدخل اول النهر

نغذ السير بين نواتئ الصخر

فرس اطلقها البرق من الشرق

لمحتني، حملتنهي عبر التاريخ اليك

ها هي تعدو فوق بيادرنا

رفعوا اجسادهم التعبي عن غرس الزيتون

فهاتي نظره في البعد اجلس في مساحتها

يظل معلق النظرات يرسلها الي امه

كان صلاه كل المؤمنين تحل في جسمه

وحدي احمل افارح الغابات السريه

احمل قاعات الخطباء الشبان بليلات البرد الكانونيه

احمل بطانيات المعتصمين واحمل ارغفه بلديه

احمل باقات النرجس من “عين الدير”

تلذعني رائحه الزعتر في وديان بلادي

واراني منتصرًا عبر هزيمتي الاسطوريه

فانبعثي ايتها الفرس القادمه من الشهب

يقفون، تحدق اعينهم في الافق الغسقي النائي

وتزغرد جنيات النهر واشرعه السفن

وتجن مياه النهر باغنيه الاطفال الفقراء:

يا غراب الجوع لا تنعق علينا

فرس اطلقها البرق من الشرق

فسكنني شعر الورد وشعر النذر

واعري صدري للريح، ولا اسقطالا مع اخر ثمره

ويدور غنائي مع دورات الريح باعلي الاشجار

عبر سفوح الوطن المزروعه تنتظر الامطار:

ما دامت عيناك دليلاً لنشيدي

صعدت كل الافراس البيضاء لاعلي التل

تاتيني امسيه ترقبنا وقع الاقدام

والطرق الوحشي علي باب النائم

“ها قد جاؤا في طلبك”

وعيونك يا زوجتي اتسعت ببهاء البحر

اقوي من وقع الاقدام علي السلم

يسكنها الوطن وحب المخدوعين الاتين لاخذك

من غرفه نومك قبل الفجر

من بين رموش الوطن المستيقظ يرقبهم.

اتوهم في ليلي ان النوم عميق

لكني استيقظ كل صباح عند الفجر

واعود الي قلمي والي الدفتر

انظر للمكتبه الهادئه كما كانت دومًا

وامد يدي الي البوم الصور الاحمر

وتردد كل قصائدك نشيدًا في الاحلام

هاتيها يا فرس الشعر الفضيه

واسقي الفرس الفضيه حتي تشبع

تعدو الفرس المسحوره تبحث عنك بعيدًا. بعد البحر

يرشقن سماء القريه برذاذ الماء

وادور سبع اساور في زنديك

ارشق منها بين نهودك فله

يفرغ دلوي المملوء، فهل ياذن محبوبي لحظه

لاعود الي بيتي البري النائي

ارشقها طول الموسم بين يديك،

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل