المحتوى الرئيسى

تاريخ ترجمات أسفار اليهود المقدسة في كتاب (تفسير التوراة باللغة العربية)

06/03 08:29

صدر حديثًا عن المركز القومي للترجمه، كتاب (تفسير التوراه باللغة العربية) تاريخ ترجمات اسفار اليهود المقدسه ودوافعها، وهي من اعداد سعديا بن جاؤون بن يوسف الفيومي، اخرجه وصححه يوسف درينبورج، من ترجمه وتقديم وتعليق سعيد عطيه مطاوع، احمد عبد المقصود الجندي.

اسفار اليهود المقدسه من اقدم الاثار الدينيه التي وصلت الينا مدونه في لغتها الام "اللغة العبرية"، وهذه الاسفار التي يطلق عليها العهد القديم، واصبحت تسميه الكتاب المقدس تشمل اسفار العهدين القديم والجديد.

ويعد سعديا الفيومي احد اهم فلاسفه اليهود خلال العصر الاسلامي عامه والقرن الثالث الهجري علي وجه الخصوص،وفي هذا الكتاب يقدم سعديا تفسيرا لاسفار التوراه الخمسه (التكوين، الخروج، اللاويين، العدد، التثنيه) ويمكن اعتبار هذا الكتاب شكلا من اشكال الترجمه التفسيريه للنصوص.

وقد ساعد علم سعديا بالديانة اليهودية، وتاثره الكبير بالثقافه العربيه والاسلاميه وعلماء الكلام، وعلمه الواسع بالنحو العبري، فضلا عن تمتعه بحس ديني ولغوي، في ان تاتي هذه الترجمه معبره عن المضامين التي تضمنها النص العبري مباشره، وذلك عكس الترجمات المسيحيه التي تمت عبر الترجمه اليونانيه والترجمه اللاتينيه. ومن مميزات هذه الترجمه انها ايضا تجنبت الحرفيه الي حد كبير وهو ما جعل صاحبها يستخدم عنوان (تفسير التوراه بالعربيه) وربما كان هذا العنوان اشاره ضمنيه منه لصعوبه ترجمه النصوص الدينيه.

وتتجلي اثار الحضاره العربيه الاسلاميه واضحه في الترجمه التي بين ايدينا علي المستويين اللغوي والديني؛ فقد اثر سعديا استخدام الفاظ عربيه تناسب عقليه البيئه التي يعيش فيها، او استعاره النص القراني في بعض الاحيان، او ترجمه اسماء الاماكن بما كانت تعرف به في عصره. وتجلي هذا الاثر ايضًا في تجنبه لصفات التجسيد والتشبيه عند وصف الاله وهو امر كان جديدا علي العقليه اليهوديه في ذلك الوقت.

هذا الكتاب دليل حي علي ان الجانب الاكبر من النتاج الديني والادبي والفلسفي لليهود خلال العصر الاسلامي هو جزء اصيل لا يمكن فصله عما انتجته الحضاره الاسلاميه.

سعديا الفيومي، احد اهم الفلاسفه اليهود في العصر الاسلامي عامه والقرن الثالث الهجري علي وجه الخصوص، ولد في مصر، وتلقي في قريته بالفيوم تعليمًا عربيا فتوفر له العديد من المعارف العربيه الاسلاميه في عصره،كما درس الكتاب المقدس والتلمود،ثم توجه الي فلسطين حيث اكمل دراسته،وقد ذاعت شهرته لانه بدا في وضع مؤلفاته في سن مبكره.

المترجم، سعد عطيه مطاوع، استاذ الدراسات اليهوديه وتاريخ الأديان بقسم اللغه العبريه وادابها بجامعه الازهر، شغل منصب عميد كلية اللغات والترجمة، من اهم اعماله، (الاعجاز القصصي في القران الكريم )، (الشعر في العهد القديم ) و(قصص التوراه في ضوء النقد الادبي).

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل