المحتوى الرئيسى

توقعات بزيادة الموجة الحارة في القاهرة لـ3 أشهر

06/02 22:06

شهدت مصر في الايام الماضيه موجه حاره شديده استمرت نحو ثلاثه ايام بلغت ذروتها في الاربعاء الماضي، اذ ارتفعت درجة الحرارة الي مالا يقل عن 46 درجة مئوية، في محافظة القاهرة، وزادت قليلًا عن ذلك في بعض محافظات الصعيد.

ويعزي مراقبون اسباب ارتفاع درجات الحرارة الي استخدام الطاقه غير النظيفه، ومن ابرزها الفحم في توليد الكهرباء والالات، وهو ما يساعد في انبعاث غاز ثانى أكسيد الكربون، الذي يقوم بدوره في التاثير علي التغيرات المناخيه وارتفاع درجات الحراره.

وتتجه الحكومه للاهتمام بالفحم كمصدر بديل لتوليد الطاقة الكهربائيه، بسبب العجز في الغاز الطبيعي، الذي تواجهه غالبيه محطات توليد الطاقه في مصر، وفي اطار ذلك قال وزير الاستثمار، اشرف سالمان، في مؤتمر صحفي عقده في وقت سابق، ان:" هناك اتجاهًا حكوميًّا للاهتمام بالفحم، كمصدر بديل لتوليد الكهرباء يتوافق مع المعايير البيئه، في اكثر من صناعه، وهناك محاذير في استخدامه نابعه من ثقافتنا، لذا نعمل علي التنسيق الكامل بين وزارات البيئه والكهرباء والاستثمار، للحفاظ علي الاعراف الدوليه".

واضاف "هناك اعراف دوليه متمثله في بروتوكول "كيوتو" الذي صادقت عليه نحو 174 دوله عضو في الامم المتحده، منها الحفاظ علي البيئه من الانبعثات الحراريه الناتجه عن استخدام الغازات التي تسبب اضرارًا بالغه وتغيرات في المناخ، ويعد غاز ثاني اكسيد الكربون احدي الغازات المنبعثه من استخدأم الفحم في صناعه الاسمنت وتوليد الكهرباء".

لكن ماهو تاثير استخدام الفحم علي درجه الحراره؟

قالت الدكتوره راجيه الجرزاوي، الناشطه في مجال حمايه البيئه، ان استخدام الوقود الاحفوري وخاصه الفحم يتم علي مستوي العالم، والدول المتقدمه تتحمل درجه كبيره من مسؤوليه استخدام الطاقه غير النظيفه، لا سيما ان الدول غير المتقدمه تستخدمه رغم فقرها.

واضافت لـ"دوت مصر" ان الطاقه غير النظيفه تساهم في ارتفاع درجات الحراره، ليس في مصر فقط، ولكن علي مستوي العالم، لافته الي ان التغيرات المناخيه تتسب في اضطراب الجو، كما ان ارتفاع درجات الحراره يستتب في هبوب عواصف تؤثر علي المياه، فضلًا عن انها تتسبب في ذوبان الثلج، الذي يؤثر علي زياده منسوب البحار والمحيطات من المياه.

واشارت الي ان ارتفاع درجات الحراره يساهم في انتقال الامراض المعديه من خلال تهيئه بيئه مناسبه لذلك.

وفي السياق ذاته، قالت ساره رفعت، المنسقه الاعلاميه لمنظمه 350، وهي حمله عالميه تقوم بتوحيد العالم حول ايجاد حلول لازمه التغيرات المناخيه، ان النشاط البشري المتمثل في حرق الوقود الاحفوري منذ بدء الثوره الصناعيه وحتي الان تسبب في ازدياد متوسط درجه حراره الكوكب  ٠.٨ درجه، وان ذلك السبب الرئيسي في تغير المناخ.

واضافت لـ"دوت مصر" انه من  الصعب ربط كل حدث طقسي متطرف مباشره بتغير المناخ دون دراسه ودون النظر للاطار الاوسع، لان النظام المناخي معقد ويؤدي لتاثيرات علي فتره زمنيه طولها اعوام وعقود، ولذلك ما ينظر اليه علماء المناخ هو جميع الظواهر الطقسيه خلال عام ومقارنتها ببعضها بالاعوام التي سبقتها ومنذ بدايه القياسات.

وتابعت:" ما وجده العلماء هو ان تغير المناخ اصبح يزود من وتيره الظواهر الطقسيه الحاده مثل الاعاصير والفيضانات وموجات الحر وغيرها من التاثيرات، وان منطقه شمال افريقيا والشرق الاوسط عرضه بصفه خاصه لموجات الحر".

وتوقعت ازدياد موجات الحر ليس فقط في مصر ولكن في منطقه الشرق الاوسط، لافته الي ان ارتفاع درجه الحراره، الاربعاء الماضي، هو مجرد يوم واحد، مضيفه:" لكن مع ازدياد كميات الكربون من النشاط الانساني كل عام ووجودنا فوق الحد الامن لنسبه ثاني اكسيد الكربون في المناخ وهو ٣٥٠ جزء في المليون (نحن الان وصلنا ل٤٠٠ جزء في المليون) نتوقع زياده موجات الحر".

وقالت:" يخيفني ان اتخيل ما ستبدوا عليه مصر لو سمحنا لدرجه حراره الكوكب ان تزيد بمقدار اكبر من ذلك، ان زياده بمقدار ٢ درجه تعني ٥٣ يوما من الموجات الحاره في القاهره، وزياده بمقدار ٤ درجات (وهي زياده كارثيه) تعني ٩٤ يوما، اي تقريبا ثلت العام نقضيه في موجات حر".

ووفقًا لتقرير صادر عن البنك الدولي فانه يتوقع بحلول عام ٢٠٣٠ ان  تصل الموجه الحاره في القاهره الي ٣٢ يوما في العام من موجات الحر - يعني شهر كامل من درجات حرارة مثل يوم الاربعاء الماضي - وبحلول عام 2080 فانه من المتوقع ان تقضي مصر نحو 94 يومًا من الموجه الحاره.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل