المحتوى الرئيسى

هل زميلك في العمل شر مطلق؟ - BBC Arabic

06/01 20:29

تعطيلك عن عملك.. التزام الصمت في المعامله.. الخداع. هل زميلك في العمل شرير فقط ام هناك ما هو اكثر من ذلك؟

تخيل سيناريوهات العمل الثلاثه التاليه في مؤسستك: • تسال زميلتك عن الوثائق المطلوبه لنقل احد المشروعات الي المرحله التاليه، ولا تحصل علي جواب. • توجه لنفس الزميله بعد ذلك سؤالاً امام ماكينه التصوير الضوئي، فتتظاهر بانها لم تسمعك. • في احد الاجتماعات، تمزح هذه الزميله بشان امور حساسه امام الاخرين لكي تحرجك.

من المحتمل انك تواجه سلوكاً سلبياً-عدوانياً، حيث يحاول شخص ما ان يتصرف ظاهرياً بشكل لائق، ولكنه يضمر لك سلوكاً سلبياً بقصد اعاقتك عن العمل، حسبما يري "بريستون ني"، البروفيسور في الاتصالات ومؤلف كتاب "كيف تتعامل بنجاح مع الاشخاص السلبيين-العدائيين".

يشير بريستون ني الي مثل شعبي صيني يختصر المساله تماما "توجد خلف الابتسامه سكين خفيه".

مثل اي شيء اخر، تختلف حده السلوك من شخص الي اخر. ويقول ني "معظمنا ينخرط في سلوك سلبي-عدواني بدرجه معتدله من حين لاخر. اذا دخلت في جدل مع صديقه لي ولم اتصل بها علي الفور، فان سلوكي لا يكون حينها سلبيا عدوانيا من الناحيه المرضيه، اما المصابين بحاله التصرف السلبي-العدواني فانهم يميلون الي التصرف بهذا الاسلوب بشكل منتظم، كوسيله للبقاء وفي علاقاتهم وتفاعلهم مع الاخرين."

في اشد صوره، عندما يصبح السلوك السلبي-العدواني مرضيا في طريقه العمل في الحياه الخاصه او مكان العمل، يري ني انه سلوك ينبع من المٍ تشكل خلال الطفوله، عندما كان الشخص منقطعاً عن مشاعره او كان عرضه للتهكم وانكار المشاعر. ويقول "في وقت ما، جري انكار ونفي انسانيه الشخص."

اذا حدث كبت لهذه المشاعر لسنوات طويله، فان هذا الغضب سيتجلي في نهايه المطاف بطريقه غير بناءه، حسبما يري ني.

يتولد شكل من اشكال غريزه حب البقاء، فالشخص الذي يعاني من السلوك السلبي-العدواني سيصارع ضد الظلم، سواء كان ذلك حقيقه ام... مفترض. في مكان العمل، تصبح اعاقه مشروع ما عن طريق التزام الصمت او التعامل المحدود، اليه لاحتواء الموقف.

عندما ارادت مديره تنفيذيه المانيه في قسم السلع الاستهلاكيه ان تتفاوض للحصول علي دور اكثر اهميه لها في الشركه، وجدت فجاه ان عدداً من زملائها كانوا مترددين في مواقفهم تجاهها بين الودّيه واللامبالاه.

وقالت المديره البالغه من العمر 35 عاما والتي فضلت عدم الكشف عن هويتها بسبب حساسيه الموقف "بشكل عام، فاننا في ادارتنا نتحدث كثيرا مع بعضنا البعض". لكن بعد ذلك كانت هناك حاله من الغموض.

ارسلت المديره رساله بالبريد الالكتروني لتطمئن علي ان الامور علي ما يرام. لكنها لم تتلق اي رد من زملائها علي الاطلاق.

وبدلا من ان يخبروها بان خطوتها تلك غير منصفه او ان القبول بتلك المسؤوليات دون زياده في الاجر او ترقيه سيجعل من الصعب علي بقيه العاملين الحصول علي زياده بعد الترقيه، فانهم تجاهلوها تماما.

وتقول "انهم لم ينكروا الامر ولم يؤكدوه ايضا."

ونظراً لارتباكها ازاء الاشارات المتضاربه من زملائها، ادركت المراه ان اداءها في العمل سيتراجع ان لم تحرك ساكناً. "كان رئيسي في العمل يتوقع رد فعل مني، لذا كان يجب علي ان اضغط علي زملائي لكي يتحدثوا الي حول هذا الموضوع."

ظلت المراه تحافظ علي موقفها المهني واستمرت في المناقشات ذات الصله بالموضوع. وفي هذه الاثناء، تخلت المراه عن العلاقه التي كانت اكثر حميميه في محيط العمل. تقول "لست مهتمه باعاده بناء علاقات شخصيه مع اناس يمكنهم ان يهملوك بهذا الشكل."

بدلا من الانجرار الي مناوشات مع زملاء ذوي سلوكيات سلبيه-عدوانيه، تعامل معهم بدماثه خلق.

تقول المسؤوله التنفيذيه الالمانيه "التعامل الايجابي هو افضل وسيله بالنسبه لي حتي لا استنفد المزيد من الطاقه فيما يخص هذا الموضوع."

يستعرض ني خطوطاً عريضه لاستراتيجيات متعدده للتعامل مع اناس ذوي سلوكيات سلبيه-عدوانيه. تشمل هذه الاستراتيجيات استخدام مهارات اجتماعيه مثل المزاح والفكاهه والدردشه لتغيير الموقف برمته.

من بين امور اخري، يوصي ني بالردود الظريفه، والتمسك بموقفك، واذا ما فشلت كل المساعي، فابتعد عن الاشخاص السلبيين العدوانيين. كما ينصح بتوثيق ذلك السلوك السلبي لدي الاداره وقسم الموارد البشريه في شركتك، بما في ذلك اي رسائل بالبريد الالكتروني كدليل.

ويضيف خبير الاتصالات ني ان جذور السلوك السلبي-العدواني تتمثل في شعور المرء بالعجز. ويقول "بامكانك ان تشجع (الزميل) علي ان يعبر عن رايه. وفي ذات الوقت، عليه ان يعرض مخاوفه مدعوماً بحقائق وارقام، دون اصدار احكام."

يمكن للشعور الفطري بالضعف والعجز ان يجعل بعض الناس يفرطون في تصحيح اداء الاخرين ليصبح الامر اشبه بـ"احتجاز رهائن".

انهم يستخدمون نفوذهم او مركزهم الوظيفي الحساس في مؤسسه او شركه ما ليملوا ارائهم علي الاخرين، بحسب قول الاستشاري في مجال الاداره جون تاونسند الذي الف عددا من الكتب في هذا المجال.

ربما يهدد هذا الشخص بترك العمل او يضرب عن العمل بشكل فردي وذكي بهدف منع او عرقله مجري العمل، اذا لم يتعاون الاخرون مع اسلوبه في العمل.

وتاونسند طبيب في علم النفس السريري واستشاري في الاداره وتطوير العمل ومؤلف كتاب "حدود التصرف: متي توافق، وكيف ترفض لتسيطر علي حياتك". وعمل لفتره في شركه امريكيه تعاني من انتشار ثقافه الخوف.

كان العاملون يشعرون بعدم وجود مجال للوقوع في اخطاء حتي لا يثيروا غضب احد موظفي الشركه، الذي كان يوجه انتقادات قويه ويصدر احكامه عليهم، ولكنه كان في نفس الوقت يتمتع بمكانه كبيره في الشركه. ويقول تاونسند "كان هذا الموظف من النوع الموبّخ للاخرين. اما الذين يعملون حوله فكانوا حذرين من كل خطوه يخطونها."

عقد تاونسند جلسات ارشاديه مع هذا الرجل وعرض عليه ردود افعال الاخرين تجاهه، والتي نفاها الرجل جمله وتفصيلاً. "قال الرجل ’انا لا اتبع هذا الاسلوب. ان لي معايير عليا. انهم لا يقدرون المعايير التي اضعها ولا يريدون ان يعملوا بجديه.‘ ووصف اولئك الذين يشتكون منه بانهم ’حفنه من المتذمرين‘".

كان الرجل واثقاً جداً بان الشكاوي لا اساس لها من الصحه حتي انه وافق علي سماع زملائه في اجتماع لفريق العمل يديره تاونسند.

جلس افراد المجموعه علي طاوله الاجتماع وتحدثوا عن تجاربهم مع هذا الرجل. ويقول تاونسند متذكرا هذا الموقف "حتي وصلنا الي سماع حديث الزميل الرابع، بدت الدموع ظاهره في عيني الرجل."

في جلسات مناقشه اضافيه، اعترف ذلك الشخص بان والده كان رجلاً حازما كثير الانتقاد، وانه تعلم كيف يكون سيئا مع الاخرين حتي لا ينال منه والده. شجعه كلام زملائه في فريق العمل ليفكر في سلوكه معهم. يقول تاونسند "خلال 30 يوماً، تخلي الرجل عن اسلوبه المنفر وعادت الامور الي طبيعتها."

في حاله اخري، لاحظ صاحب مصنع انه يخسر زبائنه. اكتشف تاونسند ان احد العاملين يعرقل تدفق المعلومات، ويمنع تسليم بيانات المبيعات في وقتها المحدد لاعداد التقارير. كان الرجل يتحجج دوماً بالعديد من الاعذار. "كان طفلي مريضاً، او لاقيت ازدحاماً بحركه السير او هناك شخص اخر لا يساعدني في الامر"، تلك كانت اعذاره.

حينما فشل هذا الرجل في الحصول علي ترقيته المرغوبه، بدا يضر الشركه دون ان يدري. يقول تاونسند "تربي هذا الشخص في عائله لم يستطع ان يكون فيها صادقاً ويقول الحقيقه، والا فان والدته او اباه كانا سيغضبان. فتعلم ان يكون شخصاً مراوغا."

واوضح تاونسد "الرجل كان يخاف من رد فعل الاخرين. كان يخشي ان ينظروا اليه بازدراء او ان يعاقبوه بطريقه ما."

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل