المحتوى الرئيسى

مارلين ديتريتش.. الساحرة الغامضة

06/01 12:03

غامضه وجذابه وايقونيه، بحاجبين رفيعين وصوت اجش وسيجاره يداعب دخانها احلام يقظه المشاهدين.

انها مارلين ديتريتش، اعظم ممثله المانيه في القرن العشرين. ولدت عام 1901 تحت اسم "ماريا مجدالينا"، وبدات مسيرتها الطويله بالعمل كفتاه "كورس" في عدد من الملاهي الليليه بالمانيا، ثم دخلت مجال التمثيل في عشرينيات القرن الماضي، فشاركت في 10 افلام بادوار نمطيه جعلتها اسما دائما في دليل الممثلين، كمرشحه لدور العاشقه الساذجه، قبل ان تلتقطها هوليوود في الثلاثينيات.

يعود الفضل في اكتشاف ديتريتش وانتقالها لامريكا الي المخرج النمساوي – الامريكي جوزيف فون سترنبرج، الذي قدمت معه 7 افلام بين المانيا وامريكا. التعاون الاول بينهما عام 1930، انتج واحدا من اهم الافلام في تاريخ السينما وهو فيلم "الملاك الازرق"، الذي غادرت ديتريتش بعد عرضه بيوم الي امريكا. ولعبت شخصيه  لولا، المغنيه المثيره التي تغري الاستاذ فاذورني الوقور، لصاحبه ايميل ياننجز، وتقوم بسحرها وصوتها المغوي باهلاكه وتدمير عالمه.

اداء ديتريتش الساحر ووجهها الملائكي الغامض، مثّلا تذكره دخولها الي استديوهات هوليوود، بعد ان اقنعها سترنبرج بالهجره الي امريكا حيث الشهره والنجوميه. وفي العام نفسه، قدمت معه فيلم "مراكش"، امام جاري كوبر، ورشّحت عنه لجائزه "اوسكار" افضل ممثله.

ستتابع الادوار والشخصيات التي تؤديها ديتريتش تحت اداره مخرجها المفضل، لتؤكد صورتها كانثي مسيطره علي الرجال في افلام "المُهان" 1931، "شنغهاي اكسبريس" 1932، "فينوس الشقراء" 1932، "الامبراطوره القرمزيه" 1934، "الشيطان امراه" 1935. وبعد ذلك، استبعدت شركه "بارامونت" للانتاج السينمائي سترنبرج من طاقمها، فتعثرت مسيره ديتريتش السينمائيه قليلا، قبل ان تستعيد مجدها في افلام متميزه مثل "رغبه" 1936 من اخراج فرانز بورزاج، و"ملاك" 1937 من اخراج ارنست لوبيتش.

عام 1941، اختارها المخرج الفرنسي الشهير "رينيه كلير"، لبطوله اول افلامه الامريكيه "غاويه نيو اورليانز"، وفي العام نفسه، دخلت الولايات المتحده الحرب العالميه الثانيه، فسجّلت ديتريتش عددا من الاغنيات المعاديه للنازيه، واستكتشات لتسليه الجنود، كما غنّت لقوات التحالف المتمركزه علي جبهاتها القتاليه المتعدده في الجزائر وفرنسا والمانيا، ونتيجه لذلك مُنحت وسام الحريه من الحكومه الامريكيه، ووسام الشرف من الحكومه الفرنسيه.

من نهايه الاربعينيات، عملت ديتريتش في الكثير من الافلام، التي تفاوتت جودتها، ولكنها حافظت علي اختيارات متميزه تحت اداره مخرجين موهوبين مثل بيلي وايلدر والفريد هيتشكوك وفريتز لانج واورسون ويلز. وخلال السبعينيات، عززت من نشاطها الغنائي فقامت بجولات غنائيه واستعراضيه في اوروبا، الي ان اضطرها تدهور صحتها وعكوفها علي الخمر والمخدرات الي الاعتزال في منزل هاديء بالعاصمه الفرنسيه باريس، وانزوت تماما عن الصحفيين ووسائل الاعلام  حتي انها رفضت محاولات المخرج النمساوي ماكسمليان شيل لقاءها اثناء اعداده فيلم توثيقي عنها، وفي النهايه سمحت له بتسجيل احاديث عن حياتها، وافلامها لتشارك بصوتها في فيلم "مارلين" 1984 من اخراجه.

غادرت ديتريتش المانيا عام 1930، اي قبل وصول هتلر الي الحكم بـ3 سنوات، واتخذت قرارا بعدم العوده الي المانيا بعد سيطره النازيين علي مقاعد الحكم، رغم حنينها الدائم لامها واختها، اللتان تركتهما وراءها في برلين. ولم تقبل دعوات وزير الدعايه النازي جوبلز المتكرره للعوده الي وطنها، كما نشطت خلال الثلاثينات كمعارضه بارزه للنظام النازي، ودعمت للفنانين الفارين من الحكم النازي. وفي عام 1937 حصلت علي الجنسيه الامريكيه، وتخلّت عن الالمانيه.

حين زارت ديتريتش برلين عام 1960، لم تتعرف علي مدينتها التي تركتها قبل 30 عاما. فتقسيم المانيا ومن بعدها برلين الي غربيه وشرقيه، وتعرضها للمضايقات من قبل بعض المتطرفين، الذين نعتوها بالخائنه جعل الامر مستحيلا بالنسبه لها، فغادرتها واستقرت في باريس، الي ان ماتت عام 1992، لكنها دفنت حسب وصيتها في برلين.

نرشح لك

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل