المحتوى الرئيسى

عبدالناصر في الكاريكاتير الإسرائيلي..«مغرور»..«قاتل»..و«قوي» رغم الهزيمة!

06/01 09:51

باحثه لـ”محيط”: عبدالناصر افضل رؤساء مصر في الكاريكاتير العبري

في الكاريكاتير..السادات “ممثل قزم”.. والسيسي “زعيم الامه”

الصهاينه اخترعوا شخصه “تشاروليك” الكاريكاتيريه لتصبح رمز اسرائيل

استضافت الجمعيه المصريه للكاريكاتير مساء امس الاحد ندوه عن “صوره الزعيم جمال عبد الناصر في الكاريكاتير بالصحف الاسرائيليه”، تحدث بها د.نجوي المصري الاستاذه بكلية التربية الفنية بجامعة حلوان، ود.جمال رفاعي رئيس قسم اللغات السامية بكليه الالسن بجامعه عين شمس، وقبل بدء الندوه تم افتتاح معرض الفنان إبراهيم حنيطر عن الارهاب.

في كلمتها اوضحت د.نجوي ان زوجها د. جمال استاذ الادب العبري كان يبحث في صحف اسرائيل عن فتره عبدالناصر وكيف تناولتها اسرائيل وترجم عديد من الكاريكاتير، وفي مؤتمر عقدته كليه الالسن، قررنا المشاركه بهذا البحث.

ولفتت الباحثه الي ان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر من اكثر الرؤساء الذين تناولهم الكاريكاتير في اسرائيل بشكل يومي، مسيره الي ان الصحف الاسرائيليه كانت احيانا تقتبس كاريكاتير من الصحف الالمانيه والامريكيه، لاعاده نشره في صحفهم.

وكان اكثر الكاريكاتير الاسرائيلي- تواصل الباحثه - يتناول علاقه عبدالناصر بالرؤساء العرب، والعلاقه بين الاتحاد السوفيتي ومصر، مشيره الي ان البحث يشمل فتره 1967 حتي وفاه عبدالناصر.

عرضا الباحثان عدد من الكاريكاتير الاسرائيلي الذي يتناول عبدالناصر، واشارا الي ان فنان الكاريكاتير الاسرائيلي حريص علي اعاذه انتاج التراث اليهودي بما يتماشي مع الواقع، ولفتا الي ان تجربه خروج اليهود من مصر يتحكم في كثير من الكاريكاتير الذي يتناول عبدالناصر.

ففي احد الكاركاتيرات - كما يشير د.جمال - تم تصوير عبد الناصر بانه فرعون مصر الذي اخرج اليهود وطردهم، وكاريكاتير اخر يتحدث فيه فرعون مصر الي عبدالناصر قائلاً: اسمع يا جمال دع اليهود يخرجون، وكانه استدعاء لمصير فرعون الذي غرق حين لم يسمح لليهود بالخروج.

كاريكاتير اخر يستدعي التراث اليهودي، ويتحدث عن احدي الضربات العشر في التوراه، وهي ضربه الظلام، حيث يظهر الكاريكاتير عبد الناصر يعيش في اظلام تام، بعد نجاح عمليه نجع حمادي التي نفذتها اسرائيل لضرب محولات الكهرباء، وكان ما تفعله اسرائيل هو ما فعله الاله حين عاقبهم بالظلام، وفي الكاريكاتير يظهر عبدالناصر وعلي اذنه قفل، وكانه يغلقها ولا يستمع لاحد.

واشارت د.نجوي الي ان الكاريكاتير الاسرائيلي جاء مواكباً للاحداث السياسيه بشكل يومي، فحين حاولت مصر فتح الملاحه في قناه السويس بعد نكسه 67، كانت السخريه هي العامل المشترك في الكاريكاتير الاسرائيلي، فيصور احد الكاريكاتيرات عبدالناصر يعوم في “البانيو” الخاص به، ويحرك مراكب ورق، وكانه يقود الملاحه. كاريكاتير اخر يصور الرئيس الراحل وكانه يعيش في سجن كبير حيث تسجنه اوهامه وطموحاته.

وتعليقاً علي اعاده افتتاح الملاحه ايضاً، يظهر كاريكاتير ان عبدالناصر يحاول ان يصطاد في القناه، بينما احد الاسرائيليين يمسك بمقص طويل ولا يسمح لناصر بالصيد، وجاء التعليق علي الكاريكاتير: انك لست بحاجه الي موافقتي لعبور السفن في قناه السويس فانا لن اتركك حتي تصطاد!.

ويشير كثير من الكاريكاتير كما اوضح الباحثان، ان اسرائيل دوله قويه وطموحه، ودوله سلام تقبل المفاوضات، بينما عبد الناصر يرفض مفاوضات الامم المتحده، ايضاً تناول الكاريكاتير الاسرائيلي القمه العربيه التي عقدت في السودان، وتم اظهار مفتي القدس علي عمامته علامه النازي، في اتهام صريح للاسلام بالنازيه، كذلك الملك حسين يضع علامه الجنيه الاسترليني علي الغتره التي يرتديها في اشاره الي ان والدته انجليزيه.

في ٨ ديسمبر 1967 يستعرض احد الكاريكاتيرات القاء اسحاق رابين لاحد الدبابات المصريه في سله المهملات وهو يتحدث مع احد الجنود الاسرائيليين، في اشاره لتفوق اسرائيل علي مصر في حرب 67.

ولفتت د.نجوي الي ان اسرائيل كانت تتعمد ان تصور في الكاريكاتير عبدالناصر بشكل يدل علي غروره، فدائماً يتم رسمه بجسم ضئيل وراس كبيره، في اشاره الي ان قدراته محدوده لكنه يري انه عبقري. مشيره الي ان تدمير “ايلات” احتل كثيراً من الكاريكاتير الاسرائيلي، فبعد تدميرها نشروا كاريكاتير لعبد الناصر يمسك بقنبله روسيه باحدي يديه، ويده الاخري تدمر “ايلات”، ورسم اخر استدعي شخصيه “ايفان الرهيب” وهو شخصيه روسيه اضطهدت اليهود، صوره الرسم يعطي السلاح لعبد الناصر لتدمير “ايلات”.

وعن “ايلات ” ايضاً، يشير د.جمال الي احد ارسوم يصور عبدالناصر وكانه قرصان يجلس علي برميل وقود لتدمير ايلات، كاريكاتير اخر عن الضباط الاسرائيليين الناجين من تدمير “ايلات”، يحكي “ليله الرعب” التي عايشوها، ليؤكد الباحث ان هذه العمليه اعادت هيبه مصر من جديد لدي اسرائيل.

ورسوم اخري - كما يشير د.جمال - تبرز العلاقه بين عبدالناصر والاتحاد السوفيتي الذي ظل يؤيد عبدالناصر رغم هزيمته، حيث يبرز احد الرسوم عبدالناصر مهزوماً في حلبه مصارعه من احد الاسرائيليين، وعلي الرغم من انهيار ناصر المهزوم الا ان الحكم الروسي يعلنه فائزاً، وجاء في التعليق علي الكاريكاتير: قواعد اللعبه الجديده!.

وتوضح الباحثه انه علي الرغم من السخريه من عبدالناصر في الكاريكاتير الاسرائيلي، الا انه كان ذو هيبه في نفوسهم ويعتبرونه شخص قوي، وهذا يبرر كما تقول الظهور المتكرر له بشكل يومي في صحف اسرائيل.

وعرض الباحثان لكاريكاتير اخر يبرز عدم اتفاق العرب علي شئ، حيث يصورهم الرسم يستقلون سياره وكل منهم يشير في اتجاه يجب ان تسلكه السياره. كذلك اوصح الباحثان ان الفكر الصهبوني قائم علي اختراع الكراهيه، لذلك صور احد الرسوم عبد الناصر يسير في طريق كراهيه اسرائيل والملك فيصل يسير علي خطاه.

اما في 16 يونيو 1967 فاحد الكاريكاتيرات يصور عبدالناصر عارياً عند حائط المبكي واثار المعركه تبدو عليه، وهو احد الرسوم المقتبسه من صحيفه “الديلي اكسبريس”، واعادت الصحف الاسرائييه نشرها، وفي عام 1969 يمنح عبدالناصر - في احد رسوم اسرائيل - يمنح المصريين شهاده التخرج من كليه القتل.

ولفتا الباحثان الي ان اسرائيل اعدت بحثاً مقارناً عن صورتها في الكاريكاتير المصري، واظهرت كيف ان الجندي الاسرائيلي يداس بالبياده المصريه.

روي د.جمال ان شغفه بدراسه ما يتعلق بالفن الاسرائيلي، جاء عملاً بمقوله “اعرف عدوك”، قائلاً ان هناك مشهد في طفولتي لا زال حاضرا في ذهني يحكم علاقتي باسرائيل الي الان، ففي عام 1969 في العاشره من عمري استيقظت علي صوت رعب والدي لان اسرائيل ضربت القاهره، هذا الطفل الذي كنته هو نفسه الذي حركني لمعرفه ماذا حدث.

يواصل: في النكسه والدتي انفجرت في البكاء حين دخل اليهود القاهره، كنت ارغب في معرفه كيف يروننا، وكيف يرسموننا، وعلي الرغم من الهزيمه الا ان أخبار مصر وعبد الناصر كانت في الصفحه الاولي، لم يتعاملوا معنا باعتبارنا دوله مهزومه، فقد خسرنا معركه، لكن عبد الناصر كان ملء السمع والبصر.

ورداً علي سؤال “محيط” حول شكل رؤساء مصر بعد عبدالناصر في الكاريكاتير الاسرائيلي، قال د.جمال انه شتان بين صوره عبدالناصر والسادات في الكاريكاتير لديهم، فقد كان السادات “قزماً” في رسوماتهم، وكان “ممثلاً”، اما مبارك فقد سخروا منها، والان الرئيس السيسي يعيد لمصر هيبتها وهذا واضحاً في الكاريكاتير عندهم، حيث يتم تصويره بانه جنرال قوي يعاملونه وكانه زعيم الامه.

يواصل الباحث لـ”محيط”: ان صوره السادات لم تتغير كثيراً بعد نصر اكتوبر في الكاريكاتير الاسرائيلي، فالسادات برايي قلل من شان مصر في المنطقه ودخل في تحالفات قللت من قيمه مصر، حيث تحالف مع الجماعات الاسلاميه، واحدث رده علي انجازات عبد الناصر، والقي بكل اوراق اللعبه في يد امريكا، كما انه لم يترك لنفسه اوراقاً يتفاوض بها، مؤكداً ان مصر سظل مركز اهتمام الاعلام ومراكز البحوث الاسرائيليه التي تتابع بشغف ما يحدث في مصر.

من جانبها قالت د. نجوي في تصريحات لـ”محيط” ان صوره الرئيس السادات في الكاريكاتير الاسرائيلي لم تتغير كثيراً بعد توقيع معاهده السلام، فقد كان بعض الصهاينه يرون ان هذا حيله من السادات لتحرير الارض المصريه، حتي انهم صوروه في رسومهاتهم وكانه “راقصه” ترقص للرئيس الامريكي كارتر، وجانب اخر كان يري ان السلام سيعم بالخير علي المنطقه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل