المحتوى الرئيسى

محسن محي الدين لـ"محيط": اتخذت لنفسي سكة في الفن.. ومصر في تحسن لكن المهم التعليم (1)

05/31 18:11

كنت شقي ووالدتي حبت تتخلص مني

عملت قبل يوسف شاهين بعشره اعوام

نظام مبارك مثل نظام الاخوان

احترف التمثيل وهو في سن الطفوله.. ووقف امام صرح فني مثل فاتن حمامه.. واتقن فنون الغناء والرقص بجانب التمثيل.. ودرس الإخراج السينمائي وكتابة السيناريو في المعهد العالي للسينما الذي تخرج فيه مخرجا ورصيده في عالم الاخراج السينمائي فيلما واحد من تاليفه وانتاجه هو “شباب علي كف عفريت”.

تمرد علي العمل مع المخرج الكبير يوسف شاهين بخلاف جيله من الفنانين اللذين تمنوا هذه الفرصه، وقرر التوقف عن العمل معه بعد مشاركته في فيلم “اليوم السادس” مع الفنانه الكبيره داليدا.. الفنان محسن محي الدين الذي ابتعد عن الفن لفتره طويله كان يدرس وقتها علوم الدين، وينتج ويالف الكارتون. عاد العام الماضي نجما مثلما ابتعد عن المجال الفني ليشارك في دراما رمضان الماضي بمسلسلين “المرافعه” و”فرق توقيت”، كما يشارك هذا العام في مسلسلين جديدين هما “اوراق التوت” و”زواج بالاكراه”.

حاورته “شبكه الاعلام العربيه محيط” حول بداياته وسنوات الابتعاد ودراسته للدين الاسلامي، ثم العوده، وايضا تطرقنا الي الحديث عن حياته الشخصيه وادواره التي يجسدها في اعماله الجديده، واليكم الجزء الاول من الحوار:

-        كيف كانت البدايه ودخولك ادوار البطوله بشكل مباشر؟

بدات التمثيل عام 1967 في برامج الاطفال، ثم شاركت في مسلسل “فرصه العمر” او “علي بيه مظهر” عام 1975، والذي نال شهره كبيره جدا مع الجمهور، ثم قدمت فيلم “افواه وارانب” ومن خلاله ترشحت لفيلم “اسكندريه ليه”، ودخلت بعدها معهد السينما قسم اخراج بعد هذا الفيلم.

اما عن الطفوله فانا كنت “شقي” جدا، واقوم بتكسير “السراير” في البيت، فوالدتي “حبت” تتخلص مني، وكان لها اخ كبير رحمه الله كان يعمل كمهندس ديكور في التليفزيون؛ حيث تخرج من معهد الفنون المسرحية قسم ديكور وتعين في التليفزيون، وكان يقدم برنامج للاطفال في التليفزيون، فوالدتي قالت له “خده معاك في البرنامج خلصنا منه وخليه يفرح ويسكت ويهدي شويه”، وعندما شاركت معهم اكتشفوا موهبتي، ومدام انعام الجريتلي هي من اكتشفتني،  وفي عام 1967 شاركت في اوبريت مع الفنانه سعاد محمد؛ حيث كان يغني حولها اطفال ولم اكن اتحدث، وفي اوائل السبعينيات كنت في برنامج “يلا نغني” مع مدام انعام الجريتلي في الفرقه.

-        لماذا لم تلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحيه وفضلت الالتحاق بقسم الاخراج في معهد السينما رغم موهبتك في التمثيل؟

كنت احب الاخراج في الاساس، وانشات فرقه للشباب لعمل مسرحيات؛ ففي البدايه كنا نتعلم الموسيقي والتمثيل والشعر والالقاء والرقص في فرقه الاطفال؛ حيث كانت فرقه متكامله، فكنا نتعلم كيف نكتب ونخرج، وكنت احب الاخراج جدا؛ فاخرجت عدد من المسرحيات كنا نعرضها في الملاجئ والنوادي؛ ولذلك دخلت قسم الاخراج في معهد السينما.

-        قيل ان المخرج يوسف شاهين هو من اكتشفك؟

قدمت خمسه افلام قبل ان اعمل مع المخرج يوسف شاهين، وتعاملت معه في عام 1977، وكنت قد بدات في عام 1967، اي فرق عشر سنوات قبل تعاملي معه.

-        الم تفكر سابقا في العوده للعمل مع شاهين؟

 اخر فيلم قدمته مع يوسف شاهين كان “اليوم السادس” عام 1985، قررت بعدها انني لا اعمل معه ثانيا بعد هذا العمل، ثم استقليت وانشات شركه انتاج، وانتجت فيلم “شباب علي كف عفريت” ومسرحيات استعراضيه قمت ايضا باخراجها؟

-        ما هي تفصيل قصه اعتزالك؟

اعتزلت في اواخر عام 1991، وهذا بالنسبه للناس!!، لكنني كنت اعمل في مجال الكارتون، وكنت اقدم الافكار واقوم بتنفيذها واخرجها، ثم  اضعها في برامج تليفزيونيه. ما حدث انه كان هناك حرب الخليج في عام 1991، والتي اوقفت السينما المصرية حوالي عشر سنوات، وفي اواخر التسعينيات ظهر جيل جديد بخلاف جيلي الذي ظلم وكان يجب ان ياخذ الرايه بعد محمود ياسين وحسين فهمي وغيرهم، لكن في هذه الفتره قامت حرب الخليج، وكان الخليج في الاساس يغطي تكلفه الافلام ولذلك وقفت السينما، ثم ظهر جيل اخر مثل محمد هنيدي وهذه المجموعه.

-        لهذا السبب فقط كان الغياب؟

لا .. لان الغياب جاء بعد ان اتخذت قرار بعدما قمت باداء مناسك الحج، بان ادرس واقرا وافهم ما المطلوب مني ومن موهبتي، وكنت افهم ان الموهبه يعطيها الله للشخص بمفرده، لكن عندما قرات وفهمت وجدت ان الله يعطي الموهبه له، بمعني ان “صلاتي ونسقي ومحياي ومماتي لله رب العالين”، فمحياي هنا فيها موهبتي، وسواء الموهبه او المال واي عطيه من الله فهي له هو، وعلينا ان نفعل ما يريده الله. وهنا كيف استخدم الموهبه لله؟ هذا يعني انك تنفع ولا تضر او تؤذي بها.

ولذلك وقفت وقفه للدراسه كاي مرحله في حياه الانسان عندما يقرر الوقوف كي يفكر في ماذا سيفعل؟، لكنني لم اعتزل بشكل فعلي، لكن الدراسه لا تعطي فرصه كي تفعل اي شيء اخر، وعندما فهمت وقرات وتعلمت اتخذت لنفسي سكه معينه في الفن.

-        في فتره حكم الاخوان كيف كنت تري المظهر الديني ذات الوقت؟

عمر ما كان الدين مظهر، بل مظهر وجوهر، لكننا نفهم الدين بشكل مختلف لاننا جهلاء، وكلما زاد الجهل، كلما زاد الكبر والعنف والتعصب؛ لذلك نسمع كلمه التعصب الجاهلي.

وقال النبي عليه الصلاه والسلام “والله لا تؤمنوا.. والله لا تؤمنوا.. والله لا تؤمنوا حتي تحب لاخيك ما تحبه لنفسك..الا ادلكم علي شيء ان فعلتموه تحاببتم.. افشوا السلام بينكم”. فهل نحب ما ينم علينا.. يغتابنا.. يفضحنا.. يمشي وراء عوراتنا.. يحسدنا.. يغشنا.. يكذب علينا.. يخوننا.. يقف ضدنا في مسيره مستقبلنا.. فطالما لا نحب كل هذا اذا لا يجب ان نفعل ذلك لاشخاص اخرين..

وافشاء السلام لا يعني التحيه اللفظيه، بل التحيه تطبيق، اي انت سالم مني من دمك ومالك وعرضك، اذا ساتمني لغيري الخير ولن اخدعه او اقتله او اضع له قنبله لتفجيره حتي يكون متدين مثلي!!، اذا هذا بعيد عن الاسلام واعتبره سياسه.

-        منذ البدايه كنت تتفهم ذلك؟

-        هذا يعني انك لم تنتخب الرئيس المعزول محمد مرسي في جولته الانتخابيه الاولي؟

-        ومن انتخبت في الجوله الثانيه؟

كان الاختيار هنا بين الفريق احمد شفيق ود. محمد مرسي فقررت ان انتخب مرسي لانني كنت اريد التغيير. لكن طوال عمري اعرف ان الجماعات الاسلاميه لا يجب ان تدخل في السياسه؛ لان المسلم مسلم لا يجب ان يتجزا كما يحدث حاليا، فالنبي عليه الصلاه والسلام قال ان اليهوديه ستكون 71 فرقه، والمسيحيه سيكونوا 72 فرقه، والاسلام سيكونوا 73 فرقه كلهم في النار الا واحده، هي من يسلم الناس منهم، فالمسلم هو من سلم الناس من لسانه ويده، فيجب ان نسلم من الاذيه والسرقه والرشوه وكل هذا من سلام اليد، وايضا السلام من النميمه والغيبه والبهتان والقسم والنفاق وكل ما يتعلق باللسان؛ لذلك فنحن نفهم الدين بشكل خطا وبعيدين جدا عنه؛ ولذلك قال النبي عيه السلام: “انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق”، فالاخلاق هي ان تعطي لكل ذي حق حقه، اذا المساله تعامل، فكل من حولي لهم حقوق، والدين في الاساس حقوق، حق الله، حق النبي عليه الصلاه والسلام، حق الزوجه، الزوج، الابناء، الام والاب، المجتمع، البيئه، الحيوان، الجار، ابن السبيل، اليتيم، ومن يعمل عندك، وكل هؤلاء ربنا قال لنا كيف نتعامل معهم في القران الكريم؛ لذلك نجد صور في القران الكريم بها حق التوريث، حق المعامله الجنسيه وكيف تتعامل مع الابناء.

-        في فتره غيابك ما الذي تعلمته؟

هناك من يفهم انني تدينت اي انني حبست، والدين ليس ذلك، فربنا يقول: “يا ايها اللذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم” اذا الدين يحيي؛ لانك عندما تتعامل مع الناس ستعطي كل ذي حق حقه، اذا سيكون عندك اخلاق، ثم دين، ثم حضاره انسانيه، انما لاننا لم يكن عندنا اخلاق اصبحنا ناكل حقوق بعض، ولم يكن عندنا دين، ولا حضاره.

عندما نفصص الدين وكل شخص ياخذ جزا منه ويعتبره منهج هنا تاتي الجماعات، وهنا عملنا شيئين التفريط والافراط، والدين بريء من ذلك لان كلام الله واحد، والجماعات تزود وتغلي في جزا من المنهج وتترك باقي الاجزاء اذا فرطت وافرطت.

-        هناك عدد من الفنانين تم استقطابهم من قبل الجماعات عندما تدينوا.. هل تعرض لذلك؟

كثير جدا.. فمثلما تحاول الاحزاب استقطاب من معهم الاموال او الشهره لتدعيم انفسهم، ايضا الجماعات تفعل ذلك، لكن اهم ما في الموضوع انك تقرا، وانا كنت اسمع واقرا ولا اعطي اذني فقط، فاول ايه انزلها الله “اقرا” فقال رسول الله “ما انا بقاريء”، واعاد “اقرا” ثلاث مرات، وهذا ليس للرسول فقط بل للامه كلها، فاي شيء يحدث معه بالضمير الغائب يكون لنا، والرسول مثل ويجب ان نتمثل به؛ لذلك قال الله: “الم يكن لكم كتاب فيه تدرسون”، الناس تجعل القران بركه فيقرءوه في شهر رمضان فقط! ولا يدرسوه او يفهموا ما المطلوب منهم؛ لذلك حياتنا “متلغبطه”.

كما ان فهم القران شيء وحفظه شيء اخر، فلابد من الفهم، والصحابه كانوا يفهموا الايه ثم يحفظونها ثم يطبقونها ثم ياخذوا ايه اخري، فالقران ليس حفظ بل فهم؛ لذلك ربنا يتحدث دائما “افلا تعقلون”، افلا تبصرون”، “افلا تتفكرون يا اولي الالباب”، دائما يخاطب العقل، وقال لسيدنا ابراهيم “اني جاعلك للناس اماما”؛ ولذلك نذهب للحج لنقوم بعمل نفس مناسك سيدنا ابراهيم. كما ان سيدنا ابراهيم عرف الله بالعقل؛ فيجب ان كل الناس تفكر حتي تصل لربنا، فالارض يوجد بها اختلافات ومطلوب مننا البحث؛ ولذلك قال الله “اللذين يستمعون الي القول.. فيتبعون احسنها”، اي يجب علينا التفكير والبحث كي نصل للافضل. وقال “واللذين جاهدوا فينا ليهدينهم سبلنا” اي سيفهمه العديد من الطرق و”ان الله مع المحسنين” فربنا الاولي في البحث عنه.

و”سيبنا” من متدين، لو شخص وجودي لديه فكر وجودي وسمعت له حديث وبهرك اصبحت وجوديا. لكن اذا فكرت في فكره فلابد من البحث عنها وتطويرها والالمام بالامر؛ ولذلك ربنا قال “وما اوتيتم من العلم الا قليل”؛ ولذلك يجب ان نسمع بعضنا كي نتعلم، لنصل لفكر اعلي من الزوايا المحدوده.

المشكله هنا لاننا لا نقرا وجهلاء واي شخص يبهرنا بكلمتين نسلم له انفسنا، ونسير وراءه وعيوننا مغمضه واذننا فقط التي تعمل. فلو كنا نسمع او نعقل ما كنا في اصحاب السعير، مثل الشباب اللذين ارتدوا لانهم رءوا “شويه” ناس فاهمين الدين خطا، مال الدين ومالهم كلنا بشر نفهم صواب وخطا، لكن العيب فيمن يقلد لان البشر ليس الهه، لكن الدين شيء قائم بذاته واحنا اللي كسالي لاننا لا نفهم، ولو ارتبطنا بهذا الدين سنكون سعداء جدا. ولو مشينا مثلما قال ربنا حب لاخيك ما تحبه لنفسك ستكون الدنيا كالجنه. لكننا من نصعب علي نفسنا الحياه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل