المحتوى الرئيسى

ماذا تعرف عن حياة المرأة في إسرائيل؟ - ساسة بوست

05/31 13:15

منذ 37 دقيقه، 31 مايو,2015

كغيرها من المجتمعات العربيه والغربيه تحظي المراه الاسرائيليه داخل “اسرائيل” باهتمام في مجالات عده، واهمال في اخري، خاصه انها شكلت نقطه انطلاق قويه في المجال السياسي داخل الاروقه الحكوميه مؤخرًا، علي الرغم من تهميشها لسنوات طويله.

التقرير التالي يستعرض طبيعه تواجد المراه في المجتمع “الاسرائيلي”، وابرز المجالات التي تقتحمها، وتعاطي صناع القرار معها، فضلًا عن اهم النساء في اسرائيل، وحقيقه سياسه التجنيد الإجباري لهن للعمل في الخدمة العسكرية، واهم المنظمات المناصره لهن:

اولًا: هل تتعرض نساء اسرائيل الي العنف؟

لا يخلو مجتمع اسرائيل من حوادث عنف تطال الرجال او النساء، لكن بالمقارنه مع دول اخري فان نسبه العنف اكثر من غيرها في البلدان الاخري نسبه الي عدد سكانها، حيث ان واحده من كل سبع نساء قد تعاني من العنف.

وان واحده من ثلاث قد عانت شيئًا من العنف، بسبب كونها امراه، خمس وعشرون شريكه حياه – زوجه او صديقه- تقتل في كل سنه، من قبل شريكها.

وبالتالي، مع تزايد هذا العنف العائلي في كثير من الاحيان والمتزامن مع ظهور ما يسمي بـ”دولة إسرائيل”، بدات المطالبات النسويه بضروره انشاء مركز لهؤلاء النساء اللائي يُمارس ضدهن العنف.

بينما كانت” اسرائيل” تنكر في البدايه وجود شيء من هذا والحاجه الي المركز، وعندها بادر عدد من النسويات في عام 1976 من حيفا بانشاء اول مركز لايواء النساء، اللائي يمارس ضدهن العنف، وبعد اشهر انشئ مركز اخر في “هرتزيليا” قرب “تل ابيب” وكان هذا المركز قد انشئ طبقا لايديولوجيه الحركه النسويه التي بدات تقوم ببعض النشاطات لصالح المراه.

اضافه الي وجود ثمانيه عشر مركزًا للعلاج من اجل منع حدوث العنف في العائله، خاصه مع انتشار حالات الاغتصاب في صفوف النساء الاسرائيليات.

وكان اول مراكز النساء “المغتصبات” قد افتتح عام 1978 في “تل ابيب”، فيما بلغ عددها اليوم حوالي عشره مراكز للدفاع عن الضحيه وتقديم برامج تربويه ودروس في الدفاع عن النفس.

وكانت ابرز مظاهر القمع التي تتعرض اليها نسوه “اسرائيل” عام 2011م في مستعمره “بيت شيمش” الواقعه في مدينه القدس المحتله، والتي يقطنها ثمانون الف ساكن ينحدرون من اعراق واجناس مختلفه.

حيث تعرضت احداهن الي “البصق” من قبل بعض المتدينين، لذلك فانه بات من المعروف ان كثيرات من النساء المتدينات يخشين السير في حي “مائه شعاريم” بالقدس المحتله، لانهن سيتعرضن للاهانه، حتي وهن يلبسن لباسًا محتشمًا.

ويشارك كبار الحاخامين في هذه الافعال ايضًا ضد النساء، وليس بتحريض اتباعهم فقط، فقد اقدم حاخام بارز في تيار (عيدا حارادي) وهي من التيارات الدينيه المتزمته علي رش عيني احدي النساء برذاذ الفلفل الحار، لانها لم تسر علي الرصيف المخصص للنساء في الشارع العام.

ثانيًا: اين مكانه المراه الاسرائيليه في السياسه؟

لم تحظَ المراه الاسرائيليه بالتمثيل السياسي الواسع في حكومات اسرائيل منذ اقامه اسرائيل في عام 1948، وبالتالي فان مشاركه المراه في النشاط السياسي التمثيلي في اسرائيل يتراوح بين 6% – 10%، وخاصه في المناصب العليا كرئاسه الحكومه والكنيست والوزارات.

ويعزو الباحثون اسباب هذه الظاهره الي اتساع الفجوه بين متطلبات الامن في اسرائيل وبين المستوي التعليمي بين الرجال والنساء. وينعكس ذلك بصوره مباشره علي تمثيل المراه داخل الحكومات او الكنيست، كاهم ميادين النشاط السياسي في اسرائيل.

لكن “غولدا مئير” المراه الوحيده حتي اليوم هي من حظيت بتولي منصب رئاسه الحكومة الإسرائيلية، وتم اختيارها لهذا المنصب عشيه الانتخابات للكنيست السابعه في عام 1969، وذلك في اعقاب وفاه رئيس الوزراء الاسرائيلي ليفي اشكول، وانهت دورها في هذا المنصب في عام 1974م.

وكانت مئير قد اشغلت سابقًا منصب وزيره خارجيه اسرائيل (بين 1956 و1966)، وتكون هي وتسيبي ليفني وزيره خارجيه اسرائيل في حكومه ايهود اولمرت سابقًا الاثنتين الوحيدتين من بين النساء الاسرائيليات اللتين شغلتا هذا المنصب منذ اقامه اسرائيل وحتي 2014م.

ويشار الي ان اهم الوزارات التي لم تصل اليها المراه في اسرائيل كوزيره هي وزاره الدفاع، ووزارة الأمن الداخلي (الشرطه)، ووزاره الماليه، ووزاره المواصلات.

ثالثًا: ماذا تعرف عن اهم نساء اسرائيل اللواتي شاركن في الحياه السياسيه؟

وهي عضو في الكنيست الاسرائيلى، ونائب عن حزب العمل، حيث عملت في مجال الاعلام قبل دخولها عالم السياسه، وبرزت في الاعلام المرئي، حيث قدمت برامج في مجالات عديده منها الرياضه والثقافه، وانخرطت بعدها في الاعلام المكتوب، وكانت صاحبه عمود راي في صحيفه “هارتس” المعروفه.

وتتميز ميخائيلي بنظرتها الانثويه، حيث تعتمد في اسلوبها الكلامي والكتابي علي صيغه المؤنث، وهي التي تعرف بمواقفها السياسيه المناهضه للحكومه الاسرائيليه الراهنه، واليمين الاسرائيلي، بما في ذلك رفض العنف والاحتلال.

وجه جديد علي الساحه السياسيه، وتبلغ من العمر 27 عامًا، وهي اصغر المرشحين سنًّا للكنيست الاسرائيلي، واستطاعت رغم صغر سنها ان تحتل المكان التاسع في قائمه العشره مرشحين الاوائل، وسبقت بذلك سياسيين مرموقين مثل: نحمان شاي، وافيشاي برفيرمان.

وقد سطع نجم شافير في صيف 2011، خلال الاحتجاجات الشعبيه ضد غلاء المعيشه في اسرائيل، وما اطلق عليه المراقبون بـ”اعتصام الخيام”، نسبه للخيام التي نصبت في جاده “روتشيلد” في “تل ابيب”، ومن ثم انتشرت في ارجاء اسرائيل.

تحتل المكان العاشر في قائمه الحزب الاقوي في اسرائيل بزعامه بنيامين نتنياهو، وهي من الاسماء البارزه في “الجيل الصاعد” الذي يقود حزب الليكود، اذ تعرف بمواقفها اليمينيه المتشدده، وتعاطفها مع المجتمع الديني كونها سياسيه متحفظه في ما يتعلق بامور الدين.

وفي عام 2008، ترشحت ضمن قائمه الليكود للكنيست الثامن عشر، واستطاعت ان تحتل المكان الـ18، والذي منحها مقعدًا في البرلمان الاسرائيلي. وكانت حتوبلي من اصغر الاعضاء سنًّا في الكنيست، وهي من مواليد عام 1978. وتعرف حتوبلي باسلوبها الحازم ومواقفها السياسيه المتشدده.

وهي زعيمه حزب العمل، حيث دخلت المجال السياسي عام 2005 بعد مشوار طويل في الاعلام، وترقت في سلم المراتب في الحزب حتي وصلت لزعامه الحزب، وتُعرف بانها تتفاعل مع متابعيها علي “فيس- بوك” اذ تشهر اراءها هناك بدون انقطاع.

وهي من الوجوه المالوفه في السياسه الاسرائيليه، وذات سيره سياسيه مرموقه، اذ تبوات مناصب رفيعه مثل وزيره الخارجيه ووزيره العدل، ونائب لرئيس الحكومه اولمرت قبل بضعه اعوام.

وتراست ليفني خلال عملها في الخارجيه الاسرائيليه المفاوضات مع الجانب الفلسطيني، لكن بعد اعتزال ايهود اولمرت العمل السياسي تزعمت ليفني حزب “كاديما”، بينما في انتخابات 2009 حازت علي 29 مقعدًا في الكنسيت الاسرائيلي، واصبح حزب “كاديما” الحزب الاكبر في اسرائيل، الا انها لم تفلح في مهمه تشكيل ائتلاف حكومي.

وهي متطرفه اسرائيليه من حزب الليكود، حيث تم تعيينها نائبًا لوزير الخارجيه في الحكومه الجديده، ونظرًا لان التشكيله الحكوميه لا تتضمن وزيرًا للخارجيه، وحقيبه الخارجيه لا تزال بيد رئيس الحكومه، فان “حوتوبيلي” تعتبر ارفع مسئوله دبلوماسيه في تل ابيب حاليًا.

وتبلغ “حوتوبيلي” من العمر 36 عامًا، زاولت قبل خوضها السياسه مهنه المحاماه، وعملت في مجال الاعلام، وكتبت مقالات عده بمجال الديانه اليهوديه، واشتركت في عام 2006 في حلقه سياسيه علي شاشه المحطه العاشره بالتلفزيون الاسرائيلي، وبزر في جدالها الطابع اليميني.

تُعد “حوتوبيلي” راس حربه التطرف في حزب “الليكود”، وهي من ابرز دعاه “أرض إسرائيل الكامله”، وترفض مجرد المفاوضات مع الجانب الفلسطيني، ومواقفها عنصريه متطرفه، عدائيه للعرب، وتعتبر من ابرز زعماء الوسط الصهيوني- المتدين، المعروفه بحده لسانها.

رابعًا: ما هي ابرز مظاهر القمع الموجه للمراه اليهوديه في اسرائيل؟

من مظاهر قمع النساء اليهوديات، اعتبارهنَّ مسؤولاتٍ عن ظاهره الامتزاج بغير اليهود اي “الاغيار” وعليهن ان يرفضن هذه الامتزاج محافظه علي نقاء العرق اليهودي، فلا مكان لعاطفه الحب في شريعه “الحارديم”، فالحب عندهم بين الاجناس المختلفه خيانه وطنيه.

وبناءً علي ذلك اسست جمعيات عجيبه في المجتمع اليهودي، مثل جمعيه اولاد” لاخيم”، و”لهافا”، وهما تختصان بتحذير اليهوديات من الزواج بغير اليهود، وتقومان باستعاده اليهوديات المتزوجات من غير اليهود.

وبالفعل نفذت جمعيه “لاخيم” عمليات “اختطاف” ليهوديات تزوجن بفلسطينيين يعيشن في النقب او في عكا وغيرها من المدن، بدون اعتبار لرغباتهن، او لاطفالهن، في حين حذر كثير من المتطرفين اليهوديات من الزواج بغير اليهود.

من بين القمع كما تراه نسوه اسرائيل، ما جاء في العقيده الاسرائيليه انه “اذا سقط رجلٌ وامراه في نهر، فالانقاذ يكون للرجل اولًا، قبل المراه، فهو الذي يُحيي الشريعه، اما المراه فمخلوقه للبيت”، “وفي الصلوات اليوميه الثلاثه يشكر المصلي ربه لانه لم يخلقه امراه”، الي جانب ان التحدث للنساء كثيرًا يعتبر زنا، مصيره جهنم.

فضلًا عن ان جلوس المراه في البيت شرف لها، فكل زوجه يجب ان تغسل وجه زوجها وقدميه، وتجهز له فراشه، وكل من تُحجم عن فعل ذلك تعاقب بالضرب بالسوط، او بمنع الطعام عنها حتي ترضخ.

ومن ضمن الممارسات ايضًا انه ارغمتُ التياراتُ الحريديه شركه “ايغد” الكبري للمواصلات العامه علي تسيير رحلات باصات تفصل الرجال عن النساء في الحافلات، بحيث يجلس الرجال في المقدمه، والنساء في المؤخره، الامر الذي اثار غضب النساء اللاتي خرجن في تظاهره ضد الشركه.

والمراه محظور عليها ان تمارس ابسط حق من حقوقها، حتي ان المتزمتين يحظرون عليها استعمال مستحضرات التجميل، ويمنحون الجوائز للنساء اللاتي لا يستخدمن مواد التجميل، وهم ايضًا يشترطون علي الاسواق التي يرتادونها الا تبيع هذه المواد.

وقد اجبروا بالفعل كثيرًا من محلات السوبر ماركت في احيائهم، ان تزيل من الرفوف كل مستحضرات التجميل. كما انهم حضروا اقامه احتفالات الزواج لان العروس تهودت بواسطه مؤسسات دينيه غير معتمده من قبل الحاخاميه الكبري المختصه بالزواج، وهم اليوم يقومون بمداهمه المحلات التي يختلط فيها الرجال والنساء.

خامسًا: ما هو ناتج المراه الاسرائيليه من التعليم؟

في مجال التعليم، ان النساء اكثر نجاحًا من الرجال: 65% من النساء حاصلات علي شهاده “بجروت”، وفقط 53% من الرجال استحقوا ذلك، بينما نجد في الوسط العربي ان هذه المعطيات بارزه اكثر، 62% من الاناث بينما 43% من الذكور.

في الوسط العربي، نسبه الطلاب اعلي بكثير مما هو في الوسط اليهودي، حيث ان نسبه النساء بين الطلاب المسلمين هي 69.1%، بين الطلاب المسيحيين النسبه هي 64.1 %، وبين الطلاب الدروز تصل الي 63.7%.

مجالات التعليم التي فيها نسبه النساء اعلي بكثير، كانت مهن الرعايه الطبيه (83.2%) والتعليم والتاهيل للتعليم (80.7%).

بالمقابل، نسبه النساء كانت اقل في العلوم الفيزيائيه (38.1%) في الرياضيات، الاحصاء وعلوم الحاسوب (28.8%) وفي الهندسه والديكور (27.1%).

سادسًا: نصيب المراه الاسرائيليه في مجال العمل؟

لا تزال الفجوات واضحه بين الرجال والنساء في مجال العمل، اذ وصلت نسبه مشاركه النساء في القوي العامله في اسرائيل عام 2013 الي 58.2% وكانت نسبه الرجال 69.4% فقط، بينما 66.7% من بين المشتغلات يعملن بوظيفه كامله، فيما بالنسبه للرجال تصل نسبه من يعملون بوظيفه كامله الي 86%.

وفي مجال الاداره، تبلغ نسبه النساء المديرات من بين نسبه المدراء في اسرائيل 32.6% فقط. المهن التي كانت فيها الغلبه للنساء هي سكرتيرات، ومعالجات، ومعلمات، ومحاسبات. وتظهر المعطيات انه كلما كان عدد ابناء المراه اكثر كلما كان احتمال ان تعمل اقل.

لذلك، فان نسبه انخراط الامهات لطفل واحد في سوق العمل هي 76.3%، بينما نسبه انخراط الامهات لاربعه ابناء هي 55.9%، اما فيما يتعلق بخدمات الرفاه، 54% تقريبًا ممن يحتاجون خدمات الرفاه في اسرائيل هن النساء، بنسبه اكبر من النسبه في المجتمع عمومًا (50.5% تقريبًا).

ولا بد من الاشاره هنا، الي وجود ظاهره اخري ملفته هي نسبه الطلاق في اسرائيل، حيث ان “13000” امراه تقريبًا يتطلقن كل عام في اسرائيل، ومعدل سن الطلاق هو 38 تقريبًا، وهذا يدل علي ان الناس في اسرائيل فقدوا الصبر بخصوص ما يتعلق بمؤسسه الزواج.

سابعًا: من يناصر النساء في اسرائيل؟

يوجد في اسرائيل العديد من المنظمات التي تعمل في مجال حقوق النساء بالمساواه في اسرائيل، وهي:

1- نعمات: هي الحركه النسائيه الاكبر في البلاد. تهدف الي رفع مكانه المراه في اسرائيل واحداث تغيير في السياسة الاجتماعية، بغيه تحقيق المساواه بين النساء والرجال في العائله، والعمل، والمجتمع والاقتصاد.

2- كيان: تعبِّر جمعيه كيان عن الاصوات الاخري للنساء العربيات في اسرائيل. هدف المنظمه هو تشجيع النساء العربيات علي اخذ دور فعّال في الحيز الشخصي والعامّ والمساهمه بتجربتهن ورؤيتهن للحياه من اجل المصلحه العامّه.

3- لوبي النساء في اسرائيل: اقيم لوبي النساء في اسرائيل عام 1984 كهيئه مستقله وغير حزبيه تعمل من اجل تطوير مكانه المراه عن طريق التشريع، تكوين جماعه ضغط في الكنيست، ورفع الوعي العامّ، والتربيه والبحث.

4- حركه “اخواتي- من اجل النساء في اسرائيل”: تعمل الحركه من اجل نساء الطبقات الضعيفه ومعهنّ ايضًا. اقيمت الحركه من قبل ناشطات نسائيات من اصل شرقي، وهدفهنّ هو طرح مواضيع علي جدول الاعمال العامّ في كلّ ما يتعلّق بالعداله الاجتماعيه والاقتصاديه للنساء.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل