"لوريون لوجور": السيسي "سياسي صغير" واستراتيجي ذكي

اكدت صحيفه لوريون لوجور، ان الرئيس عبدالفتاح السيسي، علي الرغم من انه سياسي من الحجم الصغير ولكنه واضع استراتيجيات ذكي، استفاد من الاحتجاجات التي تخللت فتره حكم محمد مرسي، لينقلب عليه ويقدم نفسه كخليفه لجمال عبدالناصر".

واضافت الصحيفه انه علي الرغم من بعض نقاط التشابه بينهما (عبدالناصر، والسيسي)، واهمها قمعهما الاخوان المسلمين واقصاؤهم من العمل السياسي، فان عبدالناصر، كان علي الاقل يمتلك قدرًا من الحضور والشعبيه علي المستوي المحلي والدولي، بينما لا يعدو السيسي ان يكون عسكريًا طموحًا ومحظوظًا، استفاد من الظروف المتقلبه ليصل في الوقت المناسب الي المكان المناسب.

واشارت الصحيفه الي ان بعض وسائل الاعلام المحليه بدات بانتقاد تجاوزات الشرطة المصرية، وهو ما يدل علي عدم رضي رجال الاعمال المالكين لهذه المؤسسات الاعلاميه علي الحكومه الحاليه.

كما اشارت الي ان تجرؤ الاعلام فجاه علي انتقاد الشرطه، يعكس رغبه الجيش في الناي بنفسه عن المسؤوليه عن الانتهاكات اليوميه التي يقوم بها هذا الجهاز الامني.

واعتبرت الصحيفه ـ بحسب ما نقله عنها موقع عرب 21 ـ ان ما وصفته التحالف الثلاثي بين رجال الاعمال والاعلام والجيش، اكثر هشاشه مما يبدو عليه، فهو تحالف ظرفي خاضع للمصالح الشخصيه لكل طرف.

واوضحت ان السيسي يحاول رغم مواصله رجال النظام القديم لعملهم بنفس الاساليب القديمه، التكيف مع المتغيرات علي المستوي المحلي والاقليمي، لضمان استمراريه حكمه.

وبحسب الصحيفه، فان التغيرات الحاصله في المشهد الاعلامي تؤشر علي وجود انقسامات، في داخل هذا الجهاز الذي يعتمد عليه النظام كثيرًا لضمان بقائه، وبالتالي فان تواصل حكم السيسي من عدمه، مرتبط بنسبه كبيره جدًا بصلابه ووحده هذا الجهاز الاعلامي، الذي يعول عليه كثيرًا لبث الدعايات وتشويه اي حراك معارض، خاصه ان المظاهرات والاحتجاجات ما تزال متواصله في مصر، ولو بدرجه اقل.

كما اشارت الصحيفه الي ان بقاء النظام المصري مرتبط بتطورات الوضع الاقليمي، فالسيسي يحاول الاستفاده من الصراعات والفوضي التي تشهدها المنطقه لاقناع الغرب بان الحكم الشمولي الاستبدادي هو الحل الوحيد لضمان الاستقرار ودرا الخطر الارهابي في المنطقه, وقد نجح في استغلال الاحداث الدائره لقمع معارضيه في الداخل، وزياده التنسيق مع الجانب الاسرائيلي في المناطق الحدوديه، والتدخل لنصره صديقه "الجنرال حفتر" في ليبيا، والمشاركه في عمليات التحالف العربي في اليمن.

واضافت ان الغرب بات مترددًا بشان ادانه النظام في مصر، لانه بدا يشعر بالحاجه "لقاده علمانيين اقوياء"، يواجهون صعود تنظيم الدوله في العراق وسوريا وسيناء وليبيا, وقد ظهر هذا جليًا من خلال الادانات المحتشمه التي تلت احكام الاعدام التي صدرت، وقرار الولايات المتحده الافراج عن المساعدات العسكريه السنويه التي تقدمها لمصر.