المحتوى الرئيسى

أوجاعنا فى نشرة الأخبار

05/31 09:00

بعض عناوين اخبار يوم الجمعه ٢٨/٥ مما يقف في الحلق ويصعب بلعه، والبعض الاخر يورث الهم ويرفع الضغط. ساقتصر علي ذكر اربعه فقط من تلك الاخبار، من باب الحرص علي صحه القارئ، ومعنوياته. اول تلك الاخبار تمثل فيما نشرته الصحف المصرية عن اللقاءات التي اجراها في القاهره ليون بانيتا الذي ابرزت الصحف المصريه صفته كوزير سابق للدفاع في الولايات المتحده. اذ اجتمع والوفد المرافق له مع الرئيس عبدالفتاح السيسي ومع وزيري الدفاع والداخليه. وطبقا لتصريحات السفير علاء يوسف المتحدث باسم الرئاسه فان الرئيس اشاد بالعلاقات الاستراتيجيه بين القاهره وواشنطن، ونوه الي اهميه تنميه تلك العلاقات خصوصا في شقها العسكري. في حين ان بانيتا اكد علي ان مصر تعد شريكا استراتيجيا للولايات المتحدة في المنطقه، ويتعين التعامل معها بشكل وثيق من خلال تقديم مختلف صور الدعم التي تحفظ امنها واستقرارها، لاسيما ان المنطقه تشهد تطورات غير مسبوقه. وعلي عهده جريده الاهرام فان الضيف الامريكي في لقاءاته الاخري اشاد بدور القوات المسلحه المصريه في دعم استقرار الشرق الاوسط، كما اشاد بالدور الذي تقوم به وزاره الداخليه في مكافحه الارهاب.

لا يستطيع المرء ان يمرر الحفاوه بالرجل والتصريحات الداله علي عمق الشركه الاستراتيجيه مع الولايات المتحده، والثناء علي دور القوات المسلحه ووزاره الداخليه دون ان يقارن تلك الاجواء ويستعرض شريط عناوين العلاقات بين البلدين التي يروج لها الاعلام المصري. ذلك ان الانطباع الذي يجري تسويقه في الداخل حينا بعد اخر كل ان الولايات المتحده لم توقف مؤامراتها علي مصر، وانها منحازه الي الاخوان وتسعي لاعاده حكم الدكتور محمد مرسي. وان الاخونه لم تخترق المؤسسات الامريكيه فحسب، ولكنها طالت البيت الابيض ذاته. الي غير ذلك من الانطباعات التي تقف علي النقيض تماما من التصريحات الورديه التي احتفت بشهر العسل الحاصل بين البلدين. وعلي هامش تلك المقارنه فان المرء لا تفوته ملاحظه ان الاعلام المصري ابرز في العناوين ان الرجل كان وزيرا للدفاع، وهي صفه لا تذكر كثيرا في سجله، واخفي في التفاصيل دوره الاهم كرئيس للمخابرات المركزيه يفترض حيث لا يمكن ان يكون بعيدا عن اجواء المؤامرات التي قيل ان واشنطن حاكتها ضد مصر، وللعلم فان اكتشاف مقر بن لادن وتصفيته تم في عهده، وله كتاب اخير عن ادواره التي قام بها صدر تحت عنوان «حروب تستحق المجازفه».

خذ ايضا الخبر الذي نشرته جريده الاهرام في نفس اليوم تحت عنوان: اسرائيل غير قلقه من امتلاك مصر صواريخ روسيه. جوهر الخبر كان تصريحا صدر عن قائد سلاح الجو الاسرائيلي عامير ايشيل تعليقا علي المخاوف التي عبر عنها البعض في اسرائيل ازاء احتمال حصول مصر علي الصواريخ الروسيه اس ٣٠٠، وهو النظام الذي ذكرت وكاله رويترز انه يمثل تحديا للقوه الجويه الاسرائيليه. ذلك ان الجنرال ايشيل حين ساله عن ذلك بعض الصحفيين فكان رده: هل تمزحون معي؟ فنحن في سلام معهم، وعلاقتنا بهم مختلفه تماما عن ايران!

لم يعبر الرجل عن ذره قلق من احتمال تحدي مصر للقوه الجويه الاسرائيليه، واعتبر طرح السؤال عن ذلك الاحتمال نوعا من الهزار الذي لا يمكن ان يؤخذ علي محمل الجد من اي باب.

ليس بعيدا عن ذلك الخبر الموجع ما عبر به رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في حديثه الي الصحفيين الاسرائيليين في اليوم ذاته ــ الجمعه ــ حين تطرق الي مبادره السلام العربيه المطروحه منذ عام ٢٠٠٢، والتي لايزال المسئولون السعوديون يتحدثون عنها. فقد قال انه يرفضها لان التطورات تجازوتها، وشرح وجهه نظره قائلا ان اسرائيل تقف الان مع دول الخليج وبعض الدول العربيه في الشعور بالقلق ازاء البرنامج النووي الايراني، والنشاط الذي تقوم به طهران في المنطقه، وذكر انه يفكر منذ مده ويدرس امكانيه دعم الدول العربيه ودفع عمليه السلام وتحقيق الامن الاقليمي. واشار في هذا الصدد الي ان ذلك التعاون علي الصعيدين الفلسطيني والاقليمي بات امرا مرغوبا ويستحق العمل لاجله.

كما رايت فان السيد نتنياهو لم يعد يري مشكله في فلسطين واصبح يتطلع ــ في اخر الزمان ــ الي اقامه شراكه مع الدول العربيه لدعم الاستقرار والتنميه في الضفه وغزه، والاهم من ذلك من وجهه نظره لمواجهه التطلعات والتمددات الايرانيه في العالم العربي.

الصفعه الرابعه التي تلقيناها يوم الجمعه جاءتنا من زيوريخ، ومن السيد جبريل الرجوب القيادي الفلسطيني ورئيس الاتحاد الفلسطيني لكره القدم. ذلك ان الخطاب الفلسطيني طوال الاسابيع الماضيه ظل يعبئ الراي العام مروجا لفكره مطالبه الجمعيه العموميه للفيفا بتجميد عضويه اسرائيل في الاتحاد الدولي لكره القدم (الفيفا) اذ ان اسرائيل متهمه باتباع سياسه تعسفيه ازاء اللاعبين الفلسطينيين وانديتهم الي جانب مشاركه المستوطنات المقامه علي الاراضي المحتله في الدوري الاسرائيلي. ورغم ان الاقتراح الفلسطيني لقي تاييدا من جانب اغلب الدول المشاركه في الفيفا، الا ان السيد الرجوب اعلن سحب الطلب، بدعوي انه تلقي اتصالات من اتحادات عده دعته الي العدول عن ذلك الموقف لافساح المجال امام جهود اخري من خلال اللجنه القانونيه بالأمم المتحده لحل المشكلات العالقه. وانتهي الامر بافلات اسرائيل من العقوبه، ومصافحه المندوبين الفلسطيني والاسرائيلي، وكان شيئا لم يكن! وهو ذات المشهد الذي يذكرنا بعدول السلطه الفلسطينيه عن طلب مناقشه تقرير القاضي جولدستون الذي اثبت جرائم الحرب الاسرائيليه امام مجلس حقوق الانسان في جينيف عام ٢٠٠٩.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل