المحتوى الرئيسى

البحرين ما بين الثورة والإصلاح - BBC Arabic

05/29 22:34

في مطلع عام 2011، بدا ان البحرين ستكون اول دول الخليج العربي التي تصل اليها حركات التغيير، فيما اصطلح عليه باسم "الربيع العربي".

خرج الالاف في الشوارع، يطالبون باصلاح، ثم اسقاط الاسره الحاكمه. ووقعت اشتباكات مع قوات الأمن، سقط علي اثرها ضحايا وحدثت انتهاكات عده لحقوق الانسان، واجرت هيئه تحقيق دوليه تحقيقات في هذا الشان.

لكن اليوم، وبسبب الصراعات المنتشره في العالم العربى، اختفت البحرين من نشرات الاخبار، واصبحت الاجواء فيها هادئه بشكل عام.

فما الذي حدث للثوره والامال في الاصلاح؟ تعتمد اجابه هذا السؤال علي من تتحدث اليه.

يقول احد الدبلوماسيين الغربيين، "العنف في الشارع بلغ ادني مستوياته منذ سنوات، مما يعكس حاله التعب التي وصلت اليها القري (ذات الاغلبيه الشيعيه)".

لكن منظمه هيومان رايتس ووتش لحقوق الانسان تقول ان الاوضاع في البحرين تستمر في الانهيار.

وقال احد معارضي الحكومه، الذي رفض نشر اسمه، "انتصرت الشرطه بقبضتها الحديديه. الكثيرون في السجون، سواء متظاهرين او مدونين. استطاعت الشرطه اخماد الاحتجاجات، وعزل المناطق الشيعيه في غضون ثلاثين دقيقه. لا يوجد حوار حول الديمقراطيه، ولا مشهد ايجابي في الافق."

لكن الامين العام لاتحاد المغتربين في البحرين، بيتسي ماثيسون، من اسكتلندا، تري ان الاوضاع في تحسن، "فالاقتصاد يزدهر. نسبه اشغال الفنادق في ازدهار، والحكومه تستثمر في السياحه بشكل كبير."

وتابعت "علي من يريد التغيير ان يدفع باتجاهه بشكل ديمقراطي، وليس بالشغب. تحتاج البحرين الي معارضه قويه وموثوقه، وهي فرصه فاتتهم."

وتشير ماثيسون بحديثها الي الانتخابات البرلمانيه الاخيره، التي قاطعها حزب الوفاق، اكبر الاحزاب المعارضه، وهي الخطوه التي انتقدها المراقبون الدوليون.

وقال الدبلوماسي الغربي: "عندما قاطع حزب الوفاق البرلمان، انتخبن العضوات الشيعيات كمستقلات، وهي خطوه ايجابيه".

وكان زعيم حزب الوفاق، علي سلمان، قد اعتقل في 28 ديسمبر/كانون الاول الماضي. ومن المنتظر ان يحكم عليه في 16 يونيو/حزيران القادم، ويخشي ان ياجج الحكم الاحتجاجات في الشوارع.

وقال المتحدث باسم حزب الوفاق، علي الاسود: "حاليا، لا يوجد حوار بين المعارضه والحكومه. كل شيئ معلق، وقادتنا في السجون. البحرين غير مستقره، وتوجد ازمه اقتصاديه.

ومن بين المعارضين المسجونين، الناشط المعارض نبيل رجب، مما سبب القليل من الاحتجاج الدولي. وهو قليل لان حلفاء البحرين، كالمملكه المتحده والولايات المتحده، تتعامل مع الاصلاح في البحرين بهدوء، اذ يطلبون من الاسره الحاكمه بهدوء ان يوفروا المزيد من الوظائف والفرص والحريات السياسيه للغالبيه الشيعيه من سكان البحرين.

يسميها الدبلوماسيون "التدخل الحرج والبناء". لكن الولايات المتحده والمملكه المتحده تخشيان الالحاح في الدفع بالبحرين باتجاه التغيير، اذ تملكان قاعده عسكريه حيويه في هذه المنطقه.

والقاعده تعرف بميناء سلمان، وهي مقر الاسطول البحري الخامس للولايات المتحده. وبجانبها يجري انشاء اول قاعده بريطانيه دائمه في الشرق الاوسط منذ عام 1971.

وتبعث البحرين بامراءها لتلقي التدريب العسكري في الاكاديميه الملكيه الحربيه في بريطانيا، حتي ان احدي قاعاتها سميت باسم الملك حمد، حاكم البحرين الذي تلقي تدريبه هناك.

وراي البعض ان السفير البريطاني السابق، جايمي بودين، شديد التودد للمعارضه، وشديد النقد للحكومه. وانتهي الامر بان همشته الحكومه البحرينيه.

لكنه شهد اثناء فتره اقامته في العاصمه البحرينيه، المنامه، اسوا موجات العنف.

وعندما زرت البحرين في ابريل/نيسان 2011، كانت فعليا تحت القانون العسكري. كانت المدرعات في الشوارع، وفرض حظر للتجوال من الفجر وحتي الغروب، وانتشرت دوريات الشرطه في الشوارع ومعها بنادق رصاص مطاطي، لتهدد السائقين الشيعه.

وحضرت مؤتمرا صحفيه لوزيره حقوق الانسان، فطيمه البالوشي، نفت فيه الاتهامات بتعذيب الشرطه للمتظاهرين المحتجزين.

وقد واجهتها امام الكاميرا باني شهدت في صباح هذا اليوم جنازه في ضاحيه السهله الشماليه، وكان المتوفي محتجزا لدي الشرطه، وقد كشف جزء من جسده.

كان ظهر المتوفي مخططا كالحمار الوحشي، حيث ضربه محتجزوه حتي الموت.

ودفعت مثل هذه الحوادث الملك حمد الي تكليف هيئه لتقدم تقرير شديد المكاشفه والنقد، نادي باجراء الكثير من الاصلاحات، خاصه في الشرطه.

وقد التقيت بالملك حمد في اواخر عام 2011، قرب موعد اصدار التقرير، وكان متوترا بشان الاحداث الدائره في البلاد.

وقال لي "لماذا يقول الناس انني ديكتاتور. انا لست مثل بشار الاسد. انا استمع اليهم واريد الاصلاح".

وما زال المراقبون يناقشون ما اذا كانت هذه الاصلاحات كافيه.

انتهاكات الشرطه في اماكن الاحتجاز اصبحت اقل بكثير. واصبح لزاما علي الضباط حضور تدريب لحقوق الانسان في اوروبا، ووضعت كاميرات مراقبه في اماكن الاستجواب. لكن الثقه محدوده في كبار المسؤولين.

واصبحت اخبار البحرين غير متواجده بشكل كاف في وسائل الاعلام.

وابتعد محررو الاخبار الذين يزورون البحرين عن اظهار الصور الدراميه، اذ ان شوارع المنامه اصبحت هادئه.

ويحتاج تصوير الاشتباكات الي زياره القري الشيعيه في نهايات الاسبوع، لتغطيه الاشتباكات بين الشباب وقوات الشرطه، حيث يلقي المحتجون قنابل المولوتوف المحليه، في حين ترد الشرطه بقنابل الغاز والضرب بالهراوات.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل