المحتوى الرئيسى

في ذكرى الأمير عبد القادر.. أبرز وجوه المقاومة الشعبية الجزائرية - ساسة بوست

05/28 17:28

منذ 28 دقيقه، 28 مايو,2015

قبل يوم امس الثلاثاء، كانت ذكري الامير المقاوم عبد القادر الجزائري، الذكري التي تحيل الي فتره قدم فيها الجزائريون التضحيات الجسام، من اجل نيل استقلال بلدهم.

لقد عمرت فرنسا الجزائر ما يقارب قرنًا ونصف، حتي اضحت تكني بمثابه فرنسا الثانيه، بيد ان الجزائريين كان لهم راي اخر، فقدموا دماءهم بلا حساب ثمنًا لاستقلال وطنهم، وبخلاف معظم البلدان التي نالت استقلالها بواسطه اتفاقات تمنح بموجبها امتيازات لمستعمرها، رسم الجزائريون علم بلادهم المستقل بالدماء، بعد ان اشتري المقاومون تراب الوطن مقابل الحياه.

1- الأمير عبد القادر الجزائري

يعد من ابرز وجوه المقاومة الشعبية الجزائرية، كما يعود له الفضل في تاسيس الدوله الجزائريه، ولد يوم الثلاثاء 6 سبتمبر 1808م، جمع بين السياسه والدين والتصوف والفلسفه والفروسيه.

ترعرع الامير عبد القادر في منطقه القطنه بالمعسكر، تلقي من ابيه محيي الدين وهو شيخ الطريقه المريديه تعليمًا صوفيًّا في الزاويه، ثم بعدها انتقل الي وهران للدراسه، حيث اخذ هناك علوم الدين والادب والفلسفه والرياضيات والتاريخ.

بعد استيلاء الفرنسيين علي الجزائر سنه 1830م، انخرط محيي الدين وابنه عبد القادر في المقاومه الشعبيه مع الاهالي، وكان لزامًا علي جموع المقاومه ترسيم قائد لها يوحد كلمتهم ويجمع شتاتهم لمواجهه المحتل الفرنسي، فوقع الاختيار في البدايه علي محيي الدين، رجل الدين المتصوف المعروف في المنطقه، بيد ان الاخير اعتذر عن حمل امانه قياده المقاومه الشعبيه، نظرًا لتقدمه في السن، ورشح ابنه عبد القادر، ليكون اميرًا علي الجزائر، وبالفعل تمت مبايعه عبد القادر لما ابداه من حنكه وشجاعه في معارك المقاومه، تم ذلك في 21 نوفمبر سنه 1832م، حيث بايعته جموع ضخمه، من رجال دين ووجهاء القبائل واعيان المنطقه، بمسجد بمنطقه معسكر، كان ذلك وهو في سن الـ24.

قام الامير عبد القادر مباشره بعد مبايعته بتوحيد صف القبائل، وتنظيم شؤون الاداره بالمناطق الجزائريه، وكذا محاربه اشكال الفساد والنهب المتفشيه، بالاضافه الي بناء جيش التحرير والمقاومه.

اضطرت فرنسا الي عقد هدنه سنه 1834 مع دوله الامير عبد القادر، لكن لم يمضِ عام واحد حتي نقضت الاتفاق، ليعلن الامير عبد القادر “الجهاد العام” ضد المحتل الفرنسي، لتعود فرنسا مره ثانيه لعقد هدنه بعد ثلاث سنوات من المعارك الطاحنه سنه 1837م، لتندلع من جديد سنه 1939، حيث قامت القوات الفرنسيه بهجوم عنيف علي المناطق التي تحت يد المقاومه، نتج عنها خسائر بشريه هائله وتدمير البيوت والحقول الزراعيه.

خاض الامير عبد القادر طوال حياته حروبًا طاحنه مع المستعمر الفرنسي، وكلف الاخير خسائر فادحه في الارواح، لكن بعد ان جنت القوات الفرنسيه وبدات عمليه الارض المحروقه باستعمال اسلحه خطيره، تمكنت من تحقيق انتصارات علي دوله الامير، فاستسلم عبد القادر مقابل الحفاظ علي الارواح المتبقيه، وذلك في ديسمبر سنه 1847م.

نقل حينها الامير الي سجون فرنسا (تولون، بو وامبواز)، ثم قرر نابليون الثالث اطلاق سراحه حتي ينفي الي تركيا، ثم اختار الاقامه بصفه نهائيه في دمشق التي رحبت به ايما ترحاب.

لقد سجلت المراه الجزائريه دورها بقوه في المقاومه الشعبيه ضد المستعمر الفرنسي، كانت فاطمه نسومر ابرز النساء اللاتي قاومن المستعمر في تلك الفتره.

ولدت فاطمه بمنطقه ورغه سنه 1830م، وترعرعت في عائله تدين للطريقه الرحامنيه الصوفيه، عرف عنها الجمال والحكمه والجراه في نفس الوقت، حتي انها رفضت الزواج من ابن عمها متحديه التقاليد في تلك الفتره، الاخير ظل يعتبرها تحت عصمته طوال حياتها.ستتغير حياتها بعد ان التقت الغريب الذي يبحث عن ارض امنه الشريف بوبغله، الذي اوقد علاقه الحب معها، والذي ظل يدفعها للانخراط في مقاومه المستعمر.

بعد ان مات بوبغله سنه 1854م، تستنهض فاطمه قبائل المنطقه لمواجهه الغزاه الفرنسيين مخاطبه جموع الرجال “ليس لنا خيار سوي مقاتله المستعمر حتي لا يلعننا اجدادنا”، فتزعمت “لالا فاطمه نسومر” المقاومه في منطقه القبائل بجبل “سبت يحيي” حتي عام 1857، وتمكنت من صد هجمات المحتل، لكن استطاعت قوات الجنرال روندون في الاخير اسرها وعدد من النساء المقاومات معها.

ماتت نسومر او “عذراء الجبل” كما لقبوها عام 1863م وهي في سن الثلاثه والثلاثين، لتارخ نضال المراه الجزائريه، التي كان لها دور مشهود.

الشيخ محمد المقراني هو احد قاده الثوره الشعبيه الجزائريه ضد الاحتلال الفرنسي الذي دخل الجزائر سنه 1830م، كان ابوه احمد المقراني يشتغل لدي السلطات الفرنسيه كخليفه في منطقه مجانه.

وقد كان المقراني في البدايه ايضًا يشتغل مع المستعمر، بعد ان ورث منصب ابيه، غير انه انقلب علي السلطات الفرنسيه بدءًا من سنه 1871م، بسبب اهانه الفرنسيين لساكنه منطقته وتفقيرهم واستغلالهم من قبل المستوطنين الفرنسيين.

شكل قوه قوامها سبعه الاف فارس، وخاض ضد المستعمر معارك شرسه، حقق خلالها انتصارات علي المحتل الفرنسي، وساهم في توسع رقعه المقاومه بالمناطق الجزائريه شرقًا وغربًا، بعد تحالفه مع اتباع الطريقه الرحامنيه وبعض قاده الثوار الاخرين.

انهزم في معركه بالقرب من قلعه بني حماد في 8 اكتوبر 1871، وفر الي الصحراء لكن الفرنسيين اكتشفوا امره بالقرب من الرويسات بورقله والقوا عليه القبض، حيث نقل الي معسكر الجنرال دولاكروا ومنه ارسل الي سجن كاليدونيا الجديده.

ترتب علي اخماد ثوره المقراني، التي استمرت بضعه شهور، فرض ضرائب قاسيه علي سكان المنطقه والقبائل التي ساندتها، وحبس المشاركين فيها.

4- القائد محمد بن فياله

بيت محمد بن فياله لا يزال يعرف حتي الان

لا يتمتع الرجل في الجزائر بشهره كرمز من اشد رموز المقاومه الشعبيه، غير ان التقارير الفرنسيه تذكر انه اخطر ثائر في المنطقه الشرقيه، وقد ذكر اسمه في كل المحاكمات التي جرت بعد فشل الثوره، وهو مقدم زاويه سيدي وارث قرب سوق الجمعه، كما عمل قاضيًا بمنطقته.

ولد محمد بن فياله سنه 1827م في منطقه قبائل “بني حبيبي”، نشا بعائله متدينه صوفيه، وتعلم الفروسيه والقتال منذ ريعان شبابه، حضر اضطهاد الفرنسيين لاهالي منطقته، فتولدت لديه روح جهاديه.

استكمل محمد بن فياله ثوره المقراني في منطقته سنه 1871م، حيث جمع المقاومون وبدا يشن هجمات مباغته ضد المعسكرات الفرنسيه ومستوطناتهم، وكذا منشاتهم كالسكك الحديديه، كبد خلالها المستعمر خسائر فادحه، ووسع مقاومته الي مناطق اخري مجاوره لبلدته.

في يوم 21 غشت/ اغسطس 1871م، وبمساعده بعض الخونه باغتت القوات الفرنسيه القائد محمد بن فياله وهو في مقر زاويته، وطوقت المنطقه وتمكنت من القاء القبض عليه واقتادته اسيرًا الي سجونها.

لا تزال هذه الشخصيه المنسيه تحتاج لمزيد من الدراسه لتاريخ سيرتها الثوريه.

رجل ذو تكوين سياسي وعلمي حديث، اذ تخرج من جامعه ساروي، وانخرط مبكرًا في النضال السياسي مع حزب الشعب في الفتره ما بين 1945 و1947، لكنه في الاخير امن بانه ليس هناك طريق افضل من الثوره، فرحل الي الجبال لينضم للمقاومين المندسين.

يعد احد المفجرين للثورة الجزائريه والمنظرين لتاسيس جيش جبهه التحرير الوطني، حضر اجتماعات تاسيسه وعين كقائد لمنطقه “القبايل”، كما قاد اولي العمليات العسكريه لجيش التحرير ضد القوات الفرنسيه.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل