المحتوى الرئيسى

السودان يودع الشاعر والمسرحي محمد محيي الدين

05/28 13:53

فجعت الاوساط الثقافيه السودانيه برحيل الشاعر والكاتب والمخرج المسرحي محمد محيي الدين اثر نوبة قلبية صباح الثلاثاء عن عمر ناهز 63 عاما.

ويعد محمد محيي الدين من رواد التجديد الشعري في القصيده السودانيه منذ سبعينيات القرن الماضي، وهو من اوائل الذين كتبوا قصيده التدوير ووسم ببصمته جيلا كاملا بمدرسته التجريبيه الشعريه والمسرحيه.

وقد نادي محيي الدين بكتابه القصيده المفتوحه التي تستفيد من تقنيات السينما والحوار والنثر، وشكل بذلك تيارا شعريا رائدا في الكتابه التجريبيه، ويختصر محيي الدين تجارب شعريه وسرديه عديده داخل النص الواحد.

وقد جرب الفقيد كتابه القصيده والسيناريو والمسرحيه، وكان مشاركا في كثير من المنتديات والمهرجانات العربيه والسودانيه، وتعتبر تجربته المسرحيه ذات فضاء مسرحي مختلف ارتكز علي التجريب في المسرح العالمي.

ويعد محيي الدين من مؤسسي مسرح الشارع، وعرضت مسرحياته في الشوارع السودانيه في كثير من المدن.

وفي بحثه عن التجريب، قدم مسرحيه "ضو البيت" اقتباسا عن روايه الكاتب الراحل الطيب صالح، التي عرضت عام 1985 بمسرح قاعه الصداقه وقدمتها جماعه السديم المسرحيه.

ويقول الناقد مجذوب عيدروس للجزيره نت ان شعر الفقيد محمد محيي الدين تميز بمواكبه قصيده الحداثه، كما اهتم بقضايا النضال الوطني في فتره حكم الرئيس جعفر نميري (1969-1985).

واضاف عيدروس ان ديوان "الرحيل علي صوت فاطمه" -الذي طبع اكثر من مره- ومجموعه "عشر لوحات للمدينه وهي تخرج من النهر" قد وضعت محيي الدين ضمن الشعراء المميزين بالسودان.

ويذهب الروائي والقاص احمد الفضل احمد الي ان محيي الدين في كتابته القصصيه استخدم الاسطوره والفنتازيا ممزوجه بالثقافه الشعبيه السودانيه في اطار حداثي لامس القصه العربيه في تطور بنائها من حيث استخدام اللغه الموحيه بدلالاتها وحوارها.

واشار الفضل الي اسهام محمد محيي الدين في الشعر والمسرح والتخطيط الثقافي من خلال عمله معلما في المرحله المتوسطه، وتميزت كتابته بمخزون تاريخي وقراءه في الواقع السوداني المعاصر.

ويقول الروائي والناقد مبارك الصادق ان محمد محيي الدين له اسهامات مقدّره في الشعر والقصه والمسرح والسيناريو والافلام القصيره، وكان موسوعه من المعرفه.

واكد الصادق ان محيي الدين التقط التيارات السابحه في الهواء عاملا علي تحريك الساكن الابداعي، وبذل مجهودا كبيرا في تبني المواهب الشابه وتقديم خبرته لها، وتحلقت اجيال كثيره حوله فرفدها بمعارفه المختلفه.

ويذهب الناقد والكاتب المسرحي السر السيد الي انه اضافه للموقع المتميز الذي احتله محمد محيي الدين في التجربه الشعريه السودانيه الحديثه، فقد كانت له تجربه متميزه في المسرح لتوفره علي كم كبير من الثقافه المتنوعه شعريا ونثريا ومسرحيا.

كما مارس الفقيد التاليف المباشر او الاصيل، وكذلك التاليف المستند علي نصوص كتاب اخرين، واعد كثيرا من المسرحيات العربيه منها مسرحيه "انت قتلت الوحش" للكاتب المصري الشهير علي سالم، بالاضافه الي مسرحياته الشهيره التي كتبها مثل "القطر صفر" و"مطر الليل" و"هبوط الجراد" و"الرجل الذي صمت".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل