المحتوى الرئيسى

المغرب يحاول جاهداً الحفاظ على ثروته من أشجار الأرز

05/28 13:16

يضم المغرب اكبر مساحات من غابات الارز بين دول حوض البحر المتوسط، تمتد علي 134 الف هكتار، وتسعي السلطات منذ سنوات لحمايه هذه الثروه المهدده بفعل التغير المناخي والنشاط البشري.

ومع ان شجر الأرز الأطلسي يغطي مساحات واسعه من جبال المغرب، الا انه اقل شهره من أرز لبنان الذي لم يبق منه الا الفي هكتار في "بلاد الارز". مع ذلك، يعتبر الارز في المغرب "كنزاً وطنياً"، فهو من جهه عامل جذب سياحي، ومن جهه اخري هو مصدر رزق للرعاه وقطعانهم، كما ان خشب هذه الشجره يحظي بتقدير كبير من قبل صانعي الخشب.

وتقدمت الحكومة المغربية بطلب لتصنيف غابات الارز في المملكه ضمن "محميات المحيط الحيوي" و"التراث العالمي"، وهو طلب ما زال قيد الدراسه.

علي مقربه من مدينة ازرو، في سلسله جبال الاطلس الاوسط، حيث تم احصاء اكبر مساحات هذه الاشجار، تنتصب وسط الغابات المتراميه شجره ارز ميته يبلغ ارتفاعها 42 متراً وعمرها يقارب 900 سنه وتحمل اسم "غورو". وان كانت هذه الشجره التي تحمل اسم ضابط فرنسي ابان فتره الاستعمار الفرنسي للمغرب، ترمز الي عظمه غابات الارز في جبال الاطلس المغربي وتثير اعجاب عشاق السياحه الجبليه، الا انها تعكس ايضاً الهشاشه التي تهدد هذا النوع النادر.

ويعلق بدر الدين، وهو شاب تونسي جاء ليزور مدينه ازرو بناء علي نصيحه صديق "هنا سويسرا المغرب! انها جميله حقاً". وتجذب غابات الارز المغربيه السياح من محبي الجبال والطبيعه.

ولكن رغم اتساع المساحه والجذب السياحي، يعاني الارز المغربي منذ سنوات الثمانينيات بسبب التاثيرات المناخيه كالجفاف الذي ضرب المنطقه في الثمانينات ومطلع القرن الحالي، اضافه الي تاثيرات الانشطه البشريه بشكل عام.

ويعتبر عبد الرحمن هومي، الامين العام للمندوبيه الساميه للمياه والغابات ومحاربه التصحر الحكوميه ان "التهديد الحقيقي" الذي يحدق بغابات الارز المغربيه يتمثل اساساً في التغير المناخي. ويحذر هذا المسؤول الحكومي قائلاً "اذا لم نفعل شيئاً علي المدي المتوسط والطويل، فان انخفاض معدلات هطول الامطار، وارتفاع درجات الحراره والظواهر الطبيعيه القويه مثل الفيضانات، ستتسبب في تغيير نطاق انتشار وتوزيع غابات الارز".

ويوضح عبد الرحيم درو، مدير المتنزه الوطني لمدينه افران (الاطلس المتوسط) الذي تم تاسيسه قبل عقد من الزمن لحمايه مجمل النظام البيئي واعاده تشجير الغابات، ان "العجز المائي، الي جانب استقرار قطعان الماشيه، ادي الي تراجع الارز".

وتحتضن المناطق التي يشملها المتنزه الوطني لمدينه افران احد اكبر القطعان في المملكه مع حوالي 800 الف راس من الاغنام والابقار والماعز. ولاجل الحفاظ علي هذا الكنز الوطني من تهديد القطعان، وضعت السلطات المسؤوله سياسيه لاشراك السكان المحليين، تم من خلالها تحديد المناطق التي يمكن اعتمادها كمراع بعيداً عن الغابه، مع دفع تعويضات للرعاه بغرض شراء الاعلاف في اوقات ندره اعشاب الرعي.

ويقول احد الرعاه من منطقه عين اللوح المحاذيه لغابات الارز "ان اختفت الغابه فان كل شيء سيختفي، والناس هنا لا يدركون ذلك جيداً"، بل تدفعهم الظروف المعيشيه احيانا الي سوء استغلال الغابه.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل