المحتوى الرئيسى

شمس محمود يكتب: العلم والإيمان 3_3 | ساسة بوست

05/28 03:56

منذ 6 دقائق، 28 مايو,2015

لن نضع ما فعلته الكنيسه – او اي منحرف او متعصب من ايه ديانه في ايه حقبه تاريخيه – مع اكتشافات العلم والعلماء سوطًا او سيفًا او شماعه ينتقص من اجله العقيده، بل يجب علي العلم ان يحترم العقيده كما يجب علي العقيده ان تحترم العلم وليطرح كل من العلم والعقيده ما لديه تحت قاعده: “وانا او اياكم لعلي هدي او في ضلال مبين” وقاعده: “قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين”.

فعلي المسلم والكافر ان يقدم ما توصل اليه عقله – وعقل الانسان ليس حاكمًا بل هو مجرد باحث عن الحقيقه وليس مشرعًا للحقائق – ثم يقدمه رصينًا علميًا الي الدنيا، ويكون دور من يشككون في تلك النظريات اذا خالفت اصول العقيده ان يقدموا براهينهم او يقولوا انه لا رد لديهم، وعدم الرد لا يعني فوز طرف علي اخر فباب العلم رحب وافاقه لا تسد وكم من اكتشاف طار الي مسامع الناس وشرق وغرب وامن من اجله اناس وكفر بسببه اخرون ثم هدم بعد فتره من الزمن او تغير لان هناك اكتشافًا اخر طور ادوات البحث وهدم او صوب مسار الاكتشاف الاول!

فيكون المعني من عدم الرد هو: اننا في طور البحث عن اجابه.

وايضًا: لا يمكن للمؤمن ان يجمع بين اسلامه وتشكيكه في عقيده اثبتها الله واضحه صريحه لا لبس فيها ولا تاويل لان تشكيكه فيها – وليس طلب البراهين – يعني ان الله مفتقر للعلم او لم يكن يدري ما يقول!

وان هذا الخلق ليس خلقه فهو يتحدث بامر ثم تقول الحقائق بخلافه تمامًا!

وفارق كبير بين العقيده التي يثبتها الله في كتابه وبين اقوال المفسرين او الفقهاء او علماء الكلام او حتي اقوال الصحابه المجرده عن النص او التي تفسر نصًا ليس قطعي الثبوت قطعي الدلاله.

واقول واركز علي كلمه “حقائق” وليس نظريات حتي لو كانت نظريات تجريبيه!

فمعلوم ان كل النظريات التجريبيه وغير التجريبيه قابله للصواب والخطا والتعديل.

والعلم كل يوم في جديد والقران حقيقه ثابته والعلم ليس كذلك! وانظر الي الكم الهائل من النظريات والفرضيات والقوانين التي غيرت مره بعد اخري لكبار العلماء في الطب والهندسه والكيمياء والفيزياء وعلوم الاحياء والنفس والطبيعه وغيرها من العلوم التي ظلت اقوال اصحابها تدرس حينًا من الدهر ويوالي ويعادي عليها ومن اجلها، بل ان البعض نادي علي ناقدي تلك النظريات او رافضيها بالجنون والخرف ومناصره الدين!

كما لو ان مناصره الدين جريمه – وهي يراد لها ان تكون كذلك بالفعل – وايضًا يجب الا ننسي الوضع المزري للمسلمين منذ مئات السنين في البحث والتطوير والانتاج والتكنولوجيا وان السبب في هذا هو نحن – حكامًا ومحكومين والحكام في المقدمه – وان الاسلام يراد تنحيته بالقوه عن الحياه، وان بعض المنادين بعودته كانوا اول من نقضوا عراه عروه عروه فكانوا فتنه اضيفت الي تلك الفتن التي تشبه قطع الليل المظلم حلكه وقسوه.

وبعضهم قدم الاسلام في الواجهه بالقتل والذبح والطعن والبعض الاخر انسلخ منه ليكون ملائمًا – حسب زعمه – لمجريات الحياه وتطورها اللامحدود.

وان الدول الكبري تكره الرياده لغيرها لان في هذا قلب لموازين القوه التي تملكها، وان المسلمين بشكل عام: يعيشون حاله “منتنه” من سوء الخلق وفقدان اصول الشريعه (من عدل ورحمه ومحاسبه وغيرها) ويعيشون انانيه فكريه وماديه واوضاعهم بين اصول الشريعه ومرادها وما قدمه المسلمون سابقًا وبين ما توصل اليه العالم حاليًا جعلتهم لا الي هؤلاء ولا الي هؤلاء!

فهم لم يحافظوا علي شريعتهم نقيه بل الحقوا بها (حكامًا ومحكومين) كثيرًا من الاذي والباطل في الخاص والعام وطريقه العيش والكسب والنقاش والحكم.

ولم يلحقوا بركب الامم بالرغم من انهم كانوا في يوم من الايام منارات وقوي يحسب لها الف حساب علمت البشريه كيفيه الجمع بين العلم والعقيده وكيفيه الجمع بين حب العقيده والموت من اجلها وبين العدل مع المخالف في السلم والحرب والوطن ولكن (وتلك الايام نداولها بين الناس)، وان النهوض والصعود والرياده تحتاج الي قرار سياسي (من ساسه وحكام مؤمنين حقًا بالاسلام عقيده ومنهاجًا وليس واجهه او غرضًا) وايضًا الي شعب يود الصعود ويفهم ادبياته من الواقع الذي سماه الشرع الاخذ بالاسباب، ويعيش ما ينادي به ويفهمه لا ان يكون الدين عنده مجرد “فلكولور” ومواسم او عصبيات تدار من اجلها حروب بائسه كاسده باطله داخليه كانت او خارجيه بايدي الناس او الحكام او النظام العالمي ضد اخواننا في العقيده او الوطن تحت رايه المحتل المغتصب او القوي الفاجر هاتفين بشعارات الجاهليه الاولي:

واحيانا علي بكر اخينا .. ان لم نجد الا اخانا!

تاركين الساحه للعدو الحقيقي يعبث ويفسد ويقتل فينا بكل اريحيه بل انه يستخدمنا خدمًا له وعتادًا في قتال بعضنا البعض ونهب ثروات بعضنا البعض !

اننا يجب ان نفهم: ان الشيخ او الامام ليس حجه علي احد خصوصًا فيما لا يفهم من علوم لا يتقنها.

وان الحاكم ليس له سلطان واسع لا يحد وانه ليس ظل الله في الارض وان العلم ليس له سلطان علي الشرع بل يطرح العالم ما لديه ولا يفرضه علي الناس فهل يفر الناس من سلطان الكنيسه علي كل شيء الي سلطان النظريات والعلماء علي الدين والعقيده؟!

ولماذا يرفض تدخل علماء الدين في نظريات لا يفهمونها ويقبل من علماء الماده هذا علي الدين ومسلماته دون حجه او بحجه معوجه؟!

والاسلام ليس ندًا للعقل بحال ولا تخصني هنا ايه دعوه من اي احد علا شانه او صغر يقول ان الاسلام لا يقبل التفكير العقلي حتي جعل بعضهم كلمه “عقلاني” سبه وعارًا اذا وسم بها عالم من علماء الشريعه! ولكن العقل ايضًا ليس حاكمًا علي الدين خصوصًا في الغيبيات، خصوصًا وان العقل لا يجيب علي كل ما يطرح بل يبحث ويخطئ ويقف امام ظواهر لا يعرف لها اجابه رغم تجاربه العديده في فهمها كما حدث مثلًا في قضيه الاحتراق الذاتي للجسد التي خالفت كل قواعد الفيزياء.

اذًا فالعلم غير ثابت والنص الشرعي قطعي الثبوت – ثابت لا شك فيه – واوضحه ما كان قطعي الثبوت قطعي الدلاله.

والعلم يتغير بتغير الحوادث والرؤي والاكتشافات وتطور ادوات البحث والنظر اما الدين فثابت لا يتبدل النص فيه – قطعي الثبوت قطعي الدلاله – وفقًا للزمن لكن من الممكن ان تختلف طريقه النظر الي فهم نص ما باختلاف الزمن وهو ما كان قطعي الثبوت ظني الدلاله او ظني الثبوت ظني الدلاله.

ولن يسقط الدين او ينهار لمجرد قول احدنا “لا اعرف ردًا” حين يطلب منه رد علي امر ما يطرحه العلم بتحدٍ في وقت من الاوقات.

ومن ينهار عند عدم القدره علي الرد هو شخص مهزوم من داخله لان عدم الرد اليوم لا يعني ابدًا عدم الرد في الغد.

وان المطلوب هو اقامه الحجه بالدليل وليس القول ان الاخر قد عجز عن الرد وايجاد الدليل.

فمن كان يتصور يومًا ان الحديد يطير في الهواء او يمشي علي الماء او ان الانسان يصل الي القمر ومن كان يتصور يومًا ان الامريكي يمكنه محادثه ورؤيه والتفاعل مع ياباني او افريقي او روسي بلا سفر ولا عناء يذكر.

والمتعجل هو من يسقط – نعوذ بالله من العجله والسقوط –.

واحيانًا يكون الرد علي بعض الاطروحات او النظريات بسيطا لا يحتاج الي تجارب علميه ولكن بعضها كذلك يحتاج الي بحث دقيق ودقيق جدًا حتي تستطيع الرد والتوضيح.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل