رحلة إلى أرض الألوان المنسية

"هذه صخره التنين ظلّت هنا منذ الحرب العظيمه الاخيره، وانظر الي الجزء العلوي من التلّ، هذه الصخره نسميها بصخره الفردوس وهي تبدو من بعيد كالشاعر الكبير".. هذه الكلمات قالها السكان المحليين لمراسل جريده "الجارديان" البريطانيين، اثناء تواجده في مدينه الالوان المنسيه.

في اراضي مضيق "هرمز" السكان لديهم قصص عن الصخور، والمنحدرات التي تشبه الطيور، والحيوانات، والمخلوقات الاسطوريه، فهذا "علي هورموزي"، الساكن المحلي البالغ من العمر 44 عامًا، يقول "لقد نشانا مع اجدادنا وطالما ما حكوا لنا عن تلك الصخور".

جبال جزيرة هرمز التي تقع في الخليج العربي او كما يسموه الايرانيون (الخليج الفارسي)، ملونه مع ظلال ورديه، وارجوانيه، وشواطيء لا يوجد فيها سوي السلاحف، والطيور التي تتجول، وتبعد الجزيره عن المضيق بمسافه 5 كيلومتر، جنوب شرق ميناء بندر عباس، الميناء الرئيسي لمحافظة هرمزكان، احدي محافظات ايران الـ31.

جزيره هرمز زارها كل من المستكشف مارك بولو، والرحاله ابن بطوطه، الذي جاء مرتين ما بين الاعوام 1330 و 1340 ميلاديًا وكتب عن المدينه انها جيده، وكبيره، ببازاراتها الرائعه.

لقد سكن عشرات الالاف من الاشخاص هذه الجزيره حتي انخفض عدد سكانها حاليًا لعشره الاف فقط، والكثير منهم عاطلين عن العمل لعلاقاتهم مع سلطنه عمان، الشريك التجاري المهم لايران، والذي تطورت علاقته في فتره رئاسه الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد (2005- 2013 ).

من ناحيته اضاف علي هورموزي: "من قبل اغلب الرجال الذين علي الجزيره كانت لهم تجاره مع ولايه (خصب) العمانيه التي تعتبر مركزًا اقليميًا لمحافظه مسندم في سلطنه عمان، وكنا نذهب هناك صباح ومساء، ولا نترك المنطقه الخاصه المحجوزه للايرانيين، وانا لم ار باقي ولايه خصب علي الرغم من اني اذهب اليها لسنوات، فلم يكن مسموح لنا بالخروج من منطقتنا".

وتابع: "السكان المحليون يجلبون البضائع الي هرمز، ثم يبيعونها الي تجار بندر عباس، وجزيرة قشم، وهي جزيره ايرانيه مجاوره، والحقيقه من الناحيه التقنيه كان ذلك تهريب بضائع، لان كل شيء كان يتم تحت البساط".

وحاول علي كثيرًا خفض عمليات التهريب لكنه فشل، وفي كثير من المناطق علي عكس الكثير من البلاد ترتدي النساء الزي التقليدي الاقليمي، وهو عباره عن سراويل بنداريه ملونه، وفضفاضه من الاعلي، وضيقه من الاسفل مع تطريز بارز نابض بالحياه ويضعون حجاب علي رؤوسهم عليه اشكال من الزهور.

لكن علي الرغم من ان التجاره عميقه، والثقافات متجزره للهند، وباكستان، الا ان السكان المحليون يعرفون انفسهم بانهم ايرانيين اولًا، وقبل كل شيء، ويطهون الارز بالطريقه الايرانيه، وعلي البخار، وبالطرق الاخري.

اما بالنسبه للماكولات المحليه في "قشم" فهي بحريه تعرض مره واحده مع غروب الشمس، بالاضافه الي الاخطبوط، والسمك السوتيه، والجمبري بالبصل والطماطم، والبهار المحلي، وتوضع في شطيره معها خيار مخلل وملفوف، مضاف اليه عشرات التوابل والاعشاب بما فيها الكركم والقرنفل، وبتلات الورد المجفف، ومسحوق القرفه.

وفي السنوات الاخيره غابت الفنادق في الجزر المحيطه بهرمز، لان الناس حولوا منازلهم الي مطاعم او نزل، لكن الاكثر شهره هو مطعم "ناخودا اميني"، وهو بالاساس بحّار تحول الي صاحب مطعم.

ويسلم ناخودا دفترًا ليوقع عليه السياح، ويخطط بعد عشرين عامًا من العمل التجاري ان ينشر كتابًا عليه ملاحظات زوار مطعمه من اماكن بعيده مثل استراليا، والمانيا، واسبانيا.

من الناحيه التقليديه تم بناء جميع المنازل علي الجزر علي ايدي الصيادين، لكن في قشم لم يبق سوي قريه "لطف" بعد زلزال عام 2005، والباقي تمت اعاده بنائه بالاسمنت وتزويده بمكيفات الهواء، حتي اصبحت تحفه اثريه.

ومع العقوبات التي فرضت ضد ايران ازدادت عمليات التهريب للبضائع القادمه من دبي، بعدما كانت "قشم" منطقه تجاره حره تحت رئاسه اكبر هاشمي رفسنجاني (1989-1997) حيث خلقت بيئه ملائمه للاعمال التجاريه، وكانت الرحلات التجاريه تحظي بالتغطيه الاعلاميه الكافيه.

ولقد دمرت القري بالكامل لافساح المجال امام المشاريع الضخمه، وبعد الثوره الايرانيه، وانتهاء الحرب العراقيه الايرانيه عام 1979 بدا تنفيذ رؤيه الامام بدءًا من عام 1988 علي الرغم من العقوبات الاقتصاديه المشدده، ما جعل مناطق مختلفه ملاذًا للمتسوقين.

ويعتبر الصيد هو المصدر الرئيسي للدخل في جميع انحاء جزر الخليج الفارسي، ودائمًا ما يرتبط بين اسلوب حياه اكثر تواضعًا، وقري الصيد، وبغض النظر عن الاحتلال وتدفق الاستثمارات الخارجيه فان الحياه الهادئه دائمًا ما تزعجها التجاره.

وكلمه "الفساد" هي الشائعه في كل مكان في هذه الجزر، ففي عام 2013 رئيس منطقه التجاره الحره تحدث بصوره كبيره عن المافيا الماليه التي تستحوذ علي العديد من ثروات الجزيره بشكل جماعي.

2015-05-28 02:17:05 | ايمن محمود

2015-05-28 02:11:08 | محمد الحكيم

2015-05-28 02:03:12 | هدير عاطف

2015-05-27 22:29:38 | محمد بكر

2015-05-27 22:00:12 | ساره رضا

2015-05-27 21:53:39 | شيماء مصطفي

2015-05-27 21:52:38 | شيماء مصطفي

2015-05-27 21:36:45 | شيماء مصطفي

2015-05-27 21:36:08 | معتز لاشين