المحتوى الرئيسى

كل ما تحتاج معرفته عن اعتقالات الفيفا الأخيرة

05/28 12:18

تعرض الاتحاد الدولي لكره القدم لزلزال فضائحي غير مسبوق، ينتظر منه ان يغير وجه المنظمه الاغني في العالم، والمسؤوله عن اداره اللعبه التي تحولت واحده من ابرز النشاطات التجاريه والاقتصاديه في التاريخ. تمتلك "الفيفا" ماضياً زاخراً بالفضائح وملفات الفساد، لكن ما حصل امس يعادل كل ما تعرض له الاتحاد طوال الـ111 سنه من عمره.

صباح يوم الأربعاء، وعلي نحو مفاجئ اعتقلت الشرطه السويسريه - بطلب من السلطات القضائية الامريكيه - سته من مسؤولي الفيفا الكبار من غرفهم في فندق "باور دو لاك" Baur au Lac، بتهمه تلقيهم رشاوي وتورطهم بعمليات فساد كبري. صحيفه نيويورك تايمز التي كانت سباقه الي نشر التفاصيل، قالت ان الاعتقال تم في الوقت الذي يعقد الاتحاد الدولي اجتماعه السنوي في زيورخ، وقبل يومين من الانتخابات الرئاسيه.

لا يخفي علي احد ان السبب الرئيسي لعمليات الاعتقال هو ملف منح استضافه المونديال لكل من روسيا وقطر علي التوالي، وما رافق هذا الملف من اتهامات بدفع المال لشراء الذمم. الي ذلك، تبرز اتهامات حول بيع امتيازات تسويقيه وحقوق نقل المباريات تلفزيونياً، بالاضافه الي عمليات ابتزاز وتبييض اموال علي مدي السنوات العشرين الماضيه.

ويعود تدخل السلطات الامريكيه في هذه القضيه، لان غالبيه التهم متعلقه بتورط هؤلاء المسؤولين بعمليات بيع عقود رعايه وتسويق في بطولات بالقاره الامريكيه، ومن المرجح نقلهم عما قريب الي الولايات المتحده، وذلك لوجود معاهده ثنائيه تتعلق بتسليم المتهمين والمطلوبين للقضاء بين سويسرا وامريكا.

بعد عمليه الاعتقال، اطلت لوريتا لينش Loretta Lynch، المدعي العام في امريكا، بمؤتمر صحفي اعلنت فيه ان عدد المسؤولين المتهمين هو 14، فيما فتح مكتب المدعي العام السويسري قضيه جنائيه ضد مجهول، مع تاكيد وزير العدل السويسري ان السلطات المحليه تحركت في هذه القضيه لان بعض المخالفات التي حصلت كانت علي الاراضي السويسريه.

وتضم قائمه المسؤولين المتهمين: جيفري ويب Jeffrey Webb  (نائب الرئيس ورئيس اتحاد الكونكاكاف CONCACAF)، خوسيه ماريا مارين Jose Maria Marin (رئيس الاتحاد البرازيلي)، اوجينيو فيغيريدو Eugenio Figueredo (نائب الرئيس ورئيس اتحاد امريكا الجنوبيه)، رافايل اسكيفيل Rafael Esquivel (رئيس الاتحاد الفنزويلي)، كوستاس تاكاس Costas Takkas، جاك وارنر Jack Warner، اداورد لي Eduardo Li، خوليو روشا Julio Rocha، ونيكولاس ليوز Nicolas Leoz.

والي هؤلاء، وجهت التهم الي مسؤولين كبار في شركات تسويق رياضيه هم: ماريانو جينكيس Mariano Jinkis، هوغو جينكيس Hugo Jinkis، خوسيه مارغيليس Jose Marguilies، اليخاندرو بورزاكو Alejandro Burzaco، وارون دافيدسون Aaron Davidson.

اول ردود الافعال خرج به الرئيس بلاتر Blatter، مؤكداً انه "وقت عصيب لكره القدم"، ولافتاً في بيان الي ضروره العمل علي "مكافحه الفساد" الذي يؤكد كثيرون انه هو المسؤول الاول عنه.

كذلك رحب بلاتر بتحقيقات السلطات الامريكيه والسويسريه، مشيراً الي ان هذا التحرك يتماشي مع معايير الفيفا التي تسعي لاقتلاع الفساد والمخالفات في كره القدم من جذورها.

الامير علي بن الحسين، الذي بات المرشح الوحيد ضد بلاتر في انتخابات الرئاسه بعد انسحاب بقيه المرشحين، قال بعد حمله الاعتقالات، ان ازمه الفيفا تتجاوز احداث اليوم والاتحاد يحتاج لقائد يتحمل المسؤوليه ويعيد الثقه للملايين من عشاق اللعبه حول العالم.

منظمة الشفافية الدولية المتخصصه بمكافحه الفساد دخلت علي خط المواجهه، ​وكانت رده فعلها اقسي عندما طالبت بلاتر بالانسحاب من الانتخابات المقبله، وقالت علي لسان مديرها كوبوس دي سواردت Cobus de Swardt، ان من  مصلحه كره القدم وجماهيرها ان ينسحب بلاتر الذي حصلت كل هذه الفضائح تحت مراقبته.

اما رد الفعل الاقسي فجاء من جهه ابطال العالم اذ طالب كل من رئيس الإتحاد الألماني فولفغانغ نيرسباخ Wolfgang Niersbach ورئيس رابطه البوندسليغا وراينهارد راوبول Reinhard Rauball، رئيس الاتحاد بالتنحي الذي سيعتبر "خدمه جليله" منه.

ومع تزامن الفضيحه الجديده مع الانتخابات الرئاسيه، انقسمت الاتحادات القاريه بين مؤيد لاقامتها، ومطالب بتاجيلها. فالاوروبيون الذي اعلنوا دعمهم للامير علي علي امل ازاحه بلاتر، طالبوا بتاجيل الانتخابات علي ان تجري في غضون الاشهر السته المقبله، في وقت جدد الاتحادان الافريقي والاسيوي دعمهما لبلاتر وتفضيلهما اجراء الانتخابات في وقتها المحدد، يوم غد الجمعه.

اختلفت تعليقات المتابعين والمحللين عبر وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، فوجد البعض في هذه الفضيحه فرصه هي الافضل لاحداث تغيير جذري داخل الفيفا التي استطاع القائمون عليها تجاوز الفضائح السابقه والاستمرار بمسلسل الفساد، فيما اكد اخرون ان طريقه التعامل مع الفضائح السابقه في الفيفا، او في ايه قضيه عالميه يتورط فيها مسؤولون كبار، لا تدعو الي التفاؤل، فالمافيات التجاريه والشركات الكبري المتحكمه بكل شيء لن تسمح لاحد بالوقوف في وجه اطماعها ومصالحها.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل