المحتوى الرئيسى

"الصندوق الأسود".. وثائقي الجزيرة يثير العاصفة باليمن

05/27 17:22

كان القشيبي بُعث ليقتل من جديد! بالسيناريو نفسه والبشاعه ذاتها ورده فعل اليمنيين وقتئذ.. وصفٌ ينطبق تماما علي وقع وتاثير "الطريق الي صنعاء" الذي طرحته "الجزيره" علي مزاد الاحداث الراهنه فغلبها جميعا وتفوق عليها.

"في الطريق الي صنعاء الكثير من الابطال والكثير من الخيانات. اسرار تخفي سقوط الحصن الاخير وتكشف رجال السوق السوداء".. هكذا كتب المحلل السياسي محمد عمراني الذي كتب في صفحته قبل اشهر مستغربا "سقوط مدهش لم يوثقه احد وبقي الاعلام حاضرا بانفعالات المشاهد العادي دون عمل نوعي يفتش في الزوايا ويدقق في الروايات". لكن بشاره زفّها اليه صديقه "المليكي" بان ثمه عملا في الطريق كان يرصد ويوثق ويكتب الحقائق للتاريخ، طمانته فبات علي اهبه الانتظار.

وتزامن ترويج الجزيره لتحقيق وثائقي من انتاجها عن سقوط عمران مع اليوبيل الفضي لذكري اعاده تحقيق الوحدة اليمنية، غير ان هذه الذكري مرت بهدوء.. وخلال تسعه ايام ما قبل العرض، انشغل نشطاء فيسبوك وتويتر وواتساب وغيرها برسم ملامح الفيلم القادم. وبقيت صفحتا الزميلين جمال المليكي وصفاء كرمان "اون لاين 24 ساعه" للرد علي -استفسار واستجواب واتهام وثناء ونقد- زوارها من اليمن وخارجه.

بروموهات الفيلم علي مدار الايام التسعه وضعت اليمنيين في مواجهه حرجه مع ظروف الحرب والحصار وازمه المشتقات النفطيه، لا سيما انطفاء الكهرباء منذ ستين يوما.

كتب ناشط علي صحفه صفاء "لي اسبوع وانا ادوّر بترول، جهزت دبتين واثنين مولدات وثنتين بطاريات عشان ما يفوتني الفيلم". وتاخر "احمد الوقع" كثيرا حتي يوم 21 مايو/ايار، فكتب "نبحث من الصباح الباكر عن صحه (قاروره) بترول لتشغيل الماطور (المولد) من اجل مشاهده الفيلم.. ربنا يسهل".

عادت صور القشيبي الي الواجهه من جديد، استبدلها الالاف كصوره شخصيه، وصارت ملصقات الفيلم الاعلانيه اغلفه لصفحات الناشطين والناشطات.. وفيما كان وسم (هاشتاغ) #الطريق_الي_صنعاء يخرط عداد تويتر وفيسبوك، مرت يتيمه "الذكري الـ25 للوحده اليمنيه" عشيه عرض الفيلم، الا من تهنئه المعتقل ابراهيم الحمادي في سجون صالح وهادي والحوثي منذ اربع سنوات، والذي قال انها تصادف الذكري التاسعه لزفافه عام 2009.. وتهنئه ثانيه في صفحه الشيخ حميد الاحمر من فئه السياسيين المحسوبين علي الثوره والمقاومه، وثالثه في صفحه المخلوع صالح!

حسب مهتمين، فان احداث الثورة اليمنية التي ابهرت العالم في حينها لا تزال من دون توثيق، باستثناء كتاب هنا او فيلم هناك. وفيما عدا المبادرات الفرديه المحليه، فان مهرجانات عرض الوثائقيات والمسابقات الدوليه خاليه تماما -او تكاد- من اي عمل وثّق لثوره سلميه افترشت عشرين ساحه في عموم محافظات اليمن.

واوضح استطلاع اجراه زكريا الربع، وهو مصور وناشط اعلامي من عمران، حول "ما الذي استوقفك بعد مشاهدتك الفيلم من نقاط هامه؟"، ان اجابات المعلقين بالمئات تمثل اسقاطا لاتجاهات واراء المشاهدين اليمنيين الذين استقرا محرر التقرير ما كتبوه في صفحاتهم حول الفيلم.

وباستثناء "فاطمه عبده" التي تساءلت في اول تعليق علي زكريا "متي الاعاده"، هرع عدد كبير من المعلقين يكتبون ابرز العبارات التي تاثروا بها اثناء مشاهدتهم، علي غرار "من اعترف بالذنب فلا اثم عليه"، وهي فقره من نتائج لجنه تقصي الحقائق، و"لعبه الكبار" التي وردت علي لسان وكيل المحافظه احمد البكري. 

تعدد زوايا المشاهده، كما بدا من تعليقات قسم كبير منهم، قادهم الي اطلاق احكام عديده: خيانه، وبيع، وحقاره، وفضيحه، وتعريه، ومؤامره. وشملت اتهاماتهم: الحوثي، وهادي، ووزير الدفاع، والمقدشي، والحاوري، وشملان، وعفاش، وايران، واللجان الرئاسيه، والوساطه، والامم المتحده.. اما بقيه المعلقين فرددوا عباره واحده "ما فيش كهرباء"!!

صحفيون واعلاميون يمنيون يقيمون في الخارج ابدوا اهتماما لافتا. فقد علقت مني صفوان من بيروت "يعني عرفنا من قتل القشيبي.. ولحد الان لم نكشف قاتِل الحمدي!". وعلقت اسوان شاهر من اسطنبول "لحظات عايشناها وبكينا منها وصدمنا ولا نزال مصدومين، هذا لا يكفي، المهم ان نوثقها ونسبر اغوارها للاجيال". ونشر وليد المعلمي من عمَّان صورا لشبان يمنيين يتابعون "الصندوق الاسود" اثناء تناولهم العشاء "خبز بلدي ودقه- لحم مفروم" في مطعم "صنعاء" هناك. اما علي السورقي فاوضح من شيفلد في بريطانيا ان الفيلم تناول الحدث بانتقائيه واظهر مظلوميه طرف سياسي معين.

وفيما عدَّه كثيرون استهدافا للرئيس هادي ومعاونيه العسكريين حاليا كالمقدشي، اكد رئيس تحرير صحيفه ايلاف اليمنيه محمد الخامري انه حصل علي معلومات مؤكده 100% ان الجزيره نشرت "اخف" الوثائق، رغم تسلمها ملفا متكاملا ضد الرئيس هادي برسائل وتوجيهات خطيه وصريحه.

ودعا الخامري الي وجوب محاكمه هادي وعدد من القيادات العسكريه، لكن محمد حيدره العبسي انبري ليذود عن هادي الذي قال انه "يعلم ويعرف ان الجيش بيد غيره، وليس بامكانه الا المناورات السياسيه ومحاوله تجنيب البلد الاقتتال".

ووسط هذه الاشادات التي "اضحت حديث الشارع والمقايل وصفحات التواصل" حسب الصحفي عبد الباسط الشاجع، وعلي الرغم من بروز انتقادات ايضا علي غرار "لا جديد، التوقيت، التحريض، غياب علي محسن، ربطه بعاصفه الحزم، تاثيره علي صف المقاومه"، فان ايا منها لم يتطرق الي الجانب الفني والانتاجي.

ورغم ان الصحفيه مني الشامي "تكره" الجزيره، فانها استدركت في تعليق لها "بس فعلا كان رائع". ليخالفها الصحفي ماجد دهيم "ضعيف جدا ولم يكن هناك صندوق اسود، بل معلومات سطحيه".

وركز عبد الكريم ثعيل، وهو صحفي ويدير مركز انتاج اعلاميا، علي عدم تناسب طبقات الصوت مع تطورات واحداث الفيلم. وزادت الناشطه ميمونه عبد الله: "البرومو نفخه زياده".

في السياق ذاته، انتقد ياسر الحسني، وهو اعلامي لدي الرئاسه اليمنيه، توقيت عرض الفيلم، لكن ما يقرب من مائه تعليق ردوا عليه بصواب التوقيت.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل