المحتوى الرئيسى

.. وبدأ سباق دراما رمضان!

05/27 00:48

من حق اي صاحب مال، ان يسعي الي تنميته.. والي زياده ارباحه منه، واذا كان المبدا يقول بحلاليه التجاره واموإل آلتجاره.. الا ان البعض يلجا الي وسائل رهيبه لتنميه هذه الاموال.

<< فالتاجر يلجا الي المواسم والاعياد ليربح.. وما اكثر مواسمنا واعيادنا.. ولما كان شهر رمضان في مقدمه هذه المواسم، فان تجار كل شيء يتسابقون.. سواء تجار بلح رمضان- الذين ينتظرون الشهر الكريم ويستعدون له قبله بعده شهور فيجرون وراء البلح المجفف سواء من الوادي الجديد والواحات او سيوه، او سيناء.. او من قري نوبيه، وياسلام علي بلح النوبه القديمه، وبالذات البلح السكوتي والابريمي نسبه الي قريه ابريم وقصر ابريم شمال ابوسمبل، او الدر وحتي قسطل، ودنقله- الان داخل السودان.. تماماً كما يسعون وراء استيراد ياميش رمضان من سوريا الجريحه، وياسلام علي قمر الدين الشام والفستق الحلبي وهم الذين اخترعوا الكنافه التي يعشقها معاويه بن ابي سفيان.. من تركيا الطامعه فينا، حيث نستورد منها التين المجفف والزبيب والخروب والبندق وعين الجمل، وحصوه في عين «اردوجان» امبراطور العثمانيين الجديد.. او الذين يستوردون القراصيا من امريكا مع نوع من الفتسق واللوز.. او حتي يستوردون الكاجو من الهند.. مع الزبيب الايراني وكله يكسب.. حتي بلاد الطامعين فينا سياسياً من تركيا شمالاً الي ايران «فارس» شرقاً.. الي امريكا في اقصي الغرب.

<< ووسط هوجه استيراد ما يؤكل- لم لا وشهر رمضان بالنسبه لنا هو شهر للطعام، رغم ان الله سبحانه وتعالي جعله شهراً للصيام.. هناك «هوجه» دراميه دائماً ما تشهد كل المصريين.. وهي لا تحلو الا وسط اكوام مستلزمات التسالي من كنافه وقطايف وجيلاتي الفواكه- خصوصاً ونحن في عز الصيف- مع قوارب البطيخ المثلجه والكنتالوب حتي المشروب منه.. هنا تحلو مشاهده التليفزيون.. حتي تكتمل منظومه الكسل المصريه الشهيره.. فالمصري ياكل في هذا الشهر، اكثر مما ياكل في 4 شهور! ويتسلي بما يكفي لعده اعوام.. خصوصاً وان المصري يمكن ان يقترض ليلبي هذه المتطلبات غير العاديه.. وبسبب كل ذلك يزداد حجم كرش المصريين.

<< وبسبب عشق المصريين للجلوس امام اجهزه التليفزيون بات هذا الشهر الكريم- في كل شيء- شهراً للتنافس بين شركات الانتاج الفني من مسلسلات وافلام.. ومن كل لون يا باتسته.. فاكرين قماش الباتسته الذي ادخله محمد علي الي مصر وكانت اول مصانعه في الخرنفش عام 1816 لانتاج البافته والموسلين والبصمه والشاش والباتسته! وانشا لها المبيضه لتبييض هذه الاقمشه في بولاق!

المهم بدا الصراع مبكراً علي سحب عيون المصريين الي هذه المسلسلات.. واذا كان العمالقه الكبار قد قرروا الاستراحه في رمضان هذا العام مثل العبقري يحيي الفخراني والحوت المدهش محمود عبدالعزيز والمبدع نور الشريف شفاه الله وعافاه، ولم يبق من هؤلاء العمالقه علي ساحه المسلسلات الا العملاق ذائع الصيت رائع الكريزما عادل امام.

<< وبذلك بدا نجوم الصف الثاني، في السعي للقفز الي الصفوف الاوليه.. واخذت القنوات التليفزيونيه تتسابق في «الاستحواز» علي افضل هذه المسلسلات، فمنها من قرر احتكار بعضها «حصرياً» ومنها من قنع لقطعه من التورته.. ولكن الكل علي السواء بدا في اذاعه اجزاء من هذه الاعمال لتحققوا اكثر من هدف، اوله سحب عيون المشاهدين، وسحب عيون المعلنين، اذ حسب عدد المشاهدين ينجذب رجال الاعمال الي هذه القنوات ليحجزوا مساحات اعلاناتهم، وبالذات في فتره الذروه حتي اننا- في المواسم الماضيه- وجدنا فتره الاعلانات التي تفرض علينا اكبر من فتره اذاعه فقرات المسلسل.. وكاننا اصبحنا نشاهد مسلسلات اعلانيه.. قبل ان ننعم بمشاهده المسلسل الدرامي نفسه!

<< اي ان الحرب- من اجل الحصول علي كيكه الاعلانات- بدات بالفعل.. حتي اننا نقول ان رمضان اصبح شهراً للاعلانات.. تتخللها فقرات من المسلسلات الدراميه، اي اصبح رمضان شهراً للاعلانات.. ومن لا يحصل علي حصه محترمه منها.. يخسر الجلد والسقط.. واصبحت شركات الاعلانات من اكبر شركات المال والاعمال في مصر،  وطبعاً في اوروبا وامريكا!

ومع هذه «الصرعه» نجد شركات- وجمعيات- تعمل في مجال دراسات عدد المشاهدين.. فتنشر ارقاماً ونتائج تروج لهذه الشركه او لهذه القناه بالذات.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل