المحتوى الرئيسى

داليا السعدني في ندوة "بوابة روزاليوسف": الحكومة الحالية تعانى من التخبط

05/26 17:37

- الاحتكار هو السبب الرئيسي في ارتفاع اسعار الشقق

- انفذ اضخم مشروع لتطوير الميادين والشارع المصري

- السينما الان عامل مؤثر في فساد المجتمع

- المراه في مصر ليست مضطهده لكن وجودها ضعيف في المناصب القياديه

- منظومه البحث العلمي في مصر تحتاج لمراجعه

اعدها للنشر: اسراء الشرقاوي – اسلام عوض

- المهندسه داليا السعدني هي احدي المبدعات في مجال الهندسه والتي رشحت من قبل لمنصب وزيره البحث العلمي وهي احدي سيدات المجتمع الشابه التي تمتلك مقومات ورؤيه وضعتها ضمن قوائم المرشحين لتولي الحقائب الوزاريه ولكن دائما لايقع عليها الاختيار، ويرجع ذلك الي قوه شخصيتها وصغر سنها فنحن لايزال يسيطر علينا وهم ارتباط العبقريه بكبر السن، فبرغم انها قد قامت بتمثيل مصر في الكثير من المحافل الدوليه وحصلت علي مراكز متميزه، الا انها لم تكتفي بذلك فهي لاتزال تسعي لتحقيق حلمها في ان تري مصر دوله عصريه حديثه، غير عابئه باختيارها لمنصب وزاري من عدمه مما دفعها للمشاركه في العمل العام من خلال مؤسسات المجتمع المدني، وكان لنا معها هذا الحوار الذي استعرضنا من خلاله قصه نجاحها، وكثير من القضايا التي تمس المجتمع، وكيفيه حلها ، و نظرتها المستقبليه لمصر والي نص  الحوار...

من هي داليا السعدني ؟

- مهندسه معماريه خريجه هندسه اسكندريه، تعليمي كان خارج مصر حتي المرحله الجامعيه ، ثم التحقت بهندسه قسم عماره، واكملت دراستي في ايطاليا لمده ثلاث سنوات عدت بعدها للعمل بمصر حيث مارست عملي في عدد من الشركات الكبري التي تعمل في مجال الاستثمار العقاري ، ثم فضلت الاستقلال بنفسي، وقيامي باعمال خاصه بي ضمن مجالات تخصصي .

تم ترشيحك لمنصب وزاري وكان ذلك مسار ترحيب، ثم فوجئ الجميع بعدم اختيارك، ماهي اسباب ترشيحك واسباب عدم اختيارك ؟

- فوجئت بترشيحي لمنصب وزيره البحث العلمي، وقد علمت بامر هذا الترشيح من اصدقاء لي ، وتوقعي ان اسباب ترشيحي تعود لظهوري الكثير في وسائل الاعلام في تلك الفتره ، بسبب مشاركتي في مسابقات عالميه باسم مصر، وكنت وقتها المصنفه رقم 72 في اكبر مسابقه دوليه للتصميم علي مستوي العالم، و في كل لقاءاتي الاعلاميه كان يتم سؤالي عن الوضع الاجتماعي والتعليم والشباب في مصر، وكنت اطرح بكل صدق وحماس افكار جديده لتطوير منظومه العمل بكل هذه القطاعات.

- وفي تلك الفتره تلقيت اتصالاً تليفونياً بمكتبي للاستعلام عن مدي قبولي تولي منصب وزاري او رفضي لذلك، وكان الرد من احد العاملين بالمكتب بانني علي اتم الاستعداد لخدمه وطني في اي موقع، طالما ان الامر سيكون في الصالح العام، وكان ذلك عقب ثوره 30 يونيو، ولم يسعدني وقتها الترشيح لانني كنت اري انه لم يكن الوقت المناسب، كما انني اري ان علي الجهه التي تقوم بالاختيار اذا كانت تسعي لاحداث تغيير جذري فعلي الاقل يجب ان يقوم المسئول عنها بالجلوس مع كل مرشح حتي يكتشف اذا كان يصلح او لا، فلم يتحدث معي احد حتي يطلع علي رؤيتي في التطوير والاصلاح من واقع خبراتي، وهو الامر الذي نفتقده في مصر.

- وفوجئت بطريقه تناول وسائل الاعلام والمواقع الالكترونيه لامر ترشيحي، ومعي الدكتوره ايناس عبد الدايم رئيس دار الاوبرا حاليا، فكانت القنوات الرسميه لتليفزيون الدوله تعلن انه تم اختياري لوزاره البحث العلمي، ثم فوجئت بعناوين الصحف التي افادت باعتراض حزب النور علي اختياري بسبب وجود صوره لي غير لائقه من وجهه نظرهم، بالرغم من انها كانت صوره لمقال نشر لي في احدي المجلات الاجنبيه، وقال وقتها حزب النور اننا مازلنا دوله اسلاميه، وانا اوجه لهم كل الشكر لانهم كانوا سبب اعفائي في هذه المرحله من المنصب.

حدثينا عن مجال عملك ؟

- انا اعمل في مجال المقاولات، وهي من المهن الذكوريه البحته، كما يطلق عليها في اوساط الاعمال، لما تتمتع به من مشقه وعناء واحتكاك مع جميع انواع العماله، فالتعامل مع فئه العاملين في مجال المعمار هو من اصعب مايمكن كسيده بشكل خاص، الا انني بذلت مجهودات كبيره حتي اصل للمعادله الصعبه التي اكون فيها قادره علي التحكم في منظومه العمل واتمام السيطره عليه.

رغم توافر الارض والايدي العامله نعاني من ازمه اسكان في مصر فماهي اسباب هذه الازمه من وجهه نظرك ؟

- اسباب المشكله عديده اولها التخطيط العام لجمهوريه مصر العربيه فهو تخطيط غير صحيح، فنحن ما زلنا نعيش علي 6% من مساحه مصر، ومازلنا نصر علي التكتل حول شريط النيل، وهذا خطا، فما الذي سنفعله بباقي المسطح الارضي لمصر، فعندما نقوم بالمقارنه بين مصر وبريطانيا التي وصل تعداد سكانها الي 75 مليون، تجد انهم ينتشرون علي جميع مساحات بلدهم، ولاتوجد قطعه لايعيش بها سكان، فالمركزيه في مصر هي احد اسباب عدم التمدد العمراني.

- فانا اعمل علي مشروع اطلقت عليه وجه مصر، يهتم باعاده تخطيط مصر من جديد، وانا ضد ان تقوم مدينه جديده يكون امتدادها من 50 الي 70 كيلو، فذلك هو الامتداد الطبيعي، ولكننا نحتاج لخلق محافظات جديده تكون نوعيه، فعلي سبيل المثال محافظه مثل الوادي الجديد، لماذا لايتم تقسيمها ويتم عمل شبكات طرق وصرف صحي ومياه، ويتم اعطاء المستثمرين تسهيلات من اجل ان تنشا محافظات جديده.

- كما انه يجب علينا عند بناء مدن جديده لنقل قاطني المناطق العشوائيه، ان نقوم اولا بنقل الطبقه المتوسطه، لان قاطني المناطق العشوائيه هي طبقه خدميه تعمل لحساب الطبقه المتوسطه، وبالتالي لا يمكنهم الانتقال من اماكنهم بسبب مصادر رزقهم، فلاتوجد رؤيه وتلك هي المشكله الرئيسيه، فلابد من وضع حلول قصيره الاجل وطويله الاجل لحل مشاكل مصر، فالعشوائيات تؤرقني، بالاضافه الي التكدس السكاني وعدم وجود شخصيه معماريه محترمه، فنحن نواجه انحدار في كل شئ، وتلك هي المشكله الكبري في مصر، فحل مشاكل مصر يبدا بتطبيق تجربه مثل تجربه سنغافوره والتي اعتمدت علي تكوين حكومه شبابيه موازيه، فلقد قامت بوضع خطه قوميه للدوله، لمواجهه كافه المشكلات بجميع المجالات، ومن هنا تكون البدايه السليمه.

ماهي اسباب ارتفاع اسعار الشقق السكنيه في مصر؟

- الاحتكار هو السبب الرئيسي في ارتفاع الاسعار، فعندما تنظر الي قطاع مواد البناء تجد ان من يتحكم به هو عدد قليل من الشركات، والتي تعمل علي رفع الاسعار، حتي تتحصل علي ارباح طائله ، فعندما تقوم الدوله بفتح السوق امام مستثمرين جدد باعداد كبيره سيعود ذلك الي انخفاض اسعار مواد البناء وبالتبعيه ستنخفض اسعار الشقق السكنيه.

ماهي حلول الازمه السكانيه في مصر ؟

- قانون التمويل العقاري في مصر هو اساس الازمه، فلابد ان يتم تسهيل الاجراءات الخاصه به، وتخفيض نسبه الفائده وخضوعها للرقابه من البنك المركزي، حتي تتاح الفرصه للشباب لتملك وحدات سكنيه، وهكذا تحل الازمه السكانيه في مصر، فنحن لدينا مدن كامله لايسكن بها احد.

وما رايك في تصريح احد المسئولين عن مطالبه الشباب بالقبول بتملك وحدات سكنيه مساحتها 35م؟

- اري ان من في موقع المسئوليه عليه ان يحترم عقول الاخرين، حتي يحترموا انفسهم، فهل هذا المسئول علي استعداد للاقامه مع اسرته في شقه سكنيه مساحتها 35م، فانا مهندسه معماريه وعلي درايه كامله بان ثقافه شقق الاستوديو ليست مناسبه للاسر المصريه، فهي تصلح ليعيش بها شاب مغترب او شخص يعيش لوحده.

حدثينا عن مشروعك القائم علي تطوير الشارع المصري ؟

- لدي مشروع ضخم لتطوير الشارع المصري، فضلت ان ابدا فيه بتطوير الميادين الرئيسيه، من خلال تصميم حصلت به علي جائزه عالميه لنموذج لنوعيات الميادين الكبري، وقمت بمخاطبه محافظه القاهره، ولكن العائق هي الميزانيه المتوفره للمحافظه، ولكن تمت الموافقه علي المشروع، وانا بصدد انشاء مؤسسه لجمع التمويل اللازم لتنفيذ المشروع من خلال بعض الشركات والبنوك التي ابدت رغبه للمشاركه في هذا المشروع الحضاري .

ماهو تصورك لتطوير الميادين الرئيسيه بالشارع المصري ؟

- التصور الرئيسي يعتمد علي اعاده تخطيط الميادين، ووجود مناطق كبيره للمشاه مع استغلالها كمراكز ثقافيه مفتوحه تكون متنفس بديل للنوادي تصلح للجميع، بما فيهم المعاقين وكبار السن فمن اهداف المشروع الرئيسيه تنشيط حركه السياحه في مصر.

هل نجحت الحكومه الحاليه في التعامل مع التحديات الراهنه ؟

- الحكومه الحاليه تعاني من التخبط فهناك من يتخوف ويقلق من اتخاذ القرارات الجريئه التي تصب في صالح المجتمع،  وهناك من هم ليسوا من اصحاب الكفاءه، وهناك من لايمتلكون الرؤيه العامه لحل مشاكل المواطن، وهناك ايضا من يجتهد بالحكومه، ولكن يجب عليهم جميعا ان يعملوا وفق خطه عامه للدوله حتي ينعكس ذلك علي المواطن، ويتحقق النجاح المنشود للمنظومه ككل فبدون خطه قوميه للدوله لن يتحقق شئ.

ماهي اسباب تراجع شركه المقاولون العرب في سوق البناء المصري ودخول الشركات الخاصه للمنافسه بقوه ؟

- لابد من وجود خطه تتبناها الدوله من اجل الحفاظ علي الشركات الكبري مثل المقاولين العرب مع خلق البيئه التنافسيه بالسماح للشركات الاجنبيه بالعمل في السوق المصريه، فيجب ان تكونه المنظومه متكامله، فمثال علي ذلك في مجال الطيران لايوجد في مصر منافس لشركة مصر للطيران، مما يعود بالسلب علي هذا القطاع، لعدم وجود البديل الذي يخلق الدافع لدي هذه الشركات للتجويد من منتجها النهائي، وهناك ضوابط لابد ان تضعها الدوله للمستثمر الاجنبي، عليه ان يلتزم بها في حال قيامه بالاستثمار في مصر، اولها هي ان يعمل من خلال المقاول المصري او الشركات المصريه، حتي تعود اثار هذا الانفتاح علي المواطن المصري، فعندما ننظر لفكر الدول العربيه في التعامل مع المستثمر الاجنبي سنجد ان هناك اشتراطات تلزم المستثمريين الاجانب بالعمل من خلال نظام الكفيل، وانا لا اطالب الدوله بتطبيق هذا النظام من خلال افراد، ولكن من خلال الشركات المصريه بنظام الشراكه .

ماهي اسباب تراجع شركه المقاولون العرب في افريقيا والدول العربيه ؟

- اؤكد لك ان اسباب تراجع اي شركه كبري يرجع لادارتها في المقام الاول، فعندما لاتواكب اداره الشركه التقدم الذي يحدث في العالم، فهي بالفعل سوف تتراجع، وهناك مناقصات عالميه تطرح والفرص مواتيه لجميع الشركات الكبري ذات الامكانيات العاليه للدخول فيها، وانا اري ان شركه المقاولون العرب هي من اكبر الشركات في مجال المقاولات، والتراجع الذي تشهده بالتاكيد سببه الرئيسي هم القائمين علي اداره الشركه،و عزوف مقاولي الباطن والموردين عن العمل مع الشركه بسبب عدم الحصول علي مستحقاتهم، وعندما نتساءل عن اسباب حدوث ذلك يتضح ان السبب الرئيسي هو عدم حصول المقاولون العرب علي مستحقاتها من الحكومه لانها اصبحت شركه حكوميه،و الحكومه لا تهتم بتسديد مديونيتها، مما عجل بسرعه تدهور احوال الشركه، فلابد من ابعاد تدخل الحكومه في شركه بهذا الحجم حتي تكون قادره علي المنافسه في سوق مثل سوق المقاولات.

عندما نتحدث عن قطاع المقاولات او الاسكان في المحافظات والمحليات يحضرنا الفساد لماذا ؟

- الفساد متواجد بكل قطاعات الدوله، فهناك فساد بقطاعات الصحه والتعليم والتغذيه، علي سبيل المثال فالمواطن المصري يعاني من الفساد في جميع قطاعات الدوله، ولكن قطاع الاسكان يعتبر هو القطاع الاهم عند المواطن فهو يعول عليه في الحصول علي سكن يقيم به، ويكون من خلال اسرته، والقضاء علي الفساد في جميع قطاعات الدوله، يجب ان تتوفر له الاراده من المؤسسات الحاكمه فلابد من اصدار القوانين الصارمه الرادعه، وان تطبق هذه القوانين بدون استثناءات مع تعيين الكوادر ذات الكفاءه العاليه في المصالح الحكوميه، فلو نظرنا لطريقه تعيين الوزراء علي سبيل المثال سنجد انها لا تخضع لمقاييس سليمه، فيجب عند ترشيح اي شخص لمنصب حكومي ان تتم مناقشته للتعرف علي رؤيته لتطوير الجهه التي سيتولاها وهذا مالايحدث ويؤدي الي التخبط الذي نعاني منه دائما في مصر، اوكد لك انه ليس كل من يحصل علي درجه علميه عاليه يصلح ان يكون اداري ناجح فيجب ان نتخلص من الفكر القديم العقيم الذي يلزم بان يكون وزير الاسكان مهندس ووزير الداخليه ضابط شرطه ووزير الصحه طبيب فهذا ليس من شروط النجاح في اداره العمل فنحن نحتاج ان يكون المسئول ناجح اداريا قبل ان يكون متخصص ويجب اجراء اختبارات توضع لها معايير محدده لكل من يتم ترشيحه لاي منصب حكومي حتي لو كان المنصب وزاري، فيمكنه الاستعانه بكوادر اكفاء لمعاونته في العمل، ليعقب ذلك اصدار قوانين رادعه علي الجميع، فمن يخطئ لابد من محاسبته، فاذا لم تتوفر لدي المسئول القناعه الكامله بوجوب استقالته عند حدوث اخطاء في الجهه التي يتولي ادارتها، فهو بالطبع لايصلح لان يتولي المسئوليه، فكثيرا ما نري كوارث تحدث، ولايتقدم المسئول باستقالته، والامثله كثيره فعند حدوث كارثه تصادم القطارات لم يتقدم وزير النقل باستقالته، علي العكس نجد وزير بالصين يقوم بالانتحار بسبب وفاه مواطنين خلال حادث قطار، فاذا لم تتوافر لدي المسئول صفات المسئوليه الاخلاقيه والانسانيه، فلا حلول الا بقوانين رادعه تطبق علي الجميع بدايه من اكبر مسئول وصولا لاصغر مسئول.

بكل وضوح كيف تصفين طرق التعليم بكليات الهندسه في مصر ؟

- استطيع ان اؤكد لك اننا ننتهج طرق خاطئه في التعليم بكليات الهندسه المصريه، والسبب يرجع لاننا نسير بنفس فكر الثانويه العامه في مصر، والتي تعتمد علي الحفظ وليس الفهم فلايوجد تنميه لعقول الطلاب، وهذه الطريقه في التعليم هي احد الاسباب الرئيسيه في ماوصلنا اليه من اختفاء للشباب المبدع، فالاصل في التعليم ان يعتمد علي الفهم وليس الحفظ، ويحدث ذلك للاسف بكليات الهندسه ايضا، فخريجي الهندسه من الاجيال الحاليه لايمتلكون الامكانيات العاليه التي تؤهلهم لسوق العمل والسبب الطريقه الخاطئه التي تعلموا بها، فيجب تطوير المنظمومه التعليميه، والامر ليس بالصعوبه التي يتصورها البعض فهناك دول كثيره من الممكن ان نقوم باستقدام منظوماتها التعليميه وتنفيذها في مصر، فنحن لن نخترع العجله.

في هل هناك مساحات للابداع في مصر ام لا ؟

- بالتاكيد هناك مساحات للابداع في مصر، والدليل علي ذلك انني تمكنت من التواصل مع المسئولين وعرض ابداعي عليهم، ففي العام الماضي عندما توليت رئاسه المؤسسه الدوليه للمصممين في ايطاليا، قمت بعمل بينالي التصميم في القاهره، وواجهت في ذلك تحديا كبيرا فالغرض منه تكريم كل المبدعين المصريين في كل مجالات التصميم علي سبيل الامثله، دكتور محسن زهران الذي قام بالعمل علي مشروع مكتبه الاسكندريه، وطارق نور في مجال الاعلانات، وماري بشاره في الازياء، ومحمد جبر في مجال تصميم سماعات الصوت، ومحمد حجي في مجال الغنون التشكيليه ومحمد غانم في تصميم الاضاءه، وعزه فهمي في المجوهرات، وميشيل باخوم في مجال الانشاءات، وشادي عبدالسلام في مجال السينما وحسن فتحي ابو المعماريين، ومحمود مختار كاعظم نحات مصري، بالاضافه الي شركتان قامتا علي الابداع هما النساجون الشرقيون والجوهره.

- ولاول مره في مصر يتم تكريم مبدع وهو علي قيد الحياه، ففكره تكريم المبدعين المصريين لم تكن موجوده، وكان الجميع سعداء للغايه لتكريمهم في بلدهم، وقد حضر اعضاء اللجنه المكونه من الايطاليين وسفراء ورؤساء مجالس ادارات لاكبر شركات في البلد، ولكن رد الفعل الاكبر كان بعد عرض فيديو من 5 دقائق في اكبر حدث دولي يضم اللالاف من المصميين العالميين، توجه لي عدد من المصميين العالميين باعتذار عن عدم معرفتهم بالمبدعين المصريين، فذلك مؤشر باننا كدوله في كل تخصصاتها لاتحاول الاستثمار في البشر المبدع، فالمصريين قادرون علي اقتحام العديد من المجالات وبقوه في جميع الدول والدليل واضح للجميع فلايوجد مكان في العالم لايعمل فيه احدي الكفاءات المصريه فعندما تتوفر البيئه المناسبه للمصري يبدع ويبهر العالم اجمع.

هل الاسكندريه حقاً ايله للسقوط وماتعليقك عن جرائم هدم المباني التاريخيه هناك ؟

- تلقيت خبر هدم فيلا عبود بالاسكندريه كالصاعقه حيث كنت وقتها في ايطاليا، فما حدث كان جريمه، فكان يجب علي الدوله حتي لو كانت ايله للسقوط العمل علي ترميمها واعادتها باحسن صوره، فهي معماريا تؤرخ لفتره مهمه في تاريخ الاسكندريه، وهناك العديد من المقاولين يستخدمون احيانا اساليب ملتويه تتمثل في حقن التربه بالمياه حتي تكون هناك اسباب هندسيه يسمح من خلالها باستخراج اوراق تفيد بان المبني ايل للسقوط لكي يتم هدمه، والدليل علي ان هدم هذه الفيلا جريمه كبري هو موعد القيام باعمال الهدم والتي تمت في فجر يوم اجازه عيد العمال في الاول من مايو، وهذا يؤكد ان هدم هذا المبني التاريخي يعد كارثه من كوارث الفساد في مصر، ويجب ان يحاسب كل مسؤول تواجد في منصبه في ذلك الوقت.

- اما بالنسبه لفكره ترميم التراث المعماري القديم فنحن لا توجد لدينا منظومه ترميم حقيقيه في مصر، ففي الخارج هناك جامعات متخصصه كما في ايطاليا يدرس فيها علم الترميم، وهناك اسس ومعايير دوليه تحدد كيفيه ترميم المباني التاريخيه، وهذا غير موجود في مصر، فوزاره الاثار تبذل مجهودات كبيره من اجل الحفاظ علي التراث الاثري للمعمار المصري القديم، ولكن الامكانيات المتاحه لها من الحكومه ضئيله بسبب المسموح به في الميزانيه المخصصه لها، وللاسف لايمكنها فعل شيء، وهذا خير دليل علي اننا لا نهتم بالتاريخ او الفن المعماري في مصر، وهناك جرائم اخري وعديده علي سبيل المثال ايضا جريمه هدم فندق "البوريفاج" في الاسكندريه، والذي تم تشيده علي نظام معماري يسمي"......." اي بتدرج مما يسمح للبحر والهواء الوصول لجميع المباني التي تقع خلف ذلك المبني، ولكن ما حدث هو هدم ذلك المبني التاريخي لبناء مول سان استيفانو في الاسكندريه، وتم بناءه بشكل مقعر لا يسمح بدخول الهواء، ويفصل البحر تماماً عن جميع المباني التي تقع خلف سان استيفانو، فهل يعقل ان تصمت اجهزه الدوله علي هذه الكوارث؟!!، اذا كانت لديها الرغبه في الحفاظ علي التراث الاثري المعماري القديم في مصر .

ماهو السبب الرئيسي في اختفاء المظهر الجمالي والتراث المعماري الذي كانت تتميز به مصر قديما ؟

-القاهره لقبت باجمل مدينه في العالم منذ عام 1925 الي 1937، وكنا افضل مجتمع في كافه الاشياء، وفنون العماره هي مراه الحضاره، ولكن نحن حدث لنا تدهور في كل شيء، وهذا ينبع من عدم اهتمامنا بالتاريخ بدايه من المناهج التعليميه الي عدم احترام الانسان المصري، وبالتالي لا احد الان يعلم قيمه التاريخ، والانسان المصري قبل ان يكون هناك احترام للمباني والحضاره.

- في الدول الاوربيه لا تستطيع ان تقتلع شجره من مكانها دون ان تخطر الجهه المختصه بذلك، ولكن في مصر ليس هناك قوه رادعه توقف اي انتهاك او تجاوز يتم في الشوارع المصريه او في واجهات المباني، ونحن لدينا بعض المناطق التي يوجد بها الحد الادني من القوانين المنظمه للتشييد المعماري كمدينه الشيخ زايد والقاهره الجديده، فهناك حد ادني للارتفاع وللبناء، ولكن لايوجد لدينا في مصر وجه معماري بشكل عام وتلك هي الماساه.

- ونحن في مبادره "وجه مصر" نسعي لان تكون هناك لجنه تقوم بوضع رسم للشكل المعماري للمباني، وتنقسم لشقين اولها خاص بالمباني الجديده، ولكن هناك كارثه تكمن في المباني القديمه، فلذلك نري ان الحل يتلخص في استقطاع جزء من الضرائب من قاطني هذه المباني القديمه لتجديد واجهاتها، وتوحيد شكلها اضافه الي ازاله اجهزه التكييف التي تضر بالمظهر الجمالي لهذه المباني، وكذلك عمل الجراجات الخاصه بالسيارات، ولكن لن يكون هناك حل نهائي لتلك المشاكل الا بعد وضع قوانين رادعه وعمل منظومه متكامله لضبط هذا التلوث البصري الذي يحدث في الشارع المصري، وكل ما نحتاجه هو قرار قوي وسريع ينفذ حتي لو علي حساب مصالح البعض، فالاهم هو تنفيذ الرؤيه العامه والصالح العام، فانا اؤمن ان الانسان بالفطره سلوكه جيد ولكن المنظومه التي يعيش بها المصريون هي من صنعت منهم تلك الشخصيات، والدليل علي ذلك ان المصريين الذين يعيشون في الدول الاوربيه، ويخضعون لقوانين تلك الدول يختلف سلوكهم تماما عن المصريين في مصر، ولو نقلت سكان دول اوروبا للعيش في مصر بنفس القوانين سيقومون بنفس افعال وسلوكيات المصريين، وهذا خير دليل علي ان العيب ليس في المصريين انفسهم ولكن في القوانين التي تحكمهم، وفي المنظومه التي خلقوا فيها.

مشروع العاصمه الاداريه الجديده هل هو قابل للتنفيذ في موعده المحدد ، وكيف تنظرين اليه ؟

-لايوجد مستحيل وكل شيء قابل للتنفيذ ولكن العاصمه الجديده تبعد عن العاصمه القديمه 50 كيلو فقط، وهذا هو الامتداد الطبيعي لمصر الجديده، ونحن نحتاج لان يكون هناك امتداد عمراني غير طبيعي، لذلك كان لابد ان تكون العاصمه الجديده خارج هذا النطاق تماما، وعلي مسافه ابعد من تلك المسافه بكثير، بالاضافه الي ذلك نحن نحتاج الي منطقه مصانع لنقل التكتل البشري من القاهره، واري ان تحقيق اللامركزيه لايحتاج الي نقل الوزارات من القاهره، فلماذا لا يتم فتح مكاتب لتلك الوزارات في كل محافظه وتقويه سلطتها في اتخاذ القرار دون ان يلجا المواطن الي المجيء للقاهره لانهاء مصالحه لدي الجهات الحكوميه.

هل هناك بدائل اخري لمواد البناء المستخدمه حاليا ؟

-علينا ان نعلم ان الخرسانه مكلفه جداً، وبرغم ذلك نحن مضطرين لاستخدامها لانها الانسب لبناء الابراج والمباني الشاهقه، ومواد البناء البديله الطبيعيه القديمه لا تصلح للبناء في المدن، لان خصائصها لن تسمح ببناء مباني عاليه علي مساحه صغيره كما يحدث الان في المدن، اما في دول اوروبا فيتم البناء بمواد يتم معالجتها ومعاد استخدمها، وتكون الخرسانه الجاهزه معالجه بيئياً وهم يتجهوا للعماره الخضراء، ونحن للاسف ننفق مبالغ كبيره لاستيراد الاخشاب رغم عدم ملائمتها مع النظام البيئي في مصر، واري ان الطوب اللبني والطمي يكون عازل حراري طبيعي والقباب والفتحات تصنع تكييف طبيعي، وتلك هي طبيعيه البيئه المصريه التي بدات في الاندثار، واتمني ان تكون لدينا الرؤيه السليمه، فلا نعتمد علي المباني الخرسانيه اذا توجهنا للبناء والتعمير في الصحراء، فيجب ان نعود للبناء بالمواد الطبيعيه كالطمي لان الدراسات العلميه اثبتت ان الطمي ماده فعاله لامتصاص الزلازل والهزات الارضيه وكذلك الحراره.

ماذا قدمتي لوطنك علي المستوي الشخصي ؟

- كنت اهتم بالبناء والتشطيب، وعمل ورش عمل داخليه سواء في مصر او خارج مصر وكان هذا هو تركيزي الاساسي، الي ان قامت ثوره 25 يناير فتحولت 180درجه، وبدات اوجه جزء كبير من عملي لكل ما هو له علاقه بالبلد، وبداتها بمبادره شبابيه لها علاقه بالتصميم توجهت الي شباب الجامعات حيث لمست الاحباط بداخلهم اثناء تدريب بعضهم في مكتبي، وقدمت لهم محاضره بكليه الهندسه كان هدفها تدريب الشباب علي كيفيه الاعتماد علي النفس في فتح فرص عمل جديده، وكيف يمكنهم تطوير انفسهم والابتعاد عن فكره الاحباط، وشعرت ان الشباب المصري يريد من يتحدث معه ويحمسه، ولكن شعرت ايضا ان الحديث مع الشباب وحده ليس كافي، فبدات العمل علي انشاء منظمه او مؤسسه تهتم بمشاريع الشباب تفيد البلد بشكل جدي، وليس طبقاً لرؤيه الانظمه حول مصلحه الوطن، فكانت فكره تحويل شكل الشارع الكئيب الي شارع له وجه حضاري هي البدايه، وتلك هي مبادره وجه مصر وتطوير الميادين والحفاظ علي التراث، وقمنا بتكوين فرق عمل للقيام بانشاء قواعد للبيانات والمعلومات، وجرد المباني المعماريه والاثريه، وكان ذلك بالاعتماد علي طلاب كليات الهندسه والعماره والفنون الجميله، ودون انتظار تمويل من احد هؤلاء هم الشباب المصري الذي يحتاج لمن يقوده نحو هدف تنموي يشعره بقيمته الذاتيه.

هل هناك في مصر بحث علمي حقيقي ام نحن امام عبث يهدر اموال الدوله؟

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل