المحتوى الرئيسى

السعودية: جهود لاحتواء تداعيات جريمة القطيف

05/26 13:18

بدات مفاعيل الهجوم الذي نفذه انتحاري من تنظيم «داعش» في مسجد الامام علي في بلده القديح في شرق السعودية بالظهور، علي شكل احتجاجات وتظاهرات غاضبه تهاجم «النهج الوهابي»، ما استدعي ردود فعل رسميه عاجله، لاحتواء مفاعيل هذا العمل الاجرامي، الذي يحمل بصمات طائفيه خطيره تهدد النسيج الاجتماعي السعودي.

وكان لافتاً ان وزارة الداخلية السعودية قد سارعت الي الكشف عن هويه منفذ التفجير الانتحاري، والضالعين في هذه الجريمه، بعد يوم واحد من تنفيذ الهجوم، وذلك عبر بيان رسمي، تطرق الي تفاصيل التحقيقات الجاريه، والتي اظهرت ان احد الموقوفين الاسلاميين في احداث نهر البارد، وهو سعودي كان موقوفاً في سجن روميه، هو من اوي الانتحاري الذي يبلغ من العمر عشرين عاماً.

وفي ما يعكس حرص السلطات السعوديه علي احتواء تداعيات الجريمه، نقلت وكاله الأنباء السعوديه «واس» عن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز قوله، امس، انه «فُجع» بالتفجير الانتحاري الذي اسفر عن مقتل 21 شخصا واصابه حوالي مئه بجروح.

وقال الملك سلمان في رساله وجهها الي ولي العهد محمد بن نايف، الذي يشغل ايضا منصب وزير الداخليه، «لقد فجعنا جميعا بالجريمه النكراء التي استهدفت مسجدا بقريه القديح مخلفه ضحايا ابرياء، ولقد المنا فداحه جرم هذا الاعتداء الارهابي الاثم الذي يتنافي مع القيم الاسلاميه والانسانيه».

واكد سلمان ان «كل مشارك او مخطط او داعم او متعاون او متعاطف مع هذه الجريمه البشعه سيكون عرضه للمحاسبه والمحاكمه، وسينال عقابه الذي يستحقه، ولن تتوقف جهودنا يوما عن محاربه الفكر الضال ومواجهه الارهابيين والقضاء علي بؤرهم».

وكانت وزاره الداخليه السعوديه قد كشفت، امس الاول، عن تفاصيل الهجوم الارهابي علي مسجد الامام علي في القديح.

وقال المتحدث الامني باسم وزاره الداخليه انه «اتضح من اجراءات التثبت من هويه منفذ الجريمه... انه يدعي صالح بن عبد الرحمن صالح القشعمي، سعودي الجنسيه، وهو من المطلوبين للجهات الامنيه لانتمائه لخليه ارهابيه تتلقي توجيهاتها من تنظيم داعش الارهابي في الخارج، وتم كشفها في اواخر شهر رجب الماضي، وقبض حتي تاريخه علي 26 من عناصرها، وجميعهم سعوديو الجنسيه».

واضاف ان «المعمل الجنائي اثبت من خلال فحص العينات من بقايا جثه الارهابي وموقع الحادث ان الماده المستخدمه في التفجير هي من نوع (ار دي اكس)».

واشار المتحدث الامني الي ان «نتائج التحقيقات اسفرت عن ثبوت تورط خمسه من عناصر هذه الخليه الارهابيه في ارتكاب جريمه اطلاق النار علي احدي دوريات امن المنشات اثناء قيامها بمهام الحراسه في محيط موقع الخزن الاستراتيجي في جنوب مدينه الرياض»، الشهر الماضي.

وعرض المتحدث اسماء المتورطين وهم عبد الملك فهد عبد الرحمن البعادي، ومحمد خالد سعود العصيمي، وعبدالله سعد عبدالله الشنيبر، ومحمد عبد الرحمن طويرش الطويرش، محمد عبدالله محمد الخميس، مشيراً الي انه ضُبطت بحوزتهم اسلحه ناريه ومواد تفجير ونشرات تشرح كيفيه اعداد المتفجرات، واخري تحتوي علي «فتاوي للفكر الضال».

وتابع ان «ادوار بقيه الموقوفين من عناصر هذه الخليه، وعددهم 21، تمثلت في تبني فكر تنظيم داعش الارهابي، والدعايه له وتجنيد الاتباع، خاصهً صغار السن، وجمع الاموال لتمويل عملياتهم، ورصد تحركات رجال امن وعدد من المواقع الحيويه، والتستر علي المطلوبين امنياً، وتوفير الماوي لهم ومن ضمنهم منفذ العمليه الانتحاريه ببلده القديح، والذي تبين ان الموقوف عصام سليمان محمد الداود كان يؤويه».

ونقلت صحيفه «الجزيره» السعوديه عن المتحدث الامني قوله ان عصام الداود سبق ان اعادته السلطات السعوديه من لبنان عندما كان موقوفا من قبل السلطات اللبنانيه علي ذمه قضايا ارهابيه.

وتبيّن ان الداود كان موقوفاً في سجن روميه المركزي، غداه توقيفه علي خلفيه انتمائه الي صفوف تنظيم «فتح الاسلام» الارهابي، الذي خاض معارك ضد الجيش اللبناني خلال معارك مخيم نهر البارد، في العام 2007.

ووقع الهجوم الانتحاري في القديح في الوقت الذي تتصاعد فيه حده التوتر في المنطقه الشرقيه، علي خلفيه الحرب التي تقودها السعوديه علي الحوثيين في اليمن.

وشهدت المملكه تعاطفا شعبيا ملحوظا مع ضحايا القديح، بالرغم من ارتفاع منسوب التوتر الطائفي الذي ينعكس جليا علي مواقع التواصل الاجتماعي، وفي خطابات عدد من رجال الدين المعادين لـ «الشيعه».

ويتركز الحضور الشيعي في شرق السعوديه، وشهدت المنطقه الشرقيه في خضم ما عرف بـ «الربيع العربي» في العام 2011، حركه احتجاجيه قتل خلالها حوالي 20 شخصا.

وعبر عدد من سكان المنطقه الشرقيه، امس، عن غضبهم والمهم ازاء الهجوم علي القديح، ويستعد السكان لتشييع جماعي لضحايا الهجوم، وبينهم طفلان بحسب مصادر من المنطقه، وقال مواطن سعودي من ابناء المنطقه لوكاله الصحافه الفرنسيه انه فقد ثلاثه من اصدقائه في الهجوم، وردا علي سؤال ما اذا كان هناك اي توجه للقيام بردود فعل علي الهجوم، قال هذا الرجل «كلا، كلا ... ليس هناك اي تحرك ... اهالي الضحايا يريدون العداله فقط»، واضاف «علي الحكومه ان تحمي الشعب، واذا لم تفعل ذلك، فانها تتحمل المسؤوليه».

من جهته، كتب المعلق السياسي خالد المعينه في صحيفه «سعودي غازيت» الصادره باللغه الانكليزيه ان «بعض الائمه يفرغون حقدهم وينشرون معلومات مغلوطه عن مسلمين من مذاهب اخري ... ونحن علينا الا نبقي صامتين».

وكان مفتي السعوديه عبد العزيز آل الشيخ قد سارع الي ادانه الهجوم الذي اعتبره «حادثا اجراميا» يستهدف الوحده الوطنيه.

ووصف المفتي الهجوم علي المسجد بانه «محاوله لنشر الفوضي»، في وقت نزل الاف المحتجين الي شوارع القديح بعد ساعات علي الهجوم، وقال المتظاهرون الذين ترحموا علي ارواح الضحايا ان قوات الامن تترك قراهم من دون حمايه، كما اعتبروا ان المذهب الوهابي - المذهب الرسمي للمملكه - يشجع المتشددين ويدفع للتعصب والتحامل علي الاقليات في المملكه.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل