المحتوى الرئيسى

«ديبان» يحكي قصة مهاجر غير شرعي يفوز بجائزة السعفة الذهبية في «كان»

05/25 01:47

اسدل الستار هذا المساء علي مهرجان كان السينمائي الذي انطلق في 13 مايو/ايار، في حفل قدمه الممثل الفرنسي لامبير ويلسون ويتلوه عرض لفيلم "السماء والجليد" للوك جاكيه. و"ديبان"، الفيلم السابع لجاك اوديار، وهو دراما علي خلفيه صدام الثقافات عبر قصه لاجئ من نمور التاميل في فرنسا. ويستلهم اوديار الفيلم بطريقه حره من كتاب "رسائل فرنسيه" لمونتسكيو احد ابرز فلاسفه عصر التنوير في فرنسا القرن الثامن عشر. وخيب منح السعفة الذهبية لجاك اوديار جمهور كان ونقاده الذين توقعوا فوز افلام اخري بها علي غرار "كارول" للامريكي تود هاينس او "الشباب" للايطالي باولو سورنتينو. وعبر العديد عن سخطهم امام هذا الفوز اذ لم يعتبر اوديار في اخراجه "في احسن مستواه". لكن كما يرجح البعض ربما اختارت لجنه التحكيم "الشابه والمثيره" التي يتراسها الاخوان كوهين فيلما يتناقض مع حسها الفني، اذ تتميز افلام الثنائي وافلام كزافيه دولان وغييرمو ديل تورو بخفه الروح. وكان اوديار فاز بجائزه لجنه التحكيم في مهرجان كان عن فيلم ."النبي" عام 2009

تنتهي الحرب الاهليه في سيريلانكا ويقترب الانهزام وفشل تحرير التاميل فيقرر ديبان الفرار. ياخذ ديبان معه امراه وطفله صغيره لا يعرفهما املا منه في تسهيل الحصول علي اللجوء السياسي في اوروبا. يصل ديبان الي باريس وتعيش هذه "العائله" في مراكز مختلفه خاصه باللاجئين. يعمل البطل كبواب في عماره باريسيه ، ويامل في بدء حياه جديده وفي تاسيس عائله "حقيقيه" مع الزوجه والبنت. لكن عنف حياه المدن هيج جروح الحرب التي لم تلتئم بعد فيعود الجندي ديبان الي غريزته الحربيه لحمايه حلمه. وقال لنا احد النقاد "ديبان فيلم جميل لانه يشير الي اهميه العائله والي ضروره الدفاع عنها كما ندافع عن وطن".

اما الجائزه الكبري اوهي ثاني اهم جوائز المهرجان فمنحت للمجري لازلو نماس عن فيلمه الاول "ابن ساول" الذي كاد ان يخلق الحدث لو فاز بالسعفه. وقال لازلو نماس عند تسلمه الجائزه "اردت ان اطلع ابناء جيلي عن اباده اليهود في هذه القاره التي لا تزال مسكونه بها"  واكد علي اختياره "التصوير بتقنيه شريط 35مم لخلق لغه جديده". 

وبامكانيات المحدوده قدم نماس فيلما "كبيرا". فمن، بعد الوثائقي-الاسطوره "شوها" (1985) لكلود لنزمان، او حتي "الحياه جميله" (1997) لروبرتو بنيني، كان يجرا علي اقتراح نظره "جديده" علي تلك الحقبه القاتمه من التاريخ ؟ هذا كان التحدي الذي واجهه ببراعه لازلو نماس عبر يومين في جحيم محرقه نازيه بعيني الاسير "ساول اوسلاندر" الذي يرغم علي اتلاف جثث اليهود من ابناء دينه بعد ان يتم تسميمهم بالغاز". ويخال لساول ان احدي الجثث هي لابنه فيصاب بهوس القيام بمهمه مستحيله: سرقه الجثه من غرفه التشريح حيث قرر النازيون اجراء تجارب عليها، والبحث عن رجل دين يهودي "حاخام" لدفنها.

فاز من جهته اليوناني يورغس لانتيموس بجائزه لجنه التحكيم وفي "سرطان البحر" يتم توقيف كل شخص اعزب وينقل الي "النزل" فيمنح مده 45 يوما لكي يجد حبيبه. فاذي انقضي هذا الاجل يحول الي حيوان يختاره. وللافلات من هذا المصير، يفر رجل ويلتحق في "الغاب" بمجموعه من المقاومين اسمهم "الوحيدون". ويتميز "سرطن البحر" بنزعه سرياليه جنونيه تذكر بافلام لويس بونوال. وفي "النزل" كما في "الغاب"، يبدو الحب نسجا من الخيال، وطبعا يدعو الفيلم الي التفكير في مجتمعنا الذي حبس المشاعر في قوالب نمطيه تخضع لقانون السوق، ويظهر كيف يحكم الحب في الاخير عالمنا الذي يقصيه.

هذا بالنسبه لاهم الجوائز، اما جائزه احسن اخراج فكافات التايواني هو هسياو هسيان (يناهز السبعين من العمر) الذي يعتبر من اكبر السينمائيين العالميين. وشارك هسياو هسيان في هذه النسخه بفيلم "القاتل" وهو فيلم ملحمي ذو نسق بطيء جدا يدور في الصين بالقرن التاسع. وعوض هسياو هسيان البطل التقليدي في افلام فنون القتال بالبطله "شو كي".

وفاز المكسيكي ميشال فرنكو بجائزه احسن سيناريو عن فيلم "مزمن". وشكر ميشال فرانكو بحراره الممثل الرئيسي تيم روت. وكان تيم روت تراس عام 2012 قسم "نظره خاصه" في مهرجان كان ومنح الجائزه لفيلم "بعد لوسيا" لميشال فركو. بهر تيم روت حينها بمهاره فرنكو في تركيب دراما متقنه فطلب ان يعمل معه وحصل بذلك علي دور ممرض يساعد اشخاصا في المرحله النهائيه من حياتهم. ففي "مزمن"، وفي "مزمن"ن الاجواء قاتمه وخاليه من العاطفه علي غرار افلامه السابقه التي ركزت خصوصا علي اداء الممثلين.

سر الفرنسيون كثيرا بفوز فينسان لاندون بجائزه احسن ممثل عن دوره في فيلم "قانون السوق" لستيفان بريزيه. وقال لاندون عنذ تسلمه الجائزه "هذه اول مره في حياتي احصل فيها علي جائزه" واضاف "قال ويليام فولكنر +لتكن احلامكم واسعه حتي لا تبعد عن نظركم حين تسيرون نحوها+". وكان لاندون لم يظهر في كان منذ 2011 حين لعب دور رئيس حكومه، بين الحقيقه والخيال، في فيلم "الاب" لالان كافالييه. وعاد هذه السنه الي الكروازيت في دور عاطل عن العمل، في الاربعين من العمر، امام خيار اخلاقي صعب ترغمه عليه الماكينه الراسماليه. عاده ما يتقن الممثل الفرنسي الدراما الاجتماعيه، لكنه ظل في اغلب الاحيان بعيدا عن الاضواء. وان كان رشح خمس مرات لجوائز السيزار، فلم ينلها ابدا : وهاو مهرجان كان يصلح هذا القدر السيء.

 اما جائزه احسن ممثله فكانت من نصيب المخرجه الفرنسيه ايمانويل بيركو التي افتتح فيلمها "مرفوع الراس" هذه النسخه من المهرجان، والتي تقمصت الدور الرئيسي في فيلم "ملكي" لمواطنتها مايوان. فلعبت بيركو دور امراه تقل في حب  منحرف جنسي يدمرها نفسيا، وكيف تخرج منمخالب هذا العشق المضني بعد عشر سنوات.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل