المحتوى الرئيسى

مكتبة الإسكندرية تعيد إصدار «التمدن وأسباب العمران»

05/24 15:58

قال الدكتور اسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الاسكندرية: ان المكتبه اعادت اصدارطبعه جديده لكتاب “البيان في التمدن و اسباب العمران” للمفكر و السياسي العربي رفيق العظم، و ذلك في اطار مشروع (إعادة إصدار مختارات من التراث الإسلامي الحديث في القرنين 13 و14 الهجريين ، و19 و 20 الميلاديين).

و اضاف سراج الدين -في تصريح له اليوم الاحد - ان فكره المشروع الذي تنفذه مكتبه الاسكندريه نبعت من الرؤيه التي تتبناها بشان ضروره المحافظه علي التراث الفكري و العلمي في مختلف مجالات المعرفه، والمساهمه في نقل التراث للاجيال المتعاقبه تاكيداً لاهميه التواصل بين اجيال الامه عبر تاريخها الحضاري” .

واوضح ان الانتاج الثقافي تراكمي، والابداع ينبت في الارض الخصبه بعطاء السابقين، والتجديد الفعال لا يتم الا مع التاصيل، و ضمان هذا التواصل يعتبر من اهم وظائف المكتبه التي اضطلعت بها منذ نشاتها الاولي وعبر مراحل تطورها المختلفه”، مشيرا الي ان اختيار القرنين 13 و14 الهجريينو19 و20 الميلاديين علي وجه الخصوص رغبهً من المكتبه في تصحيح الانطباع السائد بان الاسهامات الكبيره التي قام بها المفكرون و العلماء المسلمون قد توقفت عند فترات تاريخيه قديمه، و لم تتجاوزها.

ونوه سراج الدين بان الحقائق الموثقه تشير الي غير ذلك، وتؤكد ان عطاء المفكرين المسلمين في الفكر النهضوي التنويري انما هو تواصل عبر الاحقاب الزمنيه المختلفه، بما في ذلك الحقبه الحديثه والمعاصره التي تشمل القرنين الاخيرين.

ولفت الي ان المشروع يهدف الي تكوين مكتبه متكامله ومتنوعه، تضم مختارات من اهم الاعمال الفكريه لرواد الاصلاح و التجديد الاسلامي خلال القرنين المذكورين و تسعي المكتبه لاتاحه هذه المختارات علي اوسع نطاق ممكن، عبر اصدارها في طبعه ورقيه جديده، والنشر الالكتروني ايضاً علي الانترنت علي موقع المكتبه و الموقع الخاص بالمشروع، كما تستهدف في المقام الاول اتاحه هذه المختارات للشباب و للاجيال الجديده بصفه خاصه.

وفيما يتعلق بكتاب “البيان في التمدن و اسباب العمران” لرفيق العظم، فيمثل مقدمه رائعه لمشروع رفيق العظم و افكاره التنويريه، حيث انه اول كتاب الفه و كان في بدايه العقد الثالث من عمره، و صدرت طبعته الاولي عام (1304ه-1887م) عن المطبعه الاعلاميه بمصر، و يقع الكتاب في 78 صفحه، و مقسم الي: مقدمه و3 ابواب و9 فصول و خاتمه.

وفي مقدمه الكتاب يوضح رفيق العظم سبب تاليفه للكتاب، الا وهو “القيام بما يجب علي الانسان من الخدمه الوطنيه اللازمه علي سائر افراد الهيئه الاجتماعيه التي تعبر عن مهمات مصالحها باجراء جميع الوسائل الباعثه علي تقدمها و عمران بلادها” مؤكداً اهميه توفير ثروه الهيئه الاجتماعيه، و ما افضي اليه الاهمال و الكسل من الاهالي، ذاكراً بان الغرض من الكتاب هو “بيان اصول التمدن الناشئ عنه عمران البلاد”.

وفي الباب الاول للكتاب يعالج رفيق العظم مساله التمدن، حقيقته و شروط و اسباب تحققه، بالاضافه الي مناقشته لصله التمدن بالشريعه الاسلاميه، حيث يري ان اصول الشريعه الاسلاميه هي اساس تمدن جميع النوع البشري، لاشتمالها علي “الاداب الدينيه و العداله والتمسك بجميع الخصال الحميده المندوب الي كل فرد من افراد الامه”.

و في الباب الثاني تناول رفيق العظم قضيه التعليم، ذلك ان اهم اسباب التقدم ولع الامه بالعلوم والمعارف، وخص بالذكر التعلم الذي هو جزء من التربيه المعنويه، وهي تربيه روحيه تعني بتهذيب العقل و ترويض الذهن و الفكر.

اما في الباب الثالث والاخير ناقش الكاتب اثر الحريه و العدل في التمدن و العمران، حيث يري ان “الحريه العموميه” التي هي حق للفرد علي الوطن ينبغي ان تكون مؤسسه علي العدل و حسن نظام الامه، فتكون بذلك كافله لجميع مصالح الامه. اما العدل فيقول انه “اساس الملك و سبب العمران و وسيله لتقدم الاوطان” باسطاً صفات الحاكم العادل و اثرها في الرعيه.

وختم رفيق العظم كتابه باستعراض التاريخ الحضاري الاسلامي، ومظاهر التمدن والعمران واسبابه، ثم انتقل الي “التمدن الاوروبي” حيث ان انتشار المعارف والعلوم في اوروبا نتج عنه تقدم صناعي و تجارب و اختراعات.

اما مؤلف الكتاب فهو رفيق بن محمود بن خليل العظم، ولد عام 1867 في مدينه دمشق، في اسره عريقه رفيعه المكانه واسعه الجاه مترفه، ووالده الاديب الشاعر محمود العظم لم يصرفه الي الدراسه في المدارس الحكوميه العثمانيه، وانما دفعه الي شيوخ العصر يتردد اليهم وياخذ عنهم، فتعلق بكتب الادب ودواوين الشعر وهو مازال صغيراً، ثم انصرف الي كتب النحو والصرف والمعاني والبيان، لازم العلماء والادباء وبعض المتصوفه، واقبل علي الاساتذه سليم البخاري وطاهر الجزائري وتوفيق الايوبي، ونزع كما ينزعون الي البحث في الاجتماع والتاريخ والادب، وتعلق بالاصلاح وكتب فيه لما وجد من احوال العصر الاداريه والسياسيه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل