المحتوى الرئيسى

المخرج الكردي مانو خليل: «طعم العسل» دعوة للحب والتسامح

05/24 14:18

اليوم وبعد ان انفتح العالم علي مصراعيه من خلال الاعلام بقيت مهمه الاكراد فنيا وسياسيا ان يظهروا للعالم بانهم ليسوا اقل انسانيه من الاخرين، وبالفعل استطاعت السينما الكرديه ان تعبر عن ذلك وتؤكده، وبرزت خلال السنوات الاخيره اسماء عديده من صناع الافلام الاكراد منهم مانو خليل، الذي حقق نحو اربعه عشر فيلما، منها «طعم العسل» الذي توقفت امامه «سينماتوغراف»، وفتحت من خلاله حوارا مع المخرج مانو خليل حول ماهيه السينما الكرديه، وهويتها، ورسائل افلامه، وجديده الذي يستعد له، وكان معه اللقاء التالي:

كيف تعبر من خلال اعمالك عن الهويه والتراث الكردي؟

ـ انا من شعب عنده قضيه ومظلوم، واضطررت لترك وطني بجرم لم اقترفه، لانني ولدت لام واب اكراد، علموني ان التفاحه اسمها «سيف» وان الخبز اسمه «نال»، لكن كل هذه الكلمات اذا ذكرتها في المدرسه كنت اضرب، فالتفاح: تفاح، والخبز: خبز، وممنوع ذكر اي كلمه كرديه، والشعب الكردي يعيش علي ارضه منذ الاف السنين، قسمت ارضه كما كل البلاد العربيه باتفاقيه سايكس بيكو، علي اربع دول، ومورست فيه فظاعات من قبل بعض الحكومات، وليس الشعوب، ولذلك كانت المسائل دائما ايديولوجيه من الانظمه التي تحاول اضطهاد هذا الشعب وطمس هويته، ولم يكن هناك بديل سوي استخدام لغه السينما للتعبير عن هويتنا وتراثنا، بدلا من لغه البنادق التي هي لغه الموت.

هل تعتقد انك من خلال السينما، اثرت وخدمت قضيتك؟

ـ هناك عده طرق للنضال، وانا احاول ان اثبت وجودي للاخرين من خلال السينما، واعتقد اني والحمد لله نجحت في هذا، ويكفيني مثلا ان يعرض فيلمي واتناقش فيه مع الناس، افتح مجالات للحديث عن قضيه الشعب الكردي، وقد عرض الفيلم في سويسرا ونال استحسان المشاهدين، وحصد جائزه مؤخرا في مهرجان بسويسرا  وكتبت عنه الصحافه ايضا، وبلا شك هو يخدم القضيه، بل ايضا يعطيني المجال لاثبت وجودي كشخص بطريقه حضاريه، فانا اؤمن بالحوار بين الناس، فرب العالمين اعطانا اللسان لنتفاهم مع بعض.

لماذا تميل في معظم اعمالك الي الشكل الوثائقي؟

ـ هذا النوع السينمائي يتناسب مع القضايا التي اطرحها، لاسيما وان تكلفه الوثائقي اقل مما يكلفه الفيلم الروائي الطويل، خصوصا ان تمويل معظم افلامي جاء من التلفزيون السويسري الذي يعرضها، وبالطبع هذا الامر يسهل لي الحصول علي تمويل لمشاريعي المقبله، ناهيك عن ان صالات العرض السويسريه ترحب، بدورها، بعرض تلك النوعيه من الافلام.

من خلال الافلام العديده التي ظهرت في السنوات الاخيره وعرضت في اكثر من مهرجان، هل يمكن القول بان هناك ملامح سينما كرديه بدات في تاكيد وجودها؟

ـ يعترض مانو خليل علي تعبير السينما الكرديه، ويقول: السينما لغه فنيه ساميه، وعندما نقول سينما ايطاليه فاننا نعني بذلك عظماء اوجدوا طريقه في التعبير السينمائي لم تكن موجوده في السابق مثل دي سيكا، الاخوه تافياني، فللييني، روسيليني، بازوليني، ونقول ايضا سينما فرنسيه لانها طورت طرق التعبير الفني منذ البدايات باعمال مختلفه بدءا من رينيه كلير وبونويل واخرين مرورا بالموجه الفرنسيه الجديده علي يد فرانسوا تروفو، ونقول سينما سويديه لان انغمار بيرغمان فتح شباكا للتذاكر في «السماء السابعه»، وهكذا نقول سينما اميركيه وروسيه، اما الشعب الكردي فهو لوقت قريب كان مضطهدا وثقافته مغيبه ومهمله، ولغته محاصره، لذلك نحن نري تجارب فرديه متفاوته، وبعضها يحقق نجاحات في مهرجانات سينمائيه عالميه، لكن ذلك لا يعني وجود سينما كرديه لها هويتها الواضحه حتي الان.

كيف تري فيلمك «طعم العسل»، وما الرساله التي قصدت التاثير بها علي المشاهد؟

ـ ابسط اجابه هي ما قالته لجنه تحكيم مهرجان «سولوثورن» في سويسرا، والتي عللت اعطاء الجائزه الكبري لفيلم «طعم العسل» لبعض الاسباب منها، «بالرغم من كل الماسي التي اصابت الشخصيه الرئيسيه في الفيلم، فانه يملك طاقه مذهله من التفاؤل والايجابيه بدون ان يصبح بمثابه محكمه تصدر الحكم علي من هو الظالم ومن هو المظلوم، المعتدي والضحيه، بل علي العكس ان نظره الفيلم المليئه بالانسانيه وحب الحياه هو الموضوع الاساسي في هذا الفيلم وحبكته الدراميه»، ويضيف مانو خليل: «ان الفيلم يمتلك قدره هائله علي حب الانسان للانسان والتفاؤل، والتعايش المشترك والاحترام المتبادل بين البشر، حيث تختفي من بين ثنايا الفيلم اي رغبه او احساس بالحقد او الضغينه والثار، انه فيلم عن الحب والتسامح».

لماذا تعمدت استخدام «الدوكودراما» كاسلوب في هذا الفيلم؟

ـ لان حكايه «طعم العسل» تملي اليه سرده، وطريقه سرد الفيلم كانت بصوت الشخصيه التي يوثق لها، لكن كـ «فويس اوفر»، حيث نشاهد امامنا حياته وتنقلاته بينما يسرد لنا بصوته دون حوار او لقاءات ما نراه.

في النهايه، ما الذي يفعله النحال بطل الفيلم حاليا في سويسرا؟

ـ عاد الي تربيه النحل، رغم ان هذا العمل يعتبر هوايه في سويسرا، وتلقي من الحكومه السويسريه 3 الاف فرانك لشراء اثاث لشقته واخذ هذا المبلغ واشتري به نحللا ليستخرج المزيد من العسل ويعيش حاليا في جبال الالب، محاطا بمجموعه من الاصدقاء السويسريين، وهو يتواصل معهم بالاشاره لكونه لا يعرف اللغه السويسريه.

مانو خليل مخرج كردي درس التاريخ والحقوق في جامعه دمشق وتعلم الاخراج السينمائي في تشيكوسلوفاكيا وهو مقيم منذ العام 1996 في سويسرا، واخرج حتي الان 14 فيلما، منها «هناك حيث تنام الالهه» (1993)، «انتصار جديد» (1998)، «احلام ملونه» عام 2003 ، «الانفال» (2005)، «دايفيد توليهلدان» (2006)، و«زنزانتي بيتي» (2009)، و «طعم العسل» (2013)، وينهي حاليا فيلم روائي جديد تحت عنوان «السنونو»، وهو يروي عوده شابه من سويسرا الي كردستان للبحث عن والده بعد ثلاثين سنه علي مفارقتها اياه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل