المحتوى الرئيسى

طارق الشناوي: “الزين اللي فيك” فيلم “بورنو” إلا قليلًا!

05/22 22:28

0 مشاركات شارك علي الفسيبوك شارك علي تويتر شارك علي جوجل

بمجرد عرض الفيلم المغربي «حب مفرط» في قسم «اسبوعي المخرجين» واسمه علي «التتر» كما هو مدون علي الشاشه «الزين اللي فيك»، وهو مطلع لاغنيه بها مذاق الفولكلور، من بعدها تحول «النت» الي ثوره عارمه تحمل اتهاما اخلاقيا للمخرج نبيل عيوش في اعز ما يملك الانسان وهو الانتماء الوطني. عريضه الاتهام في سطرها الاول تتهمه بالتشهير بالبلد من اجل حفنه «يوروهات»، وهناك ايضًا من يذهب بعيدًا ويحيل دفه الاتهام الي النقاد والصحفيين العرب، الذين وجدوا في «كان» لانهم تقاعسوا عن الدفاع عن سمعه المغرب.

لا يمكن بالطبع ان نشجع او نسهم ولو بالصمت، او بغض الطرف عن اهانه توجه ضد شعب، ولكنْ هناك فرق بين ان يتناول عمل فني قضيه مثل الدعاره في رؤيه قد تتفق او تختلف معها، وان تتهم شعبًا عريقًا كريمًا بالدعاره.

عندما تطاولت قبل نهايه العام الماضي مذيعه مصريه ضد الشعب المغربي، متصوره بقصر نظر سياسي ان هذا الموقف يصب لصالح السلطه السياسيه المصريه، تفجرت الثوره العارمه عبر وسائط التواصل الاجتماعي، ولا اتصوره بالمناسبه غضبًا مغربيًّا فقط، بل كان العديد من المصريين قد شجبوا هذا الفعل الشائن.

تم الاعتذار بعدها بساعات، وظلت المذيعه تؤكد حبها لكل ما هو مغربي، وان ما حدث مجرد زله لسان. مالك القناه في النهايه تخلص منها ولم تعد تظهر علي شاشته، بعد ان تجاوزت بغشوميه الخط الاحمر، فلم يكن الاعتذار يكفي، اذ هي لا تنتقد عملا فنيا ولا موقفا سياسيا، ولكن شعبًا له كل المحبه والتقدير والاعتزاز في قلوب كل شعوب العالم. والمصريون جميعًا، سواء من كان منهم قد زار المملكه مثل كاتب هذه السطور، او يحتفظ في ذاكرته الجماعيه بمحبه خاصه لهذا الشعب الذي يفيض بالعراقه والحضاره والرقي، فلم يتخل يومًا المغرب ملكًا وشعبًا عن مواقفه الايجابيه تجاه القضايا العربيه ولا تنازل يومًا عن حقوق الشعب الفلسطيني.

لا يمكن ان تختلط الامور بين نقد يوجه لشعب في برنامج، وعرض شريط سينمائي لمخرج مغربي حتي ولو عاش سنواته الاخيره في باريس، فلقد اصبح اسمه يشكل قيمه ابداعيه وفكريه في العالم العربي كله، وبين الحين والاخر نتابع افلامه واخرها «يا خيل الله» الذي عرض في مهرجان «كان» قبل عامين، وتناول الارهاب الديني الذي يتدثر بالاسلام، اتذكر له في التسعينيات فيلمه «علي زاوا» الذي تناول اطفال الشوارع، هذا الفيلم شاهدته لاول مره في مهرجان «قرطاج» قبل نحو 17 عاما، ولم يحصل علي جائزه، ولكن الجمهور في القاعه التي شهدت حفل الختام دافع وقتها عن المخرج نبيل عيوش، ليؤكد احقيته بـ«تانيت» قرطاج، وهو الجائزه الكبري بالمهرجان التونسي، كانت الحجه الجاهزه ضد الفيلم، انه وكالعاده يهين المغرب بتسليط الضوء علي هؤلاء المشردين في الارض، وكان المخرج قد اسند الادوار الرئيسيه في الفيلم الي هؤلاء الاطفال، المخرج عينه علي ما يجري في الشارع المغربي، وهذا هو دور الفن، ولكن دائمًا هناك حساسيه في تقبل اي نقد، خصوصًا عندما يتم عرض العمل الفني خارج الحدود، وتحديدًا عند تناول قضيه مثل الدعاره. سبق مثلا لنبيل عيوش ان عرض فيلم «ليلي» في مهرجان «دبي» ضمن عروض «ليالي عربيه» قبل ست سنوات، وكان نجمنا محمود يس ضيفًا في المهرجان، واعتبر الفيلم مسيئًا الي مصر، وعلا صوته بالغضب في الصاله في اثناء العرض، لانه يتناول راقصه مصريه معتزله يرشق بعض الغاضبين المتشددين دينيا بيتها بالحجاره، ولم اجد في الفيلم ما يستحق الثوره، باستثناء انه كان ضعيفًا فنيًّا، ولم يستند الي دراسه واقعيه عن توجهات الشارع المصري، ورغم ذلك فان مهرجان الاسكندريه السينمائي بعد ان قرر عرضه في الافتتاح عاد بعد تدخل محمود يس ومنع العرض، لان الفيلم يسيء من وجهه نظرهم الي سمعه مصر، ولم يكن الامر برمته يستحق شيئًا من كل تلك التداعيات الثائره.

مثل هذه المواقف تعبر عن قصور وعدم ادراك لطبيعه الفن، وهو مثلا ما تعرض له ايضًا المخرج المغربي نور الدين حمادي قبل بضع سنوات، بفيلمه الذي اطلق عليه «كازانياجرا» العنوان يسخر فيه من مدينه «كازابلانكا» الدار البيضاء، وهكذا احال المخرج الابيض الي اسود علي سبيل الحسره علي ما الت اليه حال المدينه، كاشفًا عن كل الموبقات التي تجري اجتماعيا، وعلي الجانب الاخر يفضح تستر الشرطه وتواطؤها.

سبق مثلًا للمخرج يوسف شاهين ان واجه كثيرًا من تلك الاتهامات، وجزء من الصحافه المصريه قبل 24 عامًا بعد ان عرض فيلمه «القاهره منوره باهلها» في «كان» وفي نفس القسم «اسبوعي المخرجين» طالب باسقاط الجنسيه المصريه عنه، لانه يسيء الي البلد، ويبيعه لصالح الشركه المنتجه الفرنسيه شريكته في تمويل الفيلم، ايضًا تعرضت المخرجه التسجيليه تهاني راشد الي اتهام مماثل قبل 8 سنوات بعد عرض فيلمها التسجيلي «البنات دول» في «كان».

انها المقصله الحاضره دومًا لاغتيال اي عمل فني، ولا يتوقف الامر عند الرفض، بل هناك اصرار علي ضروره اتخاذ اجراءات عنيفه ضد صانع العمل الفني.

ربما لا يعلم الكثيرون ان من حق السينمائي في المغرب ان يصور فيلمه دون الحصول علي موافقه مسبقه من الرقابه، عكس مصر علي سبيل المثال التي تشترط التصريح اولا.

نحن بصدد فيلم تجاري، الشريط السينمائي يُسهب بافراط في مشاهد الجنس، فهو جنس مفرط، وليس حبا مفرطا، كما يقول عنوان الفيلم، اغلب المواقف التي نراها لا تضيف معلومه دراميه بقدر ما تبدو محاوله لاستثمار تجاري للممارسات الجنسيه. لا يترك المخرج تنويعه من هذا القبيل من شذوذ وسحاق الا وقدمها ليس مره واحده، بل مرات. لماذا بين كل المتعاملين داخل بيت الدعاره يحظي عدد من السعوديين بالقسط الاكبر، رغم ان بيوت الدعاره مفتوحه لكل الجنسيات، يبدو ان هناك تعمدًا لتكرار ذلك، كان المخرج يضع خطا تحت دوله بعينها، وهو خطا درامي.

المخرج علي المستوي الجمالي للمفردات السينمائيه لم يضع لمسات خاصه او يقدم لمحه في التعبير، كما انه لم يتبن رؤيه اجتماعيه او سيكولوجيه لتحليل شخصيات العاهرات، فلم يكن يعنيه من الامر برمته سوي الاستثمار التجاري لتلك المشاهد.

من حق المخرج ان يقدم رؤيته علي الشاشه، وانا اختلف تمامًا في رؤيته الفنيه، ولكني ضد اتهامه باهانه سمعه المغرب، كل دول العالم بها من يمارسون اقدم مهنه عرفها تاريخ البشريه، سبق للمخرجه المصريه هبه يسري ان قدمت فيلما تسجيليا عن العاهرات في مصر باسم «المهنه امراه».

الفيلم المغربي «الزين اللي فيك» عمل تجاري فج، الا ان المصادره والاتهام بالخيانه الوطنيه والمطالبه باسقاط الجنسيه اسلحه اكثر فجاجه!

طارق الشناوي: اكتب اليكم من «عش العصفوره»!!

اطرف واغرب و اهم 21 تصريح هذا الاسبوع

مرسي وعكاشه في قفص واحد باكاديميه الشرطه

اهم ما دار في “حوار الصحافه” علي cbc

 “بُرص” في زجاجه مياه غازيه مع القرموطي

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل