المحتوى الرئيسى

هربوا من خط النار في سوريا إلى خط الغاز في لبنان

05/22 11:29

وكانه كُتب علي اللاجئين السوريين ان يعيشوا ماساه اللجوء بكل اشكالها. فبعدما هرب سوريون من الحرب المستعره في بلداتهم وقراهم الي الداخل اللبناني، تضطرهم احيانا الظروف المحيطه في اماكن لجوئهم الي النزوح من جديد.

فمن قريه الي اخري، بل ومن خيمه الي خيمه، ينزح سوريون داخل بلد اللجوء غير الامن اصلا.

وتبدو معاناه اللاجئين السوريين في "مخيم البترول" عند الحدود اللبنانيه - السوريه في عكار، هي المثال الاصدق علي ذلك.

فقبل حوالي اربع سنوات هرب سوريون الي "مخيم البترول" من مناطقهم التي نحرتها خناجر الحرب في سوريا، وتحديداً من منطقة الرقة شرقي سوريا، مسقط راس معظمهم، والتي يسيطر عليها حاليا تنظيم "داعش" المتطرف.

هؤلاء دخلوا الحدود اللبنانيه، ونصبوا خيم اللجوء قرب خط الغاز والبترول بين لبنان وسوريا، والقريب من الحدود بين البلدين.

الا انه ومنذ شهر تقريبا، تلقي هؤلاء اللاجئون خبرا بضروره اخلاء المكان حفاظاً علي سلامتهم.

وفق ام محمد "تلقي ابناء المخيم خبرا مفاده ان منظمه الامم المتحده لشؤون اللاجئين (المفوضيه الساميه) اصدرت قرارا بضروره اخلاء منطقه خط الغاز. ورُد السبب الي ان وجودنا هنا خطر علي حياتنا، ويجب ان نغادر".

بلهجه مكلومه، تضيف الام السوريه، في حديث مع الاناضول، انه "اذا قرر احد الاقتراب من المخيم سنحرق انفسنا. الدوله (اللبنانيه) لا تهتم لامرنا في اي حال، فلو خرجنا من هنا سيتركوننا علي الطرقات دون ماوي، ونحن لدينا اطفال وفتيات نخاف عليهم، اما الشباب فرحلوا منذ بدء الحرب (السوريه في مارس/ اذار 2011)، وخسرنا معظمهم".

ويستضيف لبنان، احدي دول جوار سوريا، اكثر من 1.2 مليون لاجئ سوري مسجلين رسميا لدي الامم المتحده.

ويضم "مخيم البترول" نحو 40 خيمه، تقطنها حوالي 54 عائله، ويمتد علي 15 نقطه عـقاريه بطول 19 كيلومترا من النهر الكبير الجنوبي، الذي يشكل الحدود الطبيعيه مع سوريا (شمال) الي نهر البارد القريب من مدينه طرابلس شمالي لبنان.

واقيم مخيم اللاجئين السوريين داخل حرم مسار خط الغاز، دون ان تتنبه المنظمات الدوليه والاغاثيه لخطوره الامر. ولا يابه معظم اللاجئين للموت بقدر ما ترعبهم المذله.

وبحسب عبد العزيز، وهو لاجئ ستيني فقد حفيده الوحيد في القتال بسويا، فان "منظمه الامم المتحده امهلتنا شهراً فقط لمغادره المكان، الا انها لم تحدد لنا مكاناً اخر نذهب اليه. التفتيش عن ملجا جديد امر في غايه الصعوبه.. نفضل الموت علي ان نمضي ما تبقي لنا من حياه نتوسل الناس لاستقبالنا. اضافه الي ان وضعنا هنا سيء جداً، وسنسعي بكل ما في وسعنا لالغاء القرار الجائر بحقنا".

وتوضح ام ابراهيم ان "ابناء المخيم لا يملكون ثمن الخبز الذي يجب ان ياكلوه.. كل همنا هو ان نؤمن لقمه العيش الكريم لاولادنا.. الان ضاعفوا من معاناتنا مع ابلاغنا بضروره المغادره. لا نريد شيئا من الدولة اللبنانية ولا منظمات المجتمع الدولي، سوي ابقائنا في هذا المكان".

وتردف الام لخمسه اطفال، يعاني احدهم من مرض الكهرباء الزائده في الراس، ان "خط أنابيب الغاز والبترول متوقف منذ نحو 30 سنه، كيف يمكن له ان ينفجر او يتسرب الي مخيمنا؟ انهم يسخرون منا؟ الا يكفيهم ما يحصل لنا؟ يجب علينا ان نبقي دائما مهددين بالرحيل عن الاماكن التي نقطن فيها. رحلنا عن سوريا، والان  يجب ان نرحل عن المخيم الي مكان ومصير مجهولين".

ولا تنفك النسوه تتطالبن الدوله اللبنانيه بابقائهن واطفالهن في المخيم، فبالنسبه لهن الترحال فيه صعوبه ومشقه وذل، ولا يرغبن في تكراره.

بينما يري ابو عماد، احد لاجئي "مخيم البرترول"، ان "قرار منظمه الامم المتحده بشان المغادره، جاء خوفاً من احتمال ان تحدث الحرب في سوريا اي ثقب في خط انابيب الغاز، ما يؤدي الي تنشقنا اياه او احتراقه، الامر الذي سيوقع كارثه حقيقيه. الا ان البحث عن مكان اخر بالنسبه الينا معناه التشرد والنزوح مره جديده. ببساطه قد لا نقاوم قرار السلطه ان ارادوا اخراجنا بالقوه، لكننا سنعمد الي احراق انفسنا قبل اخلاء المخيم".

لكن محافظ عكار، عماد لبكي، يقول للاناضول، ان "ما يشاع عن سعي البلديات لاخراج النازحين من المكان غير صحيح.. مدير عام البترول في طرابلس ابلغنا منذ حوالي الثلاثه اشهر بوجود تعديات علي خط البترول في عكار، جزء منها سببه بعض القري المحيطه بالمكان، والبعض الاخر نتيجه مخيم النازحين السوريين القائم في المنطقه".

ويتابع لبكي: "وعليه، بادرنا الي عقد اجتماعات لحل الازمه؛ نظرا لان الهم الاول والاخير لنا هو المحافظه علي السلامه العامه. وعلي الاثر، اجتمع رؤساء البلديات مع ممثلين عن شركه البترول ومندوبين عن منظمه الامم المتحده لشؤون اللاجئين، وتم البحث في كيفيه اخراج النازحين الي اماكن اكثر امانا. وبالفعل بعض البلديات استجابت ونقلت السوريين الي اماكن داخل القري، والبعض الاخر لم يستجبلعدم وجود اماكن مناسبه، وبقي المخيم علي حاله".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل