المحتوى الرئيسى

الحرب على المخدرات ليست حلاً.. أحبّوا ضحاياها

05/22 11:14

يوهان هاري: نظريه اخري لفهم الادمان

هافينجتون بوست – يوهان هاري – ترجمه: محمد الصباغ

مر حوالي 100 عام علي اول حظر للمخدرات، وخلال هذا القرن اندلعت حرب طويله ضد المخدرات، وتعلمنا من مدرسينا وحكوماتنا قصه الادمان وترسخت في عقولنا. كانت تبدو قصه واضحه وصحيحه بشكل كبير حتي بدات منذ ثلاث سنوات ونصف رحله الثلاثين الف ميل من اجل كتابي الجديد: “مطارده الصراخ: الايام الاولي والاخيره للحرب علي المخدرات”. وكان هدفي ان اعرف ما الدوافع وراء الحرب علي المخدرات. لكنني عرفت خلال هذا الطريق ان تقريباً كل شيء تم اخبارنا به عن الادمان غير صحيح، وهناك قصه مختله تماماً في انتظارنا، لو حقاً اردنا سماعها.

مؤلف الكتاب يوهان هاري و صوره للغلاف

لو استوعبنا بحق هذه القصه الجديده سيتوجب علينا تغيير اكثر من مجرد الحرب علي المخدرات، سيكون علينا تغيير انفسنا.

عرفت ذلك من مزيج فريد من الاشخاص الذين قابلتهم خلال سفري. بدايه من اصدقاء ”بيلي هوليداي- “ Billie Holiday الذين بقوا علي قيد الحياه، والذين عرفت منهم ان اول مَن بدا الحرب علي المخدرات طاردها وساعد في انهائها. ثم الطبيب اليهودي الذي تم تهريبه طفلاً من الحي اليهودي ببودابست، فقط ليكشف عن اسرار الادمان عندما اصبح رجلا بالغا. وعرفت ايضا قصه تاجر الكراك (نوع من الكوكايين) المتحول جنسياً في بروكلين الذي حملت به والدته المدمنه عندما اغتصبها والده، ضابط الشرطه بمدينه نيويورك. ومروراً ايضاً بالرجل الذي تم تعذيبه واحتجز في قاع بئر لمده عامين بواسطه ديكتاتور، فقط من اجل ان ينتخب الاخير رئيساً لاوروجواي، ويبدا الايام الاخيره من الحرب علي المخدرات.

كان لدي سبب شخصي كي ابدا تلك الرحله. فاحدي ذكرياتي الاولي كطفل كانت محاولتي اعاده شخص ما من اقاربي الي الحياه لكني لم استطع فعل شيء له. منذ ذلك الحين، بدات افكر في غموض الادمان، وما الاسباب التي تجعل بعض الناس يركزون علي مخدر معين او سلوك ما ولا يستطيعون التوقف عنه؟ كيف نساعد هؤلاء في العوده الينا مره اخري؟ عندما كبرت، ادمن شخص اخر من اقاربي الكوكايين، واصبحت علي علاقه بمدمنه هيروين. وبدات اشعر ان الادمان اصبح جزء اساسيا من حياتي.

لو كان احدهم سالنا، قديما، عن اسباب ادمان المخدرات، لكنت نظرت اليه كالاحمق وقلت “مخدرات!”. ليس من الصعب استيعاب ذلك. اعتقد اني رايت ذلك خلال حياتي. يمكننا جميعاً تفسير ذلك. تخيل لو انت وانا والعشرون شخص المارين بجوارنا في الشارع تعاطينا مخدرا قويا لمده عشرين يوما. هناك مواد كيميائيه تجذبنا كالخطاف في هذا المخدر. سنكون شغوفين بشراسه الي تلك الكيماويات، وقد نتحول الي مدمنين. هذا ما يعنيه الادمان.

تاسست تلك النظريه من خلال التجارب التي كانت تجري علي الفئران، وقد بثت تلك الفكره الي عقول الامريكيين خلال الثمانينات من خلال اعلان امريكي شهير لحمله “من اجل امريكا خاليه من المخدرات”. قد تتذكر ذلك. كانت التجربه بسيطه: يتم وضع فار في قفص، مع زجاجتي مياه. الاولي بها مياه فقط والاخري بها ماء ممزوج بالهيروين او الكوكايين. وفي كل مره تجري فيها التجربه، يكون الفار مهووساً بالماء الممزوج بالمخدر، و يعود اليها مرات ومرات، حتي يقتل نفسه.

ويقول الاعلان للناس: “احد انواع المخدرات فقط يتم ادمانه بطريقه كبيره، ويستخدمه 9 من اصل 10 فئران معامل . ويستخدمونه مرارا وتكرارا حتي الموت. انه الكوكايين. وقد يحدث ذلك لك ايضاً”.

اما في السبعينيات، لاحظ استاذ علم النفس، بروس الكسندر، بمدينه فانكوفر الكنديه شيئاً غريباً بخصوص التجربه: الفار يتم وضعه وحيداً في القفص، ولم يكن امامه شيئاً اخر سوي ان يتعاطي المخدر. وتساءل ماذا سوف يحدث لو حاولنا بطريقه مختلفه؟ ولذلك صنع الكسندر حديقه من الفئران، حيث القفص به عشب وكرات ملونه ويوجد افضل طعام للفئران، ويوجد ايضاً انفاق للهروب للاسفل والعديد من الاصدقاء. كل ما يريده الفار في مدينه. واراد اليكسندر ان يعرف ما سوف يحدث انذاك.

في حديقه الفئران، جرب الجميع كلتا الزجاجتين، لانهم لم يعرفوا ما بداخلهما. لكن ما حدث بعد ذلك كان مذهلاً.

لم تحب الفئران التي تعيش حياه جيده المياه الممزوجه بالمخدرات. وتقريبا قاطعوها، واستهلكوا تقريباً اقل من ربع المخدر الذي استهلكته الفئران التي كانت معزوله (في التجربه السابقه). لم يمت اي منهم. بينما كل الفئران التي عاشت وحيده وغير سعيده اصبحت مستهكله شرهه للمخدر حيث لم يتم تهيئه بيئه سعيده لاي منهم.

في البدايه، اعتقدت ان ذلك كان مجرد سلوكا غريبا من الفئران، حتي اكتشفت انه في نفس الوقت التي نفذت فيه تجربه حديقه الفئران، وقع حدث بشري مساعد. كانت حرب فيتنام هي الحدث. وذكرت مجله “تايم” ان الجنود الامريكيين اعتادوا مضغ الهيروين، وهناك دليل قوي يدعم ذلك: حوالي 20% من الجنود الامريكيين اصبحوا مدمنين للهيروين هناك، بحسب ما ورد في دراسه نشرت في  Archives of General Psychiatry . كان رعب الكثير من الناس مفهوماً، حيث كانوا يعتقدون ان الكثير من المدمنين علي وشك العوده الي بلادهم عقب نهايه الحرب.

لكن حسب نفس الدراسه فان 95% من الجنود المدمنين ببساطه قد توقفوا عن تعاطي المخدرات. والقليل منهم دخل في اعاده تاهيل. وتحولوا من قفص مرعب الي اخر سعيد، لذلك لم يتعاطوا المخدر مجددا.

وراي اليكسندر ان هذا الاكتشاف هو تحد عميق لوجتهي النظر السائدتين حول الادمان، حيث تعتقد الاولي اليمينيه ان الادمان هو عباره عن فشل اخلاقي ناجم عن الافراط في حياه المتعه والحفلات. وتري وجهه النظر الليبراليه ان الادمان هو مرض يحدث في عقل تسيطر عليه المواد الكيميائيه. في الحقيقه، راي اليكسندر ان الادمان هو عمليه تكيف وتهيئه. الامر لا يرتبط بك، بل بالقفص الذي انت فيه.

عقب المرحله الاولي من تجربه حديقه الفئران، خطي اليكسندر خطوه اخري في ذلك الاختبار. واعاد التجارب الاولي، حيث تترك الفئران وحيده وتكون مضطره لتعاطي المخدرات. تركهم يستخدمون المخدرات لمده 57 يوماً، الفتره التي ستكون فيها مدمناً. ثم قام باخراجهم من عزلتهم ووضعهم في حديقه الفئران. اراد ان يعرف ماذا سيحدث لو اصبحت مدمناً، واختطف عقلك، فهل ستكون قادراً علي التعافي؟ هل ستستولي عليك المخدرات؟

ما حدث هو امر مذهل حيث بدات تظهر علي الفئران اعراض الانسحاب، ثم توقفوا عن الاستخدام المفرط للمخدر، وبداوا في العوده للحياه الطبيعيه. لقد انقذهم القفص الجيد. (كل المراجع لتلك الدراسات من هنا).

عندما عرفت ذلك اصبت بالحيره. كيف يحدث ذلك؟ فهذه النظريه بمثابه هجوم صريح علي كل الامور التي تم اخبارنا بها، لذا فهي تبدو غير صحيحه. لكن مع مقابله الكثير من العلماء وفحص دراساتهم، اكتشفت اشياء قد تبدو غير منطقيه، الا اذا نظرت اليها من هذا المنظور الجديد.

اليك مثالا لتجربه تحدث من حولك، وربما تحدث لك يوماً ما. لو تم صدمك يوماً ما واصبت بكسور في مفصل الورك، سيكون علاجك المحتمل هو ديامورفين، وهو الاسم الطبي للهيروين. وفي المستشفي من حولك، ستجد العديد من الاشخاص الذين يتناولون الهيروين منذ فتره، لتخفيف الالام.  سيكون الهيروين الذي تتعاطاه بامر الطبيب اكثر نقاءاً و فاعليه من المستخدم بواسطه المدمنين في الشارع، الذين يشترونه من مجرمين عاده ما يغشونه.

اذا كانت النظريه القديمه عن الادمان حقيقيه، وهي ان المخدرات التي تستخدمها تجعل جسدك في حاجه اليها، فمن المفترض ان تغادر الناس المستشفي ويحاولون الحصول علي المخدرات من الشوارع لممارسه عادتهم.

لا يحدث ذلك في الواقع، وهو امر غريب فسره لي الطبيب الكندي، جابور ميت، الذي شرح لي كيف يتوقف مستخدمي الهيروين الطبي عن تناوله رغم مرور شهور علي استخدامه. نفس المخدر يستخدم لنفس المده من الوقت لكنه يترك متعاطي الشوارع في حاله ادمان بائسه بينما يصبح المرضي الذين استخدموه بدون تاثير.

لو مازلت تعتقد ان الادمان سببه هو الوقوع تحت التاثير الكيميائي الدائم، فهذا لا يبدو منطقياً. اما اذا كنت تؤمن بنظريه بروس الكسندر، فستستوعب ذلك. مدمنو الشوارع مثل الفئران في القفص الاول، منعزلين ووحيدين، ولديهم شيء واحد لمواساه انفسهم. اما المريض الذي يستخدم المخدر لغرض طبي فهو مثل الفئران في القفص الثاني. يعود لمنزله حيث المكان ممتلئ بالناس الذين يحبهم. المخدر واحد لكن البيئه هي التي اختلفت.

يعطينا ذلك نظره اكثر عمقاً لفهم الادمان. يري الدكتور، بيتر كوهين، ان الكائنات البشريه لديها حاجه ماسه الي الترابط وتكوين علاقات. ويتعلق الامر بكيفيه الوصول الي الرضا. لو لم يكن بمقدورنا الترابط فيما بيننا، فلن نجد امامنا سوي ان نرتبط باي شئ قد نجده سواء كان صوت عجله الروليت او وخز الابره. يقول اننا يجب ان نتوقف عن الحديث عن لفظ ”الادمان“ بشكل مجمل، وعوضاً عن ذلك نستخدم ”الارتباط“. مدمن الهيروين ارتبط بالهيروين لانه لم يستطع الارتباط بشكل كامل مع اي شئ اخر. ولذا فان مقابل الادمان ليس الاتزان، انما الاتصال البشري.

عندما عرفت كل ذلك، بدات اقتنع ببطء، لكن لم يمكنني التخلص من الشك المؤرق. فهل العلماء الذين يقولون ان الاختطاف الكيميائي لا يصنع فرقاً؟ تم تفسير ذلك لي، يمكن ان تكون مدمناً للقمار، وبالتاكيد لن يعتقد اي شخص انك تحقن دمائك ببعض كروت اللعب. يمكن ان تكون مدمناً دون ان تختطف كيميائياً.

ذهبت الي اجتماع للمقامرين في فيجاس (وقد وافق الجميع علي وجودي وعرفوا انني جئت لاراقب فقط) وكانوا صراحه مثل مدمني الهيروين والكوكايين الذين عرفتهم في حياتي. ولا يوجد ما يختطفهم كيميائياً علي طاوله القمار.

لكن بالتاكيد، سالت عما اذا كان هناك قواعد للمواد الكيميائيه. وتبين ان هناك تجربه تعطينا الجواب بشكل دقيق، و تعلمتها من كتاب ريتشارد دي جراندبر ”عباده العقاقير – The Cult of Pharmacology“.

يتفق الجميع علي ان تدخين السجائر هو العمليه الاكثر ادماناً من حولنا. وياتي الاختطاف الكيميائي في التبغ من خلال المخدر بداخله والمسمي بالنيكوتين. ولذا عندما تم ايجاد لاصقه النيكوتين مع بدايه التسعينيات، كان هناك تفاؤلاً كبيراً. لان مدخني السجائر قد يتخلون عما يختطفهم كيميائياً دون الاثار السيئه والمميته لتدخين السجائر. سيكونون احراراً.

لكن مكتب كبير الاطباء وجد ان 17.7% من مدخي السجائر قادرون علي الاقلاع عن التدخين  باستخدام لاصقه النيكوتين. ويعتبر ذلك لا شئ. فلو كانت المواد الكيميائيه هي سبب ادمان 17.7% من المدمنين، كما يبدو، فمازال هناك الملايين من الارواح تدمر حول العالم. لكن ما توضحه تلك القصه مره اخري هو ان ما تعلمناه حول ان اسباب الادمان ترتبط بالمواد الكيميائيه التي نعتاد عليها هو حقيقي في الواقع لكنه جزء قليل من الصوره الاكبر.

كان لحرب المائة عام علي المخدرات توابع هائله. هذه الحرب التي، حسب ما رايت، تقتل الاشخاص في المراكز التجاريه في المكسيك وحتي في شوارع ليفربول. ومبنيه علي زعم اننا في حاجه الي القضاء علي مجموعه كامله من المواد الكيميائيه لانها تختطف عقول الناس وتسبب الادمان. لكن لو لم تكن المخدرات هي ما يقود الي الادمان فلن يفيد ذلك شيئاً لو في الحقيقه ثبت ان عدم الاتصال مع الناس هو ما يقود الي الادمان.

ومن المفارقات ان الحرب ضد المخدرات قد زادت بالفعل الدوافع التي تقود الي الادمان. فعلي سبيل المثال، ذهبت الي سجن باريزونا –تينت سيتي- حيث يحبس النزلاء في قفص حجري صغير معزولين ويطلق عليه الحفره (The Hole) . ويستمر ذلك لاسابيع واسابيع عقاباً لهم علي تعاطي المخدرات. ذلك يعد اعاده صنع للاقفاص التي صنعت من قبل التي ادت الي موت حتمي للفار المدمن. وعندما يخرج هؤلاء السجناء، لن يستطيعوا العثور علي وظيفه بسبب سجلهم الاجرامي ويضمن ذلك قطيعه اكثر لهم. ورايت ذلك يحدث في القصص الانسانيه التي مررت بها حول العالم.

هناك حل بديل حيث يمكنك بناء نظام مخصص لمساعده مدمني المخدرات علي التواصل مره اخري مع العالم، وبالتالي يتركون ادمانهم وراء ظهورهم.

وذلك يحدث و ليس شيئاً نظرياً ورايته بنفسي. منذ حوالي 15 عاماً، كانت تعاني البرتغال مشكله من اسوا مشاكل المخدرات في اوروبا، مع وجود نسبه 1% من تعداد السكان مدمنين للهيروين. وحاولت الدوله مواجهه ذلك بشن حرب علي المخدرات، واصبح الامر اسوا. لذا قرروا عمل شيء مختلف، فقرروا عدم تجريم كل انواع المخدرات، وبدلاً من استخدام الاموال في القبض علي المدمنين وحبسهم، انفقوها علي مساعدتهم علي التواصل مع انفسهم والمجتمع مره اخري. وكانت الخطوه الاهم هي تامين منازل لهم ودعمهم بالوظائف وبذلك يكون لديهم هدف في الحياه. شاهدت كيف تم مساعدتهم علي التواصل مع مشاعرهم مره اخري عن طريق العيادات المليئه بالدفئ والترحيب، وذلك بعد سنوات من الصدمه والذهول والصمت مع المخدرات.

احد الامثله التي تعلمت منها، كانت مجموعه من المدمنين الذين حصلوا علي قروض لبناء شركه. فجاه اصبحوا مجموعه مرتبطه ببعضها البعض ثم مجتمعاً كل منهم فيه مسؤولاً عن الاخر.

وظهرت نتائج كل ذلك الان. فحسب دراسه مستقله في (the British Journal of Criminology)، وجد انه منذ انهاء التجريم، تراجع الادمان، وانخفض معدل استخدام المخدرات بنسبه 50%. واكرر ذلك: انخفضت نسبه تعاطي العقارات المخدره بنسبه 50%. وبسبب هذا النجاح البارز اصبح هناك عدداً قليلاً في البرتغال ممن يريدون العوده الي النظام السابق في التعامل مع الامر. وكان اكبر من دعا ضد ”عدم التجريم“ هو جواو فيجيروا عام 2000، وهو ضابط الشرطه الاكبر الذي يعمل بقسم المخدرات. وعرض كل التحذيرات الخطيره التي كنا نتوقعها من الدايلي ميل او فوكس نيوز.

لكن عندما جلسنا سوياً في لشبونه، اخبرني ان كل ما توقعه لم يحدث وعبر عن امانيه بان يحذو العالم كله حذو البرتغال.

هذا الامر لا يرتبط فقط بالمدمنين الذين احبهم بل هو متعلق بكل منا، لانه يجبرنا علي التفكير بانفسنا. فالكائنات البشريه هي حيوانات مترابطه. يجب ان نتواصل ونحب بعضنا البعض. كانت الجمله الاكثر حكمه في القرن العشرين هي لادوارد فورستر حين قال: ”فقط تواصلوا“، لكننا صنعنا بيئه وثقافه تمنعنا من الاتصال  او تقدم لنا محاكاه ساذجه له مثل الانترنت. يعتبر الادمان هو احد اعراض مرض اعمق في الطريقه التي نعيش بها. ونوجه انظارنا باستمرار نحو الشئ التالي اللامع الذي سنشتريه اكثر من رؤيه البشر التي تحيط بنا.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل