المحتوى الرئيسى

مدينة العالم القديم

05/22 00:57

تدمر العربيه كانت باديه الشام خلال ثلاثه الاف عام قبل الميلاد؛ هي المعبر الطبيعي للقبائل العربية الجواله القادمه من شبه الجزيرة العربية الي مراكز التحضر في بلاد الشام والعراق. فكانت تمدها بالعنصر البشري اللازم لاكمال وتجديد مسيره التحضر وتطورها الذي انقطع بفعل الغزوات التي تشنها عليها بعض شعوب الاطراف المحيطه بها.

وتدمر هي واحده من المراكز المتاخره تلك.. حيث نمت وازدهرت كمدينه تجاريه بالغه الثراء بين الامبراطوريتين العالميتين الكبيرتين انذاك خلال القرنين الاول والثاني بعد الميلاد. وكانت مدينة الرصافة (دورا أوربس) علي نهر الفرات هي ميناؤها النهري التجاري هناك.. وهي الموقع المتقدم لها قريباً من فارس.

وقد برز من حكام تدمر (اذينه) الذي جري اغتياله في حمص، فاستلمت السلطه بعده زوجته زنوبيا التي سرعان ما راحت تعمل علي التخلص من التبعيه لروما؛ حتي انها تمكنت من السيطره علي سوريا الطبيعيه كلها تقريباً.. لكن جيشها هُزم اخيراً وجُرّت هي (اسيره ملكيه) الي روما.. وفي ما بعد بقليل قامت ثوره اخري في تدمر علي الرومان فقمعت بشده وهدمت اسوار تدمر وسويت بالارض.. واختفت تدمر من سجل الفعل التاريخي في الاحداث.

وتدل الاثار التدمريه الباقيه حتي الان علي الدرجه الكبري من العظمه والثراء التي بلغتها في تلك الفتره الذهبيه؛ فمن اهم اثارها الدنيويه: بقايا شارع الاعمده.. وما يعرف باسم (التترابيل). اما اهم الاثار الدينيه فتتمثل في معبد بل او بعل.. ومعبد «بعل شمين» - (سيد السماوات).

لكن الاهم من اثارها هي: المدافن التي ما زال الكثير منها قائماً علي شكل ابنيه طابقيه يحوي كل منها عدداً من القبور في كل حائط.. ومن ابرزها مدفن الاخوه الثلاثه. ومن اهم ما في المدافن: الالواح الحجريه الجنائزيه النافره المنحوته من الحجر شبه الرخامي.. وبعض تلك الالواح موجود في (الجناح التدمري) من متحف دمشق الوطني.. وبعض اخر موجود في متحف تدمر الذي انشئ في معبد بل.

ويظهر من تلك المدافن ولع التدمريين باظهار مكانتهم وثرائهم بالاهتمام غير العادي بتلك القبور وبما يمكن ان نسميه: محاوله تخليد الذكر بعد الموت. واذا كانت صالحيه الفرات تحوي كنيساً يهودياً؛ يحتفظ متحف دمشق منه بلوح الاسباط والاعين التي فجرها النبي موسي (ع) وهو ما يدلّ علي وجود يهود هناك مارسوا العمل التجاري.. فانه بالمقابل لا يوجد اي اثر يدل علي وجود اليهود في تدمر ذاتها؛ واذا وجد فيها بعض اليهود فانهم لم يكونوا ذوي اثر في حياتها العامه.

وبالتالي، فان ما يشيعه الصهاينه الان عن (يهوديه تدمر.. ويهوديه زنوبيا خصوصاً) هو برمّته امر مثير للسخريه، ويقع ضمن جمله الادعاءات الصهيونيه التلفيقيه ذات الغرض الاستيطاني القائم علي الدجل التاريخي.

فلقد كانت هناك، حسب الوثائق، قبيلتان عربيتان تتنافسان علي السلطه في تدمر.. وبالتالي لم يكن من المسموح لمن يتولي مقاليد السلطه فيها ان يكون الا منهما. فلقد كانت هناك، حسب الوثائق، قبيلتان عربيتان تتنافسان علي السلطه في تدمر.. وبالتالي ما كان من المسموح لمن يتولي مقاليد السلطه فيها ان يكون الا منهما.

والمعروف تاريخياً ان القائد الروماني «طيطوس» قد هدم الهيكل الذي اقامه المكابيون في زمن السلوقيين.. وشرد غالبيه اليهود الذين لجاوا الي اليمن وبعض الناطق في شمال غرب شبه الجزيره.. بينما توزع الباقون حيث وجدوا الامان.

معابد تدمر هي معابد تحمل اسماء الارباب في الديانات العربيه القديمه.. كما ان المدافن ذات السمات الفريده في العالم تناقض كل المناقضه انعدام وجود اي تصور في (اليهوديه) لنهايه العالم وما بعد الموت.. وبالتالي لا يمكن ان تكون تلك الحفاوه بمدافن الاموات ذات صله باليهود.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل