المحتوى الرئيسى

هل يعود العراق إلى العنف الطائفي؟

05/21 19:43

لم يكن الاحتقان الطائفي في المنطقه العربيه ظاهرا، قبيل صعود ما سمي بالثورة الإسلامية في ايران، فلم يسجل التاريخ نزاعات بين الطائفة السنية والشيعيه بشكل مباشر، الا من خلال بدايه المد الإيراني في المنطقه، خصوصا في العراق.

بعد سقوط حكم الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، بدا تكشف النزعه الطائفيه عمليا، بعد سيطره تامه لحزب "البعث" علي البلاد لاكثر من 40 عاما، واجه فيه حربا استمرت 8 سنوات مع ايران، ما بعد الثوره الخمينيه، اضافه لانتفاضه شيعيه في عام 1991، سرعان ما تمكن صدام من اخمادها.

وشهد العراق بعد الغزو الامريكي في ابريل/نيسان 2003، بوادر ثار وقتل بحق ضباط عراقيين من قبل ايران، بسبب مشاركتهم في الحرب ضد طهران في الثمانينيات من القرن الماضي، ليظهر في ظل ذلك دور واسع لتنظيم القاعده في بلاد الرافدين، وكانت جل عملياته فيما بعد ضد الشيعه والصحوات التي حاربته في الانبار.

وفي 22 فبراير/شباط 2006، استهدف مسلحون ضريح "الامامين علي الهادي والحسن العسكري" في مدينه سامراء، شمال العاصمه بغداد، الذي يتمتع بقدسيه لدي الطائفة الشيعية، الامر الذي ادي الي حرب طائفيه دمويه بين الشيعه والسنه، كانت ابرزها عمليات التصفيه الطائفيه في بغداد من خلال ميليشيات مجهوله، وفرق سميت بفرق الموت في احياء بغداد.

وبعد تفجير القبه الخاصه بالضريح في سامراء، تجمع الالاف من اهالي مدينه في الساحه المحيطه بالمرقد، وتحول لاحتجاج علي الاعتداء، عقب ذلك تعرض احد المساجد السنيه في بغداد لهجوم من قبل مسلحين شيعه غاضبين علي عمليه التفجير.

عمت الفوضي والغضب مدن جنوب ووسط العراق، وخرج الالاف من الشيعه بمظاهرات كبيره، وخرجت قوات جيش المهدي في مدينه الصدر الي الشوارع بالزي الاسود، اضافه علي حمل الرايات السوداء، وترديد هتافات مندده بمن وصفوهم بالبعثيين والوهابيه والنواصب.

وبدات الفوضي تتوسع في البلاد، وتكررت عمليات احراق مساجد سنيه وهدمها واعمال القتل عشوائي في بغداد وما حولها، فقد اشارت احصائيات رسميه في تلك الفتره الي ان العشرات من المساجد السنيه تعرضت للهجوم، كما قتل عدد من الائمه في المساجد وخطف اخرين.

وتوسع الامر الي عمليات اختطاف وتعذيب للسنه في مدينه البصره، جنوبي البلاد، وتدمير مرقد تابع للسنه في المدينه، اجبر السلطات الي فرض حظر تجوال شامل في البصره.

كما حدثت اعمال تهجير قسريه في بعض المناطق، وقام مسلحون سنه باطلاق صاروخين علي مرقد سلمان الفارسي، في المدائن، ما تسبب في اضرار بالغه للمرقد.

تقول المحلله السياسيه العراقيه، جمانه الوردي، لـ"دوت مصر"، "في ظل الاوضاع التي تشهدها محافظات الموصل وصلاح الدين والانبار، ودخول ما يعرف بميليشيا الحشد الشعبي الي تكريت، هذا الامر قد يثير النعرات الطائفيه والاضغان الطائفيه بين اطياف الشعب العراقي في ظل الممارسات والانتهاكات من قبل الحشد بعد تحرير مدينه تكريت.

وتتابع جمانه، من العاصمه بغداد، "تسليح العشائر السنيه في العراق قد يهدئ من غضب الشارع السني ومدينه الانبار، خصوصا ان هذا المطلب قديم، طالبت به العشائر في عهد نوري المالكي، ومنذ ايام تم تسليح 1000 شخص من مقاتلي الانبار يشاركون مع القوات الامنيه العراقيه المشتركه في معركه تحرير الرمادي، فعمليه التسليح قد تساهم كثيرا في اطفاء نار الطائفيه، اذا ما قورنت بالاسلحه التي يتسلح بها عناصر الحشد الشعبي".

وبينت الوردي، ان التطورات السياسيه جاءت متسارعه بعد ان شهدت الحكومه بغداد المركزيه انتكاسه الرمادي، وعادت لتحث الخطي في مجلس النواب العراقي، الذي يسعي لاقرار قانون الحرس الوطني خلال الفتره المقبله، وهذا القانون من شانه اعاده اللحمه داخل البيت العراقي".

من جانبه، يقول استاذ الاعلام الدولي بجامعه بغداد، كاظم المقدادي، لـ"دوت مصر"، "لا اعتقد ان الوضع حالي شبيه بوضع عام 2006، في ذلك الوقت كان هناك حوادث طائفيه عديده، منها تدمير مرقد الامامين العسكريين، هذا الحادث وحده كان له بعد طائفي، مع ذلك تمت السيطره علي الحادث، رغم ان الاحداث استمرت سنه كامله".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل