المحتوى الرئيسى

قلب العالم على آثار تدمر وقلوب السوريين على سجنها المرعب.. هل تكشف سيطرة داعش حقيقة مجزرة طالت الإخوان المسلمين؟

05/21 16:20

دبي، الامارات العربيه المتحده (CNN) -- مع سيطره قوات تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" علي مدينة تدمر السوريه، برز اهتمام دولي باثار المدينه التي قد تكون مهدده بالتدمير علي غرار اثار اخري وقعت تحت يد التنظيم بسوريا والعراق، ولكن بالنسبه للكثير من السوريين وكذلك اللبنانيين والفلسطينيين، ارتبطت تدمر بذكري مرعبه لا تتعلق ببقايا حضارات قديمه فحسب، بل بسجن مثير للرعب يشكل رمزا للتاريخ الدموي للنظام وموقعا لمجزره قتل فيها المئات من الموقوفين الاسلاميين.

وتشكل مدينه تدمر نقطه حيويه للمواصلات السوريه مع المناطق الواقعه شرق البلاد، وهي الحاضره الاكبر في البادية السورية الشاسعه وتتبع اداريا لمحافظه حمص، وتبعد قرابه 200 كيلومتر عن العاصمه دمشق، وقد شهدت منذ العقد السادس من القرن الماضي افتتاح سجن عسكري تحول مع الوقت الي واحد من رموز فتره الرعب التي عاشتها البلاد.

والسجن يخضع لاشراف الشرطه العسكريه وهو غير بعيد عن المطار جنوب المدينه، وقد استخدم علي نطاق واسع منذ سيطره حزب البعث علي السلطه من اجل سجن المعارضين السياسيين من اسلاميين وعلمانيين في ظروف بالغه الصعوبه والقسوه.

وتشير المعلومات الي ان سجن تدمر شهد احد اكبر المجازر التي وقعت في البلاد، وذلك في 27 يونيو/حزيران 1980، وذلك في عمليه انتقام واسعه نفذتها قوات عسكريه مواليه للنظام بعد محاوله فاشله لاغتيال الرئيس السوري الراحل، حافظ الاسد، اتهمت بتنفيذها جماعة الأخوان المسلمين.

وتقول منظمه هيومن رايتس ووتش في تقرير سابق لها، ان العمليه من تنفيذ فرق عسكريه خاصه تحت قياده رفعت الاسد، شقيق الرئيس الراحل، والذي شن حمله انتقاميه ضد سجناء في السجن العسكري في تدمر الذي كان يُحتجز فيه العديد من الاسلاميين. وتم ارسال جنود من الفرقه الخاصه الي السجن وهناك فتحوا النار علي السجناء.

وتضيف المنظمه: "ورغم انه لم يتم نشر اي تقدير محدد، قُدّر عدد القتلي في مجزره تدمر بـ 600 شخص. وقال ميشال سورا، وهو خبير سوري اختطف وقُتل في لبنان سنه 1985، في كتابه "الدوله الهمجيه" ان تحليلا اجرته الاجهزه الامنيه كشف ان عدد الضحايا بلغ 1181 ضحيه."

وبحسب روايات المعارضين السوريين الذين عاصروا تلك الاحداث، فقد وصلت قوات مسلحه عبر مروحيات الي مطار المدينه ثم اقتحمت السجن وقتلت السجناء في زنازينهم بالرصاص والقنابل، وقام العناصر لاحقا بدفن الجثث للتخلص من اثار المجزره.

اما الناشط الحقوقي السوري، وليد سفور، فقد ذكر في مقال سابق له انه رغم محاوله السلطات السوريه اخفاء المجزره الا ان الستار انكشف " عندما اعتقل جهاز الامن الاردني مجموعه من العناصر المسلحه في 31 يناير/كانون الثاني 1981 الذين ارسلتهم السلطات السوريه لاغتيال رئيس وزراء الاردن الاسبق مضر بدران، وتبين اثناء التحقيق معهم ان عنصرين منهم شاركا فعلاً في مجزرة سجن تدمر، واعترفا بتفاصيل المذبحه، التي تابعها الشعب السوري والعالم عبر التلفزيون الاردني."

وجاء في الاعترافات للعناصر المسلحه السوريه علي التلفزيون الاردني ان اشاره البدء اعطيت لعناصر سرايا الدفاع (بقياده رفعت الاسد، شقيق الرئيس السوري،) "فانطلقت الالات الناريه تصبّ وابل الحمم علي المعتقلين العزل الابرياء، والقيت عده قنابل، واستخدمت بعض قاذفات اللهب مع اطلاق النار الكثيف في كل من الباحات الثلاث، علي حين تعالت اصوات المعتقلين بهتافات: الله اكبر."

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل