المحتوى الرئيسى

متحف للأبنودي في الإسماعيلية

05/21 12:17

عندما اشتد المرض بشاعرنا العامي الكبير عبد الرحمن الابنودى فانه اختار مدينة الإسماعيلية موطنا يستشفي فيه من الامه، وقد خصها بهذا الفضل الذي سوف تذكره له الاسماعيليه دائما. اسماعيليه الابنودي!

في اوروبا يضعون لوحات تذكاريه علي البيوت التي اقام فيها كبار الادباء والشعراء وتصبح مزارا سياحيا، وما زلنا حتي اليوم نزور البيت الذي اقام فيه شاعر الكوميديا الإلهية دانتي اليجييري في فلورنسا.

وفي زياره لي لمدينه بيسكارا الايطاليه كان ضمن برنامج الزياره بيت كاتبها الكبير جبراييلي دانونتسيو الذي تحول الي متحف بديع تستطيع ان تدخله وتعيش مع الاديب رحله حياته، وسط مكتبته وملابسه وسريره ومخطوطاته. وهذا المتحف يدر دخلا كبيرا علي المدينه كلها.

وبيت الابنودي هو المكان الوحيد في قرية الضبعية الذي عاش فيها سنوات عمره الاخيره ويحتفظ بذكرياته ومخطوطات اعماله بخط يديه. وقبل فوات الاوان، وقبل ان تعمل الاله الجهنميه علي استغلال عواطف الناس المحبه للشاعر الكبير، وتنفق ملايين الجنيهات فيما لا طائل منه، فاننا نقترح تحويل بيت الابنودي الي متحف ومزار لقاصدي المدينة الجميله. الان وليس غدا، لنبدا علي الفور في تحويل البيت الذي لا تزال انفاس الابنودي ساخنه فيه، الي متحف، بتثبيت الوضع الحالي، والحفاظ علي مكونات البيت، وتعويض اهله واصحابه تعويضا مناسبا، وليتنا نبني الي جواره دارا للشعر العامي يستضيف مهرجانا سنويا لابداع الشعر العامي والشعبي. لن ابالغ عندما اؤكد ان فضل الابنودي علي الشعر العامي في العالم العربي ليس له حدود، فيكفي انه هو الذي ناضل لكي يتم الاعتراف الرسمي به شعرا جديرا بالافتخار به، وتكوين لجنه الشعر العامي في المجلس الاعلي للثقافه، وهو كان وراء اعتبار ملحمه ابي زيد الهلالي الشعبيه من التراث الانساني الذي تحافظ عليه اليونسكو.

ولتخصص ارباح اداره المتحف لترجمه اعماله الي اللغات الاجنبيه، الي جانب روائع الشعر العامي الاخري لعباقرته المصريين ابتداء من بيرم التونسي وفؤاد حداد وصلاح جاهين واحمد فؤاد نجم.

ربما بهرتني فكره متحف الابنودي حينما زرت بيت شاعر الكوميديا الالهيه دانتي اليجييري في مدينه فلورنسا. هذا البيت العتيق من قبل بدايه عصر النهضه الذي يحتوي علي تفاصيل كامله عن حياته ومعيشته وملابسه وبعض المخطوطات بخط يديه مزينه داخل فترينات زجاجيه. حتي الريش التي كان يكتب بها والاحبار التي كان يستعملها في كتابته، كل شيء من مكانه وحوله هاله الابداع وعبق التاريخ.  اعتقد ان فكره متحف الابنودي افضل مكان له بيته في قريه الضبعيه بضواحي مدينه الاسماعيليه لنجمع فيه كنوزه الادبيه والثقافيه ومقتنياته الشخصيه وصوره التذكاريه والاوسمه والنياشين التي حصل عليها طوال رحلته الادبيه. 

ان الابنودي هو احد الاصول الثابته للدوله المصريه، لانه ثروه قوميه متجدده ولا تفني، وابيات شعره وقصائده تحكي ملحمه مصر الحقيقه لاكثر من نصف قرن عاشها الراحل الابنودي باسلوبه الخاص ولغته المميزه المزدانه بلهجته الصعيديه، التي اخترقت قلوب الملايين من محبيه، لفرط جمالها ولانها تحكي نبض الشارع المصري، بكل تنويعاته، في القريه وفي الكفور والنجوع. وكلماته تغني بها عمالقه الفنانين ايام الزمن الجميل.

ليس لي الا ان اطالب زوجته وابنائه والمسئولين عن الثقافه المصريه، والثقافه في الاسماعيليه، واوجه اليهم النداء بان يكون بيت الابنودي في قريه الضبعيه حيث ترفرف روحه فيه دائما المتحف الحقيقي للشاعر الراحل عبد الرحمن الابنودي باعماله وتاريخه الادبي التي تحوي دواوينه الشعريه اضافه الي مخطوطات ومسودات لاشعاره بخط يده. والاعمال التي غناها ولحنها اغلب المطربين في ايام الزمن الجميل مثل عبد الحليم حافظ وشاديه وفايزه احمد ونجاه الصغيره وورده وصباح ومحمد رشدي ومحمد منير، علي ان يحوي بيت الابنودي الي تسجيلات صوتيه بصوته. ولابد ان يكون هناك جناح خاص يحوي اجمل مقتنياته من اللوحات الزيتيه والتحف والصور الفوتوغرافيه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل