المحتوى الرئيسى

المصريون يحتفلون بـ«سيد شباب أهل الجنة».. بكى النبي عند مولده وسماه بـ«الحسين» بأمر من الخالق

05/21 09:35

المصريون يحتفلون بمولد سيد شباب أهل الجنة - 3 شعبان.. مولد الحسين رضي الله عنه - النبي الكريم بكي لمولده واذن في اذنه اليمني - امر الخالق الرسول بتمسه حفيده بالحسين - وصول راسه من عسقلان الي مصر عام 548 هجريه -استشهد في كربلاء في العاشر من المحرم سنه 61 هـ

يبدا اليوم الاحتفال بمولد سيدنا الحسين بن علي -رضي الله عنهما-، ويفد الالاف من احباء ال البيت الي القاهره قادمين من جميع محافظات مصر، للتبارك بمولد سيد شباب اهل الجنه الذي يحمل مكانه خاصه في قلوب المصريين.

ويحتفل المصريون بالإمام الحسين، مرتين في العام الاولي، بميلاده الموافق 3 شعبان من العام الهجري، والثاني في ربيع الثاني وتمتد تلك الاحتفالات لمده اسبوعين، وولد الامام الحسين -رضي الله عنه- في الثالث من شهر شعبان السنه الرابعه من الهجره، واستشهد في كربلاء في العاشر من المحرم سنه 61 هـ.

ويحضر كل عام شيخ المنشدون، ياسين التهامي، ليشدو بصوته مع ابنيه المنشدين ايضًا، محمد ومحمود، فتتمايل معه القلوب قبل الاجساد في حلقات ذكر صوفيه تاخذ "اهل الحضره" الي عالم اخر.

شهد رسول الله صلی الله عليه واله وسلم، البشري بميلاد الامام الحسين في الثالث من شهر شعبان المبارك في السنه الرابعه، فاسرع النبي الكريم الی دار علي بن ابي طالب والزهراء رضي الله عنهما، فقال لاسماء بنت عميس: يا اسماء، هاتي ابني، فاستبشر -صلي الله عليه وسلم- وضمَه اليه واذن في اذنه اليمنی واقام في اليسری ثم وضعه في حجره وبکی، فقالت اسماء، فداك ابي وامي ممَ بکاؤك؟ فقال -صلي الله عليه وسلم-: من ابني هذا.

وقالت: انه ولد الساعه. فقال -صلي الله عليه وسلم-: يا اسماء تقتله الفتنه الباغيه من بعدي، لا انالهم الله شفاعتي، ثم تلقی الرسول الاکرم -صلي الله عليه وسلم- امر الله تعالی بتسميه وليده المبارك فالتفت الی علي -رضي الله عنه- قائلا: سمَه حسينا.

ويرجع احتفال المصريين في الثلاثاء الاخير من ربيع الاخر، الي ذكري استقرار راس الحسين في مسجده الحالي بالقاهره، بعد وصوله من عسقلان في العهد الفاطمي، وتحديدا في عام 548 من الهجره، وهو احتفال لا يقوم به اي مسلم غير المصريين، لانه "مولد" خاص بهم، فيقول عنه دراويش الصوفيه انه "ذكري ميلاد المصريين بوجود الحسين بينهم".

وتعود رحله نقل راس "الحسين" بمصر الي قصه طويله، عندما تزينت مصر وتجملت واضيئت المصابيح شوقًا لحضور راس "الحسين" حفيد رسول الله صلي الله عليه وسلم، وكان ذلك مع منتصف العام الثامن والاربعين بعد المائه الخامسه من الهجره.

ويحكي ان الوزير الفاطمي الصالح طلائع خاف من الصليبيين ان ينتهكوا حرمه قبر راس "الحسين" بعسقلان، والتي استقرت به بعد قرابه نصف القرن من موقعه كربلاء، عام 61 هجريًا، حيث طاف قتله الحسين رضي الله عنه براسه الشريفه علي اسنه الرماح.

وذهب بها "شمر بن ذي الجوشن" الي يزيد بن معاويه في الشام، لينال مكافاته بولايه احدي المدن الاسلاميه، فامعن يزيد في فعلته الشنعاء وعلق الراس علي ابواب منازل المشتركين في المعركه بدمشق ليرهب الناس.

ووجدت الراس بخزائن السلام بدمشق بعد وفاه يزيد، وذلك بعد الطوفان بها المدن الاسلاميه لتستقر بعسقلان، ودفنت هناك في تلك المدينه الساحليه بفلسطين، حتي تكون بعيده عن مناصريه، فاستقرت هناك قرابه الخمسه قرون، حتي اشتد وطيس الحملات الصليبيه علي فلسطين، فخاف الصالح طلائع فاوعز النصح للخليفه الفائز، واجزل في نصحه له بالتفاوض مع بلدوين الثالث قائد الحمله الصليبيه علي عسقلان بدفع مبلغ مالي كبير مقابل الحصول علي الراس الحسين واعاده دفنها بمصر.

وبعد عده جولات اتفق ابن طلائع علي ان يدفع الفاطميون ثلاثين الف قطعه ذهب (دينار) مقابل الراس الشريفه، وذهب الامير الافضل ابن امير الجيوش بدر الدين الجمالي، فوقف علي القبر حتي استقر عند الراس الشريفه فحملها علي صدره من عسقلان في يوم الاحد الثامن من جماد الاخر، لتصل يوم الثلاثاء العاشر من نفس الشهر الموافق العام 548 الموافق يوم 31 اغسطس عام 1153 ميلاديا.

وسار بها في موكب مهيب وفي اليوم المشهود خرج السلطان الفائز بصحبه الصالح طلائع لاستقبال الراس الشريفه عند مدخل مدينه الصالحيه، واجلالا لشرف الاستقبال قام المصريون بخلع نعالهم حتي لم يكن بينهم من كان مرتديا نعله وذلك زياده في اجلال وتقديس الراس.

وعلي الفور جرت مراسم التسليم الشريفه عند حدود الصالحيه ليحملها الموكب السلطاني وتوضع في كيس من الحرير الاخضر وتحمل علي كرسي من الابانوس وتسير ويسير خلفها كل من فيه الروح بارض مصر فرحين مهللين مكبرين من الصالحيه وحتي بوابه مسجد طلائع الذي كان تحت الانشاء حيث تم بناؤه خصيصًا لتدفن به راس الحسين رضي الله عنه.

وسادت احتفالات المصريين بقدوم الراس اياما وليالي حتي استقرت بمسجد طلائع في كيسها الحريري الاخضر الذي بناه، حيث امر ابن طلائع ببناء المسجد خارج القاهره وفي الجهه الشرقيه المقابله لباب زويله وكان المسجد قد بني لترقد به الراس ناظره علي بوابه القاهره القديمه.

واخيرا تدخل من بوابه المسجد الي ساحته فتوضع علي لوح من خشب معطره بالمسك واطيب العطور الزكيه، وما زالت تلك الخشبه موجوده اعلي واجهه المسجد من الداخل، ويعرفها جيدًا اهالي الدرب الاحمر بالقاهره بمغسله سيدنا الحسين، ولكن بيت الحكم الفاطمي بمصر لم يرض ان تدفن الراس الحسينيه بعيدًا عن مقر الحكم حتي استقر الامر بان تغسل الراس في مسجد طلائع وتدفن في قصر الزمرد.

ويحكي انه من اسباب قطرات الدماء الموجوده عند الباب الاخضر والمنسوبه لسيدنا الحسين، فانها ترجع الي ان حاكم عسقلان ورسل الخليفه الفاطمي، حينما حفروا لاستخراج الراس من مرقدها، وجدوا دماءها لم تجف رغم انه مر علي دفنه بعسقلان قرابه 500 سنه.

وبعد الاتفاق بين طرفي الحكم بمصر تم الحفر بقصر الزمرد، اسفل قبه الديلم اسفل دهليز باب الخدمه بقصر الزمرد عند الباب الاخضر والمعروف حاليًا بالمئذنه القديمه لمسجد الحسين، وذلك لاتمام اجراءات نقل الراس بعد مكوثها بمسجد طلائع، حيث تم وضع راس سيدنا الحسين في الكيس الحريري، ووضعت علي كرسي من الابانوس، وكان ذلك عام 549 هجريا ليصبح ذلك اليوم احتفالا لدي شعب مصر، معروفا عند الجميع بمولد سيدنا الحسين.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل