المحتوى الرئيسى

فيلم جراد البحر: "أحد أفضل أفلام مهرجان كان" - BBC Arabic

05/20 21:27

يدور ذلك الفيلم الخيالي الساخر حول فكره التعارف بين الجنسين، ويتحول فيه البشر الي حيوانات خلال فتره محدده ان لم يرتبط كل اثنين منهما معا.

الصحفي الفني نيكولاس باربر يوضح لنا السبب وراء اعتبار البعض لفيلم "ذا لوبستر" (او جراد البحر) انه من افضل افلام مهرجان كان السينمائي.

شاهدنا حتي الان في مهرجان كان السينمائي الممثل توبي جونز وهو يحتضن برغوث عملاق في فيلم "حكايه من الحكايات". وفي فيلم "ماكس المجنون: طريق الغضب"، شاهدنا الممثل توم هاردي وهو يقضم سحليه ذات راسين بصوتٍ عالٍ.

الا ان اياً من الفيلمين لم يكن غريباً بالكليه او بهذا الشكل المزعج مقارنه بفيلم "جراد البحر".

يعد فيلم "جراد البحر" كوميديا جاده، ويعكس اصداء لافكار جورج أورويل، و كافكا، و كوبريك. انه ثالث فيلم يخرجه ويشارك في كتابته المخرج اليوناني يورغوس لانثيموس، صاحب فيلم "الناب".

لكن فيلم "جراد البحر" هو اول افلامه باللغه الانجليزيه، كما انه اول فيلم له يضم اسماء ممثلين كبار من امثال "كولين فاريل"، و"ريتشل وايز"، و"جون ك. رايلي" و"بن ويشا".

عندما جري الاعلان عن فكره الفيلم، راود بعض النقاد السينمائيين القلق من عدم نجاح تلك الفكره السرياليه اليونانيه المميزه للمخرج لانثيموس عند ربطها بمثل هذه الاسماء الشهيره للممثلين. لكن تبيّن ان مخاوفهم كانت في غير محلها، فقد حظي مخرج الفيلم بدعم مجموعه مثاليه ومنظمه في ادائها.

ويغلب طابع التشابك والارتباك علي الفيلم، مثل الافلام السابقه للمخرج لانثيموس. لكن الفيلم يتناسب تماما مع تراث افضل الاعمال الفنيه العبثيه في بريطانيا، مثل فيلم "مونتي بايثون"، و"السجين"، و"القطار الكبير" و فيلم "جام" للمخرج كريس موريس.

وفي هذا الفيلم الجديد، يخفي الممثل "فاريل" نجوميته من خلال الظهور ببطن كبيره، وشارب كثيف، وشخصيته التي لا تبعث علي الارتياح علي الدوام. وهو يلعب دور رجل ايرلندي تركته زوجته للتوّ، وكان عليه وفقا لقانون الفيلم ان يعود الي المواعده ليجد شريكه اخري.

وهذا يعني، في الواقع المرّ لذلك الفيلم، ان عليه اتباع قواعد منظمه بشكل صارم في هذا الاطار. بدايهً، يُنقل فاريل الي فندق ساحلي من الطراز القديم، وهو مكان رتيب يبدو عليه انه غير مناسب طيله ايام السنه.

وعندما تسجل موظفه الاستقبال نظامه الغذائي المفضل، تواصل توجيه اسئلتها لتحديد ميوله الجنسيه؛ وبعد سماعه عدم وجود اشخاص مثليّي الجنس ضمن القائمه في الفندق، - والتي عليه ان يختار شريكا او شريكه منها- يتوقف فاريل طويلاً وهو قاطب الجبين.

ثم لا يجد مفرا من اختيار خانه "افضل الجنس الاخر"، بطريقه مضحكه، تماما كما كان يفعل في فيلمه السابق "في (مدينه) بروج".

وتظهر مديره الفندق اوليفيا كولمان كانسانه مباشره وصريحه، وتذكر له بسرعه احكام وقواعد اللعبه، واهمها ان امام "فاريل" 45 يوماً فقط ليجد شريكه حياته المناسبه من بين نزلاء الفندق. بامكانه ان يكسب اياماً اضافيه في مطارده الفتيات العازبات اللاتي يختبئن في الغابات المجاوره.

اما اذا لم يرتبط مع ايه نزيله في الفندق بعد انتهاء فتره مكوثه فيها، فانه سيحوّل الي حيوان حسب اختياره. يختار "فاريل" ان يكون من جراد البحر، فهو في نهايه المطاف يحب السباحه.

تعجب مديره الفندق من اختياره. فاكثر الناس يختارون الكلاب، حسبما علّقت، وهذا هو سبب وجود الكثير من الكلاب في عالمنا.

مع كل ذلك الجنون والخيال في الفيلم، فانه ليس الا نقداً بارعاً للضغوط الاجتماعيه التي نقع تحتها جميعاً لاقامه علاقات فيما بيننا، اضافه الي المكر وخداع النفس الذي يلجا اليه بعضنا نتيجه لذلك.

في العالم الاستبدادي للفكره، لا يُسمح لنزلاء الفندق بان يلتقي احدهم باخر ما لم يشتركا في "صفه محدده". لكن يمكن لهذه الصفه ان تكون عشوائيه، مثل عرج طفيف اثناء المشي، او ولع مشترك باكل البسكويت. وفي واقعنا الذي نعيشه نحن، يُعقد الزواج علي اسس اضعف من هذه.

لكن مع هذا القول، لا اعتقد ان فيلم "جراد البحر" يخاطر بالوقوع في فخ السخريه الرتيبه والمباشره. اذ تكمن عبقريه الفيلم في طريقه تشاؤمه، وانعدام العاطفه فيه تجاه فكرته العظيمه مع بساطتها.

في ذلك الفيلم، تُنطق الجمل بهدوء وبطابع رسمي، ولا يُظهر الممثلون اطلاقاً اي بادره تدل علي تفاهه الحاله التي يمرون بها. فلا ينصدم احد عند سماعه تعليمات وقواعد اللعبه عندما تذكرها لهم مديره الفندق، حتي عندما تطلب منهم ان يضعوا اياديهم في جهاز كهربائي لتحميص الخبز. الكلّ قد تعود علي سير الاحداث كما هي.

حتي عندما يتجول جملٌ ما بين الممثلين، لا يتحرك جفن احد منهم. وبالتالي، يُترك الامر للمشاهد لكي يستغرب من ذلك الحيوان ذو الحوافر وسيء الحظ الذي مرّ من هناك.

ولكن حذارِ، فذلك الفيلم يعرض مشاهد مروعه متتاليه، لكنها منفصله عن الحدث وبشكل متعمد. كما ان تناول الاعمال الوحشيه في الفيلم، دون ظهور اي مبالاه علي وجوه الممثلين، يزيد من الفاجعه في تلك المشاهد المروعه. وبعض لقطات النصف الثاني من الفيلم قويه جدا، لدرجه قد لا يتحملها البعض.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل