المحتوى الرئيسى

المشروع الجهادي في اليمن: المسار والتحولات

05/20 19:34

يولي تنظيم القاعده اهتماماً خاصاً لليمن، فمنذ تاليف المنظر الابرز لتنظيم القاعده ابو مصعب السوري كتابه "مسؤوليه اهل اليمن تجاه مقدسات المسلمين وثرواتهم"، عمل التنظيم علي ايجاد بيئه مناسبه له في اليمن، ويرجع هذا الاهتمام الخاص باليمن لاسباب عديده لعل اهمها العامل الديني المتمثل بالاحاديث النبوية التي تتحدث عن الملاحم واحداث اخر الزمان فتعطي اليمن مكانه فيها، ولعل ابرزها: "يخرج اثنا عشر الف من عدن ابين ينصرون الله ورسوله"، اضافه لذلك يعد العامل الجغرافي والثقافي سبباً هاماً في هذا الاهتمام، حيث توفر البيئه اليمنيه القبليه ما قبل الحديثه حاضنه مناسبه للمجاهدين.

وقد مر العمل الجهادي في اليمن بمراحل متعدده حتي انتهي الي شكله الحالي، فمنذ عوده المجاهدين من افغانستان في منتصف التسعينات الي اليمن وحتي اعلان "قاعده الجهاد في جزيره العرب"، عرف التنظيم عده تحولات حتي انتهي الي شكله الحالي، ونسعي فيما يلي الي تسليط الضوء علي المرحله الاخيره للتنظيم والتي اندمج فيها فرعا اليمن والسعوديه عام ٢٠٠٩.

يعد  تنظيم القاعده في جزيره العرب الفرع الاكثر خطوره وحيويه من بين فروع القاعده في العالم بحسب تصنيف وزاره الخارجيه الامريكيه لعام 2013، حيث لا يزال هذا الفرع يتبني اجنده واستراتيجيه القاعده الاولي في استهداف العدو البعيد ممثلاً بامريكا والغرب، كما ان التنظيم والذي يتخذ من جنوب ووسط اليمن مقراً له يتواجد في بيئه مناسبه ومثاليه بعيداً عن السلطه المركزيه وفي مناطق جبليه ومعقده وفي دوله باتت تصنف علي انها دوله فاشله ما يصعّب عمليه الوصول الي قادته واعضائه.

واخذ التنظيم فاعليهً اكبر منذ اندماج فرعي القاعده في كل من السعوديه واليمن في بدايات عام 2009  -وذلك علي اثر حمله مركزه استهدفت فيها السلطات السعوديه عناصر تنظيم القاعده في اراضيها ما دفعهم الي اللجوء الي اليمن حيث تغيب القبضه الامنيه المحكمه والمركزيه في السلطه ما يتيح لهم مساحه اكبر للتحرك والتخطيط- وقد تولي زعامه التنظيم المدمج اليمني  ناصر الوحيشي المعروف بابي بصير، وفور دمج التنظيمين فيما بات يعرف "بتنظيم القاعده في جزيره العرب"، اخذ الفرع الجديد يطور تكتيكات عسكريه مبتكره اقلقت الاداره الامريكيه وجعلتها تضعه علي راس اولوياتها في برنامجها  لـ "مكافحه الارهاب".

ففي العام ٢٠٠٩ تمكن التنظيم من صناعه عبوه ناسفه ذكيه للنيجيري عمر الفاروق خباها تحت ثيابه واستطاع السفر بها من اوروبا الي ديترويت دون ان تتمكن اجهزه الرقابه في المطارات من اكتشافها، لكن العمليه فشلت في نهايه المطاف لعدم تمكنه من تفجيرها ما ادي الي القبض عليه ومحاكمته في امريكا والحكم عليه بالسجن مدي الحياه، كما كرر التنظيم هذه المحاوله في العام ٢٠١٠ وذلك عبر ارساله طرود مفخخه الي الولايات المتحده الا انه تم رصدها في دبي، كما ثبت اتصال التنظيم بالطبيب الفلسطيني -الذي كان يعمل معالجاً نفسياً للجنود الامريكان- نضال مالك الذي قتل 13 عسكرياً امريكياً في قاعدة عسكرية بتكساس في العام ٢٠٠٩، وقد جاء اغلاق كل من بريطانيا وامريكا لسفاراتها في شهر اغسطس للعام ٢٠١٣ علي اثر معلومات عن نيه تنظيم جزيره العرب القيام باستهداف مصالح اجنبيه في المنطقه ليؤكد مدي خطوره التنظيم والجديه التي تتعامل بها امريكا ازاء تهديداته!

وقد جاءت الثورة اليمنية في العام ٢٠١١ لتفتح للتنظيم افاقاً جديده للتعامل مع الشان  اليمني المحلي، حيث ادت الثوره الي ضعضعه السلطه المركزيه في صنعاء والتي كانت هشه اساساً، ما جعل التنظيم ينتقل من استراتيجيه الجهاد الاممي الذي يستهدف العدو البعيد الي التفكير لاول مره في اقامه الاماره المحليه وصراع العدو القريب ممثلاً بالسلطات اليمنيه المحليه، فانشا لذلك الغرض ما بات يعرف بـ "انصار الشريعه" كتنظيم محلي مساند يتزعمه ابو حمزه الزنجباري جلال بلعيد، ودون ان يؤدي ذلك للانخراط الكامل في الشان الداخلي والتخلي عن استراتيجيه العدو البعيد، حيث سيحرص قاده تنظيم جزيره العرب الي التاكيد علي هذا الهدف مع كل اصدار، وهو ما سيظهر ايضاً من خلال العمليه الشهيره التي استهدفت الجريده الفرنسيه "تشارلي ايبدو" والذي اعلن التنظيم في اليمن مسؤوليته عنها.

ونسعي فيما يلي الي توضيح تلك التغيرات العميقه التي احدثتها الثوره الشعبيه في اليمن وما تلاها من احداث علي استراتيجيه التنظيم وعلاقته بالبيئه المحليه والسلطات اليمنيه، ومن ثم دخوله في مواجهه حركه انصار الله المعروفه بجماعه الحوثي، وتاثير "عاصفه الحزم" علي التنظيم، ونختم اخيراً بالحديث عن تنظيم داعش في اليمن والذي كان قد تبني تفجير مساجد تابعه ادارياً لجماعه الحوثي في صنعاء ومدي تواجدها في اليمن!

ادت الثوره اليمنيه الي تقليص نفوذ السلطه في صنعاء وخروج عدد كبير من المدن في الاطراف عن نطاق سيطرتها كما في صعده شمالاً التي سقطت بايدي الحوثيين، وكما في محافظات شبوه والضالع جنوباً والتي استولي عليها الحراك الجنوبي، هنا بدا تنظيم القاعده ذو الاجندات الامميه بالتفكير في التفاعل مع البيئه المحليه واستغلال هذا المجال الذي اتاحته الثوره، فانشا لذلك تنظيماً موازياً او معاوناً ذو طابع محلي شعبي يقوده اليمني جلال بلعيد "ابو حمزه الزنجباري"، دون ان ينخرط التنظيم الرئيسي بكامل بنيته وهياكله في الشان المحلي ويترك الاجنده الامميه والاستراتيجيه الاصليه التي قام عليها.

وقد تمكن تنظيم انصار الشريعه من التوسع سريعاً في جنوب اليمن، حيث استولي علي محافظه ابين القريبه من عدن واقام عليها ولايه ابين وعاصمتها زنجبار، كما تمكن التنظيم من توطيد علاقاته بالقبائل الجنوبيه وتجنيد عدد كبير من ابناء المناطق المحليه، وبموازاه ذلك كان تنظيم قاعدة الجهاد في جزيره العرب مشغولاً بتجنيد عناصر يقومون بعمليات امميه كما سيتضح هذا مع الاخوين كواشي -المسؤولين عن عمليه تشارلي ايبدو في فرنسا- الذيْن كانا قد تلقيا تدريباً في اليمن في العام ٢٠١١.

ادي هذا التوسع الي اثاره المخاوف الامريكيه، ماجعلها تتمسك بالابقاء علي الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح واجهزته الامنيه تحت قياده افراد عائلته والتي استندت عليها امريكا في حربها ضد "الارهاب"، من هنا دفعت امريكا صالح للتوقيع علي المبادره الخليجيه التي ضمنت له الابقاء علي نفوذه في المؤسسه العسكريه وهيمنه ابنائه وقادته العسكريين الموالين له كما هو عليه، وفور التوقيع علي المبادره الخليجيه ونقل السلطه الي هادي سعي الاخير الي خطب ود امريكا وتقديم نفسه حليفاً جديداً لها في حربها ضد القاعده، وقد تنامت ضربات الطائرات الامريكيه بدون طيار في العام ٢٠١٢ لتصل الي ٥٢ غاره جويه في حين بلغت في العام الذي سبقه 18 غاره جويه.

وعلي الرغم من ان هادي لم يال جهداً في محاربه القاعده واثبات شراكته مع امريكا الا ان عدم احكامه السيطره علي الجيش حالت دون تحقيقه نتائج ملموسه علي الارض، ففور توليه السلطه ارسل هادي حمله عسكريه الي ابين -علي الرغم من ان هيكله الجيش لم تكن قد تمت بعد- وقد تمكنت الحمله من استعاده المدينه بالفعل، لكن هذا حدث بسبب انسحاب تنظيم انصار الشريعه من المدينه وتخليه عن السيطره المكانيه واعاده تموضعه وانتشاره في داخل المدن وهو ما ادي بعد ذلك الي شن معارك كر وفر علي معسكرات الجيش والامن في عده محافظات جنوبيه كحضرموت وابين والضالع وغيرها.

ومع تنامي الاضطرابات في صنعاء وعدم قدره الرئيس اليمني عبدربه منصور علي احكام سيطرته علي الويه الحرس الجمهوري التابعه لعلي صالح وابنائه، بدا لامريكا ان عبدربه لم يعد باستطاعته تقديم المزيد في "الحرب علي الارهاب"، هنا ظهر الحوثي -النقيض للقاعده والتيار السلفي عموماً والحليف لايران- خياراً جيداً لدي صانع القرار الامريكي.

منذ انقلاب الثالث من يوليو عام ٢٠١٣ في مصر وتولي النظام الاقليمي والدولي سياسات الحرب علي الارهاب للقضاء علي ثورات الربيع العربي وتثبيت الانظمه الاستبداديه مره اخري، قدم الحوثي خطاباً متماهياً مع هذه السياسات الجديده، فمنذ ذلك الحين لم يخل خطاب لزعيم الجماعه عبدالملك الحوثي من محاربه الارهاب، ولم يقتصر الارهاب هنا علي تنظيم القاعده فحسب، بل شمل المؤسسات الدعويه والعلميه السلفيه والتي تعدها امريكا رافداً اساسياً للقاعده والقبائل اليمنية الحاضنه لهذه المؤسسات السلفيه، وبدا ان ايران التي اصبحت شريكاً دولياً من خلال هذه الحرب منذ مطلع العقد الماضي قد دفعت حليفها في اليمن عبدالملك الحوثي لتبني هذا الخطاب وهذه السياسات ما يفسح المجال لشراكه مع امريكا ويتيح لجماعه الحوثي لعب دور اكبر في اليمن.

استطاع الحوثي احراز تقدم ملموس في مواجهه المؤسسات السلفيه والقبائل اليمنيه، فقد تمكن في شهر نوفمبر من العام ٢٠١٣ من اجلاء السلفيين في منطقه دماج بصعده واغلاق دار الحديث الذي كان محط اجتذاب لعددٍ غير قليل من طلاب العلم من مختلف دول العالم، كما تمكن بعدها من شن حرب علي قبائل حاشد في عمران وخلال هذه الحرب فجر الحوثيون العشرات من دور القران والمراكز العلميه السلفيه، الامر الذي لم تتمكن حتي سلطه علي عبدالله صالح من تحقيقه نظراً للاعتبارات الدينيه والقبليه ولموازين القوي الاجتماعيه، وفور سقوط العاصمه صنعاء بايدي الحوثيين وبتواطؤ مع قوات الحرس الجمهوري الخاضعه لعلي صالح توجه الحوثيون صوب جامعه الايمان التابعه للشيخ عبدالمجيد الزنداني وقاموا باغلاقها، وهو امر نظرت اليه القياده الامريكيه بارتياح واستحسان كبيرين.

صوره للقياديين في انصار الشريعه نبيل الذهب و مامون حاتم مع وفد من قبائل مذحج في رداع

ادي الدمج بين السياسات الطائفيه والحرب علي الارهاب الي تصاعد نفوذ القاعده في المقابل، وبدا ان الامور تتجه للصدام بين انصار الشريعه وانصار الله المعروفه بجماعه الحوثي، وقد بادر تنظيم انصار الشريعه الي استهداف تجمعات للحوثيين في صنعاء عبر عمليات انتحارية ساهمت في تسريع هذا الصدام، كما قاد انصار الشريعه المنتشر في المناطق الوسطي وبخاصه محافظه البيضاء هجوماً علي عدد من المؤسسات العسكريه في محافظه البيضاء واستولي علي عتاد عسكري منها، وعزز من تحالفاته الشعبيه مع القبائل اليمنيه والتي كان ابرزها قبيله مذحج وقيفه التي كانت بدورها تتحفز لمواجهه الحوثيين في منطقه رداع بمحافظه البيضاء.

وبعد احكام الحوثيين سيطرتهم علي العاصمه والمحافظات الشماليه تقدموا صوب المناطق الوسطي والجنوبيه حيث ينتشر تنظيم القاعده، وفي محافظه البيضاء تحديدا جرت معارك عنيفه بين الحوثيين والقبائل المحليه مسنوده بتنظيم القاعده، وقد ساعد الطيران الامريكي الحوثيين عبر استهداف تجمعات للقبائل ولتنظيم القاعده ما ساهم في تقدم الحوثيين بمدينه رداع والتي كانت تعد احدي معاقل تنظيم القاعده في المحافظه، وهو ما دشن مرحله جديده من التعاون التام بين امريكا والحوثي علي ارضيه مايعرف بـ "الحرب علي الارهاب".

كانت محاربه الارهاب اذاً الذريعه او الغطاء لتمدد الحوثي وهيمنته علي المناطق والمحافظات اليمنيه تباعاً، وقد جري هذا في ظل قبول ورضا دولي، حيث ان تمدد الحوثي قد ادي الي قلب موازين اجتماعيه وثقافيه لم تكن لاي سلطه القدره علي المساس بها، الا انه في المقابل ساهم في تقريب القبائل اليمنيه السنيه من تنظيم القاعده ودفع اليمن نحو خيار التوحش والحرب الطائفيه.

شنت المملكه العربيه السعوديه بالتحالف مع عده دول عربيه واسلاميه فجر الخميس الموافق 26 مارس حمله عسكريه اسمتها بـ "عاصفه الحزم" ضد قوات الحوثي وعلي صالح. وتاتي هذه الحمله في سياق الحرب البارده بين السعوديه وايران حيث يمثل الحوثي ذراع ايران في اليمن، ويظهر من هنا افتراق المنظور السعودي عن الامريكي في اليمن، ففي الوقت الذي تولي فيه امريكا اهتماماً لمحاربه تنظيم القاعده وتتحالف مع الحوثي علي هذه الارضيه، كان الانشغال السعودي ينصب مؤخراً علي الحد من تمدد الحوثيين وتدعيم حليفها الرئيس عبدربه منصور في مواجهتهم.

وقد جاءت العاصفه لتصب في مصلحه تنظيم القاعده، فبعد ان كان التنظيم قد انحسر وتراجع في عدد من المناطق علي اثر تمدد الحوثي، تمكن تنظيم القاعده مجدداً في الـ 17 من شهر ابريل الماضي من احكام سيطرته علي عاصمه محافظه حضرموت -كبري المحافظات اليمنيه- المكلا الساحليه، كما ويسعي الي التمدد في مناطق اخري من بينها محافظه لحج المجاوره لعدن؛ فقد استغل التنظيم العمليات العسكرية ضد الحوثيين وقوات علي صالح فاخذ بالتمدد والانتشار في محافظات جنوبيه وقد استولي التنظيم علي معسكرات تابعه للجيش من بينها قياده المنطقه العسكريه الثانيه واللواء 27 ميكا في المكلا التي تحتوي علي اسلحه ثقيله.

عززت هذه التطورات من المخاوف الامريكيه، فقد نشرت وكاله الشرق الاوسط علي لسان وزير الدفاع الامريكي اشتون كارتر: "بان عناصر تنظيم القاعده والمتحالفين معهم في اليمن قد استغلوا فتره التوتر الامني المصاحب للعمليات العسكريه الدائره هناك وقاموا بتعزيز مواقع القاعده في اليمن" وقد ادي هذا لتزايد الضغط الامريكي علي السعوديه للموافقه علي الهدنه التي اقترحتها الولايات المتحده الامريكيه، والتي بدا سريانها منذ عده ايام. وتاتي هذه الهدنه كمقدمه للبحث عن مخرج سياسي يبقي علي قوات صالح والحوثي التي تعتمد عليهما امريكا لمواجهه تنظيم القاعده في اليمن.

لقطه من فيديو محذوف يفترض انه لتنظيم "داعش" في اليمن

ادي الدمج بين "سياسات الحرب علي الارهاب" والسياسات الطائفيه التي استندت عليها امريكا مؤخراً الي تنامي المساله الطائفيه في اليمن، وهو ما وفر ارضيه مناسبه لتنظيم داعش للتواجد في اليمن، فالاساس الهوياتي الطائفي هو المحرك لتنظيم داعش ، حيث يقوم التنظيم علي استراتيجيه مقاتله العدو القريب ممثلا في الشيعه والانظمه المحليه كما يطرح التنظيم نفسه دائماً باعتباره ممثلاً للسنه ومصالحهم.

من هنا كان انتقال التنظيم الي اليمن امراً بديهياً بعد توسع الحوثي وتحالفه الضمني -وربما المعلن- مع الاداره الامريكيه، فبعد اشهر قليله من استيلاء الحوثيين علي صنعاء اعلن التنظيم عن تشكيله اماره صنعاء كما نشر بعدها تسجيلاً يظهر فيه عدد من الملتحقين بصفوفه في عرض عسكري، ثم اعلن التنظيم في الـ ٢٠ من مارس الماضي مسؤوليته عن 3 تفجيرات في العاصمه اليمنيه صنعاء استهدفت مساجد تتبع ادارياً للحوثي، ما ادي لمقتل 77 قتيلاً، من بينهم المرجعيه الدينيه للحوثيين امام جامع بدر، المرتضي زيد المحطوري.

وكانت هذه الحادثه تدشيناً لعمليات تنظيم داعش في اليمن، ويبدو للوهله الاولي تاثرها كثيراً بنمط الصراع الطائفي الجاري في العراق، فعلي الرغم من انه لا توجد مساجد للزيديه منفصله عن مساجد السنه في اليمن، الا ان التنظيم قرر استهداف عده مساجد يديرها الحوثي باعتبارها مساجد شيعيه، وقد اثارت هذه الحادثه غضباً عارماً في اليمن ما دفع تنظيم القاعده لاصدار بيان يعلن فيه عدم مسؤوليته وتبراه من العمليه وتاكيده علي التزام نهج القاعده المعروف بعدم التعرض لدور العباده والاسواق.

ويبدو من خلال المتابعه ان تنظيم داعش في اليمن لا يزال يعتمد علي استراتيجيه "الذئاب المنفرده" اي العمليات المنفرده التي تقوم بها مجموعات صغيره دون ان يكون هناك تنظيم وعمل مؤسسي خلفها، وغالباً ما يترك لهذه المجموعات حريه اختيار المكان والزمان والتنفيذ، وعلي الرغم من اظهار داعش تسجيلاً في شهر ابريل الماضي يظهر فيه عدد من الملتحقين به في اليمن وهم يؤدون تدريبات الا ان العدد الذي ظهر في الاصدار محدود جداً ولا يرقي للقول بان داعش قد بني هيكلا تنظيميا في اليمن.

ويفتح اعلان تنظيم الدوله الاسلاميه (داعش) عن اماره في اليمن باباً للصراع بينه وبين تنظيم قاعده الجهاد الذي بادر الي استنكار هذا الاعلان، وحمّل الشيخ حارث النظاري القاضي الشرعي بتنظيم القاعده قاده داعش مسؤوليه الصراعات التي ستفتح بينهم داعين التنظيم لاعاده تقييمه للوضع اليمني ومحملينه مسؤوليه الفتنه التي ستحدث بين المجاهدين بحسب النظاري.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل