المحتوى الرئيسى

هالة المليجي تكتب: عندما يكون الفن أخطر من الرصاصة! | ساسة بوست

05/18 22:00

منذ 30 دقيقه، 18 مايو,2015

رُبما ستتعجب – عزيزي القارئ – من هذا العنوان في بادئ الامر، وتتساءل هل حقًا الفن اخطر من الرصاصه؟ هل الفن يقتل؟ والاجابه هي: نعم.

ان الفن يكون خطرًا للغايه عندما تُسخِر هذا الفن للتعبير عن احلام شعبك وواقعه المؤلم، و عندما تكون الانظمه التي تهاجمها هشه ومرتعشه وليس لها الحق في ارضك، سمائك، هوائك ومائك.

الفن يقتل وهذا ماحدث مع غسان كنفانى وناجي العلي اللذان سخرا حياتهم من اجل القضيه، و جسدا الحلم الفلسطيني والعربي وواقعنا البغيض: الاول في كتاباته، والاخر في رسوماته.

ولكن دعونا نبدا من النهايه: “رجل في السادسه والثلاثين من عمره يخرج من منزله ومعه فتاه جميله في التاسعه عشر من عمرها، يركبان السياره يحاول ان يدير محركها فتنفجر بهما ويتوقف زمنهما عند هذه اللحظه وتنتهي حياه جديده كانت لتوها ستبدا فقد كانا في طريقهما لكي تلتحق هذه الفتاه بالجامعه”.

هذا الرجل هو غسان كنفاني كاتب القضيه وابن القضيه “فلسطين”. ولد غسان في عكا في 8 ابريل عام 1936. في عام 1948 اجبر غسان هو وعائلته علي النزوح الي لبنان ثم سوريا، عمل في دمشق والكويت ثم في بيروت منذ عام 1960، واستشهد في بيروت يوم 8 يوليه 1972.

تم تفجير سيارته علي ايدي جهاز المخابرات الاسرائيليه (الموساد) بامر من جولدا مائير والتي قالت انه

كان اخطر علي اسرائيل من الف فدائي مسلح. كانت تلك الفتاه ابنه اخته “لميس” كانت مدلله خالها وكانت شديده الارتباط والتعلق به، كان يكتب لها دائما قصص للاطفال. وشاءت الاقدار ان تجمعهما النهايه كما جمعتهم البدايه.

(غسان مع ابنه اخته لميس)

مقتطفات من عائد الي حيفا: “كل دموع الارض لا تستطيع ان تحمل زورقاً صغيراً يتسع لابوين يبحثان عن طفلهما المفقود“

“سالت: ما هو الوطن؟ وكنت اسال نفسي ذلك السؤال قبل لحظه. اجل ما هو الوطن؟ اهو هذان المقعدان اللذان ظلا في هذه الغرفه عشرين سنه؟ الطاوله؟ ريش الطاووس؟ صوره القدس علي الجدار؟ المزلاج النحاسي؟ شجره البلوط؟ الشرفه؟ ما هو الوطن؟ خلدون؟ اوهامنا عنه؟ الابوه؟ البنوه؟ ما هو الوطن؟ بالنسبه لبدر اللبده، ما هو الوطن؟ اهو صوره ايه معلقه علي الجدار؟ انني اسال فقط.”

تركنا غسان وترك لنا الف وجع والف حياه، تركنا غسان ولم يكمل اعمالا كان يحضر لها، ربما ذلك رساله بان القضيه تبقي ولا تموت، فالقضيه لم تكتمل بعد!

“في مكان اخر وفي زمن اخر في يوم 22 يوليو 1987 م يسير شخص في شوارع لندن يقترب منه شخص يصوب المسدس نحوه فيسقطه ارضا. يقضي في غيبوبه حتي تفارقه الحياه ويفارقها يوم 29 اغسطس 1987م”

هو ناجي العلي “ابو حنظله ” رسام كاريكاتير ولد في قريه الشجره الواقعه بين طبريا والناصره هاجر مع اهله الي جنوب لبنان عام 1948، عاش في مخيم عين الحلوه واعتقلته القوات الاسرائيليه وكان يقضي وقته في زنزانته يرسم علي جدرانها.

كان يقول:” اللي بدو يكتب لفلسطين، واللي بدو يرسم لفلسطين، بدو يعرف حالو: ميت”. ! وهذا ماحدث معه ومع غسان!

نشر غسان كنفاني له اولي لوحاته في مجله الحريه عام 1961.

حنظله هو توقيع ناجي العلي، يقول عنه ناجي: “ولد حنظله في العاشره في عمره وسيظل دائما في العاشره من عمره، ففي تلك السن غادر فلسطين وحين يعود حنظله الي فلسطين سيكون بعد في العاشره ثم يبدا في الكبر، فقوانين الطبيعه لا تنطبق عليه لانه استثناء، كما هو فقدان الوطن استثناء. واما عن سبب تكتيف يديه فيقول ناجي العلي: كتفته بعد حرب اكتوبر 1973م،

لان المنطقه كانت تشهد عمليه تطويع وتطبيع شامله، وهنا كان تكتيف الطفل دلاله علي رفضه المشاركه في حلول التسويه الامريكيه في المنطقه، فهو ثائر وليس مطبع”.

كما قال عنه: “ان”حنظله” شاهد العصر الذي لايموت، الشاهد الذي دخل الحياه عنوه ولن يغادرها ابداً. انه الشاهد الاسطوره، وهذه هي الشخصيه غير القابله للموت، ولدت لتحيا، وتحدت لتستمر، هذا المخلوق الذي ابتدعته لن ينتهي من بعدي، بالتاكيد، وربما لا ابالغ اذا قلت اني قد استمر به بعد موتي”.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل