المحتوى الرئيسى

هل اقتربت نهاية الإنترنت؟

05/18 15:52

هل اشرفت حقبه الانترنت علي النهايه؟ سؤال يجيب عنه الكثير من الخبراء والباحثين بالايجاب اذا لم يتم فعل شيء قبل عام 2023، للاستجابه للطلب العالمي المتزايد بشكل سريع في مجال تبادل المعطيات، والذي قد يتجاوز سعه الشبكة العالمية بعد سنوات قليله.

فمنذ سنه 2001، يدرك المختصون ان نهايه الشبكه العالميه الانترنت اتيه لا محاله، لكن في ذلك الوقت لم تكن هناك مواقع للتواصل الاجتماعي تجذب اليها مئات الملايين من المستخدمين يوميا، ولا مواقع شعبيه لتحميل الفيديو كموقع يوتيوب الذي اسس سنه 2005، كما لم تكن هناك هواتف ذكيه تعتمد علي هذه الشبكه من خلال تطبيقات مثل انستغرام وواتساب او غيرهما.

ففي ذلك الحين اكدت الدراسات ان للالياف البصريه -العمود الفقري للانترنت- حدودا فيزيائيه في نقل البيانات تبلغ مائه تيرابايت في الثانيه، ولم يكن من المتوقع بلوغ هذه الحدود في زمن قصير نسبيا.

اما اليوم، وبعد ان بات حجم المعلومات المتبادله علي الانترنت علي مشارف الحدود الفيزيائيه، فان امكانيه انهيار الشبكه اصبحت وشيكه، وقد تحدث في مده وجيزه تتراوح بين ست وثماني سنوات من الان، كما يقول اندرو ايليس الاستاذ بجامعه استون في بيرمنغهام ببريطانيا في تصريح لصحيفه الديلي ميل.

وتبدو توقعات الباحث البريطاني مبنيه علي استنتاجات علميه تستند الي معطيات واقعيه، ابرزها التزايد المتسارع في كميات المعلومات المتبادله علي الشبكه، فعدد مستخدمي الانترنت تضاعف منذ سنه 2008 ليبلغ حاليا ما يزيد علي ثلاثه مليارات مستخدم، منهم 68% من مشتركي المواقع الاجتماعيه، وهم الفئه التي تمكث اطول فتره علي الانترنت مقارنه بالاصناف الاخري من المواقع.

وحسب دراسه قامت بها شركه سيسكو العالميه المختصه في مجال الشبكات المعلوماتيه، فان حجم زياده المعلومات المتبادله عبر الانترنت بين 2015 و2016 سيكون مقاربا للحجم الاجمالي للبيانات المتبادله علي الشبكه العالميه طوال 2011.

وسيبلغ عدد عمليات الاتصال بالانترنت 18.9 مليار سنه 2016 مقابل عشره مليارات عمليه سنه 2011، ونصف هذه العمليات سيتم لاسلكيا، كما ان التحسن المتواصل في سعه الاتصال ستمكن من مشاهده افلام بطول اجمالي يبلغ 1.2 مليون دقيقه في كل ثانيه خلال السنه المقبله، بحسب الدراسه نفسها.

ويقول ايليس ان المشكله تبدو كبيره وليس امامنا سوي خيارين: اولهما احداث "اختراق" علمي يمكن من تطوير الشبكه بشكل جذري، وهو رهين جهود البحث المتواصله ولا يمكن التنبؤ متي سيحدث هذا الاختراق. وثانيهما مضاعفه اعداد اسلاك الألياف البصرية، وهذا سيضاعف استهلاك الشبكه للكهرباء، الذي يبلغ حاليا حوالي 2% من استهلاك الطاقه في العالم، وبالتالي قد يجد العالم نفسه في حاجه الي مصادر طاقه اضافيه بسبب الانترنت.

ورغم ان الجميع متفق علي ان حجم المعطيات المتبادله علي الشبكه العالميه يتزايد بشكل متسارع، وانه يجب فعل شيء ما مستقبلا لتفادي وصولها الي نقطه التشبع، فان العديد من المختصين لا يوافقون الباحث البريطاني في توقعاته بشان نهايه الانترنت.

ففرضيه نهايه الانترنت تم تداولها سابقا اكثر من مره، حسب خبير الشبكات الفرنسي ستيفان بورتزماير في تصريح لجريده لوموند الفرنسيه، اولها سنه 1996 بسبب اشكاليه المرور للالفيه الجديده، ثم سنه 2004 بسبب اتجاه الدول الصاعده الي الاعتماد علي الشبكه العالميه بشكل مكثف وسريع، واخرها سنه 2012 مع اكتساح الاجهزه الذكيه المحموله الانترنت، وفي كل مره امكن تجاوز الامر بايجاد الحلول التقنيه المناسبه.

من الحلول المطروحه التي شرعت العديد من شركات تزويد خدمات الانترنت في تطبيقها هي تقريب موقع تخزين البيانات من المستخدم قدر المستطاع، وهو ما يجعل عمليه تبادلها تكون علي مستوي محلي ضيق، ويسهم في تخفيف الاكتظاظ المروري للبيانات علي الشبكه العالميه، كما سيسهم التطور التكنولوجي في مضاعفه سعه الشبكه بعشر مرات علي الاقل خلال السنوات القادمه.

وتبقي مساله رئيسيه ينبغي ايجاد حلول مناسبه لها، وهي استهلاك الشبكه كميات كبيره من الطاقه تمثل 2% من الاستهلاك العالمي، وهي نسبه ستزداد بتزايد حجم الشبكه وعدد المستخدمين.

لكن الامر لا يبدو مستعصيا علي الحل، فمن الممكن بكل سهوله خفض استهلاك الشبكه للطاقه بنسبه تقارب 90% قبل حلول سنه 2020، حسب الباحث بالمعهد الفرنسي للبحوث الاعلاميه لوران لوفافر في تصريح للوموند الفرنسيه. وتعتمد هذه الامكانيه علي عده جوانب، منها خفض استهلاك الاجهزه المرتبطه بالانترنت للطاقه، ودعم لامركزيه الشبكه، وتشجيع التطبيقات المعلوماتيه التي تستهلك اقل قدر ممكن من الطاقه عند استعمالها.  

أهم أخبار صحة وطب

Comments

عاجل