المحتوى الرئيسى

رسومات شمة تعيد الحياة إلى الضحايا بسوريا

05/17 17:53

"كل خساره تعوّض الا الحياه.. هؤلاء الذين فقدوا حياتهم في بلدي عديدون، مائتا الف اريد احضارهم الي لندن واوروبا لكي تروهم، ان تنظروا في عيونهم، اريد اعادتهم للحياه ليدافعوا عن اختلافهم، ويصفوا قصصهم، ويقنعونكم بانهم كانوا يستحقون الحياه".

بهذه الكلمات المؤثره تختصر الفنانه السوريه سارة شمة حكايه لوحاتها التي جسدت فيها التراجيديا السوريه، وقدمت في معرضها "لوحات حرب أهليه عالميه" في لندن وجوها واجسادا ورموزا تحكي معاناه بلدها مما تسميها الحرب الأهلية الطاحنه منذ اربع سنوات، والتي يتقاتل فيها الجميع ضد الجميع ويحصدون ارواحا سوريه بريئه، حرب نزعت الانسانيه من الانسان فتحوّل لوحش يقتل اخاه الانسان، بحسب الفنانه.

"حرب اهليه عالميه"، تصر شمه علي وصف الوضع في سوريا بهذا الشكل، وتروي في لوحاتها حكايات ضحايا هذه الحرب التي بدات في بلدها، لكنها ستنتشر في العالم العربي والاوروبي، بحسب رايها، وتصر علي انها "حرب اهليه" لان من يتقاتلون فيها هم افراد من البلد ذاته، وتتابع انها تريد بالوانها وريشتها احياء ضحايا هذه الحرب الابرياء لينظر الجميع في عيونهم.

شمه قالت للجزيره نت في مقابله خاصه علي هامش معرضها انها تخاطب بهذه اللوحات العالم كله لان الفن لغه عالميه، امله ان يخترق الفن اللاوعي عن طريق ملامسه الاحساس، وان يحفر اثره في اللاوعي العالمي.

وعن تقنياتها الفنيه، قالت شمه ان لوحاتها مشغوله بالوان زيتيه في الغالب اضافه الي الوان الاكريلك، واوضحت انها تحب تكوين طبقات مختلفه فوق بعضها بعضا لاعطاء شعور بالحركه والوهم، كما تعطي هذه الطبقات الاحساس بالعمق.

وتوافد الزوار علي المعرض وسط لندن في شارع خصص للمعارض الفنيه، ويبدو ان الفنانه نجحت في استعمال لغه فنيه عالميه تخترق الحس الانساني وتخاطب الانسانيه بغض النظر عن لغته او جنسيته، فقد استوقفت لوحاتها زوارا اجانب وعربا اثارهم عنوان المعرض ولوحاته.

وفي هذا السياق، قال محمود الحمصي -وهو احد زوار المعرض- للجزيره نت انه يموت يوميا مئات المرات وهو يتابع القتل اليومي في بلاده، وانه جاء لمشاهده هذه اللوحات والرسم بعد ان عجز الكلام عن وصف ما يعانيه بلده. اما سايمون فقال للجزيره نت انه شعر ان هذه اللوحات تخص كل انسان وكانها تختزل الحروب الاهليه العالميه وضحاياها من المدنيين.

واضافه للوجوه والافواه المكممه والرموز الاخري التي اختارت شمه التعبير بها عن فكره الحرب الاهليه، تبدو حكايه ما خلف لوحه لسيده تجلس حزينه في ملحمه وتنظر للحوم وتبكي.

وتشرح شمه قصه هذه اللوحه بالقول انها تجسد قصه حقيقيه لامراه كانت تعمل "جزّاره" في ملحمه، وكانت الفنانه تتردد عليها لشراء اللحوم، لكن اللافت ان هذه "الجزاره" كانت امراه لطيفه وحساسه رغم صعوبه مهنتها، فعقب قيامها بذبح العجول كانت تفقد الوعي وتحزن وتبكي رغم انها تعمل في هذه المهنه منذ 35 عاما، ولذا رسمت شمه لوحه من وحي قصه هذه السيده، لتبرز التناقض الكبير مع من يقضي علي الحياه اليوم بلا ضمير او احساس واصبح قتل الاشخاص وظيفته.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل