المحتوى الرئيسى

معاهدة 17 أيار.. "اتفاق العار" الذي باع لبنان لإسرائيل

05/17 13:28

"اتفاقيه العار" او "معاهده 17 ايار".. اختلفت الاسماء والنتيجه واحده، اتفاق لبناني اسرائيلي يقضي بالغاء حاله الحرب بينهما، لتمكين تل ابيب من تامين حدودها الشماليه، تبعها رفض شعبي وتاييد حكومي، ادي الي تصعيد كبير ونشوب اقتتال داخلي، ما اضطر الحكومه لالغاء المعاهده.

32 عاما مرت علي توقيع اتفاق 17 أيار/ مايو عام 1983، بين لبنان واسرائيل في عهد رئيس الجمهورية اللبناني الاسبق امين الجميل، وذلك بعد الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982 واحتلال اسرائيل لبيروت كثاني عاصمه عربيه تحتل بعد القدس.

"عمليه السلام للجليل" و"عمليه الصنوبر".. هكذا اطلقت عليها تل ابيب، حيث تحولت اراضي لبنان الي ساحه قتال بين منظمه التحرير الفلسطينيه وسوريا من جانب واسرائيل من الجانب الاخر.

وكان السبب الذي دفع اسرائيل لشن عمليه عسكريه ضد منظمه "ابي نضال" التابعه لمنظمه التحرير الفلسطينيه، هو محاوله اغتيال السفير الاسرائيلي في بريطانيا، شلومو ارجوف، وبدات هذه العمليه في 6 فبراير عام 1982.

 احتلت اسرائيل جنوب لبنان بعد ان حاصرت منظمه التحرير وبعض وحدات الجيش السوري في بيروت الغربيّه، حيث انسحبت المنظمه من بيروت الي تونس بعد ان تعرّض ذلك القسم منها الي قصف عنيف، حيث كان ذلك من ضمن شروط تل ابيب لوقف الحرب.

وبعد الاجتياح البري الاسرائيلي للبنان عملت تل ابيب علي مشروع اتفاق لخلق علاقه سلميه بين اسرائيل ولبنان، فكانت معاهده "17 ايار".

36 جوله من المفاوضات التي بدات في ديسمبر عام 82 برعايه امريكيه، اسفرت عن توقيع "معاهده" تقضي بانهاء حاله الحرب بين لبنان واسرائيل وانسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان خلال 8-12 اسبوعا من سريان الاتفاق، بالاضافه الي  تاليف لجنه اتصال مشتركه "لبنانيه- اسرائيليه- امريكيه" للاشراف علي تنفيذ الاتفاق، وانشاء مكاتب اتصال في البلدين، بجانب امتناع كل فريق عن اي شكل من اشكال الدعاوي المعاديه للفريق الاخر، والغاء المعاهدات والقوانين والانظمه التي تعتبر متعارضه مع هذا الاتفاق.

كما نصّ الاتفاق علي انسحاب القوات الاسرائيليّه بعد خروج القوات السوريه ومنظمه التحرير الفلسطينيه من لبنان، وعدم نشر اسلحه ثقيله في الجنوب اللبناني.

عقد مجلس النواب اللبناني جلستين للنظر بالاتفاق، يومي 13 و14 فبراير 1983، حضرهما 72 نائبا، حيث صوت معظم الاعضاء لصالح الاتفاق والقي خلالها رئيس الحكومه شفيق الوزّان كلمه دافع فيها عن المعاهده وضروره ابرامها تمهيدا لـ"تحرير الوطن" وبعد الجلستين، اعتبر رئيس مجلس النواب وقتها كامل الاسعد موقف المجلس "حضاريا"، بحسب ما ذكرت "النهار" اللبنانيه.

رفض غالبيه اللبنانيين الاتفاق، ووصفوه بـ"اتفاق العار"، ودعا رئيس حركه امل نبيه برّي الجيش اللبناني للتمرد علي اوامر قيادته العسكريه، ووصف معاهده 17 ايار بانها اتفاقيه الذّل والعار.

وقد كان توقيع الاتفاقيه تداعيات علي مستوي الداخل اللبناني ابرزها نشوب الاقتتال الداخلي، فمنذ ذلك التاريخ، بدات المتاعب الفعليه في لبنان. ففي 19 مايو اندلعت حرب الجبل التي انتهت في 19 سبتمبر 1983 بسيطره الحزب التقدمي الاشتراكي علي كل القري الجبليه، تلتها انتفاضه 6 فبراير 1984 في بيروت وسيطره القوي الرافضه لاتفاق 17 ايار علي القسم الغربي من العاصمه.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل