المحتوى الرئيسى

خلال حظر استمر 41 عامًا، كيف غزت السينما الهندية باكستان؟ - ساسة بوست

05/17 13:29

منذ 37 دقيقه، 17 مايو,2015

شقت السينما الهنديه طريقها الي باكستان بهدوء رغما عن ضجيج الصراع المستمر بين البلدين منذ سنين، فباكستان التي اوقفت الجيش الهندي عند خط الهدنه الفاصل في كشمير لم تستطع صد غزو الافلام الهنديه – تنتج نحو الف فيلم سنويا – ومنعها من ان تصل لكل بيت باكستاني عبر اقراص الـ«دي في دي» او «الكابل». 

ولم يمنع حظر استمر 41 عامًا (انتهي عام 2006) للافلام الهنديه تعدد مظاهر الغزو الثقافي الهندي في اختراق الشارع الباكستاني الذي عجزت السينما المحليه عن انتاج افلام جيده له، لتصبح اسماء ابطال الافلام الهنديه في المجتمع الباكستاني مثل «بوجا» و«راجيت» متداوله، ويصبح تقليد الشباب للرقصات الموجوده في الافلام الهنديه متقنًا، ويبدل بالساري الباكستاني والسروال للشباب الجونلات والجينز.

كيف انهارت السينما الباكستانيه التي كانت تنافس السينما الهنديه؟

قد يستغرب الكثير منا عندما يعلم ان صناعه السينما الباكستانيه كانت قويه بدرجه تمكنها قبل السبعينات من منافسه نظيرتها الهنديه، ومعالجه القضايا الاجتماعيه للمجتمع الباكستاني بصوره رائعه، لكنها بدات تتداعي خاصه في اواخر السبعينات من القرن الماضي، وذلك حينما سحبت وزاره الثقافه الباكستانيه دعمها وتمويلها للسينما، بل وتمادت في فرض قيود تقنيه وادبيه صارمه علي صناعه السينما في الثمانينات, وهذا ما ادي الي انخفاض عدد دور العرض السينمائيه من 1400 دار عرض في الثمانينات ليصل الي 250 دار فقط مع اوائل التسعينات .

ففي السنوات الاخيره اخذت السينما الباكستانيه تعاني من نقص التمويل، وتعاني ايضا من عدم توافر فنيين مؤهلين يمكنهم منافسه بوليوود، وهذا يعني الان عدم وجود من يستثمر في انتاج الافلام الباكستانيه، فالان يتم انتاج 30 فيلما باكستانيا كل عام مقابل 1000 فيلم هندي.

وفي عام 2009 توقفت السينما تماما، وذلك عندما قامت حركه طالبان بالهجوم المنظم علي دور العرض وقد توقفت شركات انتاج الافلام الباكستانيه عن العمل لسنوات، وقد شهدت مدينه لاهور، التي تعد مقر صناعه السينما الباكستانيه؛ سلسله من الهجمات التفجيريه، ويعتبر النقاد الباكستانيون عام 2010 الاسوا اذ تم انتاج سبعه افلام فقط وكان الفشل الذريع مصير سته منهم، وفقد عشرات الالاف من العاملين بصناعه السينما وظائفهم بعدما فشل هذا القطاع المهم في الاستحواذ علي اهتمام الحكومه.

ولم تتعافَ صناعه السينما الباكستانيه منذ ذلك الحين، رغم قيام بعض دور الانتاج بمحاولات كثيره لاحيائها من خلال انتاج بعض الافلام الرائعه، فجميع هذه المحاولات فشلت في مساعده هذه الصناعه علي النهوض من كبوتها مره اخري، يقول الناقد السينمائي والصحافي الباكستاني خوار مشتاق: “صناعه السينما الباكستانيه باتت في عداد الاموات منذ سنوات. هناك تدفق هائل للافلام الهنديه ولم يعد هناك من يشعر بالحاجه الي احياء صناعه السينما الباكستانيه”.

وتقول وزيره الاعلام الباكستانيه فردوس عاشق اعوان: “اننا بحاجه الي تعزيز ثقافتنا من خلال احياء صناعه السينما الباكستانيه ولن يتاتي ذلك الا بالارتقاء بمحتوي الافلام والحبكه الدراميه. لسنا بحاجه الي الاعتماد علي ثقافه اخري، ولذا يتعين علينا احياء صناعه السينما لدينا”.

كيف غزت السينما الهنديه باكستان؟

اتخذت الحكومه الباكستانيه قرارًا بحظر عرض الافلام الهنديه عام 1965، وذلك عندما اندلعت الحرب بين الدولتين علي خلفيه الصراع حول اقليم كشمير الحدودي، لكن الوسائل المتعدده التي اتخذتها الحكومه الباكستانيه للحد من انتشار الافلام الهنديه بشكل مهول لم تنجح في الحد من الهجوم الثقافي الهندي ولا في حد غرام الباكستانيين بالافلام الهنديه، خاصه في ظل اندثار دور عرض السينما في باكستان.

لقد اصبحت الافلام الهنديه في ذاك الوقت تصل عبر الاقراص المدمجه بروبيات قليله الي كافه القري الباكستانيه، وعندما كانت الحكومه الباكستانيه تقوم بحملات مداهمه علي محلات بيع الفيديو كان اصحاب تلك المتاجر يخفونها، ولا يبيعونها الا للزبائن الموثوق بهم كاي ممنوعات اخري.

وبعد دخول البلدين في عمليه سلام ومفاوضات، فقدت الحكومه الباكستانيه السيطره اكثر علي انتشار الافلام الهنديه واقراصها المدمجه، واصبحت الافلام الهنديه تجد طريقها للباكستانيين بسهوله وبارخص الاثمان، بل انه في عام 2006 سمحت حكومه باكستان برفع الحظر وعرض فيلم (تاج محل) الماخوذ عن قصه حقيقيه للامبراطور المغولي شاه جيهان، الا ان تفجيرات مدينه بومباي الهنديه 2008 واتهام جماعات باكستانيه مسلحه بالوقوف وراء هذا الاعتداء تسببت في تدهور العلاقات مجددا بين الجارتين ومحاربه الافلام الهنديه .

وتعود سرعه الغزو السينمائي الهندي الي ان معظم الافلام ناطقه بالاورديه، وهي اللغه الام في باكستان، بالاضافه الي ان مشاهير الممثلين الهنود من اصول مسلمه، مثل نصير الدين خان، وشاروخان خان، الذي يطلق عليه لقب “ملك بوليوود”.

بعيدًا عن الصراع، لماذا تحظر باكستان الافلام الهنديه؟

يعتقد الباكستانيون ان الغزو الثقافي السينمائي الهندي هدفه غزو العقل الباكستاني وذلك عبر الافلام التي تتحدث عن العلاقات الهنديه الباكستانيه، حيث يري الخبراء في باكستان ان الهند كدوله خاضت ثلاث حروب مع باكستان وفشلت في تحقيق ماربها، استطاعت استخدام سلاح الغزو الثقافي عبر الافلام الهنديه التي قسمت المجتمع الباكستاني، ويري المثقفون الباكستانيون ان الشعبيه الطاغيه للافلام الهنديه في باكستان تعد بمثابه غزو ثقافي، وهو ما يمكن ان يكون له تاثير سلبي للغايه علي القيم الاخلاقيه في المجتمع الباكستاني.

وما يزيد قلق هؤلاء المثقفين بشكل خاص هو مستوي الفحش الذي بات شيئا اساسيًا في الافلام الهنديه وهو ما يهدد قيم المجتمع المسلم الباكستاني حسب رايهم، ويتخوف المراقبون الباكستانيون من الترويج لسياسه الاحزاب الحاكمه في الهند ضد باكستان، مثل ما انتج من افلام تتحدث عن معارك “كارجيل” والحدود في كشمير وغيرها، وهو ما كان السبب وراء حظر اسلام اباد لكثير من هذه الافلام في السابق ووصفها بفنون الكراهيه.

ابرز الافلام الهنديه والباكستانيه التي تناولت الصراع بين البلدين:- 

فيلم (فناء) «دمرت في الحب»

واحد من اشهر الافلام الهنديه التي تناولت الصراع الهندي الباكستاني هو فيلم (فناء) الذي انتج عام 2006. تدور احداث الفيلم في كشمير، حيث يقوم امير خان او ريحان في الفيلم بدور الارهابي الكشميري الذي يتنكر في دور مرشد سياحي في المزارات الهنديه كي يتمكن لاحقا من تفجير المكان بتحريض من جده القائد في العمليات الكشميريه الهادفه للاستقلال عن الهند وباكستان معا.

واثناء عمله المتخفي يقابل “زويا” الفتاه العمياء التي تزور الهند لاول مره فيقع بحبها رغمًا عنه وكان من نتاج ذلك طفل سمته امه بعدها بريحان ذكري لزوجها الذي اعتقدت انه مات في الانفجار الذي حدث في الهند، غير انها تكتشف بعد ذلك انه حي فتتمسك به بقوه بعد فراق عشر سنين ولا تتركه حتي تعلم انه ارهابي فتضطر الي ان تضحي بحبها الوحيد والذي كان سبب شفائها من العمي وتقتله لتمنعه من القيام بالمزيد من العمليات الارهابيه.

يتناول فيلم “حيدر” الهندي الذي وصف بانه “واحد من اهم الافلام الهنديه لعام 2014″ احداثًا تقع في الجزء الخاضع لسيطره الهند في كشمير. وتدور الاحداث حول الشاعر حيدر الذي يعود الي كشمير في ذروه التمرد ليجد ان والده اختفي ووالدته اقامت علاقه مع عمه.

ونجح المخرج خلال احداث الفيلم في التركيز بقوه علي «كشمير» الاقليم الذي شهد اسوا صراع مسلح في تاريخه خلال التسعينات من القرن الماضي بعد ان وقعت اشتباكات عنيفه بين جماعات “انفصاليه” وقوات الامن الهنديه للمطالبه بالاستقلال عن حكم الهند.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل