المحتوى الرئيسى

بالصور: مدينة تدمُر.. "فينيسيا الرمال" على بعد مئات الأمتار من معاول داعش

05/16 11:37

قال كيفن بوتشر، استاذ الدراسات الكلاسيكيه والتاريخ القديم في جامعة واريك، والمتخصص في الشرق الادنى الرومان، ان مدينة تدمر اصبحت تواجه خطر الزوال جراء المعارك بين مسلحي داعش والقوات السورية في محيط ذلك الموقع الاثري، الذي يتمتع باهميه تاريخيه كبيره واطلق عليه اسم "فينيسا الرمال".

وافادت تقارير من سوريا بان داعش يعد لشن هجوم علي تدمر، اكبر المدن الاثريه في الشرق الاوسط.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان التنظيم اضحي علي بعد 2 كم من الاثار، بعدما انتصر علي القوات الحكوميه في معارك شرسه، موضحا انه سيطر علي جميع نقاط مراقبه الجيش بين السخنه وتدمر، مضيفا ان "تدمر في خطر".

واوضح بوتشر في تقرير نقلته عنه بي بي سي، ان تدمُر هي اخر موقع يمكن للمرء ان يجد فيه غابه من الاعمده والاقواس الحجريه وسط الصحراء، وكان الرحاله في القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين عاده يذهلون عندما يرون تلك المساحه الواسعه من الخرائب الاثريه وسط الصحراء السورية، التي تقع تقريبا في منتصف الطريق بين ساحل البحر المتوسط ووادي نهر الفرات.

وكانت تدمُر محطه للراحه والسقيا في طريق رحلات التجاره بين الشرق والغرب، حيث احتلت تلك المدينه مكانه بارزه في تاريخ الشرق الأوسط علي الرغم من موقعها المنعزل، وبدات تدمر في الازدهار تدريجيا بعد بدايات متواضعه في القرن الاول قبل الميلاد لتبلغ اوج شهرتها في مرحله الامبراطوريه الرومانيه في القرن الثالث الميلادي، عندما تحدي حكامها سلطه روما وانشاوا امبراطوريه خاصه بهم امتدت من تركيا الي مصر.

وشهدت المدينه قصه الملكه زنوبيا التي حاربت الامبراطوريه الرومانيه في عهد الامبراطور اورليان، ولكن المعلومه الاقل انتشارا هي ان مملكه تدمُر حاربت ايضا امبراطوريه اخري هي امبراطوريه الساسانيين الفرس، وفي منتصف القرن الثالث الميلادي عندما غزا الساسانيون الامبراطوريه الرومانيه واسروا الامبراطور فاليريان، قاتلهم التدمُريون وهزموهم، واعادوهم علي اعقابهم الي ما وراء نهر الفرات، وعلي مدار عقود، اعتمدت روما علي سلطه التدمريين لدعم نفوذها المتراجع في الشرق.

كانت تدمُر انجازا شرق اوسطيا عظيما، ولم تكن تشبه اي مدينه اخري في الامبراطوريه الرومانيه، حيث كانت متفرده تماما ثقافيا وفنيا، ففي الوقت الذي كانت فيه نخبه ملاك الارض هي من يسير الامور في المدن الاخري، كانت طبقه التجار هي المهيمنه علي الحياه السياسيه في تدمُر، وتخصص التدمريون في حمايه قوافل التجاره التي تقطع الصحراء.

وشكلت تدمُر، مثل فينيسا (البندقيه)، مركزا لشبكه تجاريه واسعه، الا ان بحرها كان من رمال الصحراء وسفنها من الابل، ولا زال المسرح المبني علي الطراز الروماني صامدا امام الزمان بعد الاف السنين هناك اثار كثيره تحمل نقوشا باللغه الساميه التي اعتز بها اهل تدمُر، ومع ذلك، كشف علماء الاثار عن ان أهل المدينة لم يكونوا بعيدين عن البحر، حيث كان التدمريون يسافرون عبر نهر الفرات الي الخليج ليتواصلوا مع التجاره البحريه القادمه من الهند، بل واداموا لهم حضورا في موانيء البحر الاحمر المصريه.

واستثمر التدمريون الثروات التي يحصدونها من تجاره البضائع المثيره من الشرق، في مشروعات معماريه في مدينتهم، ومن الاثار التي حفظت الي يومنا من هذه الصروح التي بنوها، المعبد الكبير للالهه التدمريين، والذي يعرف بشكل عام بمعبد "بل"، وهو عباره عن شارع محفوف بالاعمده الحجريه الضخمه ومسرح علي الطراز الروماني، ما زال قائما حتي يومنا هذا.

وكان التدمريون يفخرون بتزيين مبانيهم بنقوش تذكاريه تكتب بلغتهم الساميه، بدلا من الاعتماد علي الاغريقيه او اللاتينيه، وطورت تدمر اسلوبها الفني الخاص وطرازها الخاص من العماره الكلاسيكيه، وتكشف النماذج التزينيه علي مبانيها ازياء لباس سكانها عن علاقات واسعه النطاق مع الشرق والغرب.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل